جرائم اسرائيل فى حرب غزة 2008

بشير:

على مدار 22 يوم فى اواخر عام 2008 وبداية عام 2009 ، ارتكبت القوات الإسرائيلية واحدة من أكبر المجازر والمحارق في التاريخ الحديث على قطاع غزة، فما حدث في هذا القطاع يعد وبكل المقاييس جريمة ضد الإنسانية، والتي راح ضحيتها أكثر من 1333 شهيدا و5550 جريحا بحسب بعض الاحصاءات، وكذلك أطنان من المخلفات الناجمة عن قصف المنازل والمؤسسات ودور العبادة. وبالاضافة الى زيادة حالة المعاناة والتى تمثلت فى الاستيلاء والسيطرة على منابع المياه العذبه وعلى مصادر الطاقه المختلفه من كهرباء وغاز هذا بالاضافه الى مارسته إسرائيل من تدمير للأشجار والمزروعات والأراضى الزراعية نفسها وضرب محطات الصرف الصحى.

وفى حقيقة الامر فإن الجرائم البيئية التى ارتكبتها إسرائيل فى حق الشعب الفلسطينى فى غزة ترتقى إلى جرائم الحرب المحرمه بموجب المواثيق الدولية خاصة اتفاقية جنيف الرابعة والتى تؤكد على سلامة وحماية المدنيين أثناء الحرب تلك الجرائم التى أصبح من الضرورى محاسبة إسرائيل عليها .

ويؤكد العديد من الخبراء -وعلى رأسهم خبير الأسلحة البريطاني داي وليامس والخبير البريطاني الآخر كريس بلسبي والأطباء النروجيين الذين تطوعوا لمساعدة أهالي قطاع غزة- أن اسرائيل استخدمت أسلحة محرمة دولياً، وأكدوا أنهم خلال مشاهدتهم للانفجارات عبر الفضائيات ومن خلال الجروح الغريبة والمخيفة أكدوا بأن ثمة أسلحة ومتفجرات جديدة نوعيا استعملت في الحرب على غزة.

ولقد سبب هذا العدوان خسائر بيئية فادحة، أتت على الأخضر واليابس، فعلى حسب تصريحات وزير الزراعة في الحكومة الفلسطينية المقالة محمد الآغا "أن خسائر القطاع الزراعي خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حسب التقديرات الأولية وصلت إلى 170 مليون دولار، وأنه يتوقع أن تصل الخسائر إلى مئتي مليون دولار بسبب المحرقة الزراعية التي ارتكبتها إسرائيل خلال العدوان، ووصلت خسائر الإنتاج الحيواني إلى 52 مليون دولار والنباتي 110 ملايين دولار إضافة إلى القطاع البحري والتي وصلت إلى 7 ملايين دولار عدا عن تدمير 1000 بئر زراعي ومساحات زراعية هائلة^.

وفى نفس السياق فإن التقارير الصحفية والمواقع الإلكترونية والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية اكدت بأن إسرائيل قد استخدمت أسلحة محرمة دوليا وذات تأثيرات إشعاعية وسمية خطيرة في عدوانها الحالي على غزة، وقد كان لهذه الأسلحة آثارا خطيرة على البيئة، ولا سيما الأسلحة الفسفورية الحارقة والعنقودية واليورانيوم المنضب.

وجدير بالذكر ان هناك عدد من الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل تسمى بـ (دايت) أي الأسلحة الخفيفة، وهي ذات تأثير خطير على الأفراد، ومعدنها خفيف وغلافها بدلاً من أن يكون من الفولاذ هو من الكربون، وانفجارها يحدث على ارتفاع ما بين 5 و 10 أمتار عن الأرض وتسقط على شكل مئات الشظايا الصغيرة، ما يجعل إمكانية معالجة المصابين شبه مستحيلة لصغر الشظايا وكثرتها وهي أقرب إلى "الشفرات" على حد تعبير الأطباء في غزة.

كما استخدمت أسلحة تحتوي على غاز الأعصاب باعتراف الأطباء الدانماركيين من خلال معالجتهم للمصابين وتأكيدهم وجود هذا النوع الخطير من الغاز، واستخدمت أيضا القنابل الحرارية الحارقة التي يشكل انفجارها دخانا كثيفا، ولا يخفي على أحد أن ذلك يسبب ضررا خطيرا بالبيئة.

وأخطر ما في هذه الأسلحة هو اليورانيوم المنضب أو المخضب؛ فمن المغروف ان كل من اليورانيوم (235) واليورانيوم ( 234) عنصر مشع وبعد عملية الفصل يصبح اليورانيوم المستنفد من المخلفات النووية ويكون ساما ومشعا وفي صحبته أيضاً جانب من اليورانيوم (235) ولذلك تبلغ نسبة إشعاعه 60% من إشعاعات اليورانيوم المخصب وباستمرار هذه العملية أكثر من (50) سنة في الولايات المتحدة واستخدامها في الأسلحة النووية والمفاعلات تم إنتاج أكثر من نصف مليون طن من النفايات النووية الحاوية على اليورانيوم المنضب.

وقد قدر العلماء والمختصون أن العمر النصفي لليورانيوم (238 ) أطول من أعمار الكون والشمس والأرض، ففي حين يبلغ عمر الأرض حوالي (4) مليارات سنة ونصف والشمس حوالي (10) مليارات سنة والكون حوالي (15) مليار سنة، فإن اليورانيوم المستنفد يقدر عمره النصفي حوالي (4) مليارات ونصف المليار عام وحتى يفقد قدرته على الإشعاع يحتاج إلى (10) أعمار نصفه أي حوالي (40) مليار سنة، وهذا يعني أن المناطق المضروبة بهذه الأسلحة في العراق ( المنطقتين الوسطى والجنوبية خاصة ) وفي فلسطين في غزة وغيرها وفي لبنان، ستبقى ملوثة فترة طويلة جدا وان آثارها وتأثيراتها الخطيرة على الإنسان والبيئة والحيوان ستتزايد باستمرار مع مرور الزمن ما لم تتخذ الإجراءات الخاصة بدفن وردم هذه المواد المشعة والأهداف التي أصابتها.

وفي الحقيقة فإن الخبراء اكدوا ان اسرائيل استخدمت ايضاً اليورانيوم المنضب أو المخصب، وهذا اتضح من خلال مواكبتهم للحروب الأخيرة التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة ولا سيما في العراق وأفغانستان ولبنان، ومن خلال مشاهدة الانفجارات وطريقة انتشار الغبار وصور التفجيرات في غزة تشبه ما حدث في العراق ولبنان، والأسلحة هذه ليست تقليدية لمواد شديدة الانفجار، هناك ألسنة مستقيمة تنتج عنها، والنار تولد دخاناً كثيفا يأخذ حجما تتضخم دائرته على طريقة تشبه الانفجار النووي والمخاطر تنتج بعد الاحتراق عندما يرتفع سحاب ذرات الغبار وتنشره الرياح على بعد مئات الكيلومترات وتنتشر على سطح البحر، ما يطرح تساؤلاً حول جوار غزة مثل مصر وفلسطين المحتلة ولبنان والأردن.

لم يقتصر الأمر على استخدام أسلحة اليورانيوم السابق الإشارة إليها، ولكن استخدمت إسرائيل أيضا الأسلحة الفسفورية البيضاء، وهي قنابل ضد الأفراد وتحتوي كل منها على 160 قطعة صغيرة من الفسفور الخطير، وتنتشر بطريقتين سريعة وبطيئة وهي من أشد وأخطر أنواع القنابل التي استعملت، لأن درجة الحرارة التي تحدثها تصل إلى 900 درجة مئوية، وينتج عن انفجارها تفحم الأشخاص القريبين مباشرة، أو الإصابة بحروق خطيرة وعميقة للأشخاص البعيدين نسبياً، والتلوث بالفسفور ينتج عنه حامض كبريتي يبقى في الأماكن التي يقع فيها ويحرق كل ما هو أخضر.

وقد ادعى الجيش بأنه استخدم قذائف مدفعية تحتوي قطع قماش مشبعة بمادة الفسفور بهدف خلق ستار من الدخان لتغطية تحركاته إلا أن المنظمات الدولية تصر على أن الحديث يتعلق بقذائف مختلفة تنشر الفسفور في كل اتجاه فور انفجارها على الأرض, الأمر الذي اعترف الجيش الإسرائيلي باستخدامه مدعيا بأنها اقتصرت على المناطق المفتوحة غير المأهولة فقط وذلك بهدف تحديد الأهداف , متذرعا بان استخدامه لهذه القذائف يتفق والقانون الدولي نافيا بشكل قاطع استخدام القذائف الفسفورية داخل المناطق السكنية.

وجهة النظر القانونية:

مما لا شك فيه أن الاستخدام الواسع النطاق للأسلحة الإشعاعية وغير المبرر عسكريا من قبل القوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين أكثر من مرة يتعارض مع ادعاءاتها بأن الأسلحة التي استخدمت كانت تقليدية وغير محرمة مما يمكن اعتبارها جرائم حرب وإبادة جماعية بشعة يعاقب عليها القانون الدولي استنادا إلى اتفاقية لاهاي الأولى عام 1899 والثانية عام 1907 واتفاقيتي جنيف الأولى عام 1925 والثانية عام 1949 ومبادىء ميثاق (نورنبرغ) عام 1945 وكذلك بموجب قواعد القانون الدولي والإنساني.. فإسرائيل تتحمل كافة المسؤولية عن المعاناة الإنسانية والدمار والقتل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وعن التأثيرات المرضية الخطيرة التي ستظهر لاحقا على الإنسان والبيئة في غزة وجنوب لبنان وغيرها من الأماكن التي استخدمت فيها إسرائيل أسلحة اليورانيوم المنضب، كما تشاركها الولايات المتحدة هذه المسؤولية أيضا كونها هي التي زودت إسرائيل بهذه الأسلحة المتطورة والمحرمة والأكثر فتكا وتأثيرا على الإنسان والممتلكات والبيئة^.

واجمالا يمكن القول بأن الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل هي أسلحة وجهت ضد الأهداف الفلسطينية بشكل عام دون التفرقة بين المدنية والعسكرية وضد الأشخاص والبيئة الفلسطينية، ومما لا شك فيه أن هذا يعد محرما دوليا ويعتبر نوعا من حرب الإبادة الجماعية التي يعاقب عليها القانون الدولي .
د.هشام بشير: باحث في الإقتصاد والسياسة والبيئة.

ويدافعون عن حقوق الإنسان؟؟؟
جرائم اسرائيل فى حرب غزة 2008 1241975955

شكرا ع المرور

بارك الله فيك

جزاكى الله خيرا

» عربي 2008 - 2009 اخر اصدار Portable SWiSHmax-Arabic 2008
» لعبة ضد اسرائيل
» بطلان دولة اسرائيل
» صورة مبرمجة عن اسرائيل
» لعنة الله على اسرائيل وعلى اليهود على طول الدوام