المرء قليل بنفسه ,كثير بإخوانه ,ضعيف وحده ,قوي بأصدقائه,بهم يقوى ويشتد
؛فهم عون في الشدة ,وملجأ عند الكروب ,وهم المسرة في الرخاء ,والصادقون في
البأساء................
وواجبنا نحو الأصدقاء أن نحبهم ونحترمهم ونحسن معاملتهم ونقوم بواجبنا
نحوهم ,فنسأل عنهم إذا غابوا ونعودهم إذا مرضوا ,ونكون أوفياء لهم في
السراء والضراء ,كما يجب أن نتغاضى عن زلاتهم ,فمن ذا الذي حاز مطلق الكمال
؟!!ومن ذا الذي كان محسنا في جميع الأحوال؟!!
**قال الشاعر:
*وإذا الصديق أتي بذنب واحد****جاءت محاسنه بألف شفيع
وقال آخر:
أغمض للصديق عن المساوئ****مخافة أن أعيش بلا صديق
وقال ابن المقفع :
أبذل دمك ومالك لإخيك.
ويجب أن نختار أصدقاءنا ممن حسُنت أخلاقهم ,عُرفوا بالجد في أعمالهم ,وطاعة
والديهم ,واحترام كل من يتصلون بهم أو يتعاملون معهم ,وأن يكونوا من
المجتهدين الذين عُرفوا بالاستقامة والعدل والإخلاص والصدق ,والوفاء وحفظ
العهد ,والأمانة وحفظ المودة وأداء الواجب لذاته....................
إن الصداقة التامة ,والإخوة الباقية التي لاتزعزها الأيام ولاتؤثر فيها
الأحداث هي الصداقة التي تكون في الله والمجردة من المطامع والتي تعتمد علي
قوة العقائد وسمو اأعمال......
إن تأثير الصديق فيصديقه كبير ؛فالصديق العظيم مصدر خير في الدنيا والآخرة,أما الصديق الغبي فمصدر شر علي صاحبه
ويؤكد ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"المرء علي دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"
وقول الشاعر:
اختر قرينك واصطفيه تفاخرا***إن القرين إلي المقارن ينسب
حقا ما أعظم الصداقة الحقة!!!!
*****ماهر بركات
*****مدرس أول اللغة العربية
****مدرسة بلقاس الثانوية للبنين