҉҉ الدماغ .. اللغز الأخير ҉҉ وثائقي ҉

المعلق :
يمضي الإنسان قدماً كل يوم بحثاً عن المعرفة العلمية، من بداية
الكون أو ولادة نجم إلى نشوء الحياة والوراثة الجينية تحل ألغاز الوجود
تدريجياً، لكن العقل البشري الذي مكن الإنسان - بفضل الله تعالى - من
التوصل إلى هذه المعارف لا يزال لغزاً.
هذه المقدرات يخلقها الله -
تعالى - في الدماغ ذلك العضو حيث تنشأ الأفكار والحركات وما يتخيل الإنسان،
إنه مرتع الأحاسيس والمشاعر والصور والأفكار لكل فرد من البشر. بسبب
تعقيداته بدا الدماغ واحداً من حقول الألغاز التي تخضع للتحقيقات العلمية
إن أساس الدماغ البيولوجي معروف وكذلك بعذ نماذج أعماله، لكن لم يزل غير
مفهوم لماذا نتذكر بعض الأشياء وننسى أخرى، لماذا يساور مثل هذه التركيبة
الغريبة القلق حول نفسها، وحول منشأ الحياة ومعنى الموت.
عالم أحياء :
لدينا
الكثير من المعلومات، لكن ما نفقتر إليه هو النظرية، إننا نفتقر إلى آلية
لجمع ودمج مستويات مختلفة لفهم ماذا لدينا، أستطيع أن أقدم لك وصفاً جزئياً
جميلاً عن عملية تعليم الحيوان وكذلك عما يتعلم الإنسان.
المعلق :
أمسى
الدماغ موضع دراسة منظمة خلال القرن التاسع عشر، عندما إنخرط علماء
الطبيعة وعلماء النفس بجدال متقد حول إمكانية أن يكون العقل هو ذاته
الدماغ، لا شك اليوم أن الدعم المادي للعقل هو الدماغ، لكن المجتمع العلمي
منقسم بين من يقول: إن العقل هو ذاته الدماغ ومن يقول: إن العقل هو أكثر من
مجرد دماغ.
عالم أحياء :
من المؤكد أن علماء الأعصاب الحيوية لا
يعتقدون أن الدماغ هو ذاته العقل، ولكن لدي اعتقاد راسخ أن الظواهر
الماورائية والظواهر النفسية ومن ضمنها الوعي هي ملكية تنبثق من وظائف
أعصاب الدماغ، إذاً إنها من وظائف الدماغ ولكن بالطبع ليست هي ذاتها
الدماغ، إن العلاقة ذاتها تربط جهاز الأعصاب بالسلوك، من الواضح أن السلوك
يأتي نتيجة تفاعل الأعصاب، ولكنها ليست ذاتها بالضبط، ينبغي أن نعطيها
توصيفاً مختلفاً كعملية للجزيئات أو عملية مادية في الدماغ، إذاً هناك
تنسيق، وكذلك نعتقد بوجود علاقة وثيقة بين عمليات الدماغ والظواهر
الماورائية، لكنهما لا ينطبقان.
عالم أحياء :
أعتقد أن معظم الناس
العاملين في هذا الحقل يوافقون أن ما نطلق عليه اسم العقل، هو عمل مليارات
خلايا الأعصاب في الدماغ، أي أنماط هذا العمل هي إلى حد ما مرادفة لما نطلق
عليه اسم العقل، إذ لكل مظهر من العقل ولكل إدراك وفكرة هناك دائماً نسق
مقابل لعمل الأعصاب، هذا هو الأساس البديهي لكل بحثنا.
المعلق :
إن
الدماغ أحد أهم أعضاء الجسم البشري فقد أوجد الخالق -سبحانه وتعالى - فيه
من المعجزات والعجائب ما لم يستطع العلم البشري حتى الآن أن يدركه أو يحيط
به.
إن الجزء الأكثر بساطة لدماغ الحيوان هو جذع الدماغ أو دماغ الزواحف
المربوط بالجزء الأعلى من النخاع الشوكي. إنه يساعد في تنظيم بعض الوظائف
الحيوية والأساسية مثل التنفس والعمليات الأيضية وكذلك ردود الأفعال
والحركات الذاتية، لا يفكر هذا الدماغ ولا يتعلم، إنه يستجيب ذاتياً لكل
الإرشادات المحددة، على سبيل المثال تتحرك آليات الهجوم لدى الحيوان عندما
يشم رائحة الفريسة.
مع ظهور الثدييات الأولى كان ظهور القشرة الخارجية
للدماغ والجهاز اللامبي وهو مجموعة من الخلايا التي تطوق جذع الدماغ معها
ظهرت - بقدرة الله - أدادتان فعالتان للبقاء التعلم والذاكرة.
مقارنة مع
الأنواع الأخرى تقدر الثديات أن تتذكر تجربة سابقة لتكررها أولاً في
الحاضر، على سبيل المثال إذا سبب طعام محدد ضرراً في أول مرة أستهلك يدرك
الحيوان ما عليه أن يفعل منذ تلك اللحظة، مع وجود الجهاز اللامبي تكاثرت
الأحاسيس؛ إذ إن هذا هو المقر الأساسي للخوف والسعادة، عندما ينغمس البشر
بإحساس السعادة أو الغضب أو يشلهم الخوف يكونون في الواقع تحت تأثير هذا
الجزء من الدماغ.
من الصعب تفريق شكل الدماغ البشري من دماغ الشامبانزي
بمجرد النظر إليهما، لكليهما جذع ونظام لامبي وقشرة، وليس هناك من الناحية
الفسيولوجية ما يبرر تلك الاختلافات الهائلة بقدرات كليهما وتصرفاتهما،
ولكنها قدرة الله تعالى الذي خص الإنسان بالعقل من بين سائر
المخلوقات....إلخ