في أبسط أدبيات العمل الحكومي وخاصة في موقع رفيع للغاية كموقع رئيس
الحكومة، هو أن يظهر هذا الرئيس للرأي العام الداخلي بتصريحات إعلامية
تُعطي صورة مبدئية عنه وعن آلية تفكيره وتوجهاته العملية لاسيما في وضع
كالوضع السوري المأزوم.
رئيس الحكومة رياض حجاب لم يظهر في أية كلمة عبر وسائل الإعلام بعد تكليفه
تشكيل الحكومة في السادس من حزيران الفائت، كما لم يظهر منذ الإعلان عن
تأليف هذه الحكومة في 24 حزيران وحتى لحظة نشر هذه المادة.
طبعاً ليس مبرراً لعدم ظهور رياض حجاب إعلامياً، حجة أنه لا يحب الأضواء أو
التصريحات، فالمسألة ليست هواية يمارسها حجاب عبر الإعلام حتى نركن لمنطق
أنه يحب أو لا يحب، هو رئيس الحكومة ومن واجبه الظهور أمام الجمهور السوري،
حتى يسمع هذا الجمهور صوته على الأقل بعد أن أصبح رئيساً للحكومة.
كما ليس مبرراً الحديث عن أن رياض حجاب شخص عملي وأنه يركز في الأفعال لا
الأقوال حتى نشفع له عدم ظهوره الإعلامي، هذا إذا كان هو بالفعل شخص عملي،
فالظهور في وسائل الإعلام جزء من عمله، بل جزء أساسي لأننا بحاجة لكي نعرف
ماذا عمِل حتى الآن، ولا نقصد سوءاً عند الإشارة هنا إلى الخبر الذي ورد في
وكالة الأنباء السورية سانا والذي جاء بعنوان: "حجاب يبحث مع نقابة
المهندسين الزراعيين والاتحاد العام النسائي دور المنظمات والنقابات في دعم
عملية الإصلاح"، لنقول نحن، حتى ولو بشيء من التجني أنه لا يبدو ثمة دور
للنقابات في دعم عملية الإصلاح، والتجربة خير برهان على تجنّينا.
ما الذي كان يمنع رياض حجاب من عقد مؤتمر صحفي يحضره الصحفيون العاملون في
وسائل الإعلام السورية ومراسلو وسائل الإعلام الخارجية في مبنى الحكومة
الواسع يتحدث فيه عن كل ما يخص مهام الحكومة وأجندتها المرتقبة ويُجيب على
عشرات الأسئلة الصحفية ذات الصلة.
مَن يقول لنا أين أصبح البيان الوزاري المرتقب بعد أكثر من 15 يوماً من
تشكيل الحكومة، وكيف يتم إعداده وعلى ماذا سيركز وما هي الآليات الجديدة في
إعداده إذا كان ثمة شيء جديد أصلاً، لاشي حول تلك المسألة إلا تسريبات
وتوقعات صحفية لا تُغني من جوع.