التعبير عن الأنفعالات لدى الكلب
عندما
يقترب كلب من أخر بنواية عدوانية تكون آذنيه منتصبة و العينين متجهة بشكل
مقصود الى الأمام و إنتصاب للشعر الموجود في العنق و الظهر و طريقة المشي
المتصلبة بشكل ملحوظ و الذيل في وضع عمودي و متصلب ، و هذا المظهر مألوف
جداً بالنسبة الينا الى درجة أنه يقال في بعض الأحيان عن أى رجل غاضب أنه "
قد رفع ظهره الى الأعلى " ، و من ضمن النقاط السابقة فإن طريقة المشي
المتصلب و الذيل العمودي الوضع يحتاجان الى استطراد في المناقشة . و يعلق
أحد العلماء على أنه عندما يتم ضرب نمر أو ذئب بواسطة حارسه و يتم إستثارته
فجأة الى حد الشراسة فإن كل عظلة تصبح في حالة توتر و الأطراف تتخد الوضع
الخاص بالاداء المجهد إستعداد للوثوب ، و هذا التوتر الخاص بالعضلات و ما
يتبعه من طريقة المشي المتصلب من الممكن تفسيرها بناء على المبدأ الخاص
بالأعتياد المتزامل و ذالك لأن الغضب قد كان يؤدي بشكل مستمر الى صراعات
شرسة و بالتالي الى الأجهاد بشكل عنيف لجميع العضلات الخاصة بالجسم ، و
هناك إيضا من الأسباب ما يدعو الى الأشتباه في أن الجهاز العضلي يحتاج الى
بعض التحضير القصير الأمد أو الى درجة ما من التنبيه العصبي قبل دفعه الى
الأداء القوي ، لكن ليست هناك إثباتات ملموسة لتؤكد هذه الفرضية رغما انها
مقبولة جدا .
رأينا
في الجزء الأول حركات الكلب عندما يشعر بالتوحش و التي يكون سببها إما
التعود أو أن الجهاز العضلي يحتاج الى تحضير قصير الأمد قبل بدل الجهد
العنيف ، و مما يؤكد النضرية الثانية هو ما توصل اليه العلماء أنه عندما
يتم قبض العضلات بشكل فجائى بأكبر قوة ممكنة بدون أى تحضير سابق فأنه تكون
عرضة لأن تتمزق كما يحدث عندما يزل رجل بشكل غير متوقع و لكن هذا نادرا ما
يحدث عندم يتم الأداء لفعل ما مهما كان عنيفاً بشكل مقصود .
بالنسبة
للوضع المرتفع عموديا الخاص بالذيل فيبدو أنه يعتمد ( رغم ان هذه الفرضية
غير مؤكدة جدا لدى العلماء ) على كون العضلات الرافعة أكثر قوة عن الخافضة
،و بهذا الشكل فعندما تكون جميع العضلات الخاصة بالجزء الخلفي من الجسم في
حالة توتر فإن الذيل يرتفع ، و أى كلب في حالاته الذهنية المرحة ـ يقوم
بالهرولة سابقاً سيده بخطوات عالية مطاطة حاملا ذيله بشكل عام عالياً
بالرغم من عدم الأحتفاظ به بالدرجة نفسها من الصلابة التي يكون عليها عندما
يكون غاضباُ ، ، و أى جواد عند البدء في إطلاقه بداخل حقل مفتوح من الممكن
رؤيته و هو يخب بخطوات واسعة مطاطة مع الأحتفاظ بالرأس و الذيل مرتفعين
عاليا ، و حتى الأبقار عندما تحس بالبهجة فإنها تقوم برفع ذيولها بأسلوب
مثير للضحك.
رأينا
في الجزء السابق أن الكلب عندما يشعر بالسعادة يقوم كذالك برفع ذيله و نفس
الأمر مع الجياد و البقر و هذا هو الحال مع العديد من الحيوانات البرية
الموجودة في الحدائق الحيوانية أو في الطبيعة ،و مع ذالك فإن الوضع الخاص
بالذيل - في بعض الحالات- يتم تحديده عن طريق ملابسات خاصة، و هكذا فإنه
بمجرد أن ينطلق الجواد في العدو بسرعة كاملة فإنه دائماً ما يقوم بخفض ذيله
حتي يتم تقديم أقل مقاومة ممكنة .
عندما يكون أحد الكلاب على وشك
الوثوب على خصمه ، فإنه يقوم بالتفوه بدمدمة شرسة و آذناه تكون مكبوسة بشكل
حميم الى الخلف و الشفة العليا تكون منسحبة الى الخلف لإفساح الطريق
لأسنانه و بشكل خاص لأنيابه ، و من الممكن مشاهدة تلك الحركات مع الكلاب و
الجراء أثناء لهوهم ، و لكن إذا أصبح الكلب ضاري بشكل حقيقي أثناء لهوه فإن
التعبيرات الخاصة به تتغير على الفور و مع ذالك فإن هذا يرجع ببساطة إلى
أن الشفاه و الآذان يتم سحبها الى الخلف بعزم أكبر ، و إذا قام أحد الكلاب
بالزمجرة فقط تجاه كلب آخر فإن الشفة تصبح عادة مسحوبة الى أحد الجوانب فقط
و هو بالتحديد الجانب الموجه للعدو.
الحركات الخاصة بالكلب في أثناء إبدائه المحبة تجاه سيده تتكون من أن الرأس
و الجسم بأكمله يتم خفضهم و انماجهم في حركات متمعجة مع بسط الذيل و
التلويح به من جانب الى جانب و تسقط الآذنان الى الأسفل و يتم سحبهما الى
الخلف بعض الشيء و هو ما يتسبب في استطالة جفون العين و التغيير في مظهر
الوجه بأكمله و تتدلى الشفتين بشكل طليق و يظل الشعر ناعما ، و جميع تلك
الحـركات أو الإيماءات قابلة للتفسير ، نتيجة لوقوفهم في تناقض كامل مع تلك
الحركات التي يتم إتخادها بشكل طبيعي عن طريق كلب متوحش تحت تأثير الحالة
الذهنية المضادة بشكل مباشر ، و عندما يقوم رجل بمجرد الحديث أو مجرد
الأنتباه الى كلبه فاننا نرى الأثار الباقية الأخيرة الخاصة بتلك الحركات
في صورة تلويح بسيط بالذيل بدون أى حركات أخرى من الجسم و حتى بدون أن يتم
خفض الآذنين ، و تبدي الكلاب كذالك محبتها بالرغبة في الأحتكاك مع أسيادها و
أن يتم حكها أو التربيت عليها بواسطتهم . و نستنتج هنا أن الحركات التي
يقوم بها الكلب تتأثر بشكل كامل بحالته الذهنية فحالة الغضب تقف في نقيض
حالى إبداء المحبة و السرور و لذالك فإن الحركات الخاصة التي يقوم بها
الكلب في حالة الغضب تقف كذالك في نقيض الحركات التي يقوم بها في حالة
السرور .
يتبع