عندما تستمع إليه وهو يتحدث تتصور
للوهلة الأولى أنه بروفيسور مخضرم يرأس إحدى الهيئات الأكاديمية الرفيعة في جامعة
هارفارد أو جامعة أكسفورد، وذلك رغم ملامح وجهه الطفولية، حيث لا يتجاوز عمره ال15
عاماً ويدرس بالصف الثالث الإعدادي بمدرسة النصر التجريبية للغات
.
إنه “مصطفى مجدي” صاحب مشروع “أمل
الأمة” الذي اختاره دكتور “عبدالمنعم أبو الفتوح” المرشح السابق للرئاسة ضمن فريقه
الرئاسي، واعتبره رئيس الوزراء الأسبق الدكتور “عصام شرف” أحد العقول التي تمتلك
حلولاً غير تقليدية لمشكلات مصر الكبيرة، إنه باختصار عبقري صغير يمتلك حزمة من
الرؤى لحل الأزمة التي تواجه مصر .
أنت طالب لا يتجاوز عمرك الخمسة عشر
عاماً وتفكر في عمل مشروع قومي لحل مشكلات التعليم، هل كانت هناك بوادر لهذه
العبقرية منذ طفولتك؟
أعتبر نفسي طالباً عادياً، كل ما
هنالك أنني لدي رؤية محددة للمستقبل مثل الكثيرين، العبقرية تحتاج إلى مناخ عام
مشجع من الأسرة والمجتمع، وإرادة من صاحبها شخصياً، ويتوافر لي مستوى مادي مناسب
وحماس من جانب العائلة، إضافة لوجود إرادة قوية تحركني داخليا لعمل شيء إيجابي
.
مع بداية التحاقي بالصف الأول
الإعدادي، بدأت أضع يدي على المشكلات الفعلية التي يعاني منها قطاع التعليم في مصر
“بشقيه الحكومي والخاص”، واطلعت على بعض التجارب العالمية في هذا السياق، كما
استمعت لآراء خبراء مصريين لهم تجارب عالمية في هذا الاتجاه، من هنا بدأت أبلور
ملامح مشروع مثالي لتطوير التعليم قابل للتنفيذ على أرض الواقع، وحمل عنوان “أمل
الأمة” .
دعنا نتعرف إلى بعض الملامح الرئيسة
لمشروع “أمل الأمة”؟
المشروع يحتوي على عدة عناصر منها
الرؤية، والخطة الاستراتيجية، الخطة التنفيذية وتتفرع منها المحاور التالية:
المعلم، الطالب، الكتاب والمنهج، الهيكل الوزاري، المباني . بالنسبة للطالب نعتبره
مركز التنمية في التعليم، من خلال مجموعة من البرامج التدريبية والمهارات التي يجب
أن يكتسبها مثل البحث والاطلاع ودعم اختراعات الطلبة وإبداعاتهم، بالنسبة للمدرسين
الجدد سيتم إلحاقهم بأكاديمية متخصصة قيد الإنشاء في دورة تمتد 8 شهور يتخرج فيها،
وقد أصبحت أدواته التربوية والعلمية أكثر نضجاً، كما ستزداد لديه مهارة اكتشاف
ملكات الطلبة، والتفاعل معها فيتحول المعلم لما يشبه مدرب تنمية بشرية
.
ماذا عن أبرز ملامح “مدرسة المستقبل”؟
بشكل عام نسعى لأن تكون المدرسة
جذابة تشبه في خدماتها المكتبة العامة الفخمة من حيث خدمة الإنترنت، أيضاً نسعى
لأن يكون تصميم الفصل على شكل دائري وليس مستطيلاً لزيادة التفاعل بين الطلبة
والمدرس، فضلا عن تخفيض الكثافة في الفصول، كما ذكرنا والنقطة الأهم أن تتحول
الحصة التقليدية لما يشبه ورشة عمل أو حلقة نقاشية لتنمية مهارات البحث والتفاعل،
ولن ننسى أهمية وجود مسرح وقاعة مؤتمرات .
ما الفترة الزمنية التي يحتاجها
المشروع لإتمام تنفيذه؟
من 4 إلى 6 سنوات
.
أي المناطق التي يبدأ فيها تنفيذ
المشروع؟
ستبدأ التجربة في مدارس محافظة أسوان
أو سيناء لنستفيد بميزة انخفاض الكثافة السكانية هناك، وبعد ذلك يجرى تعميمها على
مستوى مصر .
متى يبدأ دخووول المشروع حيز التنفيذ؟
استكملنا معظم الدراسات المبدئية،
ويجرى التواصل الآن مع الجهات الحكومية لنطلق ضربة البداية، حيث إن الحكومة هي الجهة
التي تتولى تمويل وتنفيذ المشروع بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني المحلي
والعالمي.