لماذا يعتبر الورد ملك الزهور ؟
لا
أحد يدري إلى أي عهد أو قرن يعود تاريخ ظهور الورد . إلا أن ذكره ورد في
الأساطير و الخرافات ، و ظهرت صوره في التصاميم و النقوش الزخرفية القديمة.
غير أن الإجماع هو أن الورد بجميع أشكاله و خصاله احتل منذ وجوده عرش
الملك بين الأزهار في كثير من الأقطار . و يزخر الشعر و النثر ، في الشرق و
الغرب على السواء ، بالتغني بجماله الأخاذ، و اريجه الفواح.
و هناك مئات الأصناف من الورد تنمو متفرقة ما بين المناطق الشمالية المعتدلة المناخ و الجبال الواقعة في المناطق الاستوائية الحارة.
كان
الورد الزهرة المقدسة لدى أفروديت ، رمز الجمال عند الأغريق ، كما أن
الرومان كانوا ينثرونه أكداسا في الطرقات و الشوارع كلما احتفلوا بعيد من
أعيادهم ، أو أقاموا مهرجانا من مهرجاناتهم ! و ما كان أكثرها !
و
قد عرف العرب فوائد ثمر الورد منذ فجر الإسلام كمادة طبية ، و بالأخص في
دمشق الشام فاتخذوا ماءه الذي استخرجوه في الدرجة الرئيسية من الوردة
الدمشقية دواء لشفاء المعدة ، كلما أصيبت بوعكة ما ، أو انتكست بعسر هضم ،
بالإضافة
إلى الانتفاع به في مجال المطبخ و صنع عدة أصناف من الحلوى و الكعك . و
كانوا بذلك السباقين في هذا المجال الحيوي ، من حيث أنه عندما بدأت أصناف
الفيتامينات تظهر إبان الثلاثينيات من هذا القرن على مسرح الأدوية و
العقاقير الطبية ، تبين أن أصنافا عديدة من ثمار الورد البري تشتمل على
الفيتامين "ج" " c " و هو الفيتامين الذي يُستعمل عادة في صنع عصارات
الفواكه المركزة التي يصفها الأطباء لتقوية الجسم و تنشيطه ، و لا سيما
للأطفال.