تقع شبة جزيرة سيناء فى الجزء الشمالى الشرقى من مصر ، وتأخذ شكل مثلث ،
فى القسم الجنوبى منها يوجد خليج العقبة ، وفى الغرب خليج السويس ، وإلى
الشمال من هذا المثلث يكون الجزء الباقي على هيئة متوازي أضلاع : حده
الشمالي ساحل البحر الأبيض المتوسط ، وحده الجنوبي الخط الفاصل الذي يصل
بين رأس خليج العقبة ورأس خليج السويس ، وحده الشرقي خط الحدود السياسية
لمصر ، وحده الغربي قناة السويس .
وتبلغ مساحة شبه جزيرة سيناء نحو
61 ألف كيلو متر مربع ، أي ما يعادل حوالي 6% من جملة المساحة الكلية لمصر
، وعلى مر التاريخ يعد مثلت سيناء الدرع الاستراتيجى لمصر من جهة الشمال ،
وتملك سيناء 30% من سواحل مصر ، وسيناء هى حلقة الوصل بين قارة أفريقيا
وقارة آسيا ، وكانت على مر التاريخ معبر بين حضارات العالم القديم فى وادى
النيل وفى دلتا نهرى دجلة والفرات وبلاد الشام .
كما كانت سيناء
معبر الديانات بدءاً من الخليل إبراهيم الذى عبرها ، كما عاش فيها نبى
الله موسى ، وعلى أرضها تلقى الشريعة من ربه ، كما عبرتها العائلة المقدسة
فى رحلتها إلى مصر ، وقد أثبت علماء التاريخ أن الإنسان المصري كان يحيا
فى سيناء منذ نحو 100 الف سنه .
وكما كانت سيناء هى الدرع
الاستراتيجى لمصر كانت أيضاً معبر الجيوش المصرية للدفاع عن أرضها ،
فمثلما خرج الجيش الإسلامي بقيادة صلاح الدين عبر سيناء لهزيمة الصليبيين
، فقد خرج جيش مصر بعد ذلك بأقل من قرن واحد لمواجهة التتار .
وفى
يونيه عام 1967م كانت سيناء هدفاً للعدوان الإسرائيلى الذى خرج ذليلاً بعد
تضحيات كبرى تمثلت فى حروب الاستنزاف ، ثم حرب أكتوبر المجيدة عام 1973م ،
وفى عام 1982م ارتفع العلم المصري على آخر جزء من أجزاء سيناء - وهى طابا
- بعد معركة دبلوماسية .
تشتهر شبة جزيرة سيناء بشواطئها الجميلة
التى تمتد من القنطرة شرقاً حتى رفح بطول 210 كم ، وأهم تلك الشواطىء
شمالاً العريش ورفح والخروبة بين العريش ورفح وبحيرة البردويل التى بها
أغنى ثروة سمكية فى المنطقة ، وجنوباً الشواطىء الممتدة على طول خليجى
العقبة والسويس أهمها : رأس محمد – شرم الشيخ – نوبيع – دهب – طابا .
(1) شرم الشيخ:
وهى
منتجع يقع على خليج العقبة ، شهد هذا المنتجع العديد من المؤتمرات الهامة
، وقد حصل منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر على جائزة مدن السلام
لعام 2000 ـ 2001م , التى تمنحها منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم
والثقافة " اليونسكو " .
(2) رأس محمد :
تقع عند التقاء
خليج السويس وخليج العقبة فى الجزء الجنوبى من سيناء ، على بعد نحو 12
كيلو متر من شرم الشيخ ، وتبلغ مساحة المحمية حوالي 480 كم2 ، وقد تم
تحويل منطقة رأس محمد إلى محمية طبيعية عام 1982م .
تتميز محمية
رأس محمد بالشواطىء المرجانية فى أعماق المحيط المائي لرأس محمد ،
والأسماك الملونة والسلاحف البحرية والأحياء المائية الأخرى ، كما يوجد
بها حفريات تتراوح أعمارها بين 75 ألف سنة و 20 مليون سنة ، وتتمتع هذه
المحمية بشهرتها العالمية كأجمل مناطق الغطس فى العالم ، كما تتميز منطقة
رأس محمد بتنوعها البيولوجى المتمثل فى الطيور ، مثل : الصقور ، البلشونات
، اللقالق ، الثدييات ، مثل : الثعالب ، الضباع ، الأرانب الجبلية ،
الغزلان ، الماعز الجبلي ، الحيوانات البحرية ، مثل : الدرافيل ، القرش ،
الترسة البحرية ، كما يوجد بها حوالي 150 نوعاً من الشعاب المرجانية .
(3) دهب:
قيل
إنها سميت بهذا الاسم نظرا لتشبيه البدو لرمالها المتلألئة تحت ضوء الشمس
بالذهب ، وهى تقع على بعد نحو 100 كيلو متر شمال غرب شرم الشيخ , وهى
تعتبر واحدة من أجمل بقع سيناء التى تصلح لممارسة رياضة الغوص ، ودهب
مشهورة بشواطئها الذهبية والمواقع المدهشة التى تصلح للغوص مثل "بلو هول"
Blue Hole و" كانيون " Canyon و " لايت هاوس " Lighthouse ، والمنطقة
تنقسم الى قسمين : مركز السائحين ، حيث توجد الفنادق الرئيسية ، و قرية
أصالة البدوية التي يجد السائحون فيها جذباً بسبب مطاعمها الكثيرة وسكنها
الرخيص .
(4) العريش :
عاصمة شمال سيناء ، شاطىء العريش
بغابة من النخيل ممتدة لمسافة 30 كم على طول ساحل البحر المتوسط ، ومناخها
المعتدل على مدار العام ومياهه الزرقاء الصافية ، والعريش هى العاصمة و
المدينة الرئيسية رسميًا فى سيناء ، وتقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط ,
على بعد 214 ميل شرق القاهرة ، يعرض متحف سيناء في المدينة أشياء مبهرة عن
حياة البدو ، مع عروض الحرف , الأدوات و الملابس ، وتستضيف المدينة سوقاً
بدوياً صباح كل يوم خميس .
ولقد كانت العريش منذ أقدم العصور ميناء
مصرياً مهماً ، ومركزاً استراتيجياً ، وأحد المراكز الرئيسية للجيش المصري
خلال عصر الدولة الفرعونية الحديثة ، ومن أهم ما بها الآن قلعة العريش ،
والتى بقي منها الآن سور مربع ارتفاعه نحو 8 أمتار ، وقد اعتمد الأتراك
علي هذه القلعة كثيراً في صراعاتهم حتي الحرب العالمية .
(5) جبل موسى :
توجد
فى أعلى قمته كنيسة صغيرة وجامع ، ويحرص السائحون على تسلق الجبل عقب
منتصف الليل ليصلوا قمته قبيل شروق الشمس ، ورغم مشقة الرحلة وصعوبة تسلق
الجبل إلا أن منظر الشروق فى تلك البقعة متعة تستحق كل مشقة ، حيث تبدو
قمم الجبال المحيطة وكأنها قد اكتست بلون أحمر مع بزوغ الشمس ، ويرتفع هذا
الجبل 2.285 متراً ، ويعتقد أن هذا الجبل هو الذى كلم الله سبحانة وتعالى
منه النبى موسى .
(6) سانت كاترين :
تعتبر جنوب سيناء منذ
العصور المسيحية الأولى أحد أهم مناطق الجذب للرهبان المسيحيين ، وقد أقام
هؤلاء الرهبان العديد من الأديرة والكنائس فى أودية سيناء ، وأشهر ما بقى
منها دير طور سيناء المعروف باسم دير سانت كاترين .
وتقع هذه
المحمية على هضبة مرتفعة ، تحيطها جبال شاهقة ، ويوجد بها دير سانت كاترين
وكنيسته ، ومكتبته الشهيرة ، ومسجد داخل الدير يرجع إلى العصر الفاطمي ،
ويقع الدير أسفل جبل سيناء ، فى منطقة جبلية وعرة المسالك ، وطبيعتها ذات
جمال أخاذ ، مع طيب المناخ وجودة المياه العذبة ، وإلى الغرب من الدير
يوجد وادى الراحة ، وللدير سور عظيم يحيط بعدة أبنية داخلية بعضها فوق بعض
، تصل أحياناً إلى أربعة طوابق تخترقها ممرات ودهاليز ، وبناء الدير يشبه
حصون القرون الوسطى ، ويعود بناء الدير إلى القرن الرابع الميلادى ،
والدير هو أعلى قمة فى سيناء كلها .
وتتميز
هذه المحمية بوجود العديد من الجبال متباينة الارتفاعات ، وبها أعلى قمة
جبلية فى مصر ( جبل كاترين ) وتبلغ 2637 متراً فوق سطح البحر ، كما تتميز
بموارد طبيعية هامة منها :
أ - النباتات الطبيعية مثل : الشيح ، الزعتر ، البعيثران ، السكران ، القيصوم ، العجرم ، الطرفة وغيرها .
ب - الحيوانات البرية مثل : الثعالب ، الضباع ، الغزلان ، الأرانب البرية ، الذئاب وغيرها .
جـ - الطيور مثل : الرخمة ، اللقلق ، النسر ، الشنار ، العصفور الوردى السينائى وغيرها .
وتعد
هذه المنطقة من أهم المناطق للسياحة الدينية التى تتمثل فى الدير والكنائس
والمساجد ومقام النبى هارون والنبى صالح عليهم السلام ، ووادى الراحة
ووادى الأربعين وجبال موسى وعباس والصفصافة وغيرها ، وتنتشر بها حدائق
الفاكهة مثل : التفاح واللوز والجوز والعنب والزيتون وغيرها ، والتى لا
توجد فى أية منطقة أخرى فى مصر .
(7) طابا:
طابا مدينة
حدودية ، حيث تغلف الجبال منتجعاتها السياحية ، شريط طابا الساحلى هو
الأكثر جمالاً على مستوى شبة الجزيرة ، ويتكون من عدد من الخلجان
والبحيرات ومضيق وجزيرة ، من طابا يمكن أن تأخذ قارب إلى جزيرة الفراعنة
المتوجه بحصن تاريخي ، أجمل مناظر هذه الجزيرة هو حصن صلاح الدين الذى رمم
من قبل منظمة الآثار المصرية .
وتتكون محمية طابا أساساً من الحجر
الرملى الذى ينتمى إلى العصر الوسيط ، كما تضم الحجر النوبى والبحرى من
العصر الكريتاوى ، أما الأحجار النارية فترجع إلى عصر الكمبرى ، تضم
المنطقة بعض العيون الطبيعية التى تتكون حولها الحدائق النباتية التى يأوى
إليها البدو .
تتميز محمية طابا بتنوعها الغنى بالحيوانات
والنباتات النادرة والمعرضة لخطر الانقراض ، حيث يوجد بها حوالى 25 نوعاً
من الثدييات مثل : الغزال ، والوعل النوبى ، والوبر وغير ذلك . وحوالى 50
نوعاً من الطيور المقيمة مثل النسور والصقور والحدأة وغيرها ، إضافة إلى
24 نوعاً من الزواحف ، أما بالنسبة للنباتات فيوجد بالمحمية حوالى 480
نوعاً من الأنواع المنقرضة .
والمحمية تتميز بوجود المواقع الأثرية
التى يصل تاريخها إلى حوالى 5000 سنة ، والحياة البرية النادرة ، إضافةً
إلى التراث التقليدى للبدو المقيمين .
( نويبع:
تحتضن
نويبع معظم البحر وبها أماكن عديدة لممارسة رياضات الصحراء , وركوب الجمال
، و رحلات السفاري , والغوص ، نويبع تقع على بعد 85 كيلومتر شمال دهب ،
بين خليج العقبة وجبال الصحراء العالية ، في الماضي أدت هذه المدينة دوراً
كبيراً ومهما للحجاج المسلمين في طريقهم إلى مكة ، وبخلاف المدينة
الرئيسية تنقسم نويبع إلى مركزين : نويبع تارابين ( على بعد كيلومترين
شمال للمدينة ) ، ونويبع مزيانا (سبعة كيلومترات جنوبا) ، وبشكل عام يشتهر
هذا المنتجع الصغير بشواطئه الرائعة .
(9) جزيرة فرعون
جزيرة
مرجانية تقع على بعد 8 كم جنوب طابا التى تتوسط قمة خليج العقبة ، وتشتهر
بقلعة صلاح الدين التى تعتبر أهم الأثار الإسلامية فى سيناء ، كما يوجد
بها أجمل مناظر سيناء حيث الجبل والرمال الذهبية والخلجان الرائعة ، وتوجد
كافيتريا فى الجزيرة ، وأخرى عند المرسى البحرى .
(10) محمية الزرانيق وسبخة البردويل :
تقع
محمية الزرانيق فى الجزء الشرقي من بحيرة البردويل على مسافة 25 كم غرب
مدينة العريش ، في شمال سيناء ، تمثل محمية الزرانيق الطبيعية وسبخة
البردويل أحد المفاتيح الرئيسية لهجرة الطيور فى العالم خلال فصلى "
الخريف والربيع " من شرق أوروبا وشمال غرب آسيا وروسيا وتركيا إلى وسط
وجنوب شرق أفريقيا ، كما تقيم بعض هذه الطيور فى المحمية بصفة دائمة
وتتكاثر فيها .
وقد تم تسجيل 244 نوعاً من الطيور فى المحمية منها
: ( البجع ، البشاروش ، السمان ، الكروان ، البط ، القمري ، الصقور ...
إلخ ) وتتلاقى فى هذه المحمية عدة بيئات مثل : بيئة ساحل البحر المتوسط ،
بيئة مناطق السبخات ، بيئة الكثبان والغرود الرملية ، بيئة الأراضى الرطبة
. وهناك اهتمام دولى ومحلى لجمع المعلومات المتاحة شمال سيناء لإمكانية
إقامة محطة لتفريخ بيض السلاحف البحرية ، وبخاصة السلاحف الخضراء المهددة
بالانقراض .
(11) محمية أبو جالوم بمحافظة جنوب سيناء :
محمية
أبو جالوم على الطريق بين شرم الشيخ وطابا بمنطقة تسمى وادى الرساسة
بمحافظة جنوب سيناء ، وتتميز هذه المحمية بطبوغرافية خاصة ، حيث تقترب
الجبال من الشاطىء ، وأنها تحتوى على أنظمة بيئية متنوعة من الشعاب
المرجانية والكائنات البحرية وحشائش البحر والصحارى والجبال ، وتزخر
الجبال والوديان بالحيوانات والطيور والنباتات البرية ما يجعلها منطقة جذب
سياحى لهواة الغوص ورحلات السفارى ومراقبة الطيور والحيوانات ، كما تتميز
بتعدد وجود اللاجونات .
(12) اماكن الغطس:
تشتهر منها : شرم
المية – رأس محمد – رأس أم السيد – مرسى العاط – دهب – نويبع ، ولا يسمح
بالغطس ليلاً من غروب الشمس إلى شروقها ، لا يسمح بصيد الأسماك الملونة
والنادرة ، أو تدمير الشعب المرجانية أو نقلها ، مع مراعاة عدم تلوث
المياه بأى مواد غريبة ، ولا يجوز الاقتراب من الشاطىء أكثر من كيلو متر
نهاراً فى دائرة نصف قطرها 1.5 كممن أماكن الغطس المحددة .
منقوول