أكدت
دراسة أميركية حديثة صادرة عن كلية الطب في جامعة بنسيلفانيا The
University of Pennsylvania أن الإكثار من تناول «الكربوهيدرات» البسيطة
كالحلويات والشوكولاته بكميّات تزيد عن احتياجات الجسم من السعرات الحرارية
يعمل على سرعة تخزين الدهون وزيادة الوزن. وقد عزت الأمر إلى الاختلال في
توازن نسبة «الغلوكوز» وسوء تنظيم إفراز هرمون «الأنسولين» بالدم، ما قد
يسبّب شعوراً مستمرّاً بالجوع ورغبةً ملحّةً في تناول المزيد من السكريات.
«سيدتي»
اطلعت من الاختصاصي في التغذية العلاجية الدكتور شريف الأسلمي على الأطعمة
الصحية الموصى بتناولها للحدّ من الشهيّة تجاه المواد الغذائية المحتوية
على نسبة عالية من الدهون أو السكر المكرّر.
تنتمي السكريات، كما
النشويات والألياف، إلى فئة من العناصر الغذائية الأساسية تسمّى
«الكربوهيدرات» تشكّل المصدر الرئيس للطاقة التي يحتاجها الجسم للقيام
بوظائفه الحيوية ونشاطه البدني. وتنقسم السكريات إلى نوعين، هما:
-
«الكربوهيدرات» البسيطة Simple Sugars : تمثّل قمّة الهرم الغذائي، وينصح
بالتخفيف من استهلاكها قدر المستطاع، وذلك لاحتوائها على سعرات حرارية
عالية يجب حسابها ضمن السعرات الحرارية التي يحتاج إليها الفرد يومياً. وهي
سريعة الامتصاص في الجسم، وينتج ارتفاع حاد في سكر الدم، بعد تناولها
مباشرة. ولعلّ أفضل الأمثلة عليها: السكر الأبيض والعسل الأسود و«الآيس
كريم» و«الكيك» والحلويات.
وقد صنّف الباحثون هذا النوع من
«الكربوهيدرات» من بين الأسباب المباشرة في زيادة الوزن. فلدى تناولنا
الطعام، يقوم الجسم بامتصاص «الغلوكوز» الناتج عن عملية الهضم وتفكيكه
وضخّه في الدم، ليأخذ الجسم ما يحتاجه منه في توليد الطاقة، ثم يقوم بإنتاج
هرمون «الانسولين» للتخفيف من مستوى السكر في الدم إلى حدّه الطبيعي،
وتحويل الجزء الإضافي منه إلى مركّب «الغلوكوجين» الذي يتم تخزينه بواسطة
الكبد والعضلات. وتجدر الاشارة الى أنّ «الغلوكوجين» المختزن يحظى بأهمية
كبيرة لدى الرياضيين، اذ يزيد قدرتهم على التحمّل أثناء ممارسة التمرينات
وأداء المباريات.
ولكن، في حال تناول الأطعمة السكرية التي تسبّب
ارتفاعاً في مستوى سكر الدم أو «الغلوكوز» عن المعدّل الطبيعي، يقوم الجسم
بإفراز كميات كبيرة من هرمون «الانسولين» لمعادلة الاستهلاك الزائد من
«الكربوهيدرات» المكرّرة وتفكيك السكريات، ما يؤدّي إلى تحويل الفائض من
«الغلوكوز» في صورة دهون وشحوم ضارة تخزّن في الخلايا الدهنية بالجسم وتنتج
عنها زيادة متراكمة في الوزن.
- «الكربوهيدرات» المركّبة Complex
Carbohydrates: تمثّل قاعدة الهرم الغذائي، لذا ينصح الباحثون بأن تشكل نحو
%50 الى %60 من السعرات الحرارية اليومية، اذ تشتمل على نسب عالية من
الألياف الغذائية الطبيعية والمواد النشوية التي لا تسبّب الارتفاع الحاد
لسكر الدم بعد تناولها مباشرة، كما تتميز ببطء ذوبانها وامتصاصها في الجسم،
إذ إنها أكثر تعقيداً من الناحية التركيبية مقارنة بـ «الكربوهيدرات»
البسيطة، ما يعزّز الشعور بالشبع لفترات طويلة ويحافظ على مستويات
«الغلوكوز» وهرمون «الانسولين» في الدم عند معدلاتها الطبيعية. وهي توجد
بوفرة في الحبوب (القمح والذرة والشوفان) والخبز الأسمر والأرز والمعكرونة
والحبوب الكاملة وأنواع الخضر والفاكهة كافة.
النقص في المغذّيات
في
المقابل، يجب الإكثار من تناول المغذيات المتمثّلة في الفيتامينات
والمعادن، فقد توصّل الخبراء في «معهد بحوث التغذية» في الولايات المتحدة
الأميركية Nutrition Research Institute (UNC) إلى أن النقص في المغذيات في
الجسم قد يسبّب، بصورة غير مباشرة، زيادة الوزن وزيادة الشهية لتناول
المواد السكرية. وتتمثّل أبرز المغذّيات، في:
- «الكروم»: يصنّف من
بين العناصر المعدنية الصغيرة التي تتعاون مع هرمون «الانسولين» في مساعدة
الجسم على الاستفادة من «الغلوكوز» في إنتاج الطاقة والاستفادة منها، وقد
يؤدي النقص فيه إلى احتمالية الإصابة بالسكري والسمنة. وتشمل الأطعمة
الغنيّة به كلاً من اللحم والبيض ومنتجات الحبوب الكاملة والأجبان
بأنواعها.
- «الماغنزيوم»: يعتبر من بين المعادن الرئيسة التي
يحتاجها الجسم في إنتاج الطاقة وصيانة خلايا الجسم العصبيّة والعضليّة.
ويؤدّي النقص فيه إلى زيادة الرغبة في تناول السكر والحلويات. ويوجد بوفرة
في البقوليات والمكسّرات والخضر الورقية والتمر.
- «الكالسيوم»:
يعدّ من أكثر المعادن التي يحتاجها الجسم لتحسين عملية التمثيل الغذائي،
وبالتالي فإنّ النقص فيه يخمد «الانزيمات» التي تدخل في عملية الأيض ويضعف
عمليّة الاحراق، مؤدياً إلى تراكم الدهون بالجسم. وتتمثّل أفضل مصادره
الطبيعية، في: البروكولي والقرنبيط واللفت وبذور دوّار الشمس والملفوف
وبذور السمسم. وتجدر الاشارة الى أن الباحثين حذّروا من تناول الوجبات التي
تحتوي على نسبة عالية من البروتين لأنها تؤدي إلى فقدان الكالسيوم وترقّق
العظام.
- «البوتاسيوم»: يساعد على تنظيم السوائل والأملاح في داخل
خلايا الجسم وخارجه، ويعتبر انخفاض مستوياته مؤشّراً الى زيادة عنصر
«الصوديوم» بنسبة أعلى مما ينبغي، ما ينتج احتباس الماء الزائد في أنسجة
الجسم محدثاً زيادة غير حقيقية بالوزن. ويتوافر «البوتاسيوم» في المشمش
والموز والجزر وسمك السلمون والسردين والبازيلاء والسبانخ والحبوب الكاملة.