آهٍ يا جاهين

آه يا جاهين

كنتُ كلما قرأت أو سمعت عما أصاب صلاح جاهين عقب حرب 67 من اكتئاب أوصله إلى حالة من الصمت وكأنه التوحد أعقبته الوفاة ، كنت ألومه وألقى عليه بقائمة من العتاب والعبارات والأسئلة وكأنني أمامه وأحادثه !!!!!!!!!!!!!!!! فلماذا هذا الانهيار الذي أصابك ،ولماذا هذا الاستسلام ، ولماذا تترك نفسك هكذا تنقاد للهاوية ؟؟؟؟؟أليس لديك عزيمة لتقف مرة ثانية ، أليس لديك من الإرادة ما يقويك ويخرجك من هذا الاكتئاب المدمر ، وأسئلة وحوارات كثيرة كانت كلها من طرف واحد هو أنا ، وصراحةً كنت أكره فيه هذا الاستسلام رغم حبي الشديد له ولأشعاره وأزجاله ، فأنا أؤمن أن كلاً منا لديه طاقات وقدرات كامنة تظهر وقت الشدائد ووقت الحاجة إليها حتى لو كنت لاتعرف مقدارها فإنه عند المحن والآلام تظهر لديك هذه الطاقات والقدرات بصورة واضحة في صورة إرادة وعزيمة تدفعك للصمود والبدء مرة أخرى .
ولكن آه يا جاهين ............. نعم آه يا جاهين لأنني قدرتُ الآن ما كنت تعانيه وأصابني ما أصابك ، فالذي حدث ليس بانهيار حلم خاص بك فتحاول استجماع إرادتك وعزيمتك للبدء من جديد مرة أخرى ، والذي حدث ليس بمحنة أصابتك فتستدعى طاقتك وقدراتك للخروج منها بأقل الخسائر ،، ولكن الذي حدث كان أكبر من كل شئ ........................ إن ما يحدث في مصر من أحداث تطول رمزها هو أكبر من الاحتمال ، فحسنى مبارك لم يكن بالنسبة لكثير منا رئيس جمهورية مصر العربية ، ولكن كان أب حتى وإن كنا لانراه إلا من خلال شاشات التليفزيون ، حتى وإن كنا نعانى من أشياء كثيرة ، فالأب في البيت قد لا يرضى كل متطلبات أبنائه ، وقد لايستمع إليهم ، وقد يحدث خلاف كبير بينهم ، وقد ... وقد.. فهل لأحد أبنائه أن يقف في وجهه ليخرجه من بيته ؟؟ وهل لأحد أبنائه أن يتطاول عليه بالألفاظ ؟ وهل لأحد أبنائه أن يتبرأ من بنوته له حتى وإن تبرأ هو من أبوته؟؟؟ حتى وإن عاملك بقسوة يوماً فأنت تحمل اسمه ولن تحاول التمرد عليه وتخرجه من البيت وتقول هذا ليس بأبٍ وهذا لا يليق بهذا البيت ، فإن كان لك حق فعليك أخذه بالحسنى وبلغة راقية في الحوار، حتى وإن فعلت ما فعلت فعندما ستجد أحد جيرانك أو حتى أصدقائك يتطاول على والدك بسبب ما فعله معك ، فإنك ستجرى لتدافع عن والدك ولتبعد عنه مَنْ يحاول التعدي عليه ، فما بالك إذا تعدى الأمر أكثر من والدك وتخطاه إلى والدتك وأخوتك الصغار في المنزل ، فجميع مَنْ خارج البيت تكاتفوا لتدمير هذا البيت بل ولبث الفرقة بين مَنْ بداخله ، ويصورون الأمر لك أن هذا كله من أجل خاطرك ، وأنت لم تكن تعرف أن لكل منهم غرضه ، فمنهم مَنْ يريد الاستيلاء على الأرض القائم عليها البيت ، ومنهم مَنْ لديه حقد وحسد على الترابط الأسرى الذي كان داخل البيت ، وأسباب كثيرة قد لا تتداركها جميعها في وقتها وللأسف قد تتداركها وتفهمها بعد فوات الأوان !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وآه ياجاهين لم أعد قادرة على المواصلة فالحدث جلل .....................

أولا : شكرا على الموضوع الجميل
ثانيا : أنا أحس بما تحسين أختى العزيزه فانا مكتأب أكثر منك بكثير و أقول آه و آه يا جاهين

» اروع ما كتب صلاح جاهين