أنواع المادة ..............

المعلق:
كل شيء في كل مكان مكون من مادة .. حتى النجوم مكونة من مادة، وأيضًا الحبات الصغيرة للرمل على الشاطئ.
بعض أنواع المادة صلبة كخشب جذع الشجرة أو جرانيت الصخور، بعض أنواع المادة سائلة كالماء أو العسل الذي يسيل ببطء، بعض أنواع المادة يأخذ شكل الغاز كالغاز الذي يزودنا بوقود الفرن أو الغازات الأخرى التي نتنفسها في الهواء.
الصلابة.. السيولة.. الغازية..
بإذن الله سنتعرف على خصائص كل حالة من حالات المواد، وسنرى الميزات التي تشترك فيها، والاختلافات بينها، وكيف تتحول من حالة إلى أخرى.
الجسور مكونة من المعادن والأسمنت، وتظل محتفظة بشكلها سنة بعد أخرى، هذا القلم .. وهذه الأوراق كل منهما له شكله المحدد وحجمه.
في الحقيقة كل شيء من الأشياء الصلبة له شكله المحدد، حتى لو شددت الحزام المطاطي فإنه سيعود إلى شكله السابق، ويمكنك تغيير شكل الأشياء الصلبة، لكن ذلك يحتاج قوة، كأن تطرق قطعة من النحاس لتجعلها مستوية.
والأشياء الصلبة لها شكل محدد، ولها كتلة محددة، وتحتل حيزًا محددًا، كل صخرة من هذه الصخور لها شكل مختلف، وكل واحدة تحتل حيزًا محددًا، لفهم لماذا تتمتع الأشياء الصلبة بأشكال محددة وبكتل محددة علينا أن نرى عن قرب مما تتكون، لنأخذ ملح الطعام العادي مثلاً، تحت المجهر تبدو كل ذرة من ذرات الملح كمكعب كبير.
وعن قرب أكبر نرى أن ملح الطعام يتكون من ذرات الصوديوم والكلورايد؛ حيث تتحد ذرة واحدة من الصوديوم مع ذرة واحدة من الكلورايد، لتشكل ذرة أكبر تُدعى الجزيء، والجزيء هو أصغر حبة من حبات الملح هنا.
في حبة الملح، الجزيئات تتحد بقوة مع بعضها، وتتماسك بشكل ثابت مشكّلة نموذجًا منتظمًا، أما السوائل فليس لها شكل ثابت، لكن السوائل تشبه المواد الصلبة من نواحي أخرى، فإذا نظرنا عن قرب إلى قطرة الماء كما فعلنا مع حبة الملح سنجد أن الماء يتكون أيضًا من جزيئات.
جزيء الماء يتكون من اتحاد ثلاث ذرات، ذرتان من الهيدروجين وذرة واحدة من الأكسجين، لكنها ليست كجزيئات الملح أو جزيئات أي مادة صلبة أخرى، فالجزيئات في السوائل لا تتماسك بقوة. انظر إلى محتويات هذه الكرات، كجزيئات السائل .. صحيح أنها تتصل مع بعضها البعض، لكن لأنها ليست متماسكة بشكل قوي ومتين، فإنها تتسرب وتنزلق حول بعضها، في بعض السوائل كالماء نجد أن الجزيئات تتسرب وتنزلق بسهولة؛ لذا نجد أن الماء يجري بسرعة.
وفي سوائل أخرى كالعسل أو الزيت نراها تجري ببطء؛ لأن جزيئاتها أكثر تماسكًا مع بعضها، ولأن الجزيئات في السوائل تنزلق وتتسرب لا يمكن أن يكون لها شكل محدد كالمواد الصلبة، لكنها كالمواد الصلبة لها كتلة محددة.
هذا الكوب المعياري يحتوي على 250 ملليلترًا من السائل، بإمكانك أن تسكبه في أوعية مختلفة وسوف يأخذ دائمًا شكل الوعاء الذي يحتويه، حتى لو لم يملأ ذلك الوعاء.
ومهما كان حجم أو شكل الوعاء تبقى كتلة السائل كما هي، وهي في هذه الحالة مائتين وخمسين ملليلترًا، أما كتلة السائل فيمكن أن تتغير إذا سخن السائل أو برد. إن هذا الزئبق الملون في ميزان الحرارة يتأثر بحرارة الجو، وعندما يسخن الزئبق أكثر تبدأ جزيئات الكحول بالابتعاد عن بعضها، وعندها يتمدد السائل ويملأ حيزًا أكبر في هذه الاسطوانة الرفيعة....إلخ