أردوغان: الشعب السوري أقرب إلى الإنتصار من أي وقت مضى

قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن الشعب
السوري أقرب إلى "الإنتصار" من أي وقت مضى، مهدداً النظام السوري بالإنتقام
في حال قام بعمل عدائي تجاه تركيا، على غرار إسقاط سوريا لطائرة تركية في
22 من الشهر الماضي.

ونقلت وكالة الأناضول تصريحات لأردوغان أدلى بها مساء الاثنين، خلال
الإفطار السنوي الخامس للسفراء الأجانب المعتمدين لدى أنقرة والذي نظمته
رئاسة العلاقات الخارجية بحزب العدالة والتنمية بالمقر العام للحزب، أكد
فيها على إيمانه الشديد بأن "الشعب السوري أقرب إلى الإنتصار من أي وقت".

وناشد أردوغان "المجتمع الدولي ضرورة أن يتحمل مسؤولياته بشكل أكبر أمام
التطورات الراهنة"، مشيراً إلى أن الخطة التي طرحها المبعوث الأممي والعربي
الخاص إلى سوريا كوفي عنان أسيء استخدامها من قبل نظام (الرئيس السوري)
بشار الأسد".

وأكد على أن لا نيّة لدى بلاده في التدخل بأي حال من الأحوال في الشؤون
الداخلية لأي بلد كائناً ما كان قريباً كان أو بعيداً عن تركيا، مضيفاً أن
بلاده "تنظر إلى كل الأزمات على مستوى العالم ولاسيّما في المناطق القريبة
منها بعين الضمير الإنساني فحسب، وليس من أجل مصالح أو منافع شخصية".

وذكّر بأن تركيا نصحت الحكومة السورية بطريقة وديّة وأخوية حين اندلعت
الثورات في شمال أفريقيا، إلاّ أن الجانب السوري لم يأخذ بالنصائح وأن
الحكومة السورية "لم تفِ بأي من الوعود التي أعطوها لنا وللمجتمع الدولي"،
مؤكداً على أن نظام الأسد لو كان أخذ بنصائحهم وتحذيراتهم لما وصل الوضع في
سوريا إلى ما هو عليه الآن.

وتابع أردوغان أن تركيا تتصرّف بحساسية كبيرة حيال الشؤون الداخلية لأي
دولة تربطها بها علاقات واتصالات، وحيال وحدة أراضيها وحدودها وحساسياتها
الإجتماعية الداخلية، موضحاً أنهم على مدار 9 سنوات ونصف السنة وهي مدة
بقائهم في السلطة في تركيا وهم يؤكدون مراراً وتكراراً أن تركيا بلد يجب أن
يؤمن جانبه ولا داعي للقلق منه.

وذكر أردوغان أن تركيا لا تدعم أي خطط أو مشاريع لا تقوم على الصداقة
والتكافل، وأنها لم ولن تقوم على الإطلاق بأي عمل من شأنه أن يعرّض مصالح
بلد وشعب للخطر، موضحاً أن المعايير التي تعتمدها بلاده لتحديد معالم
سياستها الخارجية لا يمكن أن تقوم على البنية الوطنية للدول المجاورة ولا
على معتقداتها ومذاهبها الدينية ولا على آرائها الإقتصادية والإجتماعية
والثقافية.

وحذر أردوغان سوريا بالرد على أي عمل عدواني ضد تركيا، وقال "تركيا قامت في
إطار القانون الدولي باتخاذ كافة التدابير والإحتياطات اللازمة حيال العمل
العدواني السوري. وغيّرت تركيا قواعد الإشتباك من أجل تفادي حصول حادث
مماثل (لإسقاط سوريا للطائرة التركية في 22 حزيران)، وإذا لم تتعلم سوريا
من هذه التطورات وواصلت مواقفها العدائية، فإن تركيا لن تتفادى الرد".