المراحل الأساسية التي عرفها اكتشاف حركة الكواكب

مافتئ
الإنسان عبر مختلف العصور والأزمنة يلاحظ ويبحث سعيا وراء فهم الظواهر
الفلكية كحركة النجوم والكواكب. فما هي المراحل الأساسية التي عرفها اكتشاف
حركة الكواكب؟
*
منذ القرن السادس قبل الميلاد، ثم الشروع في وضع النظريات الأولى من قبل
فلاسفة يونانيين، مثل فيتاغور وأفلاطون وأرسطو الذين اعتبروا الأرض كروية
وثابتة في مركز الكون. وبعد ذلك جاء بطليموس في القرن الثاني بعد الميلاد،
ووضع نظاما تحتل فيه الأرض مركز الكون وتدور حولها الشمس وباقي الكواكب
الأخرى وفق مدارات دائرية وسمي هذا بالنظام المركزي الآرضي.
*
في حقبة ازدهار علم الفلك عند المسلمين، تناول العديد من الفلكيين
المسلمين هذا الموضوع، حيث كان الفيلسوف محمد بن أحمد البيروني هو أول من
شكك في نظرية بطليموس وقال بأنه يمكن أن تكون الشمس هي الثابتة وباقي
الكواكب بما فيها الأرض تدور حولها، كما أن العالم والشاعر عمر الخيام قام
بأبحاث مهمة حول دوران الكواكب حول الشمس.
*
وفي القرن السادس عشر اقترح عالم الفلك البولوني نييكولاس كوبيرنييك نظاما
مغايرا للنظام الأول اعتبر فيه الشمس في مركز الكون تدور حولها الأرض وباقي
الكواكب الأخرى وفق مدارات دائرية، لذلك سمي بالنظام المركزي الشمسي.
حينها مكن هذا النظام من وصف حركة الكواكب بشكل أكثر دقة.
*
بعد ذلك حاول العالم الدانماركي تيكوبرا التوفيق بين النظامين واقترح
نظاما يعرف بالنظام المركزي الشمسي-الآرضي، حيث اعتبر الكواكب تدور حول
الشمس باستثناء الآرض التي تبقى ساكنة وتحتل مركز الكون.
*
وفي بداية القرن السابع عشر الميلادي، تمكن عالم الفلك الألماني جوهانس
كيبلر اعتمادا على ملاحظات وأعمال (براهي) من البرهنة على أن مسارات
الكواكب حول الشمس إهليلجية وليست دائرية، وأن سرعة كوكب ماتتغير. وبعد
سلسلة طويلة من الملاحظات والحسابات والقياسات أسس ثلاثة قوانين بالغة
الأهمية مكنته من وصف حركة الكواكب للنظام الشمسي.
*
موازاة مع ذلك، تمكن غاليليو من ملاحظة كواكب تدور حول المشتري مستعملا
منظاره الفلكي مبينا أنه ليست كل الكواكب تدور حول الأرض، وبالتالي أصبحت
نظرية بطليموس متجاوزة مما زاد في ترسيخ النظام المركزي الشمسي. وصار وصف
حركات الكواكب وصفا صحيحا، غير أن سبب هذه الحركات كان غير معروف آنذاك،
حتى تمكن العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن من وضع نظرية مكنته من فهم حركة
الأجرام بالإضافة إلى حركة السقوط الحر.
ففي
سنة 1687 نشر نيوتن أعماله في مؤلفه "المباديء الرياضية للفلسفة الطبيعية"
عرض فيه التعبير الرياضي لقانون التجاذب الكوني. وقد استعمل عالم الفلك
إدموند هالي هذا القانون الجديد في دراسة مدارات المذنبات بحيث تنبأ بظهور
مذنب سنة 1759 وحدث ذلك بالفعل، الشيء الذي مكن من إثبات صحة نظرية نيوتن.
وقد مكن تحليل الطيف في القرن التاسع عشر من دراسة الطبيعة الفيزيائية للأجرام مؤشرا بذلك على ميلاد علم جديد هو علم الفيزياء الفلكية
تحية عطرة من مغربي و افتخر