عالم
الحيوان ملئ بالأسرار .. منها ما تتفرد به من صفات تميزها عن بقية
الكائنات الحية .. ومنها ما تتقاسمه مع بني الإنسان .. ولعل "ممارسة الجنس"
من القواسم المشتركة في جميع الكائنات الحية .. فهذه الطريقة هي الوحيدة
التي تضمن البقاء والاستمرارية للنوع ...
والحيوانات
تتشارك مع الإنسان وتقاسمه في صفات كثيرة من بينها الشبق الجنسي والحيل
للوصول إلى الأنثي التي يريدها، وقد تلعب الطبيعة دوراً رئيسياً في تطوير
وسائل الاتصالات بين الحيوانات، ورغم أن بعضها يفضل أحيانا الحياة
المنفردة، إلا أنها تحتاج من حين لآخر إلى الاتصالات مع الجنس الآخر في وقت
التناسل على الأقل ...
ولأن "الجنس" كان لفترة ليست
ببعيدة من الأمور الشائكة التي نتردد قليلا قبل الحديث فيها .. إلا أن
الحديث هذه المرة سيأخذ طابعاً أكثر إثارة .. خاصة أنه يتعلق بممارسة الجنس
عند عالم الحيوانات ..
والدعوة عامة للتعرف
علي كيفية اتصال الحيوانات مع بعضها البعض وكيف تعبر عن رغباتها
واحتياجاتها، فهناك وسائل عديدة لذلك .. السطور القادمة ستبين لنا الكثير
والكثير ...
الجنس بين الأسماك .. أسرار وحكايات
كشفت
عالمة الأحياء الاسترالية شيري ماريس عن جوانب مسلية وغير معروفة عن
الحياة الجنسية للأحياء البحرية، حيث كشفت عن تنوع شديد في أسلوب ممارسة
الجنس بين الحيوانات في أعماق البحار.
وأوضحت الباحثة في كتابها
"كاماسيترا" أو أسرار الجنس في البحر أن دراستها تهدف إلى تجديد الاهتمام
من جانب العلماء بهذا الجانب المهجور من الدراسات.
وقالت ماريس
مديرة مركز الاستشارات التربوية، "لو فكرت في أغرب الممارسات الجنسية
لوجدتها في قاع البحر، بل أننا أقل تنوعاً ونبعث على الملل في هذا المجال
مقارنة بما تفعله الحيوانات البحرية".
وأضافت أن هذا مجال بعيد عن
ملاحظة الناس ولكي نساعد الناس على الانخراط والاهتمام بالبيئة البحرية
فإننا نكشف لهم عن هذا الجانب الشيق من الحياة البحرية.
وضربت
مثلاً ببعض الممارسات الجنسية الغريبة بسمك الشص، وهو نوع ضخم الرأس من
الأسماك التي تعيش في أعماق البحار، وقالت أن الأنثى تطلق رائحة لاجتذاب
الذكور وعندما يأتي الذكر يلتصق بها بقية حياته، كما أنها وجدت في بعض
الأحوال سمكة أنثى من هذا النوع وقد التصق بها 11 ذكراً.
وفي بحث
مماثل، أفاد علماء بجامعة كارديف البريطانية بأن بعض ذكور سمكة أبو شوكة
تنتج مواد كيماوية تجعل الذكور تجذب الإناث، وهي عبارة عن بروتينات يطلق
عليها اسم "بيبتايدات" وتستخدمها في إطلاق رائحة تجذب بشدة إناث سمكة أبو
شوكة.
وأوضح الباحثون أن ذكور الأسماك تنتج روائح عطرية مماثلة
لذكور البشر، مؤكدين أنه من خلال هذه الرائحة التي يطلقها ذكر سمكة أبو
شوكة تعرف الأنثي أن له مناعة من الأمراض، ومن ثم فإن سلالتها لها فرصة
أفضل في البقاء.
وقد اكتشف العلماء أن هناك نوعاً من الأسماك وجميعها من الإناث نجحت في الحياة منذ 70 ألف سنة دون ذكور.
ويرى
علماء في جامعة أدنبرة أن سمكة أمازون موللي تلجأ إلى بعض "الحيل" الجينية
كي تعيش وتتجنب الفناء، وتتفاعل هذه الأسماك الإناث والتي تعيش في تكساس
والمكسيك مع ذكور من فصائل أخرى من أجل استمرارها، ويأتي الإنتاج الجديد
استنساخاً للأم ولا يرث أي شئ من المواصفات الجينية للأب.
ويعتقد
العلماء أن الكائنات التي لا تنتج عن الاتصال الجنسي تتعرض لتغييرات مضرة
في جيناتها عبر الأجيال وقد تصبح عرضة للفناء، وبعملية حسابية وجد العلماء
أن أسماك أمازون موللي كان يجب أن تفنى منذ 70 ألف سنة، حيث وجد العلماء أن
هذه الأسماك تلجأ إلى "حيل" جينية للبقاء واستمرار النوع.
ومن
جانبه، أوضح البروفيسور لورنس لو من مدرسة الأحياء الطبيعية بجامعة
أدنبرة، أن هذه السمكة مذهلة وفريدة من نوعها فهي ربما تلجأ لبعض الحيل
الجينية من أجل البقاء".
واكتشف الباحثون أيضاً أن إناث سمك القرش يمكنها تلقيح نفسها تلقائياً، وإنتاج صغار القرش من دون الحاجة إلى ذكر.
وأوضحت
الدراسة أن التناسل التزاوجي بين الثدييات قد اعتمد على تحليل الحمض
النووي لقرش ولد في 2001 في حديقة للحيوانات في نبراسكا، حيث ولد هذا القرش
في خزان ضخم يحتوي على ثلاثة من إناث القرش، التي لم تقترب أو تلامس أيا
من ذكور سمك القرش لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات، وبعد تحليل الحمض النووي
للقرش أظهرت التقارير عدم وجود أي أثر للطرف الذكوري في خلايا القرش.
وأوضح العلماء أن هذه الأدلة هي الأولى من نوعها التي تؤكد أن القرش يتناسل لا تزاوجياً.
ومن
جانبه أكد بوب هيوتر مدير مركز أبحاث أسماك القرش في فلوريدا، أن هذه
الظاهرة تكثُر بين جميع الفقاريات عدا الثدييات، فهي موجودة بين الطيور،
والبرمائيات، والأسماك، والآن أصبحت موجودة بين أسماك القرش.
يذكر أن عملية التكاثر اللاتزاوجية تكثر بين الحشرات وهي نادرة بين الطيور والبرمائيات.
أما
"الحوت الرمادى" يقطع آلاف الأميال للتزاوج، حيث يقوم برحلة تبدأ من
المحيط المتجمّد الشّمالي عبر السّواحل الشّمالية والجنوبيّة الغربيّة
لأمريكا متوجها إلى كاليفورنيا، كل عام في شهرى ديسمبر ويناير للتزاوج.
والهدف
من هذه الرّحلة بلوغ المياه الدافئة من أجل التكاثر، والغريب في هذه
الرّحلة أنّ الحيوان لا يتغذّى أبداً، وسبب ذلك أن هذا الحيوان قد تغذّى
جيداً في الصّيف السّابق لهذه الرّحلة من موادّ الغذاء الموجودة في المياه
القطبية الشمالية.
وتضع الأنثى مولودها عند بلوغها المياه
الاستوائية القريبة من السّواحل الغربية للمكسيك، وترضع الأنثى صغيرها
باللّبن الذى يكون غنياً بالدّسم اللاّزم لطاقة الصّغير فهذه الطّاقة لازمة
للصّغير الذي سوف يعود مع باقي الحيتان الرّمادية في رحلة مضنية إلى
المناطق الشّمالية الباردة.
ذكاء العناكب .. الطريق الأمثل للجنس
وبمراقبة
الحياة الخاصة للعناكب، اتضح أن العنكبوت ذكي جداً في ممارسة الجنس، حيث
أنه أثناء ممارسة عملية التزاوج مع الأنثي يترك جزءاً منه بداخلها لكي يقطع
الطريق علي المنافسين الذكور الآخرين ويضمن وجود ذرية خالصة من صلبه لا
تختلط بـ"أنساب" الآخرين !!!
وأوضح العلماء أن لهذه الظاهرة
بعداً آخر، يتمثل في حرص العنكبوت الذكر علي إنهاء العملية سريعاً لأنه من
المعروف أن الأنثي لو كانت أكبر حجماً من الذكر تقتله، وذلك بعد أن يؤدي
واجباته الزوجية معها.
وقبل أن يبدأ العنكبوت في عملية التزاوج
يلجاً إلى حيل من أجل إغراء أنثاه بالتقرب إليها من خلال افتعال الموت بعد
أن يضع في فمه "هدية الزواج" والتي يمكن أن تكون ذبابة اصطادها الذكر لهذا
الغرض، وعندما تنقض الأنثى على هذه الفريسة السهلة في فم الذكر "الميت" فإن
الذكر يفاجئها بالانقضاض عليها في لمح البصر آخذاً وضع التزاوج.
ووجد
الباحثون أن 89 % من ذكور العنكبوت المحتال "بيسورا ميرابليس" التي
استخدمت هذه الاستراتيجية تمكنت من التزاوج، مقارنة بـ 40% من الذكور التي
لا تستخدم هذه الطريقة.
وأشارت الدكتورة ترين بيلده المتخصصة في
علم الأحياء بجامعة آروس، إلي أن هذه الاستراتيجية لم تكن معروفة بين أوساط
الحيوان حتى الآن، إلا في التهرب من الحيوانات المفترسة، وهذه هي المرة
الأولي التي يكتشف العلماء فيها أن بعض الحيوانات تستخدم هذه الطريقة
للتزاوج.
وأكد العلماء أن الذكور التي تحتال علي أنثاها بافتعال الموت تلقح عدداً أكبر من بيض الأنثى نظراً لأن مدة التزاوج تكون أطول.
وأثبت
فريق من العلماء أن ذكر العنكبوت يستخدم حيلة ذكية أخرى للفوز بقلب
محبوبته، لا تقتصر على عبارات الغزل والتودد فقط، بل يستخدم الأشعة فوق
البنفسجية لاجتذاب الإناث.
وأكد الباحث لي دايجن الأستاذ المساعد
بجامعة سنغافورة الوطنية أن العناكب يمكنها أن ترى بوضوح الأشعة فوق
البنفسجية - التي لا ترى بالعين المجردة - أثناء عملية اجتذاب الذكور
للإناث.
وذكر دايجن أن هذا الاكتشاف مهم لأنه يشكل إضافة إلى
معلوماتنا عن التواصل بين الحيوانات، حيث اتضح أن إناث العناكب القفازة
تستثار جنسياً عندما تعكس أقرانها من الذكور الأشعة فوق البنفسجية، كما أن
ذكور العناكب القفازة تتعرف على الإناث عندما تحدث الأشعة فوق البنفسجية
ضوءاً عليهن.
واستطاع دايجن إثبات أن نوعاً معيناً من تلك الأشعة -
وهي الأشعة فوق البنفسجية ذات الموجة المتوسطة "ب" - تستخدمه العناكب
الذكور في التخاطب مع الإناث.
وأشار الباحث إلى أن إناث العناكب
القفازة تقضى ضعف الوقت في النظر برغبة جنسية إلى الذكور التي تعكس أجسامها
الأشعة فوق البنفسجية، مقارنة بالذكور الأخرى التي لا تعكس أجسامها هذه
الأشعة.
يذكر أن أنثى العنكبوت يزداد وزنها للضعف أثناء التحضير
لموسم التزاوج، فمثلاً هناك نوع يسمي "ارجيوبس" ، يعيش بإحدى الولايات
الأمريكية ينمو ليزداد طوله 2 بوصة فى هذه الفترة.
القرود تفكر قبل ممارسة الجنس
يتفق
العلماء بأن القرد هو أقرب مخلوق للإنسان، مؤكدين أن عقول القردة تلعب
دوراً هاماً فى اتخاذ القرار بممارسة الجنس، فالقرد يعمل عقله كثيراً قبل
أن يختار رفيقته.
وبمتابعة صور الأشعة، وجد الباحثون أن أمخاخ
القردة الذكور تبدأ في العمل بقوة فور وصول رائحة الإناث، فهذه الرائحة
تثير الرغبة الجنسية عند القردة، ويصاحب هذه الاستثارة نشاط أجزاء معينة فى
المخ مسئولة عن صنع القرار والذاكرة والتطور العاطفي والاشباع.
واكتشف
باحثون ألمان أن القردة العليا من نوع "الجيبون" التي تعيش في تايلاند قد
طورت أسلوباً للتحذير من الكوارث باستخدام الغناء، ويبدو أن قردة "الجيبون"
التي تغني بالمعنى الحرفي من أجل البقاء تستخدم الغناء لا لتنبيه وتحذير
المجموعة المحيطة بها من القردة، بل القردة في المناطق المجاورة أيضاً.
وأشار
العالم كلاوس زوبربولر من جامعة سان أندروز في سكوتلاندا، إلى أن قردة
"الجيبون" من المعروف عنها من بين الرئيسيات غير الإنسانية أنها تغني بصوت
مرتفع ومعبر ينتقل عبر مسافات طويلة، وتغني هذه القردة عادةً ما يشبه أغنية
حب في موسم التزاوج صباح كل يوم.
وأوضح زوبربولز أن قردة
"الجيبون" لا تستخدم الغناء فحسب للتحذير من الحيوانات المفترسة بل لكي
يفهمها القردة الآخرون من فصيلة الجيبون، مؤكداً أن هذا العمل مؤشر جيد على
أن الرئيسيات غير الإنسانية قادرة على استخدام مركبات من الأصوات لنقل
معلومات لغيرها.
أما الشمبانزي فهو غيور جداً على شريكة حياته،
وهذا ما كشفت عنه دراسة أجريت على مدى تسع سنوات، أن الشمبانزى الذكر يصبح
عدوانياً مثل الإنسان عندما يشتبه في أن شريكة حياته غير وفية.
وأظهرت
الدراسة التي جرت بين عام 1993 وعام 2004 في حديقة كيبالى الوطنية بغربي
أوغندا، أن هناك تشابهاً ملحوظاً بين سلوك ذكور الشمبانزى والإنسان،
فالكثير منهم إما يشوه شريكة حياته أو يخرجها من حياته عند الاشتباه في
خيانتها.
وتشير الدراسة إلى أن هناك أوقاتاً يصبح فيها الشمبانزى
الذكر عدوانياً تجاه الأنثى في مجموعته، وخاصةً عندما يشتبه في أنها ترحب
بعرض ذكر أخر، بالرغم من أن الشمبانزى حيوان مسالم.
وتتزاوج
الشمبانزى الأنثى فقط في أوقات محددة، تقريباً في فترة التبويض، مما يجعل
التنافس عليها قاسياً، وفي الوقت نفسه، تمارس الشمبانزى الأنثى عن عمد
الاتصال الجنسى المتعدد لكي تربك الذكور فيما يتعلق بالأب الحقيقى
لأطفالها.
وذكر بيان من هيئة الحياة البرية الأوغندية " إن الكثير
من الشمبانزى الذكور يميلون إلى قتل الشمبانزى الرضيع الذي لا يكونون آباءً
له، مما يؤذي الإناث بشدة، ولمنع هذا تحاول الشمبانزى الأنثى التزاوج مع
عدد من الذكور خلال فترة التزاوج حتى يعتقد كل واحد منهم أنه والد الرضيع".
وأشار مارتين مولر، وهو باحث في جامعة بوسطن إلى أن العدوان يأخذ
شكل الحراسة والإكراه والمغازلة، حيث يعزل ذكر وأنثى نفسيهما ويتزاوجان
لمدة شهر.
ويحاول الشمبانزي إرضاء "حبيبة" قلبه وذلك عن طريق
السرقة، فذكور الشمبانزي تغامر بسرقة ثمار الفواكه من أجل إغراء وإرضاء
الإناث، تطبيقا للمقولة المشهورة "أقرب طريق إلى قلب الحبيب معدته".
واكتشف
فريق من علماء الحيوان قيام ذكور الشمبانزي باختيار أفضل أنواع ثمار
الفاكهة من الحقول والأشجار لتقديمها هدية للمحبوبة كدليل على الشجاعة
ولطلب الرضا.
وقال كمبرلي هوكنجز رئيس فريق البحث إن بعض ذكور الشمبانزي ينجح من خلال هذه الطريقة في استدراج الإناث لعلاقة عابرة أو مستمرة.
ورصد
فريق البحث خلال فترة الدراسة من أوائل عام 2003 وحتى نهاية عام 2005 قيام
ثلاثة من ذكور الشمبانزي بقرية بوسو في غينيا غرب أفريقيا بنحو 22 غارة في
المتوسط على الحقول لسرقة أفضل الثمار، حيث التهموا معظمها وشاركوا مع
الإناث في الباقي بشرط استعداد أنثى الشمبانزي لمقابلة الذكر خارج نطاق
المجموعة.
كما أفادت دراسة حديثة بأن هناك سمات فطرية لدي إناث
الشمبانزي تتعلق بالدورة الشهرية، تمكنهن دائماً من اختيار الذكر الأقوي
ليصبح أباً لأولادهن.
وأشار البروفيسور اكيكو ماتسوموتو بجامعة
اوكيناوا اليابانية، إلى أن إناث قطيع الشمبانزي لا يصبحن علي استعداد
للحمل في وقت واحد، مما يزيد من ضراوة المنافسة بين ذكور القطيع علي الفوز
باستحسان الإناث القليلات المستعدات للتزويج، مما يزيد من احتمال اقتصار
هذه المنافسة علي الذكور الأقوياء ذوي الصفات الجسمانية أو الاجتماعية
المرغوبة لدي الإناث واستبعاد الذكور الضعفاء أو كبار السن.
أما
ذكور الشمبانزي تفضل الأناث الأكبر سناً عن الأصغر سناً، وهذا ما أكده
مارتن مولر عالم الانتربولوجيا من جامعة بوسطن، وذلك من خلال مراقبة
سلوكيات هذه القرود الكبيرة في غابة كيبالي في أوغندا، حيث اتضح أن أنثى
الشامبانزي تصل إلى سن البلوغ في عمر 10 سنوات، أما الذكر يبلغ بعدها.
أطرف حكايات الزاوج
أنثي الضبع لا تفضل زواج الأقارب
أكدت
دراسة علمية حديثة أن أنثي الضبع لا تفضل الذكر الذي تعرفه في الزواج ،
حيث يعتبر ذكر الضبع الذي يغادر قطيعه محظوظاً في الحب لأن أنثاه تؤثر
الذكر الغريب الغامض عن ذلك الذي تعرفه.
وأشار الباحثون إلى أن تفضيل الذكر الغريب يساعد على تفادي حصر عملية التكاثر في نطاق ضيق بكل مجموعة من مجموعات الضباع.
وأضاف
الباحثون في دراستهم التي نشرت في دورية " نيتشر " أن الذكور التي لوحظت
تستجيب للأنثى التي تفضلها كان لديها أعلى معدل نجاح في التكاثر على المدى
البعيد.
وراقب الباحثون تقدم التكاثر لثماني مجموعات ضباع
مقيمة في نجورونجورو كارتر في تنزانيا ثم حددوا وراثيا آباء الضباع الوليدة
خلال فترة عشر سنوات، ورأوا أن السبب في نزوح معظم الذكور بعيداً عن
جماعتها الأصلية هو تفضيل الإناث للذكور الجدد المنضمين للجماعة وهم الذكور
المهاجرين من جماعة أخرى بعد ولادة الأنثى.
وأضافوا أنه على عكس
البشر فإن أنثى الضبع لا ترغب في معرفة الصغار لأبيهم لأنه لا يشارك في
تنشئة أبنائه، كما أن إناث حيوان الضبع التي رصدت تلتقي بالعديد من الذكور
خلال عمرها.
ذكر الأخطبوط يتزاوج فى الظلام
أظهرت
دراسة علمية حديثة أن عملية تزاوج ذكر الاخطبوط الاسترالي تتم غالبا فى
الظلام، لذا فأنه لايعرف ما إذا كان يتعامل مع ذ كر أو أنثى إلا بعد أن
يتحسس هدفه.
ويتحقق التزاوج بعد أن يدس الاخطبوط أحد قوائمه في جسد
الآخر، لذا فقد يغازل ذكر الاخطبوط خطأَ ذكراً مثله على أنه أنثى لكن هذا
اللقاء ينتهي سريعاً وبشكل ودي، أما اللقاء بين ذكر الاخطبوط وأنثاه فقد
يطول لأكثر من ساعة ونصف الساعة ليتأكد من نجاح عملية التخصيب.
طيور "الحسون" لا تكتفي بزوج واحد
وفى
نفس الإطار أكد فريق علمى أن 25 % من إناث طيور الحسون لا تكتفى بزوج واحد
، حيث أكدت تحاليل الحمض النووى للبيض والفضلات الموجودة بالعش، إختلاف
الجينات والمعلومات الوراثية دليل على تواجد أكثر من نوع من الطيور ويعلل
العلماء أن الأنثى تلجأ لمعاشرة أكثر من طائر، اعتقادا منها أن هذا سيساعد
على الاخصاب الجيد للبيض.
وأشار أحد العلماء إلي أنه لم يتم التأكد بعد هل هذه الذكور من نفس نوعها أو من أنواع أخرى.
أنثى الديدان الخيطية تتحول لذكر للتكاثر
توصل
علماء أمريكان إلى أن أنثى الديدان الخيطية تغير جنسها قبل أن تصل إلى
مرحلة بلوغها، حيث تتوقع الأنثى إذا كان الموسم الذي سوف تحيا فيه عند
بلوغها موسماً مزدهراً للحياة والتكاثر، فإنها تبقى على جنسها الأنثوي، أما
إن كان الموسم قاحلاً فإنها تتحول إلى ذكر.
وتمتلك أنثى الدودة
الخيطية أثنين من كروموسومات "أكس"، بينما يملك الذكر كروموسوما واحداً
منه، فاذا أحست الأنثى غير البالغة أن الموسم سيكون مزدهراً بعد بلوغها
فإنها ستتخلى عن كروموسوم "اكس" واحد لتصبح ذكراً من الناحية الجينية، حيث
أن أعداد الذكور الديدان أقل من إناثها بكثير، كما أن الإناث يمكنها تلقيح
إنفسها لإنجاب الذرية في حال تعذر حصولها على ذكر.
حشرة الزيز تخرج بعد 17 عاماً للتزاوج
وظهرت
مؤخراً بسهول ولاية فرجينيا الأمريكية حشرة "الزيز" والتى تعرف
بالانجليزية "Cicada "، وتعيش هذه الحشرات داخل الأرض وتتغذى على جذور
الأشجار، وتخرج كل 17 عاماً بهدف التزاوج لفترة ًأسبوعين، ثم تضع بيوضها
قبل أن تموت وتفنى.
وتمتاز دورة حياة ذكر هذه الحشرة بأنها أطول من الأنثى التى تموت بمجرد وضع البيض.
شذوذ وغرائب جنسية في عالم الحيوان
البعض
يعتقد أن الجنس في عالم الحيوان لا يحوي إلا على ممارسات جنسية "طبيعية"،
غير أن الحقيقة بعيدة عن هذا الاعتقاد، فيوجد بين الحيوانات ممارسات لواطية
بين الذكور، وجنس بين الإناث فقط بما يماثل السحاق عند الإنسان، وهنا بعض
الأمثلة عن الأنواع الحيوانية التي تمارس الجنس بطرق "شاذة".
فعلى سبيل المثال يقوم الأسد بـ50 عملية جماع في اليوم، عندما تكون الأنثى في حالة تقبل، وفقط 1% من هذه المرات تؤدي إلى الحمل.
وقد
لاحظ علماء البيولوجي أن ذكور الضفدعة الاسترالية تحاول الجماع مع أي شئ
يقع في طريقهم، مثل زجاجة، إناث ميتة وحتى سمكة، الأمر الذي قد يؤدى إلى
موت السمكة.
أما الشمبانزي القزم يستخدم الجنس من أجل المحافظة على
الروابط الاجتماعية في العشيرة، فالجميع يمارسون الجنس مع الجميع بدون
استثناء وفي كل الأوقات، الذكور مع الذكور، الذكور مع الإناث، الإناث مع
الإناث، الكبار مع الصغار، خصوصاً عند ظهور الخلافات بين أفراد العشيرة.
ويوجد
نوع من ذباب الموز يكون السائل المنوي حاوي على مادة سامة إلى درجة أنه
يقضي على الأنثى تماماً، ولكن تأثيره بطئ بحيث تلحق الأنثى بوضع البيض
الملقح لتموت بعد ذلك، وبالتالي يصبح الذكر القاتل هو الأول والأخير في
حياتها.
أما بعض الحيوانات
والحشرات لديهم طريقة أخرى، فعالة، لمنع اختلاط "الأنساب"، وهي إغلاق
الفتحة التناسلية للأنثى بعد عملية الجماع، بحيث يمنع حصول جماع أخر قبل
تلقيح البيوض.
فمثلاً ذكر الفئران
المنزلية يحتوي سائله المنوي على مادة تحوله إلى مادة صلبة تغلق الفتحة
التناسلية عند الأنثى لفترة تكفي لتلقيح البيضة عند الفئران تكون هذه
"الفلينة" من الصلابة إلى درجة إن الفأر يتضرر إذا حاول المرء إبعاد
التسكيرة بالقوة.
التلقيح بالاغتصاب والعنف
فالحيوانات
بطبيعتها مخلوقات مفترسة تملك أنيابا وغدداً سامة، فعند العنكبوت العقربي
يشبه الجماع عملية اغتصاب، فيمسك الذكر على أول أنثى يلتقي بها، ويسحبها
إلى مغارته، وهناك يلقيها على ظهرها ويفرك الأرض بها حتى يصبح ظهرها طرياً،
بعد ذلك يعامل فتحتها التناسلية بنفس الطريقة إلى أن تفتح ليضع سائله
المنوي ويقذفها إلى الخارج.
أما
أحد أنواع القمل لدى ذكورها طريقة أعنف، فالعضو الذكري معقوف وبالتالي
يضربه على الأنثى بدون تحديد للمكان، فيخرقها في المكان الذي يصيبها به،
والحيوانات المنوية تبحث بنفسها عن مكان البيضة.
وهو
نفس الحال عند نوع من أنواع الديدان التي تنتمي إلى مجموعة " Onychophora"،
حيث تقوم بعملية التلقيح بشكل أكثر وحشية، فالذكر يضع منوياته على ظهر
الأنثى وهي تحوي على إنزيم خاص يقوم بعمل حفرة في جلد الأنثى على ظهرها
ليفتح الطريق للسائل المنوي للدخووول إلى جسم الأنثى والبحث عن البيض.
أما
عند الكلاب تقوم الأنثى بالضغط على العضو الذكري بحيث لا تسمح له بالتنصل
بعد انتهاء القذف، وذلك لتعطي الأنثى لمنويات الذكر الذي اختارته الفرصة
للوصول إلى البيضة، هذا الأمر يمنع بقية الذكور من الدخووول في الفترة الحرجة
على الأقل، وبالتالي يحفظ أن البيضة جرى تلقيحها بالفعل من منويات الكلب
الذي اختارته.
ويوجد نوع من أنواع الجراد أخضر اللون، حيث تقوم
الأنثى منه بأكل رأس الذكر أثناء عملية التلقيح وقبل أن ينتهي الأمر، فجسم
الذكر قادر على الاستمرار بإتمام عملية التلقيح بدون الرأس، ولكن الأنثى
تحتاج إلى المزيد من القوى أثناء عملية اللقاح، الأمر الذي يدفعها إلى
استخدام رأس ملقحها.