ما إن انتهت معركة التحرير حتى بدأت معركة التعمير والعمران ، وبرؤية
ثاقبة وتحرك سريع ، اهتم الرئيس حسنى مبارك بضرورة إعداد خطط متكاملة
لتعمير سيناء كجزء غال على الجميع فقد قرر مجلس الوزراء فى عام 1994 جعل
منطقة سيناء منطقة جذب سكانى من خلال خطة تنمية شاملة وأعيد صياغتها فى
عام 2000 لتضم محافظات القناة وذلك بمقتضى مشروع بلغت تكاليفه 6ر110 مليار
جنيه بما يسمى المشروع القومى لتنمية سيناء حتى عام 2017 لربطها بالوادى
والعالم الخارجى .
وخلال 27 عاما من حركة التعمير والتنمية، تم تشييد 4 شرايين عملاقة لربط
الوادى بسيناء وهى نفق الشهيد أحمد حمدى وكوبرى مبارك للسلام فوق قناة
السويس وكوبرى الفردان لعبور القطارات بين الفردان والعريش والشريان
الرابع هو ترعة السلام التى تعتمد على مياه النيل لرى واستصلاح نحو 500
ألف فدان.
كما تم تجديد شبكة خطوط السكك الحديديةالتى امتدت من القنطرة إلى رفح وتمت
توسعات كبرى فى مينائى نويبع والعريش كما تم إقامة العديد من الطرق
بإجمالى أطوال 1520 كيلو مترا وذلك لربط القرى والمدن ببعضها وأقيمت
العشرات من القرى والمشروعات السياحية فى الأماكن التاريخية فى سيناء
وتعددت المدارس والمستشفيات ومراكز الحدمات والانتاج فى شمال وجنوب سيناء
وتحولت أرض سيناء إلى مناطق لاجتذاب المستثمرين .
ويرى الخبراء أنه بالرغم من هذه الخطوات الايجابية التى تم انجازها فى مجال التنمية والتعمير فى سيناء فلا تزال تحتاج إلى جهد أكبر .
إن سيناء ، كما يقول المؤرخون ، تحمل فى إحشائها ذلك الكنز المدفون من
الثروات المعدنية التى حباها الله بها .. إنها ليست صندوقا من الرمال
وإنما هى ، وبالدرجة الأولى ، صندوق من الذهب الأسود الذى جعل منها إلى
جانب الميزات الأخرى نعمة كبرى لمصر .
وتتميز سيناء بالثروات المعدنية الهائلة ففيها مناجم المنجنيز ومناجم
الفحم والكبريتات ورمل السليكون والرمال السوداء بالإضافة إلى خامات مواد
البناء مثل الإسمنت والجير والرمال والرخام والجرانيت .. كما تتميز
بثرواتها البترولية ومن أهم حقول البترول بلاعيم برى وبلاعيم بحرى وأبو
رديس وسدر وعسل وكلها توجد فى القطاع الغربى فى جنوب سيناء بمحازاة خليج
السويس .
أما بالنسبة للسياحة ، تتمتع سيناء بمقومات دينية وطبيعية كما أن طبيعة
سيناء مناسبة لسياحة السفارى وتسلق الجبال علاوة على انتشار ينابيع المياه
والآبار ذات الخصائص الطبية ومن أهمها عيون موسى .
وتمثل سيناء نحو ثلث مساحة مصر وتسيطر على الطرق البحرية بين البحرين
المتوسط والأحمر وهى الجسر الطبيعى بين قارتى آسيا وأفريقيا ، وهى بوابة
مصر الشرقية ولذلك جاء معظم الغزاة عبر هذه البوابة منذ العصور القديمة.
وتبلغ مساحة سيناء نحو 61 ألف كيلو متر مربع وأجزاء كبيرة من أراضى سيناء مغطاة بالجبال .
وتعيش سيناء أزهى عصورها بعد أن انتهت عزلتها وعادت إلى أحضان الوطن ،
وستظل رمزا على قدرة أبناء مصر على مواجهة التحديات فى الحرب والسلام
وتأكيد سيادتهم على أراضيهم.
منقول