أيها الأحبة، اعلموا:
أن لله أشهر وأياما يتفضل فيها على عباده المسلمين بمزيد من الطاعات والقربات، ويتكرم فيها عليهم بعظيم الدرجات والحسنات. ومن تلك الأشهر: (شهر الله المحرم) والذي من فضائله:
أولا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أفضل الصيام بعد رمضان، شهر الله المحرم...» [مسلم].
ثانيًا: صوم يوم عاشوراء: "وهو اليوم العاشر من محرم"، سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صوم يوم عاشوراء فقال: «يكفر السنة الماضية» [مسلم].
فائدة:
سمي عاشوراء: لأنه اليوم الذي يقع في العاشر من الشهر ، كأن يقال:
تاسوعاء: أي اليوم الذي يقع في التاسع من أي شهر،
ثاموناء: أي اليوم الذي يقع في الثامن من أي شهر... وهكذا...
أيها المسلمون:
يوم (عاشوراء) يوم علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- العمل الذي ينبغي علينا فعله فيه لنيل مرضاة الله -تعالى-، وهو: (الصيام)... عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال: فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه» [متفق عليه، واللفظ للبخاري].
كذلك أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بمحالفة اليهود بصيام يوم قبله.. فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لئن بقيت إلى قابل -أي السنة القادمة- لأصومن التاسع» [مسلم].
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته