تزوير طريق الحج المسيحى
منذ عام 1967 زار منطقة وادى حجاج التى تقع فى طريق الحج
المسيحى بسيناء عدة علماء يهود قاموا بتصوير أكثر من 400 نقش بوادى حجاج الذى يقع
على طريق الحج المسيحى بسيناء منها نقوش نبطية – يونانية – لاتينية – أرمينية –
قبطية – آرامية .
ورغم ذلك يذكر عالم الآثار اليهودى أفينير نجف أن هذا الطريق
كان للحجاج اليهود وحاول اليهود ترسيخ هذا المفهوم إبان احتلالهم لسيناء فقاموا
بحفر بعض الرموز المرتبطة بتاريخ اليهود رغم عدم وجود أى أساس تاريخى لها وهو نقش
الشمعدان أو المينوراه ذو السبعة أو التسعة أفرع التى تأخذ شكل شجرة يخرج منها سبعة فروع حيث نجد
قائماً فى الوسط حوله من كلا الجانبين سبعة فروع .
وذلك لإثبات أحقيتهم وحدهم بهذا الطريق كطريق لخروج بنى إسرائيل
وبالتالى فهو طريق للحج اليهودى لأغراض استيطانية ليس إلا ولا علاقة لها بالدين أو
التاريخ أو الآثار مع اعتبار هذا تشويهاً
لنقوش أثرية قديمة بعمل هذه الرموز الحديثة مجاورة للنقوش الأثرية
.
كشف التزوير
من خلال الاكتشافات الأثرية العديدة بهذا الطريق من كنائس
وأديرة ونقوش صخرية مسيحية تأكد أن هذا
الطريق هو طريق الحج المسيحى بسيناء الذى يبلغ طوله 575كم وينقسم إلى جزئين طريق شرقى و
هو للحجاج القادمين من القدس إلى جبل طور سيناء (منطقة سانت كاترين) ويبدأ من
العقبة إلى النقب وعبر عدة أودية إلى وادى حجاج وبه تلال من حجر رملى بها نقوش يونانية
وأرمينية للحجاج المسيحيون حتى سفح
جبل سيناء .
وطول هذا الطريق 200كم وطريق غربى يبدأ من القدس عبر شمال سيناء
وشرق خليج السويس إلى جبل سيناء ويبدأ من القدس ، غزة ، رفح ، الفرما ، عيون موسى ، وادى فيران إلى جبل
سيناء وطول هذا الطريق من القدس إلى جبل سيناء 375كم ويشمل هذا الطريق طريق العائلة المقدسة
الممتد من القدس عبر شمال سيناء بطول 150كم .
سرابيت الخادم والكيان الصهيونى
.
|
| |
| دير سانت كاترين |
|
|
قام
جنود الاحتلال الإسرائيلى بأنفسهم وبالاشتراك مع معهد الآثار بجامعة تل
أبيب وفى مخالفة للاتفاقات الدولية التى تقر بعدم الحفر فى
مواقع أثرية فى دولة محتلة بقوة السلاح بأعمال حفر غير علمى بمعبد سرابيت الخادم
بجنوب سيناء .
ونشرت نتائج هذه الأعمال فى مجلة الاكتشافات الإسرائيلية عدد 38 عام 1988حيث قام بنشرها الباحث
الإسرائيلى رافائيل فنتيرا
Raphael Ventura من جامعة تل أبيب تحت عنوان (المحور المنحنى أو الاتجاه الخطأ دراسات
على معبد سرابيت الخادم) .
وقد قام الباحث المذكور بنقد الدراسات التى دحضت أراء عالم الآثار
البريطانى بترى الذى قام بأعمال حفائر بالمعبد عام 1906 وذكر أن المصريين القدماء
مارسوا فى هذا الهيكل الطقوس السامية لا المصرية وأن العمال الساميين ساعدوا
المصريين فى التعدين فى سرابيت الخادم ولهم كتابة خاصة وتعمد الباحث الإسرائيلى
تأكيد صحة أراء بترى والذى اكتشف
فيما بعد عدم صحتها .
فبخصوص مصطلح السامية الذى ذكره بترى فليس له
أساس علمى فهى مجرد فكرة ابتدعها
العالم الألمانى اليهودى (أوجست لود فيج شلوتر) عام 1781م واعتمدت السامية على فكرة الأنساب الواردة
فى التوراة والتى قامت على بواعث عاطفية على أساس حب الإسرائيليين أو بغضهم لمن
عرفوا من الشعوب والمقصود بها إسقاط جغرافية التوراة على فلسطين وما حولها ترسيخاً
لأفكارهم الاستعمارية .
وإذا جئنا للأنساب فالعرب العاربة والمتعربة
والمستعربة ينتسبوا لسام بن نوح إذاً فمصطلح السامية لا علاقة له بتاريخ اليهود أما
الكتابة التى يتحدث عنها بترى والذى اعتقد أنها كتابة مجهولة لها علاقة ببنى
إسرائيل فهى الأبجدية السينائية
المبكرة Proto- Sinatic Alphabet الأبجدية الأم لأنها
نشأت فى سيناء بين القرنين 20- 18 قبل الميلاد فى منطقة سرابيت
الخادم.
ثم انتقلت إلى فلسطين فيما عرف بالأبجدية الكنعانية مابين
القرنين 17 – 15 قبل الميلاد حتى انتقلت هذه الكتابة للأرض الفينيقية ورغم عثور الباحث على لوحة تؤكد مصرية هذا
المعبد عليها خرطوش للملك تحتمس الثالث إلا انه فسّر من خلالها برؤيته الصهيونية الاستعمارية عمارة
المعبد بأنها لا علاقة لها بالعمارة
فى مصر القديمة.
ونؤكد على أن معبد سرابيت الخادم مصرى 100% و أنه لم يطلق على سيناء أرض الفيروز من فراغ بل
لأنها كانت مصدر الفيروز فى مصر القديمة حيث سجلت أخبار حملات تعدين الفيروزعلى
صخور معبد سرابيت الخادم بسيناء الذى
يبعد 268كم عن القاهرة وعلى بعد 60كم جنوب شرق أبو زنيمة و سبب التسمية بسرابيت الخادم هو أن
السربوت مفرد سرابيت تعنى عند أهل سيناء الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها و هو ما
يعرف بالأنصاب ومفردها نصب
.
وكانت كل حملة تتجه
لسيناء لتعدين الفيروز منذ الأسرة الثالثة وحتى الأسرة العشرون ينقشوا أخبارها على
هذه الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها الموجودة بالمعبد أما كلمة الخادم فلأن هناك
أعمدة بالمعبد تشبه الخدم السود البشرة ويقع المعبد على قمة الجبل الذى يرتفع 300م
عن المنطقة حوله طوله 80م وعرضه 35م وقد كرّس لعبادة حتحور التى أطلق عليها فى
النصوص المصرية القديمة (نبت مفكات).
أى سيدة الفيروز كما يضم المعبد قاعة لعبادة سوبد الذى
أطلق عليه (نب سشمت) أى رب سيناء وبالمعبد هيكلين محفورين فى الصخر أحدهما خاص
بالمعبودة حتحور وأقيم فى عهد الملك سنفرو والآخر خاص بالمعبود سوبد ومدخل المعبد
تكتنفه لوحتان أحداهما من عصر رمسيس الثانى والأخرى من عصر الملك ست نخت أول ملوك
أسرة 20 ويلى المدخل صرح شيد فى عصر تحتمس الثالث يؤدى لمجموعة من الأفنية
المتعاقبة التى تتضمن الحجرات والمقاصير وشيد البعض منها دون التزام بتخطيط المعبد
وهذا ما دعى بترى لا ستغراب التخطيط
فنسبه للمصطلح المبتدع السامية .
وكثيراً من الأشياء فى سيناء نسبها علماء الغرب لبنى إسرائيل
وثبت خطأها بعد ذلك مثل الكتابات النبطية قالوا عليها كتابات لبنى إسرائيل
والنواميس وهى مبانى ما قبل التاريخ قيل عليها كانت سكن لبنى إسرائيل وغيرها أما
تخطيط معبد سرابيت الخادم بهذا الشكل لاستخدام عمال محليين من أهل سيناء خبرتهم
قليلة فى هذا المجال .
كما أن طبيعة البناء فى هذا الموقع المرتفع فرضت تخطيطاً معيناً
على المعبد وهذا ما لاحظناه فى كل الآثار المكتشفة بسيناء من أديرة وقلاع وقصور
وكان للمعبد سور من الحجر الغير منحوت طوله 80م وعرضه 35م وكان بداخل هذا السور 9 أنصاب ، وخارجه فى
طريق الهيكل من الغرب 12 نصب.
ومن هذه الأنصاب نصب من عهد أمنمحات الثالث أسرة 12وآخر
لرمسيس الثانى (1304- 1237ق.م.) أسرة 19 ويحيط بكل نصب دائرة من الأحجار الغير
منحوتة ويتراوح ارتفاع النصب ما بين 1.5 إلى 4م وكان ينقش على جانبيها أو جانب واحد منها
أخبار حملات استخراج الفيروز وكان المصريون القدماء يستخرجون الفيروز من منطقة
سرابيت الخادم ومن منطقة المغارة القريبة منه ولا تزال بها حتى الآن بقايا عروق
الفيروز التى استخرجها المصريون القدماء.
وأرسلت البعثات لاستخراج الفيروز والنحاس من سيناء منذ
عهد الدولة القديمة ففى الأسرة الثالثة (2686- 2613 ق.م.) أرسل الملك زوسر حملة
تعدين لسيناء وفى الأسرة الرابعة (2613- 2498 ق.م .) أرسل سنفروعدة بعثات لاستخراج
الفيروز والنحاس من سيناء وتوالت البعثات بعد ذلك فى الأسرة الخامسة (2494 – 2345
ق.م.) و أسرة 12 (1991- 1786 ق.م.) وأسرة 19 (1318- 1304 ق.م.) .
*أمين الإعلام باتحاد الآثاريين
العرب