على ضوء حماس وفتح تشيعان الانقسام

بعد أربع سنوات
من الانقسام الذي أجمع الكل الفلسطيني على كارثية نتائجه على القضية
ومستقبلها، نجحت حركتا حماس وفتح بتأسيس مرحلة المصالحة والخروج من النفق
المظلم، وتشييع الانقسام، وإدخال الفرحة إلى قلوب الشعب الفلسطيني.




ووسط
أجواء إيجابية وارتياح كبير شهدت العاصمة المصرية القاهرة الأربعاء (4/5)
حفل توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح بمشاركة ممثلي الفصائل
الفلسطينية وحشد كبير من الشخصيات الفلسطينية والعربية والدولية.



ومن
مقر جهاز المخابرات وسط القاهرة أعلن عن توقيع الاتفاق برعاية مصرية، بعد
أن شهد يوم أمس الثلاثاء اجتماعًا موسعًا لفصائل المقاومة مع الراعي
المصري تم خلاله طرح وجهات نظر وملاحظات، قبل أن توقع الفصائل تباعًا على
الاتفاق.



مدير
جهاز المخابرات المصرية الوزير مراد موافي أعرب في كلمته التي ألقاها في
بداية الحفل عن ترحيبه بما تم إنجازه، مشيرًا إلى أنه يعد انتصارًا
للإرادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي قرر استعادة وحدته الوطنية.



وأضاف
موافي أن مصر وهي تستضيف اتفاق المصالحة "تقف وقفة إجلال وتقدير للشهداء
والجرحى والأسرى في سجون الاحتلال"، وأزجى التحية "لأبناء الشعب الفلسطيني
الذين أبوا الاستسلام للانقسام".



ووجه
موافي كلمته للقادة الفلسطينيين قائلا: "بهذا العمل الوطني تقولون للعالم
إن الانقسام ذهب إلى غير رجعة .... كنا على قناعة أن الانقسام يعد حالة
استثنائية وغريبة على هذا الشعب".



وتابع:
"علينا أن نكون على قناعة أن المرحلة القادمة هي الأصعب وتتطلب استلهام
الصبر"، مستدركًا: "مصر التي كانت معكم ستكون حاضرة في المراحل القادمة،
وستقوم بالمتابعة الدقيقة لتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه".



هذا
وعلم "المركز الفلسطيني للإعلام" أن اجتماعًا مغلقًا يعقد بين رئيس المكتب
السياسي لحركة "حماس خالد مشعل، ورئيس السطلة الفلسطيني محمود عباس لبحث
آليات تنفيذ بنود اتفاق المصالحة"، حيث بدأ الاجتماع في أعقاب انتهاء
مراسيم الحفل الذي تحدث فيه كل من مشعل وعباس.



إلى
ذلك صرح مسؤول مصري رفيع المستوى أن مصر وجهت الدعوة إلى وزراء الخارجية
العرب ووزراء خارجية الصين وروسيا وتركيا ووزراء خارجية عدد من الدول
الأوربية والسيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية وبان كي مون
الأمين العام للأمم المتحدة وأكمل الدين إحسان أغلو أمين عام منظمة
المؤتمر الإسلامي وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية لحضور الاحتفال
.

أخبار فلسطين / بيت لحم

أكد
الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر اليوم الأربعاء، على ضرورة دعم المجتمع
الدولي لعملية المصالحة التي تعد قرار مصيرياً في حياة الشعب الفلسطيني.



جاءت تصريحات كارتر خلال مقال نشرته في صحيفة "واشنطن بوست"، وأوضح خلاله أن المصالحة لحظة حاسمة في تاريخ الشعب الفلسطيني.



وقال:"يجب
على المجتمع الدولي دعم الانتخابات التي سوف تجرى بعد عملية المصالحة من
أجل ترسيخ الديمقراطية وإقامة دولة فلسطينية موحدة في الضفة وقطاع غزة ".



وحذر من أن بقاء الحكومة الفلسطينية في معزل عن العالم بعد إجراء المصالحة ممكن أن يجر المنطقة إلى جولة جديدة من العنف مع إسرائيل.


وأشار
كارتر إلى أن الدعم الدولي سيؤدي إلى وقف النار بين الجانبين الفلسطيني
و"الإسرائيلي"، بالإضافة إلى إمكانية التفاوض مع "تل أبيب" من أجل إطلاق
سراح الجندي جلعاد شاليط مقابل أسرى فلسطينيين.

أخبار فلسطين / غزة

هناك
الكثير من الأسباب التي تدفع "إسرائيل" للشعور بالقلق الشديد إزاء
المصالحة ، لكنها قلقة بشكل خاص إزاء "العوائد الإيجابية" للمصالحة على
حركة حماس.



وعلى
الرغم من أن المسؤولين الصهاينة لم يتوسعوا في الحديث عما يعتقدونه "عوائد
إيجابية" لحركة حماس من اتفاق المصالحة، فما هي تلك العوائد التي بإمكان
المرء أن يتصور أن الصهاينة قد رصدوها لصالح حماس؟.



* التخلص من ثنائية الحكم والمقاومة

لا بد أن الصهاينة أدركوا أن المصالحة ستمكن حماس من التخلص من الإشكاليات الناجمة عن الجمع بين الحكم والمقاومة والتي باتت معروفة.



فقد
بات من الواضح أن التزامات الحكم في ظل واقع الاحتلال غير المباشر الذي
يعيشه قطاع غزة، يجعل حركة حماس العنوان الوحيد الذي بإمكان "إسرائيل"
ممارسة الضغوط العسكرية والاقتصادية والسياسية عليه، سيما أن "إسرائيل"
نجحت في الحصول على شرعية في استهداف حماس ومؤسساتها وعناصرها، رداً على
عمليات قامت بها مجموعات فلسطينية أخرى، وهذا ما مكن الصهاينة من تحقيق
أهدافهم ضد حماس عبر توظيف ردات فعل ممنهجة على سلوك الحركات الأخرى.



في
نفس الوقت اضطرار حماس لترتيب الأوضاع في القطاع يجعلها في كثير من
الأحيان تدخل في توافقات ومقايضات مع مجموعات صغيرة، بشكل يرهق الحركة
ويمس بمكانتها. فلقد راهنت "إسرائيل" على أن فرض الحصار ونتائج العمليات
العسكرية سيعمل على تآكل شعبية حماس في قطاع غزة، ومن الواضح أن نجاح
المصالحة سيفشل رهانات "إسرائيل" بهذا الشأن. في ذات الوقت فإن المصالحة
ستسمح للحركة للتفرغ للارتقاء بأوضاعها التنظيمية وسيعفيها من الخوض في
الكثير من المشاكل الناجمة عن العمل الحكومي.



* الاندماج في النظام الإقليمي والعالمي

تخشى
"إسرائيل" من أن المصالحة ستمكن حماس من الاندماج في النظام الإقليمي
العربي الجديد والذي تبلور بعد الثورات العربية، حيث سينخفض سقف مطالب
الحركة المادية من العرب بعد التخلص من تبعات الحكم في غزة، وهذا بالضبط
ما يسمح للحركة بتسويق مواقفها السياسية ضمن أكبر قدر من الإجماع العربي.



وستمنح
المصالحة الحركة الفرصة للاستفادة من التحولات في توجهات الكثير من الدول
والنخب الأوروبية من الحركات الإسلامية، سيما بعد تفجر الثورات العربية،
حيث بات ينظر لجماعة الإخوان المسلمين كجماعة معتدلة، يمكن التواصل معها.


وسيمكن
تخلص الحركة من تبعات الانفراد بحكم غزة في مساومة الأوروبيين من موقع
قوة، لأنه لن يكون مقترنا بطلبات المساعدة وغيرها. ومن نافلة القول أن ذلك
سيثبت مكانة الحركة الدولية، والداخلية والإقليمية، إلى جانب أنه سيقلص من
قدرة "إسرائيل" على استهداف الحركة.

ذكرت
إذاعة جيش الاحتلال أن رئيس حكومة "إسرائيل" بنيامين نتنياهو تابع توقيع
اتفاق المصالحة الفلسطينية في مصر من الفندق الذي يمكث به في لندن.



والتقى
نتنياهو في أعقاب ذلك بنظيره البريطاني ديفيد كاميرون فيما من المقرر أن
يصل إلى الاليزيه غدا للقاء الرئيس الفرنسي كتابةولا ساركوزي.



وبحسب
الإذاعة فإن اللقاءات التي ستجمع نتنياهو بالمسؤوليين الأوروبيين ستنصب في
محاولة إقناعهم بعدم دعم اتفاق المصالحة وكذلك فكرة إعلان دولة فلسطينية
على حدود 1967م من جانب واحد.



وطبقاً
لما تحدثت به المصادر فإن نتنياهو سيرسم صورة مفادها بأن الاتفاق سيضر
بالتسوية, وسيشير إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يمدد عبره
البساط الأحمر أمام من أسموهم "كبار الإرهابيين".


ووفق مصدر سياسي رفيع في"
تل أبيب" فإن واشنطن قد استوعبت هذا الأمر وادركته وأن هناك غضباً عارماً
من قبل الإدارة الأمريكية على عباس الذي اختار المصالحة مع حماس, بينما
سيكون من الصعب جدا إقناع أوروبا بهذا الأمر.

أخبار فلسطين / طهران

أكد
رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي الإيراني
علاء الدين بروجردي دعم بلاده لاتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح.



وقال
بروجردي إن بلاده أعلنت مرارا وفي مناسبات مختلفة دعمها لوحدة الفصائل
الفلسطينية، معتبرا أن اتفاق المصالحة يشكل خطوة مهمة على طريق وحدة
وتضامن الشعب الفلسطيني المظلوم.



وأضاف
أنه نظرا لأن الفصائل الفلسطينية تتطلع إلى أهداف مشتركة، لذا يمكن اعتبار
هذا الاتفاق خطوة إلى الأمام في مواجهة الكيان الصهيوني.



ولفت إلى أن أميركا والكيان الصهيوني مستاءان للغاية من هذا الاتفاق الفلسطيني حتى إنهما قطعا مساعداتهما لحركة فتح.


واعتبر بروجردي أن هذا الاتفاق الفلسطيني والثورة المصرية يمثلان خطوتين كبيرتين تقربان الكيان الصهيوني من نهايته.

أخبار فلسطين / القاهرة

أكد
المتحدث الرسمي باسم الحكومة في غزة طاهر النونو، عقب توقيع اتفاقية
المصالحة، أن ما تم بعد التوافق الذي قادته حركتا حماس وفتح بنوايا صادقة
ورعاية مصرية نجح هذه المرة في تقريب وجهات النظر وتحقيق اتفاق تاريخي.



وأعلن
النونو أن حكومتي غزة والضفة انتهتا تلقائياً بعد توقيع اتفاقية المصالحة،
الأمر الذي يفتح الباب ويسمح بتشكيل حكومة جديدة بناء على توافق وطني.



وأوضح
أنه وبمجرد أداء اليمين الدستورية للحكومة الجديدة لن تكون الحكومتان
السابقتان في حاجة لتقديم استقالتهما، حيث ستلغيان ولن تكون هناك فترة
انتقالية سوى بضع أيام حتى تؤدي الحكومة الجديدة اليمين الدستورية.