عائشة أم المؤمنين افتُري عليها قديما وحديثا

عائشة وقصة زواجها السعيد برسول الله صلى الله عليه وسلم
عن عائشة رضي الله عنها قالت : تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن خزرج فوعكت فتمزق شعري فوق جميمة فأتتني أمي أم رومان إني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لألهج حى سكن بعض نفسي ثم أخذت شيئاًََ من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين )
وعن عائشة رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست سنين وأدخلت عليه وهي تسع ومكثت عنده تسع )

عائشة وتفضيلها على النساء
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام
واعلمي أ×تي الكريمة أنها حظيت بفضائل باهرة لم تحظ بها امرأة من النساء ولنستمع إلى أمنا تروي ما رزقت به من مكارم حسان فتقول : لقد أعطيت تسعاً ما أعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران :
ـ لقد نزل جبريل بصورتي في راحته أمر حتى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني ولقد تزوجني بكراً وما تزوج بكراً غيري .
ـ ولقد قبض ورأسه في حجري .
ـ ولقد قبرته في بيتي .
ـ ولقد حفت الملائكة ببيتي وإن كان الوحي لينزل عليه وإني لمعه في لحافه وإني لابنة خليفته وصديقه .
ـ ولقد نزل عذري من السماء .
ـ ولقد خلفت طيبة عند طيب .
ـ ولقد وعدت مغفرة ورزقاً كريماً .
واسمعي أختي الكريمة ما أجمل ما قاله الشيخ عبد القادر الجيلاني على لسان عائشة من قصيدة لطيفة :
إني خصصت على لسان محمد بصفات بر تحتهن معاني
وسبقتهن إلى الفضائل كلها فالسبق سبقي والعنان عناي
زوجي رسول الله لم أر غيره الله زوجني به وحباني
وأتاه جبريل الأمين بصورتي فأحبني المختار حين رآني
وأنا ابنة الصديق صاحب أحمد وحبيبه في السر والإعلان

ومن فضائل أم المؤمنين عائشة ليس لها حصر ويكفيها فضلاً أن القرآن نزل بسببها خاصة فهل فوق هذا من فضل ؟

تسليم جبريل عليه السلام على عائشة
عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً : ياعائش هذا جبريل يقرئك السلام قلت :وعليه السلام ورحمة الله وبركاته قالت : وهو يرى ما لا أرى تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) قصة

تبشير عائشة بالجنة
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقد رأيت عائشة في الجنة كأني أنظر إلى بياض كفيها ليهون علي بذلك عند موتي )
وعن أبي وائل الأنصاري رضي الله عنه قال : ( لما بعث على عماراً والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمار فقال : إني لأعلم أنها زوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ...) وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله من أزواجك في الجنة ؟ قال : ( أما إنك منهن )
وعن مسلم البطين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عائشة زوجتي في الجنة )

عائشة وقصة جهادها وشجاعتها

اعلمي أختي الكريمة أن من البركات التي تضم إلى سيرة أم المؤمنين عائشة تلك الصفحات ذات الأريج المعطار التي خطتها في ساحات الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها كثيرة ولكن أختصرها بقصة واحدة كانت في أحد وفقت رضي الله عنها وقفة إعجاب حيه أنها تشارك في الجهاد في سبيل الله كأي امرأة دون تمييز وذلك ضمن الحدود التي وضعها الشرع من سقاية الماء وتمريض الجرحى وإعداد الطعام .
ففي هذه الغزوة غزوة أحد كانت عائشة رضي الله عنها تشارك في الماء على عاتقها لسقاية المجاهدين وكانت ما تزال صغيرة السن ولكنه شاركت للمرة الأولى في هذه الغزوة .
روى أنس بن مالك رضي الله عنه مهمة أم المؤمنين في هذه الغزوة فقال : ( ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم خلخال سوقهما تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في أفواههم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان تفرغانه في أوفواه القوم ) .

عائشة وقصة صبرها العظيم في حادثة الإفك
أختي الكريمة اعلمي أن حديث وقع أليم على قلب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ومرت عليها وعلى البيت النبوي الطاهر أوقات قاسية حرجة امتدت إلى شهر من الزمن حتى نزل القرآن الكريم بالبراءة للعفيفة الصديقة بنت الصديق سأذكرها لك أختي لك الكريمة باختصار وإذا أردت المزيد فراجعي كتب السيرة النبوية .
كانت أم المؤمنين رضي الله عنها تصغي بكل جارحة والدموع تتحدر من عينيها ولما قضى النبي صلى الله عليه وسلم حديثه خيم الصمت على المجلس وقلص دمعها ودبت فها الجرأة فقالت : ( ..... فقلت لأبي : أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال .
قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقلت لأمي : أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقالت : فو الله ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ من القرآن كثيراً : إني والله لقد علمت لقد سمعت هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت لكم إني بريئة ال تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقون والله ما أجد لكم مثلاً إلا قول أبي يوسف قال ( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون )
ولبثت هذه المدة في هذا الصبر العظيم حتى أكرم الله سبحانه المؤمنين بفضله ورد كيد المنافقين إلى نحورهم .
ولله در عبدالقادر الجيلاني إذا يقول على لسان عائشة رضي الله عنها في هذا المقام :
وتكلم الله العظيم بحجتي وبراءتي في محكم القرآن
والله في القرآن قد لعن الذي بعد البراءة بالقبيح رماني
والله فضلني وعظم حرمتي وعلى لسان نبيه براني
والله وبخ من أراد تنقصي إفكاً وسبح نفسه في شاني

ولهذا شهد الله سبحانه وتعالى لأمنا عائشة بالبراءة والطيب وأنزل بطهرها شهادة لاتمحوها الأيام وأعلى من مقام في نفوس المؤمنين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فقال تعالى : ( أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم ) .

عائشة أفقه نساء الأمة
عن الزهري قال : لوجمع علم الناس كلمهم علم أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم لكانت عائشة أوسع علماً وفي لفظ : لو جمع علم جميع أمهات المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل .
وعن عروة بن الزبير قال : ما رأيت أحداً أعلم بالقرآن ولا بفريضة ولا بالحلال ولا بالحرام ولا بفقه ولا بطب ولا بشعر ولا بحديث العرب ولا بنسب من عائشة أرأيت هذه الفقية الربانية المبرأة من فوق سبع سموات وقد ملأت أرجاء الأرض علماً وقد روي لها عن النبي صلى الله عليه وسلم (2210) أحاديث وهذه حقيقة فقد نشأت أمنا عائشة رضي الله عنها في بيت الصدق وعاشت في بيت النبوة ونهلت من النبع النبوي الصافي وشهدت أسباب نزول القرآن وناهيك بأن جحرتها مهبط الوحي فلا عجب أن تكون أفقه نساء الأمة ولذلك شاع علمها وانتشر فضلها في الأمصار وفاقت غيرها في معرفة الفرائض والسنن والفقه والكلام عنها رضي الله عنها لا يسع هذه الصفحات .
عائشة وقصة زهدها وكرمها
كانت رضي الله عنها مضرب المثل في الزهد كما ضرب المثل في جودها وزهدها فلا يكاد المال يثبت بيدها لحظات إلا يكون من نصيب الفقراء وبلغ من كرمها أن وزعت مئة ألف درهم في واحد وهي صائمة ولم تترك درهماً وحداً حتى قالت مولاة بريرة لها : ولو اشتريت لنا من هذه الدراهم لحماً فقالت : لو قلت قبل ن أفرقها لفعلت .
أو ليس أختي الكريمة ابنة الصديق الكريمة ابنة الكريم الذي اتفق ماله كله في سبيل الله لمرضاة الله ؟؟؟
وذكر عروة بن الزبير عن كرمها ظريفائها وزهدها فقال : لقد رأيت عائشة تقسم سبعين ألفاً وهي ترقع درعها .
أتعرفون السبب الذي جعلها بهذه الصفات لأنها عرفت حقيقة المعرفة أن الدنيا ظل زائر كما قال ابن الجوزي رحمه الله : ( أخوني الدنيا ظل زائل وحال حائل وركن مائل وسم قاتل ورفيق خاذل ومسؤول باخل كم تعد الدنيا وكم تماطل كل وعدها غرور وباطل الله ما فرح بالدنيا عاقل )

عائشة وقصة ورعها وكثر عبادتهما
كانت رضي الله عنها تكثر من الصلاة وخصوصاً صلاة الليل متأسية بالنبي صلى الله عليه وسلم وأما صومها فكانت تصوم الدهر كما ذكر ذلك الجوزي .
أما الورع فقد احتلت فيه مكاناً علياً واتصفت فيه بجميع أعمالها ومن روعها الفقهي احتجاجها عن الأعمى فقد ذكر إسحاق الأعمى قال : دخلت على عائشة فاحتجبت مني فقلت : تحتجبين منى ولست أراك ؟ قالت : إن لم تكن تراني فإني أراك ؟
الله أكبر ما أعظم المراقبة أو الإحسان كيف بالتي تكشف حجابها أمام المبصرين اللهم ارزقنا وإياك وجميع المسلمين حقيقة هذه المراقبة .

عائشة وقصة حيائها العظيم حتى من الأموات
ورد أحاديث كثيرة تشهد بحيائها العظيم وهو الذي ينقص نساء المسلمين في زماننا هذا عن عائشة : رضي الله عنها قالت : ( كنت أدخل البيت الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي فأضع ثوبي فأقول : إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر بن الخطاب معهم فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر ) .
أسمعت أختي الكريمة كان عندها الحياء حتى من الأموات فلماذا أختي الكريمة لا يكون عندنا أقل القليل من الحياء من الأحياء والله هذه النساء تستحق بأن تبشر بالجنة .

عائشة وخوفها من الله عز وجل
عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( وددت أني كنت نسياً منسياً وقالت : وددت أني شجرة أعضد وودت أني لم أخلق وقالت عندما مرت بشجرة : ياليتني كنت ورقة من ورق هذه الشجرة .
عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة

ومن ذلك أن جبريل عليه السلام جاء بصورة عائشة في خرقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( هذه زوجتك في الدنيا والآخرة )
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فاطمة .
قالت فتكتمت أنا فقال : ( أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة قلت بلى والله .
قال : فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة )

عائشة ووفاتها ومكان دفنها
كان لو فاتها كبير الأثر في حياة المسلمين وحزنوا عليها أشد الحزن وفي ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان سنة ثمان وخمسين للهجرة توفيت عائشة بنت أبي بكر الصديق وزوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها وعن أبيها وأمها إلى يوم الدين وقد صلى عليها وأبو هريرة واجتمع على جنازتها أهل المدينة وأهل العوالي وقالوا : لم نر ليلة أكثر ناساً منها ودفنت بالبقيع من ليلتها بعد الوتر ونزل في قبرها خمسة من محارمها .
ما يستفاد من قصة عائشة رضي الله عنها
أولاً : الصبر على البلاء إن كان كبيراً أو صغيراً لأن البلاء الذي يصيبك في صالحك بإذن الله وإليك البشارة من النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله من خطاياه ) .
ثانياً : الحرص الشديد على تعلم العلم الشرعي والعمل به .
ثالثاً : الحرص على الكرم والجود والصدقة ( كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس )
رابعاً : الحرص على العبادة وهي الصلاة كانت فريضة أم سنة والمحافظة عليها .
خامساً : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
سادساً : الحرص على الحياء الكامل لأنه دليل إيمان المرأة .

شكرا جزيلا

فلنتعلم كثيرا من هذه القصة

شكرا على الموضوع الرائع جدا اخت المهاجرة بارك الله فيك

بارك الله فيك وجعله فى ميزان حسناتك