صديقتى وأمنية لم تتحقق

كثير منا يعيش بألم فى حياته ولأنه مؤمن بحكمته سبحانه وتعالى لذا فإنه يتأقلم ويتعايش مع هذا الالم ولكن أحياناً نريد الفضفضة فقط بدون انتظار مواساة ولكنها تنفيس لا غير
فوجئت بصديقتى التى لا تتحدث عن المها ابدا تفضفض هذه الفضفضة

أمنية لم تتحقق

عشت عمري كله منذ نعومة أظافري وانا بحلم أكون أم كنت وأنا طفلة صغيرة أحمل عروستي على ذراعي وأنيمها وألبسها وأخيط لها ملابس جميلة وأسرح شعرها ولا أنام إلا وهي في حضني
ولما دخلت الجامعة كنت أم لكل زميلاتي كانوا يهرعون إلي ليشكون هموهم و يبكون على صدري كنت أخفف عنهم و امسح دموعهم وأترك مكانها ابتسامة وضحكة كلها أمل
ولما أشتغلت مدرسة كنت أم لكل طالب وطالبة في المدرسة وبدون سابق إنذار ولا تخطيط فوجئت بطلابي ينادوني ماما سومة بدلاً من أستاذة سومة , وورثها الطلاب لبعضهم فلم يعد يناديني طالب غير بماما سومة
كنت أحبهم بصدق وأشعر بأنهم جزء مني كنت عندما أعاقبهم أعلمهم أني أعاقبهم لأني بحبهم وأخاف على مستقبلهم
كنت أشاهد كل برامج الاسرة التي تتحدث عن تربية الابناء وأتابع البرامج الطبية التي تقدم النصح في تربية الأطفال
كنت أشتري الكتب التربوية التي تهتم بتربية النشئ وكيفية التعامل مع كل مرحلة من مراحل النمو كنت بقرأ قصص وحكايات الأطفال وبحفظ أغاني الأطفال و قرأت كثيراً و ثقفت نفسي لكي أكون أماً مثالية
ولكن شاء القدر أني لم أنجب ولم اكون أماً
كنت بحلم كل يوم كيف سأربي ابنائي كيف سأحفظهم القرآن وأحفظ معهم

كيف سأعودهم على الصلاة كيف سأجعلهم يقبلوا يدي أمهم وأبوهم وأجدادهم
كيف سأربيهم على احترام أعمامهم وأقاربهم ومعلميهم وكل من حولهم
كيف سأعودهم على مساعدة كل من يحتاج لمساعدتهم
كيف سأربيهم على الأمانة وعزة النفس والصدق
الحمد لله حمداً كثيراً اللهم أرضني بقضائك
رجاء لا تعليق

ولأننى احترمت رغبتها ولم أعلق على فضفضتها
صمت ولكن بألم أكثر
فلا حول لى ولاقوة
فهى فى بلاد غربة
لا استطيع حتى احتضانها لأخفف عنها

» عند الحاجة الى معجزة تتحقق