هل تعليمنا يعمل بالطرق العصرية ؟

تعددت طرق التدريس منذ القدم
فمن الطرق التلقينية مرورا بالطرق الحوارية حتى وصلنا إلى الطرق العصرية
و هي ما يصطلح عليها بالطرق الحديثة الفعالة .
و
هذه الطرق الأخيرة تجعل من المتعلم محور العملية التعليمة التعلمية و
مركزها . فكل مكونات التعليم و التعلم في خذمته ، فالمعلم مساعد و موجه و
المناهج في صلب اهتماماته و ميولاته و الوسائل الحديثة في متناوله ... فكل
هذه المكونات يجب أن تتماشى و حالة التلميذ الإدراكية ، والعاطفية والجسمية
،و النفسية.و كل هذا من أجل تنمية قدراته و ترسيخ الكفايات التي ستأهله في
المستقبل ليكون فردا منتجا في المجتمع و لهذا ثم تطوير الخطط التعليمية
التعلمية ، واختيار المسائل و الوسائل ، والأنشطة و التمارين والمواد
التعليمية التي تستجيب لتلك الخصائص ومتطلباتها . و
عليه فالتعليم الحديث المعاصر يكمن في كونه يهتم بالتلميذ فالتلميذ يمتلك
المعارف و يطورها إلى مهارات و هذه المهارات لا يجب أن تبقى حبيسة بل يجب
أن تتطور إلى مواقف عملية . و هذا ما يدخل في بناء شخصية التلميذ و
استقلاليته في اتخاذ القرارات . و هنا يطرح هذا السؤال و بإلحاح : هل نحن
في مدارسنا نعمل بهذه الطرق العصرية الحديثة أم مازلنا نتخبط في طرق أكل
الدهر عليها و شرب ؟ لا اظن ، فالزائر لمدارسن التعليمية و خاصة في مصر
يجد أن الدروس و الحصص التعليمية تقدم باساليب قديمة إما عن طريق
"سؤال/جواب" أو عن طريق تلقين المعلومات ... فالتلميذ يتلقى و لا يشارك لا
في صياغة المواضيع و لا في إبداء الرأي ... فهو يستمع و يقرأ و يكتب فقط .