سنا مصر
أهلاً بك زائرنا الكريم فى منتداك سنا مصر
لو كنت هاوى ... لو كنت غاوى .....لو كنت ناوى

تعالى .............شاركنا .......رسالتنا
عقل صافى ....قلب دافى....مجتمع راقى


سنا مصر
أهلاً بك زائرنا الكريم فى منتداك سنا مصر
لو كنت هاوى ... لو كنت غاوى .....لو كنت ناوى

تعالى .............شاركنا .......رسالتنا
عقل صافى ....قلب دافى....مجتمع راقى


سنا مصر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سنا مصر

منتدى اجتماعي ثقافي تعليمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ادارة المنتدى : ترجو كل مَن لديه مواد علمية أوتعليمية أن يشارك بها وله جزيل الشكر
مرحبا يا أحاديث الدعاء 2 060111020601hjn4r686 ahmedomarmohamad أحاديث الدعاء 2 060111020601hjn4r686 نشكر لك إنضمامك الى أسرة منتدى سنا مصر ونتمنى لك المتعة والفائدة
أستغفر الله استغفاراً أرقى به بفضل الله و رحمته إلى درجات الأوابين


 

 أحاديث الدعاء 2

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المهاجرة
vip
vip
المهاجرة


انثى
عدد المساهمات : 1200
أحاديث الدعاء 2 7aV76083
الدولة : مصر
تاريخ التسجيل : 28/12/2010
مزاجى : أحاديث الدعاء 2 665449037
المهنة : أحاديث الدعاء 2 Unknow10

أحاديث الدعاء 2 Empty
مُساهمةموضوع: أحاديث الدعاء 2   أحاديث الدعاء 2 I_icon10الجمعة 30 ديسمبر - 22:05

الدنيا دار ابتلاء لا دار استواء ومنزل ترح لا منزل فرح :

أيها الأخوة المؤمنون: الإمام الشافعي رحمه الله تعالى سئل مرة: أندعو الله بالتمكين أم بالابتلاء؟ فقال: لن تُمكّن قبل أن تبتلى.
فهذه الحياة الدنيا مظنة ابتلاء، وقد قال الله عز وجل:

﴿ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ﴾

[ سورة المؤمنون]

الأمور لا تجري في الدنيا على ما تشتهي، لأن الله سبحانه وتعالى جعلك في الدنيا كي يمتحنك.
﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وهُوَ العَزيزُ الغَفورُ ﴾

[ سورة الملك]

إذاً
أنت ممتحن، ممتحن في صحتك، ممتحن في زواجك، ممتحن في أولادك، ممتحن في
جيرانك، ممتحن في كسب مالك، وما من مسلم على وجه الأرض إلا وعنده مواد
امتحانية، فما وهبك الله إياه هو مواد امتحانك، وما زواه عنك هو مواد
امتحانك، فقد تمتحن بالقوة إذا كنت قوياً، وقد تمتحن بالمرض إذا كنت
مريضاً، فعلينا أن نوطن أنفسنا أن هذه الدنيا دار ابتلاء لا دار استواء،
ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء ولم يحزن لشقاء، قد جعلها
الله دار بلوى وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة
سبباً، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً، فيأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي.
الأمور لا تجري في الدنيا كما يشتهي الإنسان لأن الدنيا دار امتحان :

قد ينجح الإنسان في امتحان الرخاء ولا ينجح
في امتحان الشدة، والإنسان حينما تزوي عنه الدنيا، وحينما يضعف، وحينما
يبتلى، قد ينقله هذا الابتلاء إلى حدّ الهوان، وحينما يقوى ويغنى قد تنقله
القوة والغنى إلى حدّ الطغيان، الإنسان حينما يرى أنه مستغنٍ عن الله
بوهمه طبعاً فيطغى:

﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى*أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى ﴾

[ سورة العلق]

أن
رأى نفسه مستغنياً عن الله، مرة إنسان قال: الدراهم مراهم تحل بها كل
قضية، فدخل المنفردة ثلاثة و ستين يوماً، وفي المنفردة لا يمكن أن تحل هذه
المشكلة بالمال، إذاً حينما تؤمن أن هذه الدنيا دار ابتلاء تعلم علم
اليقين أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يمتحنك، والله عز وجل حينما يقول: ﴿ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ﴾

[سورة الفجر الآية: 15]

يقول هذا الإنسان وقد يكون مخطئاً:
﴿ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ* وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴾

[سورة الفجر]

يتوهم
الإنسان أن الغنى إكرام، وأن القوة إكرام، وأن الوسامة إكرام، وأن الذكاء
إكرام، وقد يتوهم أيضاً أن الفقر والضعف والمرض ابتلاء وإهانة، فجاء
الجواب الإلهي رادعاً: " كَلَّا " كلا أداة ردع وليست أداة نفي فقط، "
كَلَّا " أي يا عبادي ليس عطائي إكراماً ولا منعي حرماناً؛ عطائي ابتلاء
وحرماني دواء.
على الإنسان أن يراجع نفسه إذا جاءت الأمور على غير ما يريد :

لذلك الآن موقف المؤمن من مصائب الدنيا يقول عليه الصلاة والسلام:

(( لِيَسْتَرْجِعْ أحَدُكُمْ فِي كُلِّ شَيْء ))

[رواه ابن السني عن أبي هريرة رضي الله عنه]

أي ليراجع نفسه، يسأل أين الخلل؟ أين الذنب؟ أين الخطأ؟ أين التقصير؟ أين المخالفة؟
(( لِيَسْتَرْجِعْ أحَدُكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ حتَّى فِي شِسْعِ نَعْلِهِ فإنَّها مِنَ المَصَائِبِ))

[رواه ابن السني عن أبي هريرة رضي الله عنه]
(( ما من عثرة ولا اختلاج عرق ولا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم وما يغفر الله أكثر ))

[ رواه ابن عساكر في تاريخه عن البراء رضي الله عنه ]

أنت
لا تتهم الآخرين إن ابتلاهم الله بشيء بالتقصير فهذا سوء أدب مع الله، لكن
بالغ باتهام نفسك إذا جاءت الأمور على غير ما تريد، بالغ، الله غني عن
تعذيبنا. ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ ﴾

[ سورة النساء الآية: 147 ]
(( ما من عثرة ولا اختلاج عرق ولا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم وما يغفر الله أكثر ))

[ رواه ابن عساكر في تاريخه عن البراء رضي الله عنه ]
﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ﴾

[سورة الشورى ]

من يقع في مصيبة عليه أن يسأل الله أن يهديه إلى سببها :

(( لِيَسْتَرْجِعْ أحَدُكُمْ فِي كُلِّ شَيْء ))

[رواه ابن السني عن أبي هريرة رضي الله عنه]

ليرجع إلى الله، ماذا فعلت؟ لماذا حلّ بي ما حلّ بي؟ وحينما تسأل الله أن يهديك إلى سبب هذه المصيبة فالله يهديك، قال تعالى:
﴿ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾

[ سورة التغابن الآية: 11]

جاءت
هذه الآية عقب آية المصيبة، من يؤمن بالله أن الله هو الفعال وحده، كيف
سمح لزيد أن يصل إليه؟ أو أن يسيطر عليه؟ أو أن يناله بأذى؟ سمح الله له،
لماذا سمح الله له؟ لعلة عندي، هذا هو التفكير المنطقي "لِيَسْتَرْجِعْ
أحَدُكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ حتَّى فِي شِسْعِ نَعْلِهِ، فإنَّها مِنَ
المَصَائِبِ"، الشسع رباط الحذاء، أي الشريط، من انقطع رباط حذائه فهناك
مشكلة، وكان عليه الصلاة والسلام إذا راعه شيء- بالمناسبة النبي بشر،
وتجري عليه كل خصائص البشر، ولولا أنه تجري عليه كل خصائص البشر لما كان
سيد البشر، هو بشر وتجري عليه كل خصائص البشر، وانتصر على بشريته فرفعه
الله عز وجل- هو يخاف كما نخاف، ويرجو كما نرجو، ويهتم كما نهتم، ويدعو
كما ندعو، كان عليه الصلاة والسلام إذا راعه شيء قال: ((هُوَ اللَّهُ، اللَّهُ رَبِّي لا شَرِيكَ لَهُ ))

[ رواه النسائي عن ثوبان ]

أي
هذه المصيبة جاءتني من ربي، وليس من جهة أخرى لأنه لا شريك له، هذه
المصيبة جاءتني من ربي، وكلمة رب يعني المربي، كلمة رب تذكر بالأم، قد
تمنع الطعام عن ابنها، الأم الرحيمة العالمة قد تحرم ابنها أطيب الطعام
إذا كان يؤدي به إلى مرض وبيل. ((إنَّ اللَّهَ لَيَحْمِيَ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ
مِنْ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُ كَمَا تَحْمُونَ مَرِيضَكُمْ الطَّعَامَ
وَالشَّرَابَ ))

[الحاكم عن أبي سعيد الخدري]

وفي رواية ثانية:
((إن الله عز و جل يحمي عبده المؤمن كما يحمي الراعي الشقيق غنمه من مراتع الهلكة ))

[ شعب الإيمان عن حذيفة ]

من جاء أمره على خلاف ما يشتهي فليتهم نفسه :

إذاً حينما قال الله عز وجل:

﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾

[ سورة محمد الآية: 19 ]

الأمر بيد الله، هو الذي يعطي، هو الذي يأخذ، هو الذي يرفع، هو الذي يخفض، هو الذي يعز، هو الذي يذل، ما بعد هذه الآية؟
﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ﴾

[ سورة محمد الآية: 19 ]

إن جاءت الأمور على غير ما تريد استغفر لذنبك، الأمر بيد الله والله عز وجل عادل.
ملخص هذا الكلام كله إن جاء الأمر على خلاف ما تشتهي اتهم نفسك:
((يا
عِبادي! لَوْ أنَّ أوَّلَكُمْ وآخِرَكُمْ وَإنْسَكُمْ وَجِنَّكُـِمْ
كانُوا على أتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَمْ يَزِدْ ذلكَ في مُلْكي
شَيْئاً؛ يا عِبادِي ! لَوْ أنَّ أوَّلَكُمْ وآخِرَكُمْ وَإنْسَكُمْ
وَجِنَّكُمْ كانُوا في صَعيدٍ وَاحدٍ فَسألُونِي فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسانٍ
مِنْهُمْ ما سألَ لَمْ يَنْقُصْ ذلكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئاً إِلاَّ كما
يَنْقُصُ البَحْرُ أنْ يُغْمَسَ المِخْيَطُ فِيه غَمْسةً وَاحدَةً ؛ يا
عِبادي ! إنَّما هِيَ أعْمالُكُمْ أحْفَظُها عَلَيْكُمْ، فَمَنْ وَجَدَ
خَيْراً فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَزَّوَجَلَّ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ
فَلا يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ))

[ أخرجه مسلم والترمذي عن أبي ذر الغفاري ]

من ازداد عقله ازداد خوفه من الله عز وجل :

والنبي عليه الصلاة والسلام يخاف:

(( رأس الحكمة مخافة الله ))

[ رواه البيهقي عن عبد الله بن مسعود]

وكلما ازداد عقلك ازداد خوفك، وكلما ضعف عقلك وضعف إيمانك قلّ خوفك.
(( أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه، وعقابه، ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون))

[ رواه ابن السني عن الوليد بن الوليد رضي الله عنه]

لابدّ من أن يجتمع في قلب المؤمن تعظيم لله ومحبة له وخوف منه :

قد يأتي غضب الله فجأة، ولله عز وجل سياسة
مع عبادة، قد يرخي لهم الحبل فيأكلون، ويشربون، ويتمتعون، ويصخبون،
ويضحكون، ويتنزهون، ويتكبرون، ويتغطرسون، وفي ثانية واحدة يشد الحبل فإذا
هذا الإنسان في قبضة الله، قد يأتي مرض عضال لا تنام الليل، سمعت البارحة
عن إنسان صياحه أقلق كل من في البناء، آلام لا تحتمل، وكان من ألمع
الشخصيات، جاءه الورم الخبيث في أماكن حساسة، كل المسكنات لا تجدي،
الجيران لا ينامون من صياحه كل يوم.
((اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك ومن فجأة نقمتك ومن جميع سخطك ))

[أخرجه مسلم من حديث ابن عمر ]

ولك العتبى حتى ترضى، عند الله أدوية تدع الحليم حيراناً، هذا يسمونه المؤيد القانوني.
سيدنا
موسى قال: يا رب تعلم إني أحبك وأحب من يحبك فكيف أحببك إلى خلقك؟ قال:
ذكرهم بآلائي ونعمائي وبلائي، ذكرهم بآلائي كي يعظموني، القرآن الكريم
يقول عن هذا الكافر: ﴿ إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ﴾

[ سورة الحاقة]

التركيز
على العظيم، معظم أهل الأرض يؤمنون بالله بما فيهم إبليس، لكن إبليس ما
آمن بالله العظيم، وعامة المسلمين ما آمنوا بالله العظيم، ذكرهم بآلائي كي
يعظموني، وذكرهم بنعمائي كي يحبوني، وذكرهم ببلائي كي يخافوني، فلا بد من
تعظيم وخوف وحب، فإذا طغى الحب على الخوف تفلت الإنسان، وإذا طغى الخوف
على الحب يئس الإنسان، وإذا ضعف التعظيم عصى الإنسان، بضعف التعظيم يعصي،
وبضعف الخوف يطغى، وبضعف الحب ييئس، فلا بد من مشاعر متوازنة في قلب
المؤمن.
ما من مصيبة تصيب الإنسان إلا هي دفع إلى باب الله عز وجل :

الحقيقة محور هذا الدرس أن تربط جميع
المصائب بالله عز وجل، أما الاتجاه الشركي فلا، هذا الزلزال حركة باطنية
للقشرة الأرضية، و الله عز وجل لا علاقة له، تقريباً شح الأمطار تبدل خطوط
المطر، تتبدل في الأرض، فالإنسان الكافر يميل إلى تفسير ما يجري تفسيراً
شركياً أرضياً، النبي الكريم علمنا أن نربط كل المصائب بالله عز وجل كي
نتوب إليه، والله عز وجل قادر دائماً أن يدفعنا إلى بابه دفعاً عن طريق
المصائب، وقد قال عليه الصلاة والسلام:
(( عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل ))

[ رواه أحمد والبخاري وأبو داود عن أبي هريرة]

وإذا
دخلت إلى مسجد - والله لا أبالغ- ترى جمعاً غفيراً فيه، تأكد أن تسعين
بالمئة من هؤلاء دخلوا بيت الله عقب معالجة لطيفة من الله، الإنسان من دون
معالجة إلهية يطغى.
إنسان صالح قال لي:
بالسبعينات كان هناك رواج اقتصادي يفوق حدّ الخيال، وعنده مؤسسة، وكانت
أرباحه طائلة، قال لي: وضعت في جيبي خمسمئة ألف، وكان الدولار بثلاثة
وثمانين ليرة، وتوجهت إلى بلاد بعيدة، هذه عادة ثانية كي أستمتع، من دون
أن يأخذ معه زوجته- طبعاً مفهوم- وصل إلى هناك شعر بآلام في ظهره دخل إلى
المستشفى قيل له: ورم خبيث بالعمود الفقري، قطع زيارته وعاد إلى بلده من
مسجد إلى مسجد، ثم تبين أنه ليس معه ورم، لكنه الله أرجعه.
فالله عز وجل ما من مصيبة تصيب الإنسان إلا هي دفع إلى باب الله، إن رأيت إنساناً ملتزماً فلأن الله عالجه معالجة من عند حكيم عليم.
عن
زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: شكوت إلى رسول الله صلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أرقاُ أصابني ـ قبل قليل " شسع النعل إذا انقطع " الآن: " شكوت
إلى رسول الله صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرقاُ أصابني - لا ينام -
فقال: (( قُلِ: اللَّهُمَّ غارَتِ النُّجُومُ، وَهَدأتِ
العُيُونُ، وأنْتَ حَيُّ قَيُّومٌ لا تَأخُذُكَ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ، يا
حيُّ يا قَيُّومُ أهدئ لَيْلي، وأنِمْ عَيْنِي))

[الطبراني عن زيد بن ثابت]

القلق
أو الأرق له دعاء، شسع النعل إذا انقطع ادعُ الله عز وجل، لم تجد الملح
اسأله ملح طعامك، غرض ضاع منك اسأله أن يرده إليك، أي: إن الله يحب من
العبد أن يسأله حاجته كلها.
وكان عليه الصلاة والسلام يقول: "يا ذا الجلال والإكرام برحمتك نستغيث".
هذا من أدعية النبي المأثورة عليه " يا ذا الجلال والإكرام برحمتك نستغيث ".
أنواع المصائب :

أيها الأخوة: لا شك أن المصائب أنواع منوعة،
ومن ضيق الأفق، ومن السذاجة أن تظن أنها من نوع واحد، هناك مصائب تصيب
الكفار، مصائب قصم، أو مصائب ردع، وهناك مصائب تصيب المؤمنين، هي مصائب
دفع إليه، أو رفع عنده، دفع أو رفع، وهناك مصائب تصيب الأنبياء هي مصائب
كشف، لذلك تجد في القرآن:

﴿ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ ﴾

[سورة الأعراف الآية: 136 ]

أي قصمناهم.
﴿ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً ﴾

[ سورة يس الآية: 29 ]

ما
معنى واحدة؟ " إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً " لأن الإنسان لو أراد أن
يقتل حشرة صغيرة على أرض غرفة هذه الحشرة لا تحتاج إلى مطرقة، تحتاج إلى
ضربة واحدة لضعفها، فهؤلاء الأقوياء الذين ترونهم في الدنيا أقوياء
يحتاجون إلى صيحة واحدة تأخذهم: ﴿ فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴾

[ سورة يس الآية: 29 ]

فلذلك: المصائب منوعة بين قصم وردع ودفع ورفع وكشف، فالمؤمن قال تعالى:
﴿
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ
الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ
وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ
رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ * ﴾

[ سورة البقرة]

وأنا
لا أشك أبداً أنه ما من واحد منكم وأنا معكم إلا وله في هذا المجال تجارب
مع الله عز وجل، فقد تأتي مصيبة ثم يهتدي إلى أن هذه المصيبة جاءت بحكمة
بالغة، وبعدل مطلق، وبرحمة واسعة.
من تمام النعم أن يأتي الرخاء بعد الشدة :

لذلك لا تضطرب إن جاءت المصائب، هل تريد أن
أقول لك متى تضطرب؟ ينبغي أن تضطرب أشد الاضطراب إذا كنت لا سمح الله في
معصية والأمور تأتي كما تشتهي، إذا رأيت الله يتابع نعمه عليك وأنت تعصيه
فاحذره، معنى ذلك أن المصائب التي تساق للمؤمنين لا تجدي معك، لا بد من
قصم بعد حين، فهؤلاء الذين يعصون الله ويستكبرون خطهم البياني صاعد صعوداً
حاداً ثم السقوط بشكل مريع، ثم إن الإنسان له مع الله أيام، وقد قال الله
عز وجل:

﴿ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ﴾

[ سورة إبراهيم الآية: 5 ]

قد
يواجه عدواً فالله عز وجل بفضل الدعاء صرفه عنه، وقد يواجه مشكلة فالله عز
وجل بفضل الدعاء صرفها عنه، من تمام النعم أن يأتي الرخاء بعد الشدة،
الذين يحبهم الله عز وجل يؤدبهم ثم يكرمهم، الإنسان يؤدب لكن لا تستقر
حياته إلا على الإكرام، يؤدبهم ثم يحبهم، بينما أهل الدنيا يرفعهم ثم
يقصمهم، فإذا كنت في طور الابتلاء وطور التأديب فهذه نعمة كبرى، والدليل
على ذلك: ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآَوَى * وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى *﴾

[سورة الضحى]

كان غنياً بعد أن كان فقيراً، وكان مهتدياً بعد أن كان في حيرة، وكان يتيماً ثم آواه الله إلى رحمته.
الحكمة من كون النبي الكريم يتيماً :

قد يسأل سائل لماذا كان النبي يتيماً؟ لأنه
لو كان له أب كبير، مربٍّ كبير، تعزى كل فضائل النبي لأبيه، أراد الله عز
وجل أن يكون النبي عليه الصلاة والسلام في علمه منه مباشرة، وفي فضله من
الله مباشرة، ما من أحد له على النبي الكريم يد، بمعنى أنه هو الذي صنعه،
أحياناً تجد ابناً من أرقى الأبناء، له أب كبير، يقولون: هذا صنيعة أبيه،
هذه الأخلاق من توجيه والده، هذا الانضباط من توجيه أمه، لا أم ولا أب،
فعلمه من الله مباشرة، وخلقه أيضاً وإنجازه من الله مباشرة، ولم يكن له
ذرية من الذكور، هذا ابن النبي! فإن لم يكن على المستوى انتقلت البغضاء
إلى النبي، وهذه مشكلة كبيرة.
(( يَا سَلْمَانُ لاَ تُبْغِضْنِي فَتُفَارِقَ
دِينَكَ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللّهِ: كَيْفَ أُبْغِضُكَ وَبِكَ هَدَانَا
اللّهُ؟ قَالَ: تُبْغِضُ الْعَرَبَ فَتُبْغِضُنِي))

[ الترمذي عن سلمان]

تنتقل
العداوة، فالحكمة بالغة لم يكن للنبي ذرية ذكور إطلاقاً، لأن هذا يتمتع
بميزة ما بعدها ميزة، ابن رسول الله، وقد لا يكون في المستوى المطلوب،
فيسبب للمسلمين متاعب كثيرة جداً.
هذه
حكمة أنه كان يتيم الأم والأب، ولم يكن من ذريته ذكور، ولم يتعلم علوم
الأرض، فعلمه من الله، وإنجازه من الله، وذريته لصالح الدعوة.
القرآن الكريم يرفع الإنسان إلى أعلى مستوى :

ثم يقول الله عز وجل :

﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ *﴾

[ سورة الشرح ]

وختام هذا الدرس أن لكل مؤمن من هذه الآية نصيب بحسب طاعته لله، وإخلاصه له، حينما تطيع الله عز وجل يرفع الله لك ذكرك.
مرة
كنت عند قصاب، قال لي: صديقي كان أحد كبار القراء في الشام، كنا في حفل
صلى بنا إماماً واقفاً وعمره يزيد عن مئة و أربع سنوات، ورد في الأثر أنه:
" من تعلم القرآن متعه الله بعقله حتى يموت"، قال لي: هذا القصاب كان
رفيقي، قلت له: أين الثرى من الثريا؟ الله رفع هذا الذي حفظ كتاب الله إلى
أعلى مستوى، فالقرآن يرفع الإنسان. ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا
عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ
* فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *
فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ * ﴾
أية مصيبة معها اللطف والفرج لكن لكل شيء أوان :


أيها الأخوة المؤمنون: لا زلنا في الدعاء ومتاعب الحياة، وكما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((
إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح فمن عرفها
لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى، وجعل الآخرة دار
عقبة فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا، وجعل عطاء الآخرة من بلوى
الدنيا عوضا فيأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي ))

[ من كنز العمال عن ابن عمر ]

حينما قال الله عز وجل:
﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً* مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً*﴾

[سورة الشرح]

الكلمة إن كانت معرفة بال وتكررت لا تتعدد، بينما النكرة إذا تكررت تتعدد.
﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً* مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً*﴾

العسر
الواحد بعده يسران، لذلك قيل: لن يغلب عسر يسريين! ولم يقل الله عز وجل:
إن بعد اليسر يسراً، بل إن مع، فأية مصيبة معها اللطف والفرج، لكن لكل شيء
أوان، ثم إن النبي عليه الصلاة والسلام كان يشعر بآلام الناس، وقد وصف
بأنه كانت الرحمة مهجته، والحب فطرته، والسمو حرفته، ومشكلات الناس
عبادته، والدعاء الذي ورد في القرآن الكريم: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي
قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي
وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾

[سورة البقرة]

كأن
الإنسان معرض إلى البلاء والشدّة، ثم إن النبي عليه الصلاة والسلام ما كان
له أن يقول للناس: تعالوا اعترفوا أمامي أغفر لكم ذنوباً، قال: ﴿ قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ ﴾

[سورة الأعراف]

هو مفتقر إلى الله عز وجل، وهو لا يملك نفعاً ولا ضراً لأي إنسان.
من كمال أدبك مع الله أن تسأله رحمته وموجبات رحمته ومغفرته وعزائم مغفرته :

أيها الأخوة: من الأدعية التي أثرت عن النبي صلى الله عليه وسلم و التي فيها أدب جم، كان يدعو فيقول:

((مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ أَوْ
إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فَلْيَتَوَضَّأْ فَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ
ثُمَّ لِيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ لِيُثْنِ عَلَى اللَّهِ، وَلْيُصَلِّ
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ لِيَقُلْ: لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ
الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَسْأَلُكَ
مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ
كُلِّ بِرٍّ وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ لَا تَدَعْ لِي ذَنْبًا
إِلَّا غَفَرْتَهُ وَلَا هَمًّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَلَا حَاجَةً هِيَ
لَكَ رِضًا إِلَّا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ))

[سنن الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى]

الرحمة
لها ثمن، فمن شدة أدبه مع الله لم يطلب رحمة الله بلا ثمن قال:
"أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ"، والمغفرة لها ثمن قال: "وَعَزَائِمَ
مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ
إِثْمٍ..." هذا الذي يطلب رحمة الله بلا ثمن، ولا جهد، ولا استقامة، ولا
توبة، ولا عمل صالح، هو كالمستهزئ بربه، فمن كمال أدبك مع الله أن تسأله
رحمته وموجبات رحمته، وتسأله مغفرته وتسأله عزائم مغفرته.
الخطأ في السلوك أساسه خطأ في التصور :

ثم يقول النبي عليه الصلاة والسلام وهناك إشارة إلى أن كل خطأ في العمل أساسه خطأ في التصور:

((عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي يَا حُصَيْنُ كَمْ
تَعْبُدُ الْيَوْمَ إِلَهًا قَالَ أَبِي سَبْعَةً سِتَّةً فِي الْأَرْضِ
وَوَاحِدًا فِي السَّمَاءِ قَالَ فَأَيُّهُمْ تَعُدُّ لِرَغْبَتِكَ
وَرَهْبَتِكَ قَالَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ قَالَ يَا حُصَيْنُ أَمَا
إِنَّكَ لَوْ أَسْلَمْتَ عَلَّمْتُكَ كَلِمَتَيْنِ تَنْفَعَانِكَ قَالَ
فَلَمَّا أَسْلَمَ حُصَيْنٌ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِيَ
الْكَلِمَتَيْنِ اللَّتَيْنِ وَعَدْتَنِي فَقَالَ قُلِ اللَّهُمَّ
أَلْهِمْنِي رُشْدِي وَأَعِذْنِي مِنْ شَرِّ نَفْسِي))

[سنن الترمذي عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ]

حينما
تلهم رشدك عندئذ لا تخطئ، أنت تركب مركبة والطريق وعر وفيه حفر وأكمات،
فحينما تملك مصباحاً قوياً كشافاً، تحصيل حاصل أنك لن تقع في حفرة، لأن
هذا النور يهدي لك السبيل، وقد قال الله عز وجل ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ
لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ﴾

[سورة الحديد]

فكأن
النبي عليه الصلاة والسلام بين أن الخطأ في السلوك أساسه خطأ في التصور،
قال: "أَلْهِمْنِي رُشْدِي" وقد قيل: لابد للمؤمن من كافر يقاتله، ومن
منافق يبغضه، ومن مؤمن يحسده، ومن شيطان يغويه، ومن نفس ترديه، يوجد خمس
جهات ينبغي أن تحتاط منها، الكافر يقاتل، والمنافق يبغض، والمؤمن أحياناً
يحسد، والنفس تردي، والشيطان يغوي.
أنواع النفس :

"اللَّهُمَّ أَلْهِمْنِي رُشْدِي
وَأَعِذْنِي مِنْ شَرِّ نَفْسِي"، فالنفس كما تعلمون مطمئنة، ونفس أمارة
بالسوء، و نفس لوامة، فالنفس المطمئنة هي أرقى نفس، مطمئنة لرحمة الله، هي
كما يريد الله عز وجل، والنفس اللوامة هي التي تحاسب نفسها حساباً عسيراً،
وأما النفس الثالثة فهي الأمارة بالسوء، ثم إن النبي عليه الصلاة والسلام
واقعي، هناك مصائب من الصعب أن يتحملها الإنسان، يقول عليه الصلاة
والسلام:
((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ
فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ
فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ))

[سنن النسائي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

أن
يكون معك شخص يخونك، يطعنك في الظهر، ويتحرك حركات مشبوهة، وأنت واثق منه،
كفى بها خيانة أن تحدث أخيك حديثاً هو بك مصدق وأنت له بها كاذب، من نعم
الله الكبرى على الإنسان أن يكون الذين حوله على شاكلته، إن كان صادقاً
حوله صادقون، إن كان ورعاً حوله ورعون، إن كان مخلصاً حوله مخلصون، إن كان
نظيفاً حوله نظيفون. ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ
فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ فَإِنَّهَا
بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ ))

من علامات عبودية الإنسان لله عز وجل أن يحترم القوانين التي قننها الله :

النبي عليه الصلاة والسلام كان شديد الخوف من الأمراض الوبيلة، بل إن أكثر أدعيته:

((مَا مِنْ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا الْعَبْدُ
أَفْضَلَ مِنَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْمُعَافَاةَ فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ))
[سنن ابن ماجة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

والله عز وجل يقول:
﴿وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ﴾

[ سورة البقرة]

والله أيها الأخوة: توجد أمراض تجعل حياة الإنسان جميعاً فاسألوا الله العافية، أقول لكم:
((
مَنْ أصبَحَ منكم آمِنا في سِرْبه- هذا أمن الإيمان- مُعافى في جَسَدِهِ،
عندهُ قوتُ يومِه، فكأنَّما حِيزَتْ له الدنيا بحذافيرها ))

[ أخرجه الترمذي عن عبيد الله بن المحصن ]

النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ وَالْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَمِنْ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ))

[سنن أبي داود عَنْ أَنَسٍ]

الإنسان
حينما يصبح معافى في جسمه، حواسه تعمل بانتظام، أجهزته، قلبه، رئتاه،
معدته، أمعاؤه، جهازه طرح البول، حينما يكون بجاهزية عالية فهذه نعمة لا
يسبقها إلا نعمة الهدى، والنعم التي رتبها الإمام علي: نعمة الهدى ونعمة
الصحة ونعمة الكفاية، الإنسان حينما يأتيه مرض عضال ومعه مئة مليون لو
سألته هل توافق أن تخسر كل مالك وتغدو إنساناً ذا دخل محدود وتشفى من
مرضك؟ والله لا يتردد ثانية، ما من شيء يعدل الصحة، لكن هذه الصحة لها
أسباب، فالذي لا يأخذ بأسبابها هو لا يحترم قوانين الله عز وجل، من علامات
عبوديتك لله عز وجل أن تحترم القوانين التي قننها الله عز وجل في شأن
جسمك، "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ وَالْجُنُونِ
وَالْجُذَامِ وَمِنْ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ".
اشتكت
امرأة أن المستقيم قد أزيل ولابد من كيس في خاصرتها، يمتلئ بالبراز، تحمل
برازها! والكيس له ثمن باهظ، فكل حين تحتاج لتبديله، فعندما يكون جهاز
الإنسان الهضمي سليماً يقضي حاجته من دون أن يكون في هذا الوضع ينبغي أن
يذوب شكراً لله، فكلما رأيت مرضاً عضالاً وعافاك الله منه ينبغي أن تذوب
شكراً لله عز وجل.
أكبر نعمة على الإطلاق أن يكون للإنسان قلب سليم يلقى الله به :

ثم يدعو النبي عليه الصلاة والسلام ويقول:

((عن شتير بن شكل عن أبيه شكل بن حميد قَالَ:
أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا
رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي تَعَوُّذًا أَتَعَوَّذُ بِهِ قَالَ فَأَخَذَ
بِكَتِفِي فَقَالَ قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ
سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ
قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي -يَعْنِي فَرْجَه-))

[سنن الترمذي عن شتير بن شكل عن أبيه شكل بن حميد]

أن
أستمع إلى شيء يغريني بمعصية، أو أستمع لقصة تدفعني إلى المعصية، أو أستمع
لشبهة تعلق في ذهني وتثبت، أو أستمع لغيبة فاستمرئ الغيبة، معاصي الأذن
كثيرة جداً. "مِنْ شَرِّ سَمْعِي وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي...." أن أملأ عيني
من الحرام، " وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي...." وهناك ثماني عشرة معصية عن طريق
اللسان من غيبة ونميمة وبهتان واستهزاء ظريفرية ومحاكاة.... ((إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ ))

[سنن الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]
((أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي))

لي مظهر حسن وقلبي فيه غل للمسلمين، وحسد، وكبر، لذلك:
﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾

[سورة الشعراء]

أكبر نعمة على الإطلاق ينعم الله بها عليك أن يكون لك قلب سليم تلقى الله به.
الإيمان هو الخلق :

و النبي عليه الصلاة و السلام كان يقول:

((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ
وَالْهَرَمِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ
وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ وَمِنْ
شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْفَقْر))

[صحيح البخاري عَنْ عَائِشَةَ]

الغنى مزلق خطير للمعصية والكبر، والفقر مزلق خطير للكفر واليأس، فالغنى له مزالق، والغنى له مزالق.
((كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي
أَعُوذُ بِكَ مِنْ مُنْكَرَاتِ الْأَخْلَاقِ وَالْأَعْمَالِ
وَالْأَهْوَاءِ ))

[سنن الترمذي عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ عَمِّهِ]

الحقد،
الكبر، هذه أخلاق منكرة، ولا تتناسب مع المؤمن، ولا مع مكانته، فالدين هو
الخلق، والإيمان هو الخلق، ومن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين.
النبي
عليه الصلاة والسلام كان قائداً فذّاً وحاكماً يستوعب مشكلات من حوله،
وكان قائداً عسكرياً ناجحاً، وكان فصيحاً، وخطيباً، ومفتياً، وقوياً، كان
في كل صفة قمة، لكن حينما مدح لم يمدح إلا بصفة واحدة قال: "وإنك لعلى خلق
عظيم" لأن كل هذه الصفات منحه الله إياها كوسيلة من وسائل الدعوة، لكن
الصفة التي يرتقي بها ذاتياً هي الخلق والكسسسب الشخصي، "وإنك لعلى خلق
عظيم".
كاد الحليم أن يكون نبياً.
الوضع السلبي بالتلقي لا يقدم شيئاً هذا عمل لا مستقبل له :

والدعاء الأخير:

((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ
وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ
الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ))

[صحيح البخاري عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ]

العجز
الاستسلام للمصيبة، عدم التحرك والسعي، اليأس والتشاؤم والسوداوية، والكسسسل
لا يوجد همة إطلاقاً ليحرك ساكناً، جالس مهمته الأولى تتبع أخبار الناس،
وتوزيع الألقاب والتهم على الناس.
أحياناً
ألاحظ في بعض الأماكن يجلس أمام بيته، يمر شخص ينظر إليه! والثاني ينظر
إليه، لا يتحرك، ولا يصلي، ولا يقرأ القرآن، ولا يعلم أولاده، جالس، معظم
الناس هكذا، من مسلسل لمسلسل، ألم تشبع وتمل؟ هل ينقصك هموم؟ تحمل هموم
المسلسل وتبكي معهم؟ والأخبار، يبقى يتابع الأخبار، ومن يأخذ برأيك؟ يعرف
أدق التفصيلات، مشاكل شرق آسيا، وشرق إفريقيا، والتحليلات، والندوات.....
إلى متى؟ ماذا قدمت؟ لا شيء، يتلقى، يبقى يتلقى حتى يأتي ملك الموت،
التلقي أصبح اليوم ظاهرة خطيرة، أينما جلست يتكلم عن الجزيرة، هكذا حكت
الندوة، هكذا قال فلان، يوجد تحليل وتحقيق وندوة ماذا قدمت أنت؟ لا شيء.
الوضع
السلبي بالتلقي لا يقدم شيئاً، هذا عمل لا مستقبل له، الشيء الذي أنت
بحاجة له هو كتاب الله، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، وأحكام الفقه
والسيرة، هذه ترقى بك إلى الله، أما هؤلاء الذين يصرحون ويتحدثون ويكذبون
وينافقون فمالك ولهم؟ دعك منهم. (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ
وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ
الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ))

يوجد
أعمال قد تكون ممتعة، لكن ليس لها أثر مستقبلي، مثال على ذلك: إنسان يجلس
في حوض الحمام والماء فاتر يستمتع، لو جلس عشر ساعات هل تصبح عالماً؟
انتظر نظام المتعة نظام استهلاكي، أما نظام العمل والسعي فنظام بنائي،
فبالاستمتاع لا يأتي شيء منك، أنت مستهلك، أما المؤمن فيتحرك ويقدم شيئاً،
لو أن الله سألك ماذا فعلت يا عبدي؟ والله يا رب أفهم كل قضايا الأخبار،
وسمعتها بأدق التفاصيل، يا رب أعرف كل تفاصيل السيارات، كل واحدة لها
ميزات، خبير بشؤون الدنيا، خبير بالعملات، و جيد بالتجارة، لكن والدين؟
لابد أن تكون خبيراً بالدين "والْجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ
فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المهاجرة
vip
vip
المهاجرة


انثى
عدد المساهمات : 1200
أحاديث الدعاء 2 7aV76083
الدولة : مصر
تاريخ التسجيل : 28/12/2010
مزاجى : أحاديث الدعاء 2 665449037
المهنة : أحاديث الدعاء 2 Unknow10

أحاديث الدعاء 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحاديث الدعاء 2   أحاديث الدعاء 2 I_icon10الجمعة 30 ديسمبر - 22:07

الدنيا مبنية على الابتلاء و المصائب نعم باطنة :

أيها الأخوة الكرام: لا زلنا مع الدعاء
ومع الدعاء والمعاناة، فهذه الدنيا مبنية على الابتلاء، وكأن المصائب فيما
تشير إليه بعض الآيات نعم باطنة، ففي قوله تعالى:

﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾

[سورة لقمان]

النعم
الظاهرة معروفة بديهة أما الباطنة فهي المصائب، لأنها تلجئنا لباب الله
وتحملنا على التوبة وتسوقنا إلى الجنة، وعجب ربك من قوم يساقون إلى الجنة
بالسلاسل، فمن هذه الأدعية: ((اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا
أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا اللَّهُمَّ
إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ
وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا ))

[صحيح مسلم عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ]

وأنت في الفاتحة التي تقرأها في اليوم بضع عشرات من المرات تقول:
﴿إياك نعبد وإياك نستعين﴾
أي
نستعين على عبادتك بك، وقد ورد: ألا أنبئكم بمعنى لا حول ولا قوة إلا
بالله؟ أي لا حول عن معصيته إلا به، ولا قوة على طاعته إلا به، وسيدنا
يوسف عليه وعلى نبيه وعلى أفضل الصلاة والسلام يقول:
﴿ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾

[سورة يوسف]

فمن خلال هذه الآيات وتلك الأحاديث يتضح أنه حتى استقامتك تحتاج إلى معونة من الله.
الفرق بين تزكية الله وتزكية الذكاء والمصالح :

"اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا...."
أعني على أن أكون متقياً لك. "وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ
زَكَّاهَا...." النفس أحياناً تزكو في ظاهرها، وتزكو من قبل موقف ذكي، أما
إذا زكاها الله عز وجل فهي الزكاة الأصيلة التي لا تتأثر بالحوادث، وهناك
جهات كثيرة تبدو ذكية فيما يظهر للناس، أما حينما تستفز فتغدو متوحشة،
والفرق بين تزكية الله وتزكية الذكاء والمصالح والرغبة في انتزاع إعجاب
الناس فرق كبير، تزكية الله عز وجل أصيلة وثابتة ولا تتأثر بالحوادث،
بينما تزكية المصالح وتزكية الذكاء هذه تتأثر بالمصالح، فلمجرد أن يستفز
الإنسان أو يهدد في مصالحه ينقلب لوحش كاسر كما ترون وتسمعون كل يوم.
"اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ
زَكَّاهَا...." أنت يا رب خير من يزكي هذه النفس. " أَنْتَ وَلِيُّهَا
وَمَوْلَاهَا...." نستعين على طاعتك بك، ونسألك التزكية من عندك، التزكية
التي لا تتأثر ولا تتبدل ولا تتطور ولا تتغير.

أيّ علم لا يسهم في تقريبك من الله عز وجل فهو علم لا ينفع :

يوجد نقطة دقيقة جداً أوضح مثل لها أن غرفة
فيها كتب من الأرض إلى السقف على جدرانها الأربعة، وعندنا امتحان بعد أيام
في مادة في صف التخرج، ويعلق على هذا النجاح آمال كبيرة منها تسلم وظيفة
ذات دخل كبير، وزواج، في هذين اليومين هل لك أن تقرأ من هذه المكتبة غير
الكتاب المقرر؟ من الحمق والغباء أن تقرأ قصة أو مسرحية، لا بد أن تصطفي،
فما كل علم نافع، هناك علوم ممتعة لكنها ليست نافعة.
اعمل
بقصيدة الإلياذة و الأوديسا لهوميروس، قصيدة مؤلفة من ستة عشر ألف بيت،
حللها، وادرسها، ولاحظ منطلقات الشاعر، وعقيدة الشاعر، وشرك الشاعر،
وتأليهه الأصنام، ماذا تستفيد؟ مليون علم لا ينفع، لابد من أن تصطفي،
الوقت محدود، والوقت ثمين، والحياة قصيرة، هناك ملايين الموضوعات لا تنتفع
بها إطلاقاً في الآخرة، لابد من أن تصطفي.
لاحظ
معظم الناس يمضون باليوم أربع أو خمس ساعات بسماع الأخبار والتحليلات،
قضايا متمثقفة بشرق آسيا، بجنوب أفريقيا، بشمال أمريكا اللاتينية، يتابع
الأمر، وماذا بعد؟... مهما كونت رأياً من يسمعك؟ ومن يصدقك؟ اعمل بشيء
تنتفع به بآخرتك، علم لا ينفع، تجد أشخاصاً عندهم تفوق باستيعاب الظروف
عجيب! أما العمل فصفر، تعلّم علماً ينفعك، آلاف الأسئلة بالدين هل صحيح أن
طول سيدنا آدم ستون متراً؟ لنفرض ستين متراً أو ستين سنتيمتراً ماذا يبنى
على ذلك؟ لا شيء!
زارني مرة طبيب
والله أُجلّه قال: أؤلف كتاباً عن مرض وفاة النبي، قلت له: لا فائدة من
كتابك أبداً، نبينا توفي، أما أنت فألّف كتاباً عن وصاياه الصحية لننتفع
بها، خذ هذه القاعدة: أي علم لا يبنى عليه حكم شرعي لا قيمة له، يجب أن
يبنى عليه حكم فلذلك: "اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع".
لاحظ
اهتماماتك قد تكون لا قيمة لها إطلاقاً في ميزان الشرع، قد تكون اهتماماتك
العلمية لا وزن لها إطلاقاً في ميزان الربح والخسارة، قد تكون اهتماماتك
العلمية لا تقدم ولا تؤخر، فاستعذ بالله من علم لا ينفع.
أحياناً
تقرأ مجلة، قصة، مسرحية، مقابلة، تحليلاً، فيها ثلاثون أو أربعون مقالة،
مقالة واحدة تنتفع بها في آخرتك في موضوع علمي أو فقهي! ما سوى هذه
الموضوعات تجد موضوعات متمثقفة بالشعراء، وبقضايا الفن، و المسرح، والقصة،
ومعارض الرسم، هذه الموضوعات ماذا تنتفع بها؟" اللهم إني أعوذ بك من علم
لا ينفع" ما دام الوقت محدوداً والمهمة كبيرة والموت على الأبواب، والآخرة
إلى الأبد، فأي علم لا يسهم في تقريبك من الله فهو علم لا ينفع، وأي علم
يسهم في تقريبك إلى الله هو علم ينفع.

الإسلام من دون حب وبكاء وحال مع الله وخشوع إسلام لا يساوي إلا ثقافة :

" اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ
عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ......" قلب قاس، يقرأ
القرآن فلا يتأثر، يذكر الله ويصلي فلا يتأثر، هذا الجانب الروحي، جانب
الحب، وجانب الحال مع الله، وجانب الخشوع والبكاء، أين نسيه الناس؟ تجد
إسلاماً مادياً، أدلة ونصوص وكتب، لكن لا يوجد حال ولا تأثر ولا دمعة
تنهمر، من عين خاشعة، لا يوجد قلب يتحرك بمحبة الله، ولا جلد يقشعر من
خشية الله، الجانب العاطفي جانب الحب وجانب الحال مع الله مفقود كلياً،
صار الدين ثقافة، وأدلة، وانتقادات، لكن لا يوجد روحانية، ما كان هكذا
أصحاب النبي، كان أصحابه يحبون الله.

(( والله يا رسول أصبحت أحبك أكثر من أهلي،
وولدي، والناس، أجمعين، إلا نفسي التي بين جنبي، قال: يا عمر، لمَّا يكمل
إيمانك، إلى أن جاءه مرةً ثانية فقال: والله يا رسول الله لأنت أحب إلي من
أهلي وولدي ومالي، والناس أجمعين، حتى نفسي التي بين جنبي، قال: الآن يا
عمر ))

[ البخاري عن عبد الله بن هشام ]

الإسلام
نصفه حب، أي إنسان يلغي الحب يلغي نصف الدين، ويجعله جثة هامدة! الإنسان
إذا مات يطاق في البيت؟ لا، يقولون: إكرام الميت ترحيله، أب هو الذي عمّر
البيت، هو فرشه، كل هذه النعم بسببه، لا يتركوه ساعة زيادة، يستعجلون به،
لأنه بقي جثة، الجثة مخيفة، أولاده الذين كانوا ينطلقون لحضنه يخافون من
الدخووول لغرفته، أبوكم! يخافون، الإسلام من دون حب، وبكاء، وحال مع الله،
وخشوع، ومن دون أن يقشعر جلدك، ويجل قلبك، هذا إسلام لا يساوي إلا ثقافة،
الإسلام غير الثقافة، الثقافة معلومات، "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ
مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ..." الخشوع صفر.
الفرق بين الإسلام الثقافي الفكري وبين أي علم آخر :

ما الفرق بين الإسلام الثقافي الفكري
فقط وبين أي علم آخر؟ فلان مختص بالقانون الدولي، وفلان مختص بالشريعة
الإسلامية، اختصاص! فلان مختص بعلم الأحياء، وفلان مختص بعلم المواريث،
علم معلومات دقيقة محفوظة، عليها أدلة، وقضايا خلافية، تعرف وجهة نظر كل
فريق، وأدلته، وكيف ردّ على خصومه، هل تعتقد أن الدين معلومات فقط؟ لا،
نريد قلباً يخشع، وعيناً تدمع، وأذناً تسمع، وجلداً يقشعر، وقلباً يجل،
وحباً في القلب.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ
مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ
وَيُحِبُّونَهُ ﴾

[سورة المائدة]

الذي
يحب الله لا يمكن أن يرتد عن دينه، أساس علاقته الحب، لاحظ نفسك لك مناجاة
مع الله، ولك ابتهال له، أحياناً تعتذر، تستغفر، تطلب السماح من الله،
تستعين به، دائماً تفتقر إليه في حركتك، وعلمك، وحرفتك، ومهنتك، وعلاقاتك،
وزواجك، هل تستعين به؟ هذا هو الدين، فإلغاء الجانب الانفعالي، إلغاء جانب
الحب والإخلاص والتزكية هدر لنصف الدين، لا يوجد في ذهنه غير الأدلة، وإلى
متى؟ أدلة والحديث ضعيف لا بل صحيح، لمتى؟ تحركوا، رجل عمل بعلم الحديث له
شيخ صالح جداً قال: يا بني كفاك في علم المصطلح اقرأ الحديث واعمل به، نجد
بلاغ منع تجول، فرضاً بلد لا يوجد فيه إذاعة فعلقوا بلاغ منع تجول تحت
طائلة إطلاق الرصاص، ما هذا الورق؟ هذا لا يوجد منه! إنه مستورد! انتبه
للورق والحرف، هذا حرف رائع جداً، انتبه للتوقيع، لكن لم ينتبه لمضمون
البلاغ، جاءت رصاصة أردته قتيلاً، يجب أن تهتم بمضمون البلاغ قبل كل شيء،
هناك اهتمام بشكل البلاغ. ﴿ هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ ﴾

[سورة إبراهيم الآية: 52]

القرآن
بلاغ! ينبغي أن تهتم بادئ ذي بدء بمضمونه لا بشكله، فصار الاتجاه في
الإسلام إلى الشكل فقط، لا يوجد في عقله إلا هذا سنة وهذا بدعة، هذا نص
صحيح وهذا غير صحيح فقط، لابد من أن تتأكد من صحة الأحاديث أنا لست ضدها،
لابد من أن تتأكد من صحة النصوص لأن الدين نقل، وأخطر ما في النقل صحته،
لكن لا أن تكتفي بذلك، ينبغي أن تنتقل لمرحلة ثانية وهي العمل بهذه
الأحاديث.
هذا الدين فيه كلية فكرية، وكلية علمية، وسلوكية، وجمالية، لماذا نغفل الكلية السلوكية الجمالية هي أجمل ما في الدين؟
هؤلاء
الصحابة الذين ضحوا بحياتهم، جاهدوا مع رسول الله، بلغوا درجة من الحب
تفوق حدّ الخيال، لو أنهم اعتنوا بالنصوص فقط، والبدع فقط، ما بلغوا ما
بلغوا إليه، اعتنوا بقلوبهم، وبأحوالهم مع الله، وبإخلاصهم، وتزكية
نفوسهم، وبالعلاقات الطيبة فيما بينهم.... أما أن ينقلب الإسلام إلى ثقافة
فقط، لاشيء معه إطلاقاً، فهذا الذي أحذر أخوتنا الكرام من أن يقعوا به.
التحريش بين المؤمنين ورقة رابحة بيد الشيطان :

"مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ
لَا تَشْبَعُ...."الشيطان أساساً يطمح أن يكفر الإنسان، فإذا رآه على
إيمان يوسوس له بالشرك، فإذا رآه على توحيد يوسوس له بالبدع، فإذا رآه على
سنة يوسوس له بالكبائر، فإذا رآه على طاعة يوسوس له بالصغائر، فإذا رآه
على ورع يوسوس له بالمباحات، تجده كل حياته يعتني ببيته، ومركبته، وأثاث
بيته، فإذا رآه على إيمان بالآخرة بقي مع الشيطان ورقة رابحة واحدة هي
التحريش بين المؤمنين، يصبح بأسهم بينهم، يتمزقون، الأعداء يخططون لإبادة
المسلمين واستئصالهم من آخرهم ونحن بأسنا بيننا، كل عمرنا بخلافات، طول
الجلابية كم؟ لمتى؟ بأسنا بيننا، ونحن جميعاً مستهدفون، والله الغرب لا
يفرق بين متشدد وبين متصوف، ولا بين سني ولا شيعي، الغرب يستهدف كل
المسلمين بكل اتجاهاتهم، ومللهم، وانتماءاتهم، وأحزابهم، وطوائفهم، آن لنا
أن نصحو.

الذين يعتدون على الناس لا يستجيب الله دعاءهم لأنه لا يحبهم :

لذلك: "من قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ
نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا" الله عز وجل
متى لا يستجيب؟ إذا كان الدخل حراماً.

((أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا
يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا
أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ..... يَا رَبِّ يَا رَبِّ
وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ
بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ))

[صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾

[سورة الأعراف]

المعتدون لن أستجيب لهم، تعتدي على أخيك وسمعته وماله وتخيفه وتدمره وتقول: يا رب بأفصح دعاء! هذه المشكلة.
يقول
أخ: أنا لست بحافظ لأدعية، أدعو الله باللغة العامية، قل له: يا رب ليس لي
غيرك، الله يريد القلب الطاهر، المنير، المخلص، وليس فصاحة لسانك، لا
تتفاصح على الله، دعاء مركز تماماً، لكن القلب غافل.
فلذلك
أيها الأخوة:" اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ
وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَمِنْ دَعْوَةٍ
لَا يُسْتَجَابُ لَهَا". لهذا الحديث عدة روايات "من عين لا تدمع وأذن لا
تسمع" لا يصغي لأهوائه وشهواته، هذا دعاء مهم جداً.
الإسلام حياة وسعادة وأحوال مع الله عز وجل :

آخر دعاء:

((كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ
نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ
سَخَطِكَ ))

[صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ]

فجأة
فقد عمله! "وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ" فجأة فقد صحته! الإنسان أحياناً
بثانية لم يبق به حركة، التوى فمه وفقد النطق وانشل نصفه بثانية من دون
مقدمات، هذه الخثرة بالدماغ، "وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ
نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ". إذا وجد الإنسان أن الله يتابع نعمه عليه
وهو يعصيه فليحذره، ليس كل يوم تستيقظ كالبارحة، فإذا لم يكن مستعداً
للقاء الله عز وجل هناك مشكلة في حياته."اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ
مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ
وَجَمِيعِ سَخَطِكَ".
أيها الأخوة:
الإسلام متوازن، وسلوك، وعلم، وجمال، وسعادة، وأحوال مع الله، الأحوال
يحكمها العلم، يوجد أحوال شيطانية، لكن لابد أن تكون لك حالة مع الله،
لابد من أن تكون سعيداً بالله، وهناك صلة بينك وبين الله، وقلب يجل في
محبة الله، ومن جلد يقشعر من خشية الله، ولابد من مناجاة لله، أما تأخذ
الجانب المادي فقط في الدين؟ الجانب النصي فقط؟ جانب الأدلة في الدين؟
جانب السنة في الدين؟ وتدع الجوانب الأخرى؟ ((قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا إِذَا
رَأَيْنَاكَ رَقَّتْ قُلُوبُنَا وَكُنَّا مِنْ أَهْلِ الْآخِرَةِ وَإِذَا
فَارَقْنَاكَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا وَشَمَمْنَا النِّسَاءَ
وَالْأَوْلَادَ قَالَ لَوْ تَكُونُونَ أَوْ قَالَ لَوْ أَنَّكُمْ
تَكُونُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا
عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَكُفِّهِمْ وَلَزَارَتْكُمْ
فِي بُيُوتِكُمْ...... *))
[مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة]

أخواننا
الكرام: الإسلام ثلاثة خطوط، خط علمي وخط سلوكي وخط جمالي، إن اكتفيت بخط
واحد فأنت أعرج! لابد من أن تعتمد الخطوط كلها كي تتفوق، وإلا تتطرف،
وأكبر شيء يهز المسلمين التطرف، أن تأخذ جانباً واحداً وتضخمه وتأخذ
الجوانب الأخرى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
adhammorad
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
adhammorad


ذكر
عدد المساهمات : 3110
أحاديث الدعاء 2 7aV76083
الدولة : مصر
النواية الحسنه
تاريخ التسجيل : 27/06/2011
الوسام الذهبى
مزاجى : أحاديث الدعاء 2 665449037
المهنة : أحاديث الدعاء 2 Unknow10

أحاديث الدعاء 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحاديث الدعاء 2   أحاديث الدعاء 2 I_icon10الأحد 1 يناير - 14:39

أحاديث الدعاء 2 Post-68781-1278743586
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وسام البدرى
مستشاراداري
مستشاراداري
وسام البدرى


ذكر
أحاديث الدعاء 2 1344244651611
عدد المساهمات : 2884
أحاديث الدعاء 2 7aV76083
الدولة : مصر
وسام اوفياء المنتدى
تاريخ التسجيل : 05/12/2010
العمر : 29
وسام نجم المنتدى
الموقع : Asuit
مزاجى : أحاديث الدعاء 2 224058236
المهنة : أحاديث الدعاء 2 Studen10

أحاديث الدعاء 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحاديث الدعاء 2   أحاديث الدعاء 2 I_icon10الأحد 29 يوليو - 14:27

أحاديث الدعاء 2 400
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أحاديث الدعاء 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أحاديث الدعاء 3
» أحاديث الدعاء 1
» أحاديث قدسية
» أحاديث الدعاء5
» أحاديث الدعاء4

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سنا مصر :: ๑۩۞۩๑๏الأقـــســـام الأســلامــيـــه๏๑۩۞‏۩๑ :: ▒█❤قرآن كريم وأحاديث نبوية❤▒█-
انتقل الى:  
الساعة الأن بتوقيت (مصر)
جميع الحقوق محفوظة لـسنا مصر
 Powered by ®https://snamasr.ahlamontada.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010