المصطلحات العربية في الهندسة المدنية
ملخص:
في هذا البحث سوف نعرض نظرة عامة عن علم وضع المصطلحات في اللغة العربية عن طريق التعريف بطريقة وضع المصطلحات عامةً و التقنية خاصةً، و عرض عدة تجارب في ميدان وضع مصطلحات الهندسة المدنية: التجربة العراقية، المصرية، السورية و الجزائرية، و دراسة مدى احترامها لمبادئ علم المصطلحات.
مع مقارنتها كذلك بالمصطلحات المستعملة في المعاجم العامة، و المصطلحات المستعملة حاليًا في تدريس معهد الهندسة المدنية في جامعة العلوم و التقنولوجية محمد بو ضياف وهران.
و أخيرًا نخرج ببعض التوصيات العملية لتطوير و تفعيل دور المصطلحات في المجال المهني و البحث العلمي الجامعي.
Iمقدمة:
نتطرق في هذا البحث إلى الاصطلاح العلمي المتخصص في الهندسة المدنية، و جاءت ضرورة هذا البحث لسببين رئيسين هما:
أولاً: الحاجة الملحة للمصطلحات العلمية المتخصصة باللغة العربية في مراحل التعليم سواءً التعليم الثانوي أو الجامعي، حيث يحتاج الطالب و الأستاذ لاستعمال المعجم لفهم بعض المصطلحات، و هذه المعاجم لا تفي بالغرض المطلوب منها، في شرح المصطلح العلمي المتخصص لأن المعاجم تكون عامة، و لا يمكنها أن تعرض المصطلح العلمي في جميع التخصصات، و لاختلاف معنى المصطلح العلمي من تخصص لآخر، لهذا و عند تعسر فهم الطالب بالغة الأجنبية و جهل المصطلح العلمي من طرف الأستاذ في شرح الدرس، يلجأ إلى استعمال اللغة العربية الدارجة في شرح الدرس، وهذا له الخطورة خطورة كبيرة، حيث يؤدي تشوه و انحطاط لغة التدريس، مما يؤدي إلى نفران الطالب من الأستاذ الذي يشوه لغته التي تعتبر قيمة من مقومات الشخصية، و العكس صحيح بالنسبة للطالب الذي يستعمل اللغة العربية الدارجة في التعبير للأستاذ عن أفكاره، التي تختلج في ذهنه باللغة العربية نظرًا لتعسر استعمال اللغة الأجنبية، وهذا يعتبر من أسباب تدني مستوى التحصيل و ارتفاع نسبة الرسوب في جامعاتنا.
ثانيًا: ضرورة المصطلحات العلمية المتخصصة في ميدان المهني، حيث يحتاج المهندس الذي كانت دراسته باللغة الأجنبية، إلى استعمال اللغة العربية، و منه إلى استعمال المصطلح العلمي المتخصص في التعامل مع الإدارات المعربة، أو التعامل مع المجتمع المدني الذي لا يفقه إلا لغته الوطنية (كالعمال في الورشة أو الفلاحين...)، و منه فالمهندس الذي لا يتقن المصطلح العلمي المتخصص، لا يمكنه تأدية عمله على أحسن ما يرام، نظرًا لصعوبة تواصله مع شركائه في العمل، و خاصةً الذين كانت دراستهم باللغة العربية (مثل تخصصات العلوم الإدارية و القانونية و العلوم الإنسانية) من جهة، و من جهة أخرى صعوبة التواصل مع المجتمع المدني الذي هو في خدمته.
لهذا كان لزامًا وضع معاجم علمية متخصصة بالعربية في كل ميدان، كما في جميع اللغات، و هذا نظرًا لأن المعاجم و القواميس العامة لا تفي بالغرض و لا تحتوي على المصطلحات العلمية المتخصصة، حيث يعرف جان لوك ديكامب لغة التخصص قائلاً: أنها لغة تمارسها جماعة مخصوصة للاستجابة لحاجاتها إلى تحقيق التواصل بين أعضائها.
II طرق وضع المصطلح العلمي المتخصص:
اعتنى أسلافنا بالمصطلح العلمي قديمًا وحديثًا، حيث نجد العديد من المؤلفات في ميدان الاصطلاح مثل: كتاب مفاتيح العلوم للخوارزمي، و مفتاح السعادة ومصباح السيادة لطاش كبرى زاده، و مفتاح العلوم للسكاكي، حيث تمكنوا من مجارات العلوم الدخيلة على الفكر الإسلامي العربي مثل الرياضيات و المنطق و الفلسفة معتمدين في ذلك - كما ذكره سعيد الخلادي (1)- على عدة طرق كانت على الترتيب التالي: الاشتقاق فالمجاز فالتعريب ثم النحت.
أما في طرق الإصطلاح في المعاجم الحديثة فنعرض ما قدمه جورج مصري (2) من خلال دراسة بعض المعاجم الموحدة التي أصدرها مكتب تنسيق التعريب في مختلف التخصصات العلمية لخصها فيما يلي:
1-التعريب اللفظي، وقوامه نقل الكلمة الأجنبية كما هي، وتكييفها مع أصوات اللغة العربية فحسب. والمبالغة في اللجوء إلى هذه الطريقة غير مستحبة، لأنها تعد استسلاما أمام صعوبات الترجمة واختيارا متسرعا للحل الأسهل. و هي شائعة كثيرًا في مجال الكيمياء، و في الهندسة المدنية نجد الأمثلة التالية:
بورتلاند
Portland
البيتون
Béton
سيراميك
Céramique
2- النسخ الدلالي، ويمثل أكثر الحلول شيوعا في ترجمة المصطلحات المؤلفة من عنصرين دالّين أو أكثر، ويقضي بترجمة المعاني التي تحملها تلك العناصر الدالة، مع مراعاة نحو اللغة المنقول إليها. هذه هي حال الترجمات التالية:
الخرسانة الثقيلة
Béton lourd
إضافات معدنية
Adition minérale
حبيبات الاسمنت
Grains de ciment
تضم هذه العبارات كلمات منفصلة، أما في حالات أخرى فقد تضم العبارة عناصر دالة تسهم في تركيب كلمة واحدة، وهنا لا تترجم الكلمة بمجملها عادة وإنما تترجم العناصر الدالة، كما في الأمثلة التالية:
ممتاز:
Super,
ملدن:
plastifiant
ملدن فعال:
Superplastifiant
ما قبل:
pré,
أخذ:
prise
ماقبل الأخذ:
Préprise
3- استخدام كلمة موجودة في اللغة العربية، والمقصود هنا شيئان: إما أن نستخدم الكلمة العربية بمعناها الأصلي شرط أن يكون مفهومها العلمي مطابقا لمفهوم الكلمة الأجنبية، أو أن نغني الكلمة العربية بمعنى علمي جديد ( يعرف تعريفا واضحا) شرط أن لا يقع أي لبس بين المعنى الجديد ومعنى الكلمة الأصلي. وهذه بعض الأمثلة على الحالة الأولى:
خرسانة
Béton
زلط
Gravier roulé
بحص
Gravier concassé
أما الأمثلة التالية، فتمثل الحالة الثانية:
عجينة
Pate (de ciment)
إنكماش
Retrait (de béton)
زحف
Fluage (de béton)
مقاومة
Résistance (du béton)
4- توليد المصطلحات:
لا يخفى على المهتمين باللغة واللسانيات أن ابتكار الكلمات الجديدة في لغة ما له علاقة وثيقة بطبيعة هذه اللغة وبنيتها الصرفية والنحوية. فاللغة الفرنسية مثلا تلجأ كثيرا إلى الاشتقاق باستخدام البوادئ واللواحق، وإلى التركيب القائم على جمع الكلمات الفرنسية المستقلة في عبارات غالبا ما تكون ثنائية أو ثلاثية، أو على جمع العناصر الدالة اللاتينية أو اليونانية.أما اللغة العربية – شأنها شأن سائر اللغات السامية- فإنها تلجأ إلى توليد الكلمات عن طريق التحكم بالجذر ووضعه ضمن أبنية (أو أوزان) لها دلالاتها الثابتة نسبيا. وتوليد المصطلحات بهذه الطريقة مستحب لدى العرب عامةً، لأنه يتناسب مع معرفتهم الفطرية باللغة، إذ إن تلك الأبنية ما تزال موجودة – ولو جزئيا- في العاميات العربية الحالية. فمن من العرب لا يعرف أنّ وزن فعّال يدل على من يمتهن الشيء، كما في نجّار وحدّاد وجزّار وعطّار، أو على العادة المتأصلة، كما في كذّاب و دجّال وسفّاح، أو أن وزن فاعِل يدل على من يقوم بالفعل مثل كاتب و بائع وسائح و عامل. لذلك فإن المجامع العربية تنصح بهذه الطريقة في ابتكار المصطلحات الجديدة، ويسهل علينا أن نجد الأمثلة الكثيرة على هذا النوع من الاشتقاق في المعاجم العلمية، فلدينا مثلا:
دِعامة
Poteau
صِياغة
Formulation
ووزن مَفْعَلَة للدلالة على المكان الذي يكثر فيه الشيء مثل:
مَلبنة
laiterie
مَقشدة
crémerie
مَزبدة
beurrerie
مَقطنة
cotonnerie
- ووزن مِفْعَل ومِفْعَلة ومِفعال للدلالة على الأداة أو الآلة، مثل:
مِجهر
Microscope
مِحرار
Thermomètre
مِرجل
Bouilloire
ووزن انفعال للدلالة على حالة أو فعل يحدث من تلقاء ذاته، والأمثلة عليه كثيرة:
- انتشار الصوت
propagation de son
- انتقال الحرارة
transmission de la chaleur
- إمتصاص
absorption
- إمتزاز
adsorption
- انضغاط
Compression
علاوة على طرائق نقل المصطلح التي ذكرناها أعلاه، هناك بعض الحلول الأخرى الغريبة التي لم نجدها سوى في ترجمة مصطلحات الكيمياء، و أهمها ما يلي:
1- النسخ البنيوي:
ويقوم على تقليد تركيب لغوي لا وجود له في اللغة المنقول إليها، وهذه الطريقة غير مستحبة لأنها تتجاوز حدود ابتكار المفردات لتنتهك البنية النحوية على نحو يتنافى مع طبيعة اللغة المتلقية فنجد مثلا:
- كبرتور الألمنيوم
sulfure d'aliminum
- كبريتات الألمنيوم
sulfate d'aliminum
- ذهبيك
aurique
في هذه الأمثلة،استخدم المعجمي كلمات عربية معروفة مثل "كبريت"و"ذهب"وأضاف إليها لواحق فرنسية عربها لفظا:
- ور
Þ
Ure
- ات
Þ
ate
- يك
Þ
ique
وهذا الأمر يصعب قبوله لأنه يمس اللغة العربية مسا خطيرا.
2- تهجين طرائق النقل:
ويقوم على مزج طريقتين مختلفتين من أجل نقل المصطلح العلمي الواحد، ومن تلك الحالات ما يلي:
- نسخ دلالي + تعريب لفظي، كما في: مضاد الكلور antichlore.
- نسخ دلالي + توليد كلمة جديدة، كما في:تأكسد ذاتي autoxydation.
- استخدام كلمة معروفة+ تعريب لفظي، كما في:
- حامض أزوتيك
acide azotique
- حمض البوريك
acide borique
- حمض الكربونييك
acide carbonique
III تحليل عينة من المصطلحات المستعملة في الهندسة المدنية:
في هذا العنوان سوف نناقش حالة المصطلحات الخاصة بالهندسة المدنية و خاصة في ميدان مواد البناء لأن المقام لا يسمح بدراسة كل مصطلحات الهندسة المدنية، لهذا سوف نعرض عينة متكاملة من المصطلحات المستعملة في تكنولوجيا الخرسانة، من المعلوم أن حياة المصطلح تكون في البحوث و الكتب لهذا سوف نركز في هذا البحث على المقارنة بين المصطلحات الأكثر تداولاً في الكتب و الأبحاث و المعاجم المتخصصة، و نقارنها بالمعاجم و القواميس العامة.
أولاً يجب أن نلاحظ أن كل قطر عربي يستعمل مصطلحات خاصة به، و خاصة الدول التي عرّبت التعليم الجامعي مثل سوريا و السودان و بعض الكليات في العراق.
المصطلح الذي نبدأ بدراسته و هو أهم و أكثر مادة بناء استعمالا على الإطلاق، وهو الخرسانة Le béton، حيث نلاحظ استعمال عدة ألفاظ للدلالة على هذه المادة:
- الخرسانة: في العراق ، مصر(3) أحمد علي العريان، الجزائر(4)الأعمال التطبيقية USTO،
- البيتون: في سوريا (5) محمد راتب، (6) أحمد سليمان ، (7) محمد درويش،
- الإسمنت: في المغرب (Cool معجم البناء، و بعض المعاجم العامة(9) المنهل.
يمكن أن نلاحظ أن تعدد و اختلاف المصطلح الدال على مدلول واحد، و رغم أن المدلول يعد أكثر المواد استعمال في مجال البناء، و إذا أردنا أن نقارن بين هذه الألفاظ، نلاحظ أن اللفظ الأكثر إستعمالاً و الذي له قيمة اصطلاحية عالية هو الخرسانة لأنها كلمة عربية و جاءت من كلمة خَرِسَ أي: إنعقد لسانه عن الكلام: و هو مجاز عن مادة الخرسانة التي لا تصدر صوتًا بعد تصلبها مقارنةً بمواد البناء الأخرى كالحديد و الخشب.
أما لفظة بيتون فهي لفظة معربة، وهذه الطريقة غير مستحبة في توليد المصطلحات، و لا تستعمل إلا في الحالات الاستثنائية، وهذه اللفظة مستعملة بكثرة في سوريا و بصفة أقل في مصر.
أما لفظة الإسمنت فهي لفظة غير صحيحة، لأن الإسمنت لفظة تعبر عن مادة مختلفة عن الخرسانة و هي من مكوناته، و هذه اللفظة مستعملة بكثرة في المعاجم العامة (9) المنهل، إلى جانب الخرسانة.
أما فيما يخص الألفاظ الخاصة بمكونات الخرسانة نلاحظ اختلاف للدلالة على الحجارة المستعملة في تكوين الخرسانة، الحجارة المستعملة في الخرسانة تنقسم إلى قسمين رئيسين هما:
- الحجارة الصادرة من مجاري النهار، و يعبر عنها بلفظة زلط Gravier roulé.
- الحجارة الناتجة عن تكسير كتل صخرية كبيرة، و يعبر عنها بلفظة بحص أو كسر حجارة Gravier concassé
الجدير بالذكر هنا عدم اختلاف دوي الاختصاص في جل أقطار الوطن العربي، للدلالة على هذه المواد، السبب قد يكون لتأصل هذه الكلمة، أو لاستعمال هذه الألفاظ في الميدان المهني بكثرة، و نلاحظ كذالك شمولية و دقة اللغة العربية أمام اللغة الفرنسية، حيث نلاحظ أن لفظة واحدة تقابلها لفظتين من اللغة الفرنسية للدلالة على نفس المدلول.
أما في المعاجم و القواميس العامة(Cool، (9) المنهل، فنلاحظ عدم وجود هذين اللفظتين في المعجم، رغم توحد المستعملين و استقرارهم على هذه الألفاظ.
أما للتعبير عن كلمة: composition، و هي لفظة تدل على محتوى المقادير المختلفة لمكونات الخرسانة (رمل، إسمنت، زلط، ماء)، نجد مصطلح موحد في جميع الأعمال العلمية و هو خلطة أو خليطة، و كذلك الحال في المعاجم العامة(9) المنهل، و نلاحظ كذلك استعمال لفظة تركيب في الأعمال التطبيقية في الجامعة العلوم و التقنولوجيا معهد الهندسة المدنية وهران.
و للتعبير عن كلمة formulation، و هي كلمة تدل على عملية تحديد مقادير مختلف مكونات الخرسانة، أي تحديد خلطة الخرسانة. اللفظة الأكثر استعمالا للدلالة على هذه الفظة هي الصيغة أو الصياغة، و نلاحظ أن ترجمة كلمة formulé هي صاغ، و نلاحظ إختفاء هذه اللفظة في الأعمال السورية و الجزائرية.
المصطلح التالي و هو Granulométrie نلاحظ و جود عدة ألفاظ للدلالة على هذا المصطلح:
- تركيب حبي (9) محمد راتب سطاس،
- التدرج الحبي مصر(3) أحمد علي العريان
في الجزائر (4) يوجد مصطلح التحليل الحبي لمقابلة مصطلح analyse granulométrique، و في المعجم العام نجد مصطلح granulométrie مترجم بمصطلح قياس نسبة الحبيبات، المصطلح الذي نراه أدق هو التدرج الحبي.
من المصلحات الأكثر إستعامالاً في ميدان تكنولوجيا الخرسانة نجد مصطلح matière granulaire، و هو مصطلح يستعمل للدلالة على خليط الرمل و الحصى المستعملة غي الخلطة الخرسانية، بالمقابل نجد المصطلحات التالية:
- المواد ركام مصر(3) أحمد علي العريان
- الحصوية الجزائر (4)الأعمال التطبيقية (9) محمد راتب سطاس
و في المعجم العام لا نجد هذا المصطلح.
أما بالنسبة لمصطلح ouvrabilité، و هو يدل على مدى إمكانية صب الخرسانة بسهولة نجد المصطلحات التالية:
- قابلية التشغيل (3) أحمد علي العريان،
- اللدانة في الصب (9) محمد راتب سطاس،
و في بعض الأعمال نجد مصطلح سهولة التشغيل، و عدم وجود هذا المصطلح في المعجم العام، نلاحظ أن هذا المصطلح مركب يقابله لفظة واحدة غير مركبة باللغة الأجنبية، لهذا يمكن أن نقول تشغيلية كما يوجد في بعض الأعمال النادرة.
في السنوات الأخيرة أدى التطور التكنولوجي للصناعة الخرسانية إلى ظهور مواد جديدة دخلت في تكوين الخرسانة، ومن أهمها محسنات الخلط بالفرنسية Adjuvant و بالإنجليزية Admixture، و هي مواد كيميائية يؤدي استعمالها إلى تحسين خصائص الخرسانة، و بالنسبة للمصطلح المقابل باللغة العربية نجد ما يلي:
- مواد مضافة (3) أحمد علي العريان
- إضافات كيميائية،
عند استعمال لفظة مواد مضافة يوجد يوجد تداخل مع مصطلح آخر و هو addition، والذي يدل على مواد مضافة كذلك تستعمل في الخرسانة، ولكن ليس لها تأثير مساعد على تحسين خصائص الخرسانة، توصف عادة بمواد حيادية، لهذا فالمصطلح الذي استعملناه في أعمالنا (10) بلة نبيل و هو لفظة محسن الخلط.
أمل فيما يخص خصائص الخرسانة الميكانييكية فأكثر المصطلحات إستعمالاً نجد: résistance، المقابل لهذا المصطلح بالعربية الألفاظ التالية:
- مقاومة (3) أحمد علي العريان،
- متانة (9) محمد راتب سطاس،
- جهد (11) المواصفات السعودية.
المصطلح الأكثر إستعمالاً و الأكثر دقة هو لفظة مقاومة.
و فيما يخص تغبر أبعاد الخرسانة بعد تصلبها déformation، المصطلح المتعارف عليه للدلالة اللفظة هو: تشوه.
نجد كذلك إنكماش أو تقلص للدلالة على نقصان أبعاد الخرسانة الناتجة عن الظرف الخارجية أو الخصائص الذاتية للخرسانة، و المقابل لها هو مصطلح retrait.
و كذلك بالنسبة للفظة زحف الذي يعتبر تشوه ناتج عن التحميل في المدى البعيد، و هو مقابل لمصطلح fluage الذي لم نجد لها ترجمة باللغة العربية في المعجم العام.
IV – استنتاجات:
بعد دراسة عينة من المصطلحات العلمية المتخصصة في الهندسة المدنية و بالأخص ميدان مواد البناء يمكن أن نستنتج ما يلي:
- اختلاف كبير في المصطلحات في الوطن العربي.
- المصطلحات المستعملة من طرف الباحثين و المهنيين في العراق و مصر تمتاز بمستوى لا بأس به، من ناحية احترام قواعد وضع المصطلحات باللغة العربية، حيث نلاحظ قلة استعمالهم للتعريب اللفظي.
- غنى المعجم المصري بالمصطلحات التقنية في ميدان البناء بالمصطلحات الدقيقة، التي تعود إلى التاريخ المجيد لمصر في هذا الميدان.
- استعمال اللغة العربية في مصر أدى بها إلى الربط بين ماضيها و حاضرها، ومكنها بأن تنتج بحوث و دراسات تتأقلم مع واقعها و بيئتها و مواد البناء المتوفرة محليا و تطويرها، عن طريق مطابقتها للمواصفات النظامية.
و عمومًا يمكن أن نقول أن التواصل في الميدان العلمي بين الطالب و الأستاذ (أو العكس) من جهة، و المهندس (أو الأستاذ الجامعي) و المجتمع من جهة أخرى، ضروري لزيادة مردودية البحث العلمي الجامعي و لتفعيل دوريهما في المجتمع، و هذا لا يكون إلا باستعمال لغة هذا المجتمع، لهذا نقترح الآتي:
أولاً: إنشاء معاجم و قواميس تقنية متخصصة في كل ميدان باللغة العربية و تحديثها بالمصطلحات الجديدة كلما لزم الأمر، بالتنسيق مع المجامع اللغوية العربية على الصعيد الوطني و الدولي.
ثانيًا: تفعيل مقياس مصطلحات في البرنامج الدراسي للمهندس، و تشجيع الطلبة على استعمال اللغة العربية عن طريق مطالبة الطلبة بترجمة بعض البحوث أو المشاريع الصغرى إلى اللغة العربية.
ثالثًا: تشجيع الأساتذة على استعمال اللغة العربية في الأعمال الموجهة مباشرة للمجتمع على سبيل المثال: طرق ترميم البنايات القديمة، البناء و المراقبة و المتابعة الذاتي للبناء، و هذا لزيادة مردودية هذه الأعمال.