بعيدًا عن الكرة.. «أبو تريكة» "موقف" وليس معصوما من الخطأ

هجوم شرس تعرض له لاعب
النادي الأهلي ومنتخب مصر، محمد أبو تريكة، عقب قراره الشخصي بعدم المشاركة
في بطولة كأس السوبر أو الدوري المحلي، تضامنًا مع حقوق من نحسبهم عند
الله شهداء من ألتراس الأهلي، الذين راحوا ضحية مذبحة بورسعيد في فبراير
الماضي.

بعيدًا عن الكرة.. «أبو تريكة» "موقف" وليس معصوما من الخطأ Treka_ghaza22

وسواء أصاب أبو تريكة أو
جانبه الصواب في القرار وتوقيته، فهو بشر غير معصوم، وليس معصوما كما أخطأ
الجميع في التعامل معه على هذا الأساس، والحملة الإعلامية الهائلة التي شنت
هجومها العنيف عليه، تجاوزت كل حدود المنطق، فمن المستحيل أن يتحول لاعب
من أسطورة إلى منافق.

المعروف
للجميع أن هذا اللاعب خلال سنوات طويلة مضت، كان مثالًا حيا للرجل صاحب
المبدأ الواحد، الإنسان الحقيقي الذي يتفاعل مع هموم وطنه وأمته، وكانت
أبرز لقطاته دائماً النابعة من قلب عامر بالإيمان هى لحظة السجود لله
سبحانه وتعالى، عقب إحرازه أى هدف في أى بطولة شارك بها داخلية كانت أو
خارجية.

عقب إحرازه هدفًا في مرمى السودان ببطولة كأس الأمم الأفريقية بغانا «يناير
2008»، تعاطف أبو تريكة مع أهل غزة بسبب الحصار الصهيوني الجائر لها
وقتها، فما كان من الفارس النبيل إلا أن رفع قميصه ليبرز الجملة الشهيرة
«تعاطفا مع غزة»، ونال وقتها بطاقة صفراء من الحكم البنيني «كوفي كودجا»
اعتبرها الإعلام المصري في تلك الأيام «بطاقة الشرف»، وتعرض أبو تريكة
لاحتمال العقاب من الاتحاد الأفريقي، وتم لفت نظره بالفعل عقب تضامن
منتخبات عربية أخرى معه في البطولة وسط حملة إعلامية داعمة له هناك.
وكان
رد الفعل الطبيعي أن خرج أهالي غزة كبارًا وصغارًا يهتفون باسمه، رافعين
لافتات تقول «فلسطين كلها أبو تريكة»، فأى مجد وفخر يبحث عنهما بعد ذلك؟

قبلها
بعامين، وتحديدًا في سبتمبر من عام 2006، أحرز أبو تريكة الهدف الأول
للأهلي في مرمى الصفاقسي التونسي في دور الثمانية من بطولة رابطة الأبطال
الأفريقية للأندية، ليجهش بالبكاء وهو يقبل الشارة السوداء على كتفه
تكريمًا للراحل الشاب محمد عبد الوهاب زميله في الأهلي والمنتخب، والذي كان
رحل عن دنيانا قبل شهر تقريبًا من تلك المباراة.

وفي بداية نفس العام 2006، كان لأبو تريكه لقطة رائعة أيضًا في نهائي بطولة
كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في مصر، وفازت بها بركلته الترجيحية
الحاسمة أمام كوت ديفوار، وانطلق أبو تريكة ليكشف عن قميصًا أسفل ملابسه
حمل جملة «نحن فداك يا رسول الله»، ردًا على حملة مسيئة ورسوم قبيحة طالت
نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، ليبرهن هذا اللاعب أكثر عن تدين
حقيقي لا يحتمل أى تشكيك، ودفاع عن أعظم الأنبياء في لقطة تشرفه حتى
الممات، وسلط الإعلام الضوء كثيرًا على هذا الموقف.

وظل
أمير القلوب كما يحب عشاقه أن يطلقوا عليه، متجاوبًا مع نبض الشارع
والجمهور الذي رفعه في مكانة عالية، فتواجد في ميدان التحرير يوم جمعة رحيل
الرئيس السابق كأبرز وأشهر اللاعبين المؤيدين لثورة يناير الشعبية. كما لم ينجرف مع حالة
الهياج الإعلامي ضد دولة الجزائر الشقيقة عام 2009 وتم تكريمه هناك، واحتفظ
باحترام وحب كل الجماهير العربية والأفريقية، خاصة من البسطاء، وكان
اللاعب الذي تحييه الجماهير في مختلف أرجاء ملاعب القارة السمراء وشمال
أفريقيا العربي دون أى لاعب آخر.

كما
رفع أبو تريكه الشارة السوداء حدادًا على شهداء الألتراس ووضعها فوق رأسه
عقب إحرازه لهدف للنادي الأهلي في مرمى نادي الشباب الكويتي في مباراة
ودية، وكان قبلها قد خرج للهتاف مع شباب الألتراس أمام ناديه تضامنًا مع
حقهم في المطالبة بالقصاص، ولم ينسهم مطلقًا، حتى عندما التقطت له
الكاميرات صورًا له وهو يدلى بصوته في انتخابات الرئاسة الأخيرة مرتديًا
قميصًا يحمل ذكرى لهؤلاء الأبرياء، ناهيك عن مؤازرته ومساندته المعلنة
والخفية لأسر هؤلاء الشهداء معنويًا وماديًا وبلا أى دعاية إعلامية.

محمد أبو تريكة الذي كان أبرز المشاركين في حملات دعائية للتبرع إلى مستشفى
السرطان للأطفال، بعيدًا عما قدمه لهم شخصيًا من مساعدات وتبرعات، هو نفسه
من رفض أموالًا بالملايين للعب لصفوف أندية خليجية من أجل النادي الأهلي
وجماهيره العاشقة له، هو الذي قبل رأس ثابت البطل، رحمه الله عام 2005، عقب
هدفه في مرمى الزمالك عرفانًا بالجميل للإدارى الأهلاوي الأقوى والأنجح،
وهو الذي ظل مهذبًا لبقا لم يخطئ في حق أحد ممن أهانوه كثيرًا.

هذه هى مشكلتنا
نتناسى الامجاد
عندما يحدث ما لا يعجبنا
ولكن يكفى دعواتنا لكك ابو تريكة

» سر مكالمة أم الشهيد التي غيرت موقف أبو تريكة
» تريكة: خوفي من كارثة أبعدني عن السوبر وليس الألتراس
» قواعد فن معالجة الخطأ إذا حدث لاتهمل قراءته
» أردوغان: لا يمكن أن نبقى في موقف "المتفرج" على ما يحدث في حلب
» موقف اضحك الشيخ العريفى حتى اوقفوا التصوير