مدينة إدكو هي أحد مراكز شمال محافظة البحيرة. وتطل على بحيرة إدكو.
الموقع والجغرافيا
إدكو هي مدينة ساحلية تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط ويحدها من الشرق مدينة رشيد ومن الغرب محافظة الإسكندرية ومن الجنوب مدينة دمنهور ويتبع مدينة إدكو العديد من القرى ويصل عدد سكانها إلى مليون ونصف المليون نسمة ، وتتنوع مصادرها الطبيعية.
إقتصاد إدكو
تمتاز بوجود الأراضي الزراعية التي تستخدم في زراعة كافة أنواع المحاصيل. كما تعتبر من أهم مدن مصر إنتاجا للثروة السمكية كونها تطل على البحر الأبيض المتوسط من الشمال وعلى بحيرة إدكو من الجنوب وبها أيضاً ميناء للمعدية. وتعتبر ثالث مدينة مصرية من حيث مصانع الغزل والنسيج بعد المحلة وشبرا الخيمة، وفي السنوات الأخيرة شهدت طفرة صناعية كبرى عندما اكتُشِفَت حقول غاز طبيعي ضخمة بها، والّتي أدخلت مصر إلى قائمة الدول المصدرة للغاز. ويصدّر الغاز الطبيعي المسال حالياً من إدكو إلى العديد من الدول
إدكو في القديم
إدكو مدينة قديمة لها تاريخ عريق , تقع بين رشيد والأسكندرية ,وهي إلي رشيد أقرب , وهي علي الشاطئ الشمالي لبحيرة إدكو
ذكرها (جوتييه) فقال إن أصلها الأصلي تكوبي وفي مكان آخر يقول إن أصلها الهيروغليفي تاج وهذا لاأيضاً رأي شامبيليون الذي قال إنها مدينة مصرية كان بها معبد الآلهة (حتحور) , أما أملينو فيقول إن أسمها القديم الوارد في كشف الأسقفيات بأسم إتكو , ويري أنها كانت تابعة لمقاطعة قديمة (تباشور) التي هي الأن دفشو
ففي إقليم مصر الأول ذكرها (رونسيبر) أربع عشرة أسقفية كاثوليكية تتبع كنيسة الأسكندرية وكانت (منيلاس) عاصمة إحدي هذة المقاطعات التي مقر أسقفيتها إدكو
ويضعها سليم حسن باسم إدكو أو تاجو علي الساحل الشمالي لبحيرة إدكو في المقاطعة السابعة غرب ,التي سماها نابليون (ميتيليت) وهي أي إدكو من البلاد المصرية القديمة التي ظهرت بلفظها في العربية مع التحريف ومعناها التل المرتفع
وذكرها استرابون باسم أجنو وهي من بلاد السواحل المصرية التي وردت في كتاب جورج القبرصي وجاءت هكذا المخطوطات الأولي لابن الحكم, فلما طبعت هذة المخطوطات وردت هكذا إخنو ثم إخنا ويقول (الفرد بتلر) إن مدينة إخنا ليست بعيدة عن الأسكندرية ,وقد حاصرها عمرو بن العاص, فلما تقدم حاكمها (طلما) ليتعرف علي الجزية المطلوبة , أشار عمرو إلي كنيسة قريبة بها وقال: لو أعطيتني من الأرض إلي السقف, ما أخبرتك بما عليك ,إنما خزانة لنا إن كثر علينا , كثر عليكم , وإن خفف عنا خففنا عنكم . فخرج طلما مغضباً إلي الرملة ولكن الله هزمهم ووقع هو في الأسر , ولما مثل بين يدي عمرو بن العاص وقالوا له أقتله , فرفض عمرو بن العاص وقال لا بل أطلقه لينطلق فيجيئنا بجيش أخر ويقول ياقوت الحموي في معجم البلدان:كورتا وأخنا ورشيد والبحيرة وجميع ذلك بالقرب من الأسكندرية ثم قال: وأخبار الفتوح تدل علي إنها مدينة قديمة ذات عمل منفرد ومستبد, وفي زمن الفتح كان صاحبها طالما الذي كان عنده كتاب عمرو بن العاص بالصلح علي بلده , ويذكر المقريزي في القرن التاسع الهجري أن إخنا ثغرا مصرياً للرباط في سبيل الله , وفي سنة 882 هجرية زار السلطان قايتباي إدكو في نزهته
ويقول في الوجه البحري مدينة النجوم وقد غلب الرمال السباخ , ويعرف اليوم منها قرية إدكو علي ساحل البحر بين رشيد والأسكندرية
وفي أواخر القرن الماضي يتحدث علي مبارك عن إدكو بإسهاب فيقول:"هي قرية كبيرة من مديرية البحيرة بقسم دمنهور , وكانت تابعة لمحافظة الأسكندرية تارة , ولمحافظة رشيد تارة, ولمأمورية بلاد الأرز تارة أخري , وقدرت المسافة بينها وبين رشيد بساعتين,. وبينها وبين الأسكندرية بست ساعات , وبها جوامع وطواحين هواء , ومعمل فسيخ ودكاكين وأنوال لنسيج الحرير الأسكندراني والملس والملايات من القطن والكتان, وبها أشجار الكروم ونحو سبعين ألف نخلة , ويزرع بها البطيخ وأنواع القثاء , وأهلها يصيدون السمك من بحيرتها , ويزرعون رمالها ويتجرون فاكهتها وبلحها , ويشربون من حفائر الرمل لبعدها عن النيل ومنهم مراكبية , وقد استولت الرمال علي اراضيها , ومن عوائد أهلها إلا تخرج النساء ليلاً إلا متحجبات, ومن مظاهر نشاط رجالها ألا يعود أحدهم إلا منزله إلا ومعه شئ وإلا وضع حجراً أو تراباً في مقطفه أنفه من أن يري في حال كسل أو بطالة , وهي منشأ لجماعة من العلماء , عرفنا بعضهم , ولا نزال نجهل الآخرين , مع كثرة مساجدهم وقبابهم بها
هناك مثلاً مسجد داود, وقد أخبرني الشيخ حسن المسلمي أنه هو خلف بن محمد بن مسلم بن داود بن مسلم الأكبر بن سليم أبي مسلم الهمذاني العراقي بن يعقوب يوسف الهمذاني الذي يرجع في أصله إلي جعفر الصادق
وهناك أيضاً قباب السادات العراقية التي بني ملاصقاً لها من الشمال مباشرة المسجد المعروف بهم
قال السخاوي صاحب "تحفة الأحباب" في حديثه عن الجبرتي
وابتني في سنة 878 بإدكو جامعاً , ودفن به الشيخ عبد الرؤوف والشيخ عبد القادر من مشايخ الطريقة القادرية , أي أنهما من ذرية السيد عبد القادر الجيلاني المدفون ببغداد , وكان الشيخ علي الجبرتي هذا أحد علماء الأزهر ثم إن هناك جامع الجبرتي علي كوم الطواحين في شمال إدكو , وهو غير جامع العراقية الذي يقع بالقرب منه في الجنوب الغربي
وفي 12 نوفمبر سنة 1910 نشرت جريدة الأهرام أن وفداً من شعبة الأسكندرية المشتغلة بجمع الإعانات للأسطول العثماني قد أنتقل إلي إدكو وكان يوم جمعة , فخطب الخطبة المنبرية في جامع سيدي إبراهيم وتبرع المصلون بمبلغ 350 قرشاً وتأسس بإدكو فرع للشعبة
وتعتبر إدكو أول مدينة في البحيرة حظيت بعناية كثير من المؤلفين عنها فقد وضع محمد محمود زيتون كتابه " إدكو ماضيها وحاضرها "ومستقبلها " عام 1935 , ووضع اللواء عبد المنصف زيتون مدير عام مصلحة خفر السواحل الأسبق كتابه " علي ضفاف بحيرة إدكو" ,ثم وضع محمد محمود محمد رسالة عن " الخدمات الإجتماعية والإقتصادية لسكان إدكو سنة 1948 كما تقدم الأستاذ بشري لبيب كيرلس برسالة عنوانها " الجغرافيا الطبيعية والإقتصادية لإقليم بحيرة إدكو" لنيل درجة الماجستير من جامعة الإسكندرية سنة 1958
وقد وصف إدكو المستر فورستر في كتابه الإسكندرية عام 1938 وأشار إلي عدم وجود فنادق أو ملهي بها , ووصف منازلها المبنية بالطوب الأحمر تعلوها النخيل , وأبوابها المقوسة من أعلاها علي النمط الإيطالي , ولفت نظره طواحين الهواء المقامة علي التل المعروف عندهم بكوم الطواحين , ولكل طاحونة ثمانية أشرعة , وشرب أهلها من آبار في الرمال, وبها مصانع نسيج الحرير المستورد
علي أن مياه الشرب النقية لم تدخل بيوت إدكو إلا منذ سنة 1927 عقب مد الطريق الزراعي من الأسكندرية إلي رشيد ماراً بها, قم أنشئ بها مجلس قروي , ثم تحول إلي مجلس محلي ثم إلي مجلس بلدي
وكان من المألوف في صيف كل عام أن يستقل الملك فؤاد قطاراً ملكياً من الأسكندرية إلي أدفبنا ليتفقد مزارعه الملكية بها وكان القطار يتوقف قليلاًَ عند محطة إدكو حيث يتقدم أعيان إدكو وفي مقدمتهم مدير البحيرة لتحية الملك, وظل حتي عام 1934 وكان الطريق يحاط بالحراسة الشديدة قبل الذهاب وبعد الإياب بأيام ، وفي خلال ذلك تقام الزينات وتنتعش إدكو أقتصادياً ويتهافت الظباط والجنود والخفر علي أكل السمك والفسيخ مما أشتهرت به إدكو
وفي سنوات الحرب العالمية الثانية وبحكم معاهدة 1936 مع الإنجليز سمحت حكومة مصر للإنجليز بإتخاذ المساحات الواقعة بين إدكو والمعدية مطارات للإنجليز , فلقي الأهل من ذلك كل الأذي من شن الغارات الجوية عليهم ومن دهسهم بسياراتهم وهو يقودونها مخمورين أو مستهترين. ومن تدخل الهنود في حرية الجزارين في ذبح ما أحله لنا الإسلام ولهذا تكونت فرق الفدائيين للفتك بالأنجليز وهم في خيامهم يغطون في نومهم أو سلب ذخائرهم
وقد زار إدكو كثير من رؤساء الوزارات والوزراء السابقين منهم إسماعيل صدقي,ومصطفي النحاس ومكرم عبيد ومحمود النقراشي وعبد الفتاح يحيي وعبد اللطيف البغدادي وأنور السادات وكمال الدين حسين وحسن إبراهيم
ثم حظيت إدكو بزيارة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وخطب في أهلها مرتين كانت الأولي في 28 يوليو 1959 والأخري في 20 سبتمبر 1959 لتوزيع اراضي بحيرة إدكو التي جفت علي الأهلين لزراعتها
وكثير من مناطق إدكو الحاضرة يطلق عليها ىأسماء غربية , فمثلاً كان هناك حقل قرقورة ويقول أبن الحكم إن قرقورة هذا كان ملكاً علي مصر وحكم مصر 60 عاماً بعد أبيه مرنيوس وهناك منطقة المعصرة التي كانت تنتشر بها معاصر الكروم في العصر الروماني.