القاهرة - أ ش أ
أصدرت مؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الإنسان، تقريرها المبدئي
لبعثة تقصي حقائق أوفدتها المؤسسة إلى موقع حادث قطار أسيوط بأتوبيس أطفال
مدرسة دار حراء، بمنفلوط صباح اليوم، والتي تعد أول بعثة للمجتمع المدني
تصل لموقع الحادث.
وطالبت المؤسسة - في تقريرها - بضرورة فتح ملف الإهمال في هيئة السكك
الحديدية بعد تكرر وقوع الحوادث خلال الفترة الأخيرة، وزيادة المخصصات
المالية لأعمال التجديد والصيانة للإشارات الكهربائية والتراسل بين
القطارات وغرف التشغيل، وإنشاء بوابات أتوماتيكية للمزلقانات.
كما طالبت المؤسسة بإحالة كافة المتسببين عن الحادث للنيابة للتحقيق
معهم، ورأت ضرورة إعلان الحداد الرسمى فى الدولة على فقد الـ50 طفلا
لحياتهم نتيجة للإهمال وللتضامن مع أسرهم، واعتبار هذا اليوم من الأيام
الحزينة والمؤلمة التي تمر بها مصر.
وتضمن التقرير المبدئي لبعثة تقصي الحقائق، وصفًا لحالة المنطقة التي
شهدت الحادثة وتناثر أشلاء الضحايا وبعثرت كتب وكراسات التلاميذ وملابسهم
المدرسية وتحطم الأتوبيس بالكامل، وانتشار دماء الأطفال على مقدمة القطار،
ووجود جثث وأشلاء الأطفال تحت العربة الأولى والثانية للقطار.
كما رصد التقرير قيام أهالي قرية المندرة بالإسراع لمكان وقوع الحادث،
وحاولوا بكافة الطرق انتشال جثث الأطفال من أسفل القطار الذين كانوا قد
فارقوا الحياة على الفور، وتجمهر أولياء أمور الطلاب عند موقع الحادث
بمزلقان قرية المندرة؛ للبحث عن جثث ذويهم.
وسجل التقرير رفض أهالي الضحايا سحب أتوبيس الأطفال من أسفل جرار
القطار، ومنعوا مسؤولي هيئة السكك الحديدية من التدخل، لسحب الأتوبيس
والجرار حتى تصل النيابة العامة لموقع الحادث وتقوم بتصويره؛ خوفًا من
إفلات هيئة السكك الحديدية من تحمل مسؤولية الحادث.
كما رصد المواقف الشجاعة لأهالي المنطقة وسرعة مبادرتهم بالتبرع بالدم،
وحملوا الجثث والأشلاء في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة الأطفال،
وتخصيص القوات المسلحة طائرة لنقل المصابين، للعلاج بالمستشفيات خارج
أسيوط.
وذكر التقرير، أن شهود العيان ذكروا بيانات متباينة حول الحادث حيث ذكر
عدد منهم أن سائق أتوبيس المدرسة قام بعبور المزلقان لكنه فوجئ بقدم القطار
بسرعة مسرعة في غير توقيته، بينما ذكر آخرون أن الأتوبيس اندفع على
المزلقان رغم قدوم القطار.
وضم تقرير المؤسسة أسماء القائمة الأولية لضحايا الحادث؛ حيث تضمن 8 تلميذات و35 تلميذًا بالإضافة لاسم سائق القطار علي حسين علي.
وعلى جانب آخر، تقدمت المؤسسة بخالص عزائها لأسر الأطفال ضحايا الحادث،
وأعلنت شعورها بالألم لفقدان هذه البراعم البريئة لحياتها في هذا الحادث
الأليم البشع.. متمنين لذويهم كل الصبر وللأمهات القدرة على صدمة فراقهم.