ليست بالضرورة أن تكون النهايات بيننا بالإقصــاء للآخرة

ليست بالضرورة أن تكون النهايات بيننا بالإقصــاء للآخرة ؟.؟؟؟؟؟؟
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
نحن أمة الوسطية عقيدة وأخلاقاً .. نتبنى الصفة اسماً ونحن أبعد الناس لها فعلاً .. الأمم تتحضر من حولنا بالأمثل والحوار والمنطق ونحن نزداد تطرفاً يوماً بعد يوم .. لماذا نهاياتنا دائماً دموية وقاتلة .. لماذا نحن لا نعرف التحاور والتحاكم إلى المنطق والقبول بالواقع .. ذلك الحاكم أو ذلك القائد أو ذلك الديكتاتور وقد أتي إلى حافة النهاية بفعل الظروف والأحداث .. فهل عليه أن يبيد الشعب حتى يكون في نفس الزاوية أم عليه أن يقبل بواقع هو للمصلحة العامة .. فيتنازل بطريقة حضارية إسلامية زاهداً من كرسي ليس له فيه إلا الشقاء والعناء ثم البغضاء والشحناء من الكثيرين أو البعض .. وماذا يضيره إذا لجأ إلى الحلول الحضارية التي تسود اليوم في العالم المتحضر من عرض وحوار في جولات هادئة .. ثم الوصول إلى لغة المنطق التي ترجح كفة المصلحة العامة بعد مقارنات السلبيات والايجابيات .. فيخرج من الساحة عزيزاً مكرماً له المكانة التي تليق به وتقدر مجهوداته السابقة حسب المحصلة بالموجب أو السالب .. مع التسامح ثم احتساب أجر الاجتهاد بقدر أعماله .. وتلك الشعوب الثائرة التي ترى أن النهايات قد دنت وساعة التغيير قد آنت .. لماذا تصر أن تكون النهايات دموية واقصائية لأقصى درجة .. فأين الوسطية في أمة الأخلاق !! .. وأين الحضارية في التحاور والأخذ والرد .. ثم التوصل إلى البر دون أذية قبطان كان ذات يوم أو إبادة ركاب ضاقت بهم السفينة ؟؟ .. فلماذا يصر البعض منا أن تكون النهايات قاسية ومتطرفة إلى أقصى درجات الانتقام .. ولماذا يعشق البعض منا مشاهدة جداول الدماء حتى يغسل الأحقاد بالأكباد .. وهل إراقة المزيد من الدماء والثأر تغسل الدماء المراقة بفعل الكيديات والمناورات .. أم تظهرنا أمة داراكولية تحب مص الدماء .
آن الوقت أن نكون أمة حضارية تؤمن بالحوار .. تصل للنهايات بدرجات عالية من التفاهم والتفاكر .. وتعز رموزها مهما كانت من سلبيات .. وبذاك القدر الذي تقول له أنت منا وفينا وفي ساحتنا .. ولكن نحن نرى غيرك أجدر منك .. وأن المصلحة القومية العليا تتطلب ذلك .. وعند ذلك يجب أن يتنازل ذلك القائد بكل الرضا والقبول ثم يبقى عزيزا وسط قومه دون تصفية جسدية ملزمة .. كما يجب أن يترفع هؤلاء الثوار بالحكمة والعقل والسمو في التعامل .. ولا يشترط أن تكون النهايات بالتصفيات الجسدية والانتقامية الدموية . وقد حدثت مراراً وتكراراَ .. وما زادنا ذلك إلا أكثر الأمم تخلفاً في معالجة الأمور البينية .. فنحن أمة المعيار لدينا هو ما زال معيار الأسود أو الأبيض .. فلا نعرف أن هناك ألواناً وألواناً تقبل التمازج والتزاوج وتعطى ألواناً أخرى أكثر مرونة وأكثر جمالاً .. فإلى متى ونحن نشوه حقيقة الوسطية ونمتطي أفراس التطرف والانتقام والأحقاد ؟؟ .
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

شكرا لك بارك الله فيك

لا فض فوهك
ليتنا نعرف
بارك الله فيك