عالم البـراري !
اذا
نقل علجوم من بركة ولد فيها الى بركة أخرى مناسبة تماماً للحياة ، فسوف
ينطلق العلجوم يحثاً عن بركته الطبيعية ، وسوف يجدها في النهاية ما لم يكن
قد أخذها بعيداً جداً . تعود الضفادع وتبحث عن الماء باصرار حتى في المجاري
المائية التي جفت أو ملئت اذا كانت عاشت فيها حيوانات الشرغوف أو أبو
ذنيبة ، ولماذا وكيف تتصرف على هذا النحو ؟ أمر ليس مفهوماً . لقد ثبت أن
كثيراً من البرمائيات قادرة على التعلم بالتكيف . العلجوم والضفادع ( الأول
يظهر أداء أفضل ) تمر خلال متاهات بسيطة نوعاً ما حيث تكافأ في النهاية
بالطعام . ويظهر السمندر قدرة ماثلة ( بعد فشل 500 مرة ) وكذا صغار الشرغوف
.أما سمندل الماء وسحلية السمندر فهما غير قادرين على حل هذه المشكلة ،
لكن ضفادع الشجر والضفادع ليست سيئة في التمييز بين المستطيل والدائرة ،
ونجم ومثلث ورباعي الأضلاع . وخط منحني وخط مستقيم ، إذا كانت الأشكال
تتحرك . بعد عدة ساعات من خروجها من البيض سلاحف صغيرة على سبيل المثال
تكون قادرة على التسلق خارج حفرة عميقة وتتجه بحاسة البصر جيداً وتصل الى
شاطئ المحيط براً . فلقد ثبت أن السلاحف الحديثة الولادة تحصل على توجيهها
عن طريق الشمس . بالإضافة الى انها لا تهتدي برائحة المحيط أو شكل الشاطئ
المنحدر كما كان يعتقد سابقاً . في الواقع ان اثارة سطح البحر التي تكون
مكثفة أكثر في ضوء النهار وأثناء الليل عنها على الأرض هي التي تقودها الى
الياه كما سبق مناقشته . تخرج السلاحف بالطريقة القديمة جداً . من بيضة
تحضنها حرارة التربة ، تضع بعض السلاحف مئات البيض ، البعض الآخر يضع فقط
اثنتين أو خمساً ، البعض يضع البيض مرة كل عدة سنوات . البعض الآخر عدة
مرات في السنة ، البعض يدفن البيض على نحو عميق في التربة ، البعض الآخر في
أماكن ضحلة نوعاً ما . البعض لا يعتني بذريته ويتركها للصدفة ، ويضع آباء
البعض الآخر البيض في جحور تحت الآرض وتظل هناك حتى تفقس صغارها كما
تساعدها في الخروج من القشرة . وبعد بعض الوقت ـ وهذه الفترة تختلف مع
اختلاف الأنواع ـ تنشأ الحياة في الجحر تحت الأرض ، تخرج السلاحف الصغيرة
من البيض عشية حياتها الطويلة ، وتواجه الخطر .
لأن
عالم الوحوش ، الطيور والأسماك المفترسة والزواحف تدرك هذه الأخيرة كم هو
لذيذ لحم السلحفاة يلتقط ويبلع ولا يضيع الوقت في المضغ ، والسلحفاة
الوليدة التي لا تزال بدون درقة تكون بلا حماية . حتى النمل خطير بالنسبة
لها ، اذ يجتمع جماعات عديدة لمهاجمة السلحفاة الصغيرة تاركاً جلدها فقط ،
لحسن الحظ السلاحف تكون اكثر رشاقة عند الميلاد عنها بعد البلوغ . وتسرع
السلاحف الصغيرة الوليدة نحو الماء بشكل فعال لكن قليلاً نها فقط تهرب من
الصيادين العديدين ، تواجه السلاحف المفقوسة حديثاً بصفة خاصة أو قاتاً
صعبة ، عندما يكون عليها أن تقطع عدة أمتار فقط للوصول الى البحر وتنقظ
عليها طيور الفرقاط البحرية وتمسك بها أثناء الطيران وتهاجمها ثانية
وغالباً لا تصل سلحفاة واحدة من المئات المعوقة الى البحر ، والآن ما رآيك
في الآباء المهلين ؟ يتجهون الى حيث يسبحون ، البعض يقطع الآف الكليومترات
ليصلوا الى أراضي رعيه حيث ينمو نبات التالاسيا طعامهم المفضل ومن حين لآخر
يسبحون من المناطق الاستوائية الى بارتنس ، وبحر البطليق وحتى بحر البرتج
يقطعون من ألف الى آلفي كيلومتر في اتجاه واحد فقط حتى بيضهم على الحفرة
الرملية الخاصة بهم على الرغم من وجود أراضي للفقس مماثلة في أماكن أخرى
كثيرة . بعض ثعابين أمريكا الشمالية لها سلوك غير مفهوم ، لأسباب غير
معروفة ـ ليست البيات الشتوي أو الصيفي ، تتجمع في أوقات معينة في واقع
معينة وكثير منها يقطع مسافات كبيرة ليصل إليها ، جرى وضع علامات على هذه
الثعابين وقدأثبت هذه أن المجموعة محل الدراسة تضمنت نفس الثعابين سنة بعد
سنة . وقد أظهر كثير من الثعابين في المعمل خصائص سلوكية لمعظم الفقاريات
البدائية ، ويذكر بعض علماء الطبيعة ، لنتامل على سبيل المثال الأفاعي
السامة التي قام عالم سلوك الحيوان الفلندي مؤخراً بدراستها ، في الربيع في
منتصف ابريل تقريباً ( أو في آخر مارس اذا ابتدأ الربيع مبكراً ) بينما
يكون الثلج في كل مكان لم يصهر بعد ، يكون أول من يبرز من تحت الأرض ذكور
الأفاعي السامة ، لونها رمادي نوعاً ما وتوجد خطوط متعرجة داكنة على ظهره .
أما الإناث فلونها بني نفس الخطوط على الظهر . وتوجد أيضاً أفاع سامة
سوداء ( عادة اناث ) ولونها يجمع بين الحمرة المائلة الى البني بدون الخطوط
المتعرجة . يخرج الذكور ليزحفوا نحو الناطق المشمسة على المنحذرات
المواجهة للجنوب أو الى مناطق جافة ، حيث يأخذون حمام شمس لدة أسبوع أو
اثنين ثم تظهر الاناث فتزحف خلفها الذكور يحرسونهن يتشاجرون مع بعضهم البعض
.
ويشبه قتال هذه الأفاعي الطقوسية (
رقصة الصراع ) الى حد ما قتال الحيات المجلجلة وكان يعتقد سابقاً ان
حركاتها رقصات زواج يؤديها الذكر والأنثى ، لكن ثبت أنها صراع بين الذكور
حيث ترفع الذكور رؤوسها وتهزها في ايقاع واضح ، ويصبح الذكران مجدولين على
شكل صغيرة في صراع على القوة ، يحاول كل منها أن يضعط الخصم على الأرض
ويقبله على الظهر ولا يعقبان بعضهما البعض تقريباً . وتلد هذه الأفاعي في
المناخات العتدلة مرة كل سنتين ، ولا تزحف الاناث بعيداً عن الموقع الذي
اعتادت أن تأخذ حمام الشس فيه ، ومع ذلك على العكس تسافر الذكور سافة من
كيلومتر الى خمسة كيلومترات الى المناطق التي يقضون فيها الصيف يدافعون عن
أماكن صيدهم ( من واحد الى أربعة هكتارات في الساحة ) لكن كيف يجدون أماكن
الصيد الخاصة يه والمعتادون عليها ؟ يستطيع المرء أن يمسك أفعى سامة حيث
تعيش في الصيف ( لكن ليس في الربيع أو الخريف عندما تهاجر هذه الثعابين الى
مناطق تزاوجها أو اماكنها الشتوية وغالباً ما تجتاز مناطق أجنبية ) واذا
نقلت الثعابين لمسافة بين 300 أو 500 متر و كيلومتر ، وأطلقت في منطقة
غابات ذات ؟ روف مماثلة أيضاً تعود الى موطنها . علاوة على انه اذا احتفظ
شخص بها في الأسر لبضعة شهور على سبيل المثال في منطقة يابسة لا ماء فيها
لتربية الحيوانات ثم أطلق سرحها في مكان ليس بعيداً عن المنطقة التي أسرت
فيها ، فإنها تعود الى نطقتها الأصلية ، ان امكانية عودتها الى موطنها في
الغابة ليست معروفة حتى الآن ، وعلى نحو غريب تتمتع هذه الأفاعي بذاكرة
جيدة ، فقد كشفت ملاحظة هذه الثعابين في أماكن كبيرة لتربيتها أن الذكور
والاناث مخلصون جداً لبعضهم البعض ، وسنة بعد سنة تتزاوج بعض الأفاعي مع
نفس النوع وتتركه في أماكنه الطبيعية بمفرده في الصيف . ومسموح لهذه
الأزواج فقط بالاقتراب خلال موسم التوالد . هذه المقدرة على التعرف على نفس
ترعها مذهلة للغاية لأنه في أي موسم آخر غير موسم التزاوج ، يكون الذكر
غير قادر على تحديد حتى أو حتى انواع الثعابين التيقابلها . لكن أيضاً في
المقابل التي تبدو دافئة ( 10 ــ 14 درجة ) تزحف لا اردياً للخارج من تحت
بقايا الأشجار وجحور الجرذان والحفر الأخرى .
في الأيام الباردة ، تظهر الافعاي السامة فقط على ظهر الأرض في الصباح وهي
تزحف فوق فوق المناطق المشمسة والمنحذرات والممرات الضيقة ، كما ترقد
لساعات مسطحة على الأرض ، للإستمتاع بالزيد من أشعة الشمس . وتقضي الإناث
الحوامل أكبر جزء من الصيف في الأماكن المشمسة لضمان نمو أضل لأجنتها ، في
الليل تبحث دون أن تزحف بعيداً ، في جحور القوارض والحفر تحت جذور الشجر ،
ولا تزحف سريعاً ، فهي تبحث عن فريستها وتطاردها بدون نشاط ، وعادة تعض فقط
كالفئران والضفادع والسحالي والطيور الصغيرة التي تجد نفسها في تناول
الأفاعي دون أن تلاحظها ونادراً ما تطارد فريسة عارية لم تلذغ ، وعلى العكس
لا تترك الأفاعي مطلقاً سحلية أو ضفدعة لذغت من قبل ، فتبتلعها فوراً .
أما الفأر الذي تلقى جرعة مميتة من السم فيكون أحياناً قادراً على الجري
لمسافة قصيرة قبل أن يبدأ النزع الخير للموت ، ولا تسرع الأفعى السامة في
الانطلاق للمطاردة ـ فلا داعي للسرعة مطلقاً ، فتظل بلاحركة لدقيقة أو
دقيقتين ، كما لو كانت تفكر في الطرائق المحتملة لمرور أحد القوارض الحكوم
عليه بالوت ، ثم تزحف في تمهل وهي تقتفي الأثر ورأسها منخفض الى الأرض
وتبدو وكأنها تقبل الأرض بلسانها ذي الشعبتين . وعندما تجد الفريسة تخرج
لسانها سريعاً لتجسس وتشم الفأر ثم تبتلعه ، واذا كان الموقع غير مناسب
لتناول الطعام فإن الأفعى تبقي على الفأر في فيها لتنتقل الى مكان أهدأ
وأكثر راحة . والأفاعي ليست شرهة ؛ تتغذى الأفعى في المتوسط بكمية من
الطعام أقل من وزنها مائة مرة ، لكن هذا المتوسط رقم سنوي . يوجد بالتأكيد
أيام يتوافر فيها طعام أكثر ، بعد ان تمسك الأفعى فأرين وتأكلهما ، يزداد
وزنها بنسبة 50 ـ 75 % وفي الليالي التالية قد لا تزحف خارج جحرها للصيد
على الاطلاق أو قد تحاول الصيد لكن لا يحتمل أن تمسك أية فريسة ، ثم تبدأ
عملية تغيير الجلد ؛ بينما تغير الأفاعي جلدها تكون جائعة ، وكذلك تصو في
الربيع عندما تتزاوج ، الإناث الحبلى لا تهتم بالطعام هي الأخرى ، ثم يأتي
الشتاء وهو الوقت الذي تختفي فيه الأفاعي في جحور وشقوق عديدة واحياناً في
عمق يزيد على ترين لتقضي وقت البيات حتى الربيع .
تصبح
أنثى الأفعى السامة ناضجة جنسياً عند السنة الخامسة من عمرها تقريباً
بينما يكتمل نضج الذكور عند الرابعة من عمرها . وتبلغ فترة الحمل نحو ثلاثة
أشهر ، وتلد الأفاعي في آخر يوليو الى سبتمبر من 5 الى 20 ثعباناً صغيراً
ويبلغ طول الصغير من 10 ـ 20 سم ، وقبل أن يبلغ عمرها يوماً واحداً تستطيع
اصدار صوت الفحيح وتكون سامة .
ومن
الزواحف الأخرى التي تلفت المزيد من الاهتمام ، التماسيح بسلوكها الممتع
للاية ، وهذه الزواحف بها على الأقل بعض الأنواع مثل القاطور أو التمساح
الأمريكي ، يزيل الطمي والنباتات المفرطة الكثيفة من قاع المجاري المائية .
يحفر القاع بمخالبه ويلقي بالمواد المستخدمة على الشاطئ ، عادة هذا
التمساح يحفر بركة كهذه لنفسه وصغاره وحمي البركة من ذكور التماسيح الأخرى
ويسمح فقط للإناث بالدخووول ويعتبر امتداداً من الاء من الماء وخطا من الشاطئ
يبلغ طوله نصف كيلومتر أو أكثر أيضاً جزءاً من اقليمه . وتتكون ملكية
تمساح النيل من مائة متر من المنطقة الساحلية وقاع الجاري المائية الجاورة ،
تقضي التماسيح الليل في الماء وفي الصباح تأتي للشاطئ لترقد تحت اشعة
الشمس ، فقط في فترة ما بعد الظهر عندما تكون حرارة الشس محرقة تزحف الى
المياه الساحلية ، وبعد الرقود في المياه لفترة قصيرة تستدفئ في الشمس مرة
أخرى ، واذا كان الجو حاراً وتكسل في السباحة ، تبرد أنفسها بفتح أفواهها
حيث يكن أن ترقد التماسيح فاغرة أفواهها لساعات ، غير أن التماسيح أصحاب
المنطقة لا يمكنها تحمل الاستمتاع بالقيلولة كاملة كما تفعل التماسيح
الصغيرة التي ليس لها منطقة ، وتشكل هذه التماسيح أغلبية السكان ، وترقد في
أغلب الأحيان في مجموعات في المناطق الخالية ، وتلك التي لديها منطقة خاصة
بها تكون بها تكون دائماً متيقظة مستعدة لصد أي ذكر دخيل ـ وعلى فترات
دورية توقف قيلولتها للقيا بدورية سباحة على طول حدودها ، وبعد أن تقتنع
بأنه لم يحدث أي انتهاك لحرمة منطقتها تعود الى الرمال الدافئة . وتعتبر
الإعتدئات على ممتلكات الآخرين شائعة في موسم التزاوج وتؤدي مثل هذه
الاعتدائات الى صراعات شرسة وطويلة قد تمتد لساعة ، يجذب هذا المشهد عادة
كثيراً من التماسيح في المناطق المجاورة ، وتختار الاناث ازواجها ، مع
اعطاء الأفضلية لليمزة الخاصة أي لمناطق اقامة الأعشاش المشسة أكثر والريحة
أكثر . وعادة ينتظر وصول الاناث . وبدافع الغريزة يسبح الذكور بتعجل على
امتداد المساحة التي تشكل منطقتهم الخاصة من المياه وهم يحاربون ، يفتحون
أفواههم على اتساعها ليصدروا اصواتاً عالية وطويلة مثل أصوات الطبول الضخمة
بينما تطلق غدد السك الموجودة عند قاعدة فك التساح وتحت ذيله رائحة لاذعة
جداً .وعادة تدفن التماسيح بيضها في الرمال ، بينما البعض يكوم أوراق
وسيقان الأشجار الذابلة ويبني نوعاً من المأوى الدافئ حيث يوضع البيض ،
تنهمك الاناث في الاعشاش ، لكن اهتماها بصغار المستقبل لا يقتصر على هذا .
التماسيح
الأمريكية وتماسيح مصبات الانهار مثل الطيور تنظم درجات الحرارة والرطوبة
في العش . ويبلغ ارتفاع عش التماسيح النهرية متراً وحتى 7 أمتار قطراً ،
يحفر الذكر جحراً جاوراً للأنثى في الطين لنفسه ومن حين لآخر يحرك ذيله
بشدة لينثر الطين على الكومة الموجودة فوق عشه ، وتبني اناث التمساح
الأمريكي اعشاشاً مماثلة ، حيث تكون في قمة الكومة حفرة تحتوي على العشرات
من البيض وبها طبقات متداخلة من الحشائش ومغطاة بطبقة من النباتات سكها
حوالي ربع متر تعلم أنثى التمساح على تقليبها من آن لآخر لتجعلها أكثر
متانة أو على العكس تفككها لكي تحتفظ بالرطوبة والحرارة اللازمتين . أما عش
تمساح النيل الأفريقي فمختلف تماماً ، اذا كان ميل ركام الرمل على ضفاف
النهر شديد الانحدار ، يدفن البيض قريباً ن الاء ، واذا كان الانحذار
خفيفاً ويمكن أن تغييره مياه الفيضان ، يحفر فتحات العش حوالي عشرين متراً
بعيداً عن الاء في نطقة مشمسة لكن غير محرقة ، وفي المناطق الظليلة تكون
الفتحات قليلة العمق نوعاً ما ، بينما في المناطق المشمسة يصل عمقها الى
نصف متر ويغطي البيض بخليط من التربة وأوراق الشجر والحشائش ، وأحياناً
تصبح التربة جافة وصلبة ، حتى أن التماسيح حديثة الفقس تصل بصعوبة الى سطح
الأرض ما لم تقم الأم بإزالة الغطاء ، يتم احتضان بيض تاسيح النيل في
التراب لمدة ثلاثة الى أربعة شهور وخلال هذا الوقت تظل الأم قريبة قائمة
بالحراسة ، وعندما يكون الجو حاراً تنتقل الى منطقة ضليلة وتراقب منها أو
تأخذ راحة قصيرة لتسبح ثم تعود الى العش وتقف فوقه وتسيل المياه خفيفة من
جلده المسماري الشكل وترطب التراب فوق حضنة البيض ، في الواقع الفعل الأنثى
لا تأكل لأنها لا تستطيع التجول بعيداً عن البيض ، فالطيور والزواحف أو
الثدييات ، كالطائر اللقلق أو المرابط واللقالق الأخرى والضباع والبابون
والسلاحف والورل النيلي وحيوانات النمس تسرع لسرقة البيض ، وعندما يحين وقت
خروج الصغار من تحت التراب يصدرون صوتاً خفيضاً أجش ، وتسمع صيحاتهم من
بعد عدة امتار فتزيل الأم التراب وتجعلهم يخرجون ،انهم صغار تماماً لا
يزيد طولهم عن 26 ـ 34 سنتمتراً لكنهم كثيروا الحركة ولايهدأون ، الصغار
يصدرون صوتاً خفيضاً أجش ويتخرون كصوت الخنزير ويمسك بعضهم البعض ويحاولون
الدخووول الى الشقوق أو الشجيرات التي لا يستطيعون بعد البعد عنها ، يتسلقون
بصعوبة ظهر أمهم وخرطومها ، مسببين لها متاعب كثيرة لكنها تكون سعيدة فتعود
صغارها الى الماء مثل بطة تقود بطيطاتها . ومن الخطر مصادفة هذه الأسرة ،
تهاجم الأم كل حيوان أو شخص حتى على الشاطئ وعندما يصلون الى الماء تتداخل
معهم فراخ مختلفة ويحاولون البقاء بعيداً بقدر الاكان من التاسيح البالغة
بالاحتماء بالحشائش الطويلة أو الشجيرات أو في الجحور التي يحفرونها في
الضفاف شديدة الانحدار . وبينا هم لا يزالون صغاراً تقتل الكثير منهم
النسور والبوم والعاقبي الأوروأسيوية والطيور المفترسة وطيور المرابط
اللقالق سوداء الرقبة ولقلق أفريقيا الاستوائية وطيور أخرى طويلة الأرجل
ذات مناقير قوية والسلاحف المائية والورل النيلي وأسماك السلور وأخيراً ،
التماسيح البالغة تفتك بالزواحف الصغيرة بقسوة شديدة لدرجة أن لا يبقى منها
إلا 3 الى 5 % حتى يكتمل نموها .