نمر الثلوج... أجمل أنواع القطط الكبيرة و الصغيرة...
يعد نمر الثلوج [Panthère des Neiges و المعروف علميا تحت إسم : Panthera uncia، أجمل الحيوانات المنتمية لعائلة القطط سواء منها الصغيرة أو الكبيرة، و يعرف نمر الثلوج أيضا بفهد الثلوج Léopard des Neiges أو بالأونص Once،
و يمتلك فروا جميلا جدا و فعال أيضا في التمويه على نحو أفضل بين الثلوج، و
يستوطن الأونص أو ما يعرف بنمر الثلوج مناطق يصعب على الإنسان إختراقها، و
لكن و مع ذلك فقد أدى الصيد المفرط لهذا الحيوان إلى تهديده بخطر الإنقراض
حاليا.
و تجدر الإشارة فقط إلى أن الأونص يصنف أحيانا تحت فصيلة تحمل نفس إسمه Uncia و هي : Uncia Uncia
بطاقة التعريف :
يستوطن
نمر الثلوج مناطق جبلية ذات تضاريس جغرافية صعبة، يسود فيها مناخ بارد و
جد قاس، لذا فظروف عيشه صعبة، و يمكننا مصادفة في جبال الهمالايا على
إرتفاعات قد تصل إلى 5000 متر، و
تتوزع مجموعات نمر الثلوج الصغيرة بين منغوليا، و المناطق الجبلية من
الصين، و في النيبال و بين جبال الهيمالايا، و كذلك في إقليم التبت و
بأفغانستان و في شرق آسيا الوسطى.
و يلزم على نمر الثلوج قطع مسافات طويلة للعثور على فريسته، و أقرب حيوان له من عائلة Panthérinés هو Guépardو
لنمر الثلوج فرو جميل يميل لونه إلى الرمادي الفاتح، يشوبه بعض الإصفرار
في حين يمتد البياض الصافي على مستوى بطنه، مع بقع سوداء على شكل وريدات
تنتشر على مستوى الفرو. و فرو الحيوان سميك و صوفي يقيه من البرودة و درجات
الحرارة المنخفضة
و من عادة نمر الثلوج
أنه ينتقي فرائسه تبعا للمواسم، ففي الصيف يستوطن المرتفعات الشاهقة و
يتغذى على الأرانب البرية، و كذلك على الخراف و الماعز البري، و لا تتردد
هذه النمور من مطاردة فريستها في المياه و على إرتفاعات جد منخفضة. و في
الشتاء تنزل نمور الثلج من مرتفعاتها لتجوب بين الغابات، و تكون تغذيتها من
الفئران الجبلية و الغزلان و كذلك من الخنازير البرية
و بإستثناء الجاغوار، فنمر الثلج من أكثر الأنواع نفوذا و ضراوة في عائلة القطط المعروفة بإسم : Pantherinaeو يصل طول نمر الثلوج حوالي متر و ثلاثون سنتيمترا، و يتراوح وزنه ما بين 60 إلى 40
كيلوغراما، كما يمكن لبعض نمور الثلج أن تصل لأحجام معتبرة، و نمر الثلج
حيوان يميل للعزلة، و متحفظ للغاية بحيث يتجنب كل إتصال لا يرغب به
و
هذه النمور مكيفة تماما للعيش في بيئتها، فلون الفرو يمكنها من التمويه
بشكل فعال بين مناطق عيشها الصخرية، كما يمكنها فروها السميك من تحمل درجات
حرارة جد منخفضة. في حين يلعب الذيل الذي يقارب طول جسدها، دورا مهما
للغاية، بحيث يعمل على حفظ توازنها أثناء تنقلاتها و قفزاتها بين الصخور و
المنحدرات الجبلية. كما أن لمخالبه الإرتدادية دورين محوريين، فعندما تكون
مرتدة فهي تساعد الحيوان على الإقتراب بصمت من فريسته، و عندما تكون بارزة
فهي تساعده على قنص فريسته. كما أن لهذه النمور كتل كبيرة من الشعر أسفل
أطرافها، تمكنها من البقاء واقفة على سطح الثلوج و تسمح لها بسهولة التنقل و
الحركة
و نمر الثلوج نمر رشيق و ذو بنية
عضلية قوية، و بإمكانه القيام بقفزات عمودية يصل إرتفاعها إلى ستة أمتار، و
قفزات أفقية يصل طولها إلى 15 متراو
بالإضافه إلى جسمه الرياضي، و حواسه القوية و المرهفة، فلنمر الثلوج حاسة
بصر قوية جدا، تفوق حاسة بصر البشر بكثير، تمكنها من مطاردة فرائسها عند
شروق الشمس و عند حلول الظلامو لا يصدر نمر
الثلوج هديرا، بل أصواتا أقرب للقرقرة، و يتغذى على فريسته و هو جالس
القرفصاء، و هذه من الخصائص من الخصائص النموذجية للقطط الصغيرة، و هذا ما
حدى ببعض من علماء الحيوان من تصنيفه في جنس Uncia، هذا الإسم العلمي أصبح فيما بعد Uncia Uncia، و لكن هذا التصنيف لا يلقى قبولا عند سائر علماء الحيوان
التكاثر عند نمر الثلج :
تولد
أشبال نمر الثلوج و هي عمياء، تتكلف الأنثى برعايتها و الإهتمام بها لعدة
أشهر، و عادة ما تمتد فترة التزاوج بين شهري يناير و ماي، و تتراوح مدة
الحمل ما بين 90 إلى مائة يوم، تلد بعدها الأنثى من صغيرين إلى ثلاثة، و نادرا ما يتجاوز عدد الأشبال هذا الحد
و كحال باقي أنواع النمور، فنمر الثلج يفارق الأنثى بمجرد وضعها للأشبال، ليعود لحياة العزلة.
و
تترك الأشبال أمها في نهاية فصل الشتاء، و ذلك لتجد لها مناطق نفوذ جديدة
في البرية، لكن هذا أصبح من العسير بما كان حاليا، بحكم الزحف العمراني و
التدمير التدريجي لبيئتها و محيطها
نمر الثلوج و الإنسان
على
الرغم من التدابير و الإجراءات المتخذة لحماية نمر الثلوج و الحفاظ عليه،
فإنه على ما يبدو محكوم عليه بالإنقراض، فالأعداد الحقيقية لنمر الثلوج غير
معروفة بدقة، و وفقا لبعض المصادر فإنها تتراوح ما بين 500 إلى 3000 نمر من نمور الثلوج، و يقتصر وجود هذه المجموعات على مناطق محدودة
و يوافق التوزيع الجغرافي لنمر الثلوج، التوزيع الجغرافي لحيوانين من أكثر فرائسها و هي الأغنام الزرقاء Bharalو
الوعول. إلا أن تدمير بيئتها منعها من قطع مسافات طويلة للبحث عن الغذاء و
التزاوج، مما ينجم عنه ميلاد نمور ثلوج ضعيفة نتيجة تزاوج هذه النمور بين
نفس أقاربها، و كذلك نفوق هذه النمور أحيانا بسبب الجوع لندرة الفرائسفالحياة
في الجبال و بين مرتفعاتها حياة صعبة و لها متطلباتها، و لقد عرف نمر
الثلوج كيف يتكيف مع بيئته ليصبح الحيوان المفترس الكبير الوحيد الذي
يستوطن الجبال، و بإستثناء الإنسان، فليس لنمر الثلوج أي منافس ينافسه على
بيئتهو على كل حال فحتى المنتزهات فلن تجدي نفعا في الحفاظ على بقاء هذه الحيوانات لأنها تحتاج لمساحات واسعة لضمان عيشها