سنا مصر
أهلاً بك زائرنا الكريم فى منتداك سنا مصر
لو كنت هاوى ... لو كنت غاوى .....لو كنت ناوى

تعالى .............شاركنا .......رسالتنا
عقل صافى ....قلب دافى....مجتمع راقى


سنا مصر
أهلاً بك زائرنا الكريم فى منتداك سنا مصر
لو كنت هاوى ... لو كنت غاوى .....لو كنت ناوى

تعالى .............شاركنا .......رسالتنا
عقل صافى ....قلب دافى....مجتمع راقى


سنا مصر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سنا مصر

منتدى اجتماعي ثقافي تعليمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ادارة المنتدى : ترجو كل مَن لديه مواد علمية أوتعليمية أن يشارك بها وله جزيل الشكر
مرحبا يا خطبة الجمعه 060111020601hjn4r686 ahmedomarmohamad خطبة الجمعه 060111020601hjn4r686 نشكر لك إنضمامك الى أسرة منتدى سنا مصر ونتمنى لك المتعة والفائدة
أستغفر الله استغفاراً أرقى به بفضل الله و رحمته إلى درجات الأوابين


 

 خطبة الجمعه

اذهب الى الأسفل 
+11
لولو
braaa ahmed
adhammorad
ليس زمنى
ايمى2011
صمت احزانى
الفارس أشرف
وسام البدرى
تووووتى عشرة
سنا مصر
abdo mamdouh
15 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
abdo mamdouh
مستشاراداري
مستشاراداري
abdo mamdouh


ذكر
عدد المساهمات : 2131
الدولة : مصر
وسام اوفياء المنتدى
تاريخ التسجيل : 13/03/2011
العمر : 29
الموقع : Ägypten
مزاجى : خطبة الجمعه 665449037
المهنة : خطبة الجمعه Studen10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الإثنين 4 أبريل - 9:18

بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
الجمعه موعدنا

فى خطبه لشيخ فاضل من كبار علمائنا
حفظهم الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo mamdouh
مستشاراداري
مستشاراداري
abdo mamdouh


ذكر
عدد المساهمات : 2131
الدولة : مصر
وسام اوفياء المنتدى
تاريخ التسجيل : 13/03/2011
العمر : 29
الموقع : Ägypten
مزاجى : خطبة الجمعه 665449037
المهنة : خطبة الجمعه Studen10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 8 أبريل - 10:16

أيها الإخوة المؤمنون: أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، فهو وصية الله لنا ولمن قبلنا، خطبة الجمعه Start-iconولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا اللهخطبة الجمعه End-icon [النساء: 131].

معاشر المسلمين: كثرة شكاوي الناس وكثرة الأخبار المزعجة التي تفطر القلوب وتدمي الأسماع، وهي نذير شؤم، وعلامة خذلان، يجب على الأمة جميعها أن تتصدى لإصلاح هذا الخلل الذي بدأ ينتشر انتشار النار في الهشيم، ألا وهو عقوق الوالدين.

عقوق الوالدين أيها الإخوة من أكبر الكبائر بعد الإشراك بالله، وكيف لا يكون كذلك وقد قرن الله برهما بالتوحيد فقال تعالى: خطبة الجمعه Start-iconوقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناًخطبة الجمعه End-icon [الإسراء: 23].

وقال تعالى: خطبة الجمعه Start-iconقل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناًخطبة الجمعه End-icon [الأنعام: 151].

بل هي من المواثيق التي أخذت على أهل الكتاب من قبلنا، خطبة الجمعه Start-iconوإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناًخطبة الجمعه End-icon [البقرة: 83].

وها نحن نسمع بين الحين والآخر، وللأسف من أبناء الإسلام من يزجر أمه وأباه، أو يضربهما أو يقتل أمه أو أباه.

أقول ـ أيها الإخوة ـ: إن انتشار مثل هذه الجرائم البشعة ليست في الإسلام فحسب بل في عرف جميع بني آدم، أقول: إن انتشارها نذير شؤم وعلامة خذلان للأمة، ومن هنا وجب على جميع قنوات التربية والتوعية والإصلاح تنبيه الناس على خطر هذا الأمر، وإظهار هذه الصورة البشعة لمجتمعاتنا بأنها علامة ضياع وعنوان خسارة.

أيها الإخوة في الله: ما سبب انتشار أمثال هذه الجرائم؟ ولا أقول وجودها لأنها قد وجدت من قديم الزمان، لكن ما سبب انتشارها إلا انتشار الفساد والأفلام المقيتة بوجهها الكالح، وتشبه طبقة من طبقات المجتمع بصورة الشاب الغربي الذي يعيش وحده، وليست له أي صلة تربطه بذي رحم أو قريب، فيتأثر البعض بهذه المناظر فيحصل ما لا تحمد عقباه من العقوق.

أيها الأخوة المؤمنون:

قال تعالى: خطبة الجمعه Start-iconواعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناًخطبة الجمعه End-icon.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: يريد البر بهما مع اللطف ولين الجانب، فلا يغلظ لهما في الجواب، لا يحد النظر إليهما، ولا يرفع صوته عليهما، بل يكون بين يديهما مثل العبد بين يدي السيد تذللاً لهما.

خطبة الجمعه Start-iconوقضى ربك إلا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً. .خطبة الجمعه End-icon الآية.

قال الهيثمي عند قوله تعالى: خطبة الجمعه Start-iconوقل لهما قولاً كريماًخطبة الجمعه End-icon أي اللين اللطيف المشتمل على العطف والاستمالة وموافقة مرادهما وميلهما ومطلوبهما ما أمكن لا سيما عند الكبر، خطبة الجمعه Start-iconواخفض لهما جناح الذل من الرحمةخطبة الجمعه End-icon ثم أمر تعالى بعد القول الكريم بأن يخفض لهما جناح الذل من القول، بأن لا يُكلما إلا مع الاستكانة والذل والخضوع، وإظهار ذلك لهما، واحتمال ما يصدر منهما، ويريهما أنه في غاية التقصير في حقهما وبرهما.

ولا يزال على نحو ذلك حتى ينثلج خاطرهما، ويبرد قلبهما عليه، فينعطفا عليه بالرضا والدعاء، ومن ثم طلب منه بعد ذلك أن يدعو لهما، خطبة الجمعه Start-iconوقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراًخطبة الجمعه End-icon.

وكان أبو هريرة إذا أراد أن يخرج من دار أمه وقف على بابها فقال: السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك يا بني ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيراً، فتقول: ورحمك الله كما سررتني كبيراً، ثم إذا أراد أن يدخل صنع مثل ذلك.

أيها الإخوة المسلون:

وحق الوالدين باقٍ، ومصاحبتهما بالمعروف واجبة، حتى وإن كانا كافرين.

فلا يختص برهما بكونهما مسلمين، بل تبرهما وإن كانا كافرين، فعن أسماء رضي الله عنها قالت: قَدِمت عليّ أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدهم، فاستفتيت النبي خطبة الجمعه Salla-icon فقلت: يا رسول الله إن أمي قدمت عليّ وهي راغبة أفأصلها؟ قال: ((نعم، صلي أمك)).

ولم يقف حق الوالدين عند هذا الحد، بل تبرهما وتحسن إليهما حتى ولو أمراك بالكفر بالله، وألزماك بالشرك بالله، قال تعالى: خطبة الجمعه Start-iconووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير خطبة الجمعه Mid-icon وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعلمونخطبة الجمعه End-icon.

فإذا أمر الله تعالى بمصاحبة هذين الوالدين بالمعروف مع هذا القبح العظيم الذي يأمران ولدهما به، وهو الإشراك بالله، فما الظن بالوالدين المسلمين سيما إن كانا صالحين، تالله إن حقهما لمن أشد الحقوق وآكدها، وإن القيام به على وجهه أصعب الأمور وأعظمها، فالموفق من هدي إليه، والمحروم كل المحروم من صُرف عنه.

وهاهو رسول الله خطبة الجمعه Salla-icon يجعل حق الوالدين مقدماً على الجهاد في سبيل الله.

ففي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود خطبة الجمعه Radia-icon قال: سألت رسول الله خطبة الجمعه Salla-icon: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ((الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله)).

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله قال لرجل استأذنه في الجهاد: ((أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد)) [رواه البخاري].

وعنه أيضاً أن النبي خطبة الجمعه Salla-icon قال: ((رضى الرب في رضى الوالد، ظريفط الرب في سخط الوالد)) [رواه الترمذي وصححه ابن حبان].

وعن معاوية بن جاهمة خطبة الجمعه Radia-icon قال: جاء رجل إلى رسول الله خطبة الجمعه Salla-icon فقال لرسول الله: أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال: ((هل لك أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها)) [رواه النسائي وابن ماجه بإسناد لا بأس به].

وها هو رسول الله خطبة الجمعه Salla-icon يدعو على من أدرك أبويه أو أحدهما ثم لم يدخل الجنة، فيقول كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة: ((رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عنده الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة)).

وبر الوالدين من أعظم القربات وأجل الطاعات، وببرهما تتنزل الرحمات وتكشف الكربات.

وما قصة الثلاثة الذين أطبق عليهم الغار فلم يستطيعوا الخروج منه، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها لله صالحة، فادعوا الله بها لعله يفرجها فقال أحدهم: ((اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران، ولي صبية صغار، كنت أرعى عليهم، فإذا رجعت إليهم، فحلبت، بدأت بوالدي اسقيهما قبل ولدي، وإنه قد نأى بي الشجر (أي بعد علي المرعى) فما أتيت حتى أمسيت، فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحلاب، فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما، وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، والصبية يتضاغَون عند قدمي (أي يبكون)، فلم يزل ذلك دَأْبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ففرّج الله لهم حتى يرون السماء)).

وهل أتاك نبأ أويس بن عامر القرني؟ ذاك رجل أنبأ النبي خطبة الجمعه Salla-icon بظهوره، وكشف عن سناء منزلته عند الله ورسوله، وأمر البررة الأخيار من آله وصحابته بالتماس دعوته وابتغاء القربى إلى الله بها، وما كانت آيته إلا بره بأمه، وذلك الحديث الذي أخرجه مسلم: كان عمر خطبة الجمعه Radia-icon إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم، أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس بن عامر فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مراد؟ قال: نعم، قال: كان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم، قال: سمعت رسول الله يقول: ((يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد اليمن من مراد ثم من قرن، كان به أثر برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدةٌ هو بارٌ بها، لو أقسم على الله لأبرّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل)). فاستغفر لي، فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي.

وعن أصبغ بن زيد، قال: إنما منع أويساً أن يَقدم على النبي خطبة الجمعه Salla-icon برّه بأمه.

ولما علم سلفنا الصالح بعظم حق الوالدين، قاموا به حق قيام.

فهذا محمد بن سيرين إذا كلم أمه كأنه يتضرع. وقال ابن عوف: دخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه، فقال: ما شأن محمد أيشتكي شيئاً؟ قالوا: لا، ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه.

وهذا أبو الحسن علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنهم كان من سادات التابعين، وكان كثير البر بأمه حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة، فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها.

وهذا حيوة بن شريح، وهو أحد أئمة المسلمين والعلماء المشهورين، يقعد في حلقته يعلم الناس ويأتيه الطلاب من كل مكان ليسمعوا عنه، فتقول له أمه وهو بين طلابه: قم يا حيوة فاعلف الدجاج، فيقوم ويترك التعليم.

هذه بعض نماذج بر السلف لآبائهم وأمهاتهم، فما بال شبابنا اليوم يقصرون في بر آبائهم وأمهاتهم، وربما عق أحدهم والديه من أجل إرضاء صديق له، أو أبكى والديه وأغضبهما (وهذا من أشد العقوق) من أجل سفر هنا أو هناك أو متعة هنا أو هناك.

أوصيكم يا معشر الأبناء جميعاً ونفسي ببر الوالدين، وأن نسعى لإرضائهما وإسعادهما في هذه الدنيا، أسألك بالله يا أخي ماذا يريد منك أبوك إلا أن تقف معه حين يحتاجك، وأن تسانده حين يحتاجك، بل ماذا تريد منك الأم إلا كلمة حانية، وعبارة صافية، تحمل في طياتها الحب والإجلال.

والله يا إخوان لا أظن أن أي أم أو أب يعلمان من ولديهما صدقاً في المحبة وليناً في الخطاب ويداً حانية وكلمة طيبة ثم يكرهانه أو يؤذيانه في نفسه أو ولده.

اللهم إنا نسألك أن تعيننا جميعاً على بر والدينا، اللهم قد قصرنا في ذلك وأخطأنا في حقهما، اللهم فاغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسرفنا وما أعلنا، واملأ قلبيهما بمحبتنا، وألسنتهما بالدعاء لنا، يا ذا الجلال والإكرام.



و نسألكم الدعاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سنا مصر
صاحبة المنتدى
صاحبة المنتدى
avatar


انثى
عدد المساهمات : 9271
خطبة الجمعه 7aV76083
الدولة : مصر
وسام الأدارى المميز
تاريخ التسجيل : 18/11/2010
الوسام الذهبى
الموقع : سنا مصر
مزاجى : خطبة الجمعه 823931448
المهنة : خطبة الجمعه Profes10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 8 أبريل - 18:56

خطبة الجمعه 15xv0qw
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://snamasr.ahlamontada.com/
abdo mamdouh
مستشاراداري
مستشاراداري
abdo mamdouh


ذكر
عدد المساهمات : 2131
الدولة : مصر
وسام اوفياء المنتدى
تاريخ التسجيل : 13/03/2011
العمر : 29
الموقع : Ägypten
مزاجى : خطبة الجمعه 665449037
المهنة : خطبة الجمعه Studen10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 15 أبريل - 9:10

الجمعه 15/4/2011
موضوع الخطبه/ موانع استجابة الدعاء

وفي هذه الخطبة نتحدث عن أمر هام آخر لا بد أنه تلجلج في صدور كثير من المسلمين، لا سيما الذين أقاموا أصلابهم وقت الأزمة يدعون بالهلاك والدمار على هؤلاء الظالمين الذين طغوا وتجبروا، وقتلوا النساء، وشردوا الأطفال، وذبحوا الشيوخ، وقهروا الرجال، يتسائل أولئك الإخوة لسان حالهم يقول: لقد دعونا كثيراً، وطلبنا النصر من الله فلم نر النصر يتنزل على إخواننا، ولا تحقق لنا، ولم نر الدمار حاق بأولئك الذين طالما دعونا عليهم بالهلاك، ولم نشاهد الهزيمة نزلت على أولئك الأعداء.

يتساءل هؤلاء، فمن معلن لهذا التساؤل صريحاً، ومن كاتم له بين جوانب صدره، وثنايا فكره.

وقبل الإجابة عن هذا السؤال، لابد لنا من بيان أمرين اثنين، يتضح بهما ما إذا كان هذا السؤال في محله، وأنه يحمل إشكالاً حقيقياً يحتاج إلى جواب.

الأمر الأول: نحن لا نوافق على أن النصر لم يتنزل، وأن الهزيمة لم تحق بالإعداء، إنه من الخطأ بل من أكبر الخطأ أن نحصر النصر على العدو، في نصر ذو طبيعة واحدة هي الطبيعة العسكرية، في زمان محدد ومكان محدد، إن اختزال طبيعة الانتصار في تلك المعاني الضيقة، ضيق في الأفق، وسطحية في التفكير، فكم من هزيمة عسكرية في معركة من المعارك كانت سبباً في حياة الشعوب، وانتصار الأمم، إن اليقظة العارمة التي تجتاح أفراد الأمة، وقطاعاتها المتنوعة، التي تولد في أتون الضربات الموجعة التي تلقتها الأمة، مكسب يمهد الطريق لكسب الجولة النهائية، وإن خسرت جولة أو جولات، وإنما الحرب كَرٌ وفر، ولعل الله ييسر لنا الحديث بالتفصيل عن حقيقة النصر، في خطبة قادمة.

وعليه فقد يكون ما يجري إنما هو مراحل في طريق النصر النهائي، الذي لا ندري متى يأتي، وليس بالضرورة أن نراه نحن، هؤلاء الصحابة الذين هم خير هذه الأمة، وأفضل المجاهدين، استشهد كثير منهم في بدايات الإسلام.

هذا ياسر والد عمار استشهد صبراً في أشد الأوقات وأصعبها،، وشاهده الصحابة وهو يقتل قبل قبل أن يرى وميض فجر الإسلام يلوح، ثم يقتل أولئك الذين شاهدوا هذا الموقف، فهل قال الذين رأوا هذا القتل والتشريد ولم يعلموا ما الله مخبئه عنهم من نصر بعد حين، هل قالوا: حرمنا النصر، منع عنا العز، لِم هذا القتل والتشريد، لم هذا الاسـتذلال والاستضعاف، أين نصر الله؟؟

أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَاء وَٱلضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ [البقرة:214].

عباد الله، ولا بد لنا من أن نبين بعض الحقائق حول استجابة الدعاء، قبل بيان أسباب عدم استجاب الدعاء، أو أسباب تأخيرها.

فأول هذه الحقائق حول الدعاء، أن الله عز وجل تكفل باستجابة من دعاه، هذا على وجه العموم، قال الله جل وعلا: وَقَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دٰخِرِينَ [غافر:60].

ثانياً: إن استجابة الدعاء لا تعني فقط استجابة الله جل وعلا لما طلبه الإنسان مباشرة، بل قد تكون الاستجابة بطريق أخرى، أخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه عن النبي قال: ((ما من مسلم يدعو، ليس بإثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها)) قال الرواي: إذا نكثر، قال الرسول: ((الله أكثر))[1].

قال ابن حجر: "كل داع يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة، فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعوضه.

تفتح أبواب السماء ودونها إذا قرع الأبواب منهن قارع

إذا أوفدت لم يردد الله وفدها على أهلها، والله راء وسامع

وإني لأرجو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن مالله صانع

وفي صحيح مسلم عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: ((لا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا الِاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لي فَيَسْتَحْسِرُ ـ أي فينقطع عن الدعاء ويتركه ـ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ)).

قال شراح الحديث: الْمَعْنَى أَنَّهُ يَسْأَم فَيَتْرُك الدُّعَاء فَيَكُون كَالْمَانِّ بِدُعَائِهِ، أَوْ أَنَّهُ أَتَى مِنْ الدُّعَاء مَا يَسْتَحِقّ بِهِ الْإِجَابَة فَيَصِير كَالْمُبْخِلِ لِلرَّبِّ الْكَرِيم الَّذِي لَا تُعْجِزهُ الْإِجَابَة وَلَا يُنْقِصهُ الْعَطَاء.

قالوا: وَفِي هَذَا الْحَدِيث أَدَب مِنْ آدَاب الدُّعَاء, وَهُوَ أَنَّهُ يُلَازِم الطَّلَب وَلَا يَيْأَس مِنْ الْإِجَابَة لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ الِانْقِيَاد وَالِاسْتِسْلَام وَإِظْهَار الِافْتِقَار, حَتَّى قَالَ بَعْض السَّلَف: لَأَنَا أَشَدّ خَشْيَة أَنْ أُحْرَم الدُّعَاء مِنْ أَنْ أُحْرَم الْإِجَابَة[2].

حدث بعض الإخوة: فقال لا أعلم لي دعوة كنت جاداً فيها، ملحاً فيها، إلا واستجيبت لي، ثم قال وليس ذلك من زيادة قرب من الله، ولا من كثرة عبادة ولا زهد، بل ولا أظن ذلك علامة صلاح في نفسي، فأني أعلم أني لست من الصالحين، ليس ذلك من باب التواضع، ثم يتابع فيقول: ولكني ألهمت أن الدعاء سبب لحصول أي شيء أريده منذ صغر سني، فأصبح لدي يقين دائم، ليس في وقت الدعاء، بل في كل وقت، أن الدعاء يحقق لي ما أريد، فكنت كلما أردت شيئاً دعوت الله، حتى أني أدعو الله في أمر أريده سنة أو سنتين، ويتحقق لي ما أريد، يقول: ولست أتحدث بذلك افتخاراً، ولا ليظن بي أحد شيئاً، ولكني أريد تذكير الجميع بأن من اعتقد في الدعاء هذا الاعتقاد، ولازم الدعاء، وجعله له سجية لحصول مطلوبه، فإن الله ولا شك يستجيب له، وإن طال الزمن.

أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا

إن الأمـور إذا انســدت مسالكها فالصبر يفتح منا كل ما ارتتجا

لا تيأســن وإن طالـــت مطالبة إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا

قال بعض العلماء: يُخْشَى عَلَى مَنْ خَالَفَ وَقَالَ: قَدْ دَعَوْت فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي، أَنْ يُحْرَم الْإِجَابَة وَمَا قَامَ مَقَامهَا مِنْ الِادِّخَار وَالتَّكْفِير[3].

قال ابن الجوزي[4]: "اِعْلَمْ أَنَّ دُعَاء الْمُؤْمِن لَا يُرَدّ، غَيْر أَنَّهُ قَدْ يَكُون الْأَوْلَى لَهُ تَأْخِير الْإِجَابَة أَوْ يُعَوَّض بِمَا هُوَ أَوْلَى لَهُ عَاجِلًا أَوْ آجِلًا، فَيَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ لَا يَتْرُك الطَّلَب مِنْ رَبّه فَإِنَّهُ مُتَعَبِّد بِالدُّعَاءِ كَمَا هُوَ مُتَعَبِّد بِالتَّسْلِيمِ وَالتَّفْوِيض".

قال الله جل وعلا: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186].

ثالثاً:إن المسلم عليه أن يدعو الله جل وعلا، بصرف النظر عن علمه باستجابة الله له هذا الدعاء مباشرة أو لا، فإن معاني العبادة التي تضمنها الدعاء، قد لا تحصل بغيره، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث الإمام أحمد: ((من لم يسأل الله يغضب عليه))، وفي الحديث الآخر عند الإمام أحمد كذلك يقول الرسول : ((ليس شيء أكرم على الله من الدعاء)).

عباد الله، وبعد هذا البيان نقول، مع عدم مقدرتنا على الجزم بأن الله لم يستجب دعاءنا، فإن ذلك لا يعفينا من عدم التفكير في موانع استجابة الدعاء، لعلنا قد وقعنا في بعضها، فكان ذلك سبباًَ في تأخير إجابة الدعاء وعدم استجابته.

أيها الإخوة، إن موانع استجابة الدعاء كثيرة، ولا يتسع وقت هذه الخطبة إلا لذكر بعضها، وسنقتصر على بعضها التي يغفل عنها كثير من الناس، لاسيما تلك التي تتعلق بتأخير الإجابة على الظالمين.

فأول هذه الموانع: وقوع الظلم حتى من الذي يدعو على الظالمين.

عباد الله، لا تظنوا أن الظلم هو ما يمارسه الملوك والأمراء، أو ما تمارسه الأنظمة والحكومات ضد الشعوب، والأفراد، بل إن الأفراد يظلمون، ويتنوع ظلمهم، والله لا يحب الظالمين سواء كانوا من الحكام أو المحكومين، سواء كان من المسلمين، أو من الكافرين، وكل وضع للشيء في غير موضعه فهو ظلم، فتخيلوا كم من الظلم نمارسه نحن، ونحن غافلون لاهون.

قال المقريزي: جاءني أحد الصالحين، سنة ثلاث عشرة وثماني مائة، والناس إذ ذاك من الظلم في أخذ الأموال منهم ومعاقبتهم إذا لم يؤدوا أجرة مساكنهم التي يسكنوها حتى ولو كانت ملكاً لهم، بحال شديدة، وأخذنا نتذاكر ذلك فقال لي: مالسبب في تأخر إجابة دعاء الناس في هذا الزمان، وهم قد ظلموا غاية الظلم، بحيث أن امرأة شريفة عوقبت لعجزها عن القيام بما ألزمت به من أجرة سكنها الذي هو ملكها، فتأخرت إجابة الدعاء مع قول الرسول : ((اتق دعوة المظلوم, فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)) وها نحن نراهم منذ سنين يدعون على من ظلمهم، ولا يستجاب لهم.

قال المقريزي: فأفضينا في ذلك حتى قال: سبب ذلك أن كل أحد صار موصوفا بأنه ظالم، لكثرة ما فشا من ظلم الراعي والرعي، وإنه لم يبق مظلوم في الحقيقة، لأنا نجد عند التأمل كل أحد من الناس في زماننا وإن قل، يظلم في المعني الذي هو فيه من قدر على ظلمه، ولا نجد أحداً يترك الظلم إلا لعجزه عنه، فإذا قدر عليه ظلم، فبان أنهم لا يتركون ظلم من دونهم، إلا عجزاً لا عفة.

قال المقريزي: ولعمري لقد صدق رحمه الله، وقد قال المتنبي قديماً:

والظلم من شيم النفوس، فإن تجد ذا عفــة فلعلـه لا يظلـمُ

هل سمعتم يا عباد الله، هل سمعتم، اسمعوا وتفكروا، وليفتش كل منا عن نفسه، وعن الظلم الذي يمارسه في حياته، ولولا ضيق الوقت لذكرنا بعض صور الظلم التي نمارسها في حياتنا، ولعل الله ييسر ذلك في خطبة قادمة، لكن لعل في ذلك ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

قال بعض الصالحين: إن ظللت تدعو على رجل ظلمك، فإن الله تعالى يقول: إن آخر يدعو عليك، إن شئت استجبنا لك، واستجبنا عليك، وإن شئت أخرتكما إلى يوم القيامة، ووسعكما عفو الله[5].

قيل لإبراهيم بن نصر الكرماني: إن القرمطي دخل مكة، وقتل فيها، وفعل وصنع، وقد كثر الدعاء عليه، فلم يستجب للداعين؟ فقال لأن فيهم عشر خصال، فكيف يستجاب لهم، قلت وما هن؟

اسمعوا أيها المؤمنون، اسمعوا أيها الداعون، اسمعوا أيها اليائسون:

قال إبراهيم: أوله: أقروا بالله وتركوا أمره، والثاني: قالوا نحب الرسول ولم يتبعوا سنته، والثالث: قرؤوا القرآن ولم يعملوا به، والرابع: زعموا حب الجنة، وتركوا طريقها، والخامس: قالوا نكره النار وزاحموا طريقها، والسادس قالوا: إن إبليس عدونا، فوافقوه، والسابع: دفنوا موتاهم فلم يعتبروا، والثامن اشتغلوا بعيوب إخوانهم، ونسوا عيوبهم، والتاسع جمعوا المال ونسوا يوم الحساب، والعاشر: نفضوا القبور، وبنوا القصور.

ثانياً: من أسباب تأخير إجابة دعاء المظلومين على الظالمين، ما قاله الله جل وعلا: وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَـٰفِلاً عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلابْصَـٰرُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء [إبراهيم:42، 43].

قيل لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب : كان أهل الجاهلية يدعون على الظالم، وتعجل عقوبته، حتى إنهم كانوا يقولون: عش رجباً ترى عجباً، أي أن الظالم تأتيه عقوبته في شهر رجب، كناية عن قرب نزول العقوبة به، قالوا له: ونحن اليوم مع الإسلام ندعو على الظالم فلا نجاب في أكثر الأمر، فقال عمر : هذا حاجز بينهم وبين الظلم، إن الله عز وجل لم يعجل العقوبة لكفار هذه الأمة، ولا لفساقها، فإنه تعالى يقول: بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ [القمر:46]

وقد يكون من سبب تأخير استجابة الدعاء عليهم أن الله عز وجل أراد لهم أشد العذاب، ولما يبلغوا درجته الآن، فيمهلهم الله حتى يبلغوا تلك الدرجة من البغي والطغيان، حتى يستحقوا ذلك الدرك من النار الذي أعده الله لهم.

وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ خَيْرٌ لاِنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ [آل عمران:178]

ثالثاً: من أسباب تأخير استجابة الدعاء على الظالمين، أننا نحن الذين نظن أن الاستجابة قد تأخرت لأن الأيام في منظور البشر طويلة، بينما هي في عين الله قصيرة، وقد قال الله جل وعلا: وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ [الحج:47]---- ولكن يتساءل الناس متى ثم تأتي الإجابة ---وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مّمَّا تَعُدُّونَ وَكَأَيّن مّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِىَ ظَـٰلِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَىَّ ٱلْمَصِيرُ [الحج:47، 48].

قال بعض أهل التفسير كان بين دعاء موسى على فرعون، وبين إهلاك فرعون بالغرق أربعون سنة[6].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo mamdouh
مستشاراداري
مستشاراداري
abdo mamdouh


ذكر
عدد المساهمات : 2131
الدولة : مصر
وسام اوفياء المنتدى
تاريخ التسجيل : 13/03/2011
العمر : 29
الموقع : Ägypten
مزاجى : خطبة الجمعه 665449037
المهنة : خطبة الجمعه Studen10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 6 مايو - 9:14

إتقان العمل ثمرة الإحسان




الإنسان المسلم يفترض فيه أن تكون شخصيته إيجابية، مقبلة على الحياة، متفاعلة معها، ولأن الإنسان المسلم مطالب باستيفاء شروط الخلافة في الأرض والسعي في مناكبها عبادةً لله، وإعماراً للأرض، واستفادة مما فيها من ثروات وخيرات لا يصل إليها إلا بالعمل والعمل الجاد. لذلك كانت مطالبة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتقن الإنسان عمله: ((إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه))[1]. فالإتقان سمة أساسية في الشخصية المسلمة يربيها الإسلام فيه منذ ان يدخل فيه، وهي التي تحدث التغيير في سلوكه ونشاطه، فالمسلم مطالب بالإتقان في كل عمل تعبدي أو سلوكي أو معاشي؛ لأن كل عمل يقوم به المسلم بنيّة العبادة هو عمل مقبول عند الله يُجازى عليه سواء كان عمل دنيا أم آخرة. قال تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)). [الأنعام: 162-163].

وتتمثل عملية الإتقان في تعلُّم المسلم للصلاة وأدائها بأركانها وشروطها التي تدرّب المسلم على الإتقان المادي الظاهري، بل على الإتقان الداخلي النفسي المتمثل في مراقبة الله عز وجل والخوف منه، فهل نحن نربي الآن في مجتمعنا المسلم الشخصية المسلمة التي تهتم بإتقان أمور الحياة كلها؟ فردية أو جماعية؟ وهل سبب تخلفنا وتأخرنا يرجع إلى فقدان هذه الخاصية؟وما قيمة الشعائر والوسائل التعبدية التي لا تغير في سلوك الإنسان ونمط حياته ووسائل إنتاجه؟

إننا نفتقد التربية الأسرية والمدرسية والاجتماعية التي تجعل عمل الإتقان في حياتنا مهارة داخلية تعبر عن قوة الشخصية التي تكسب الإنسان الاتزان والثقة والاطمئنان والتفرد إلى جانب اكتساب المهارة المادية والحركية.

إننا مطالبون بترسيخ هذه القيمة التربوية الحياتية في واقعنا وسلوكنا؛ لأنها تمثل معيار سلامة الفرد وقوة شخصيته وسمة التغيير الحقيقي فيه، كما أننا مطالبون ببذل الجهد كله في إتقان كل عمل في الحياة يطلب منا ضمن واجباتنا الحياتية أو التعبدية.

وعادة الإتقان تكسب الأمة المسلمة الإخلاص في العمل لارتباطه بالمراقبة الداخلية، كما أنها تجرد العمل من مظاهر النفاق والرياء، فكثير من الناس يتقن عمله ويجوّده إن كان مراقباً من رئيس له، أو قصد به تحقيق غايات له أو سعى إلى السمعة والشهرة لأنه يفتقد المراقبة الداخلية التي تجعله يؤدي عمله بإتقان في كل الحالات دون النظر إلى الاعتبارات التي اعتاد بعضهم عليها.

ظاهرة حضارية:

والإتقان كما قلنا هدف تربوي، ومن أسس التربية في الإسلام، لأن الإتقان في المجتمع المسلم ظاهرة سلوكية تلازم المسلم في حياته، والمجتمع في تفاعله وإنتاجه، فلا يكفي الفرد أن يؤدي العمل صحيحاً بل لا بد أن يكون صحيحاً ومتقناً، حتى يكون الإتقان جزءاً من سلوكه الفعلي.

والإتقان في المفهوم الإسلامي ليس هدفاً سلوكياً فحسب، بل هو ظاهرة حضارية تؤدي إلى رقي الجنس البشري، وعليه تقوم الحضارات، ويعمر الكون، وتثرى الحياة، وتنعش، ثم هو قبل ذلك كله هدف من أهداف الدين يسمو به المسلم ويرقى به في مرضاة الله والإخلاص له لأن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه، وإخلاص العمل لا يكون إلا بإتقانه.

ولعلنا نلحظ أن من أسباب التخلف في المجتمعات الإسلامية افتقادها خاصية الإتقان كظاهرة سلوكية وعلمية في الأفراد والجماعات، وانتشار الصفات المناقضة للإتقان كالفوضى والتسيب وفقدان النظام وعدم المبالاة بقيمة الوقت واختفاء الإحساس الجمعي والإهمال والغش والخديعة، وهذا منعكس في فقدان المسلمين للثقة في كل شئ ينتج في بلادهم مع ثقتهم في ما ينتج في غير بلاد المسلمين.

والشباب المسلم يتعرض للكثير من المخاطر بفقدان هدف الإتقان في المناشط المتمثقفة به بينما كان المسلمون الأوائل يحرصون على تعليم الشباب إتقان العمل حتى كان طالب الطب مطالباً بتحسين خطة وإتقانه قبل أن يتعلم مهنة الطب، ليكون الإتقان سمة خلقية سلوكية، وقيمة إنسانية.

وصفة الإتقان وصف الله بها نفسه لتنقل إلى عباده (صنع الله الذي أتقن كل شئ)[النمل 88]




[1] رواه ابو يعلى عن عائشة رضي الله عنها في مجمع الزوائد، كتاب الإيمان، ج4،ص 98 والجامع الصغير للسيوطي، ج 1، ص 177







هناك علاقة متداخلة بين الإتقان والإحسان غير أن الإتقان عمل يتعلق بالمهارات التي يكتسبها الإنسان بينما الإحسان قوة داخلية تتربى في كيان المسلم، وتتعلق في ضميره وتترجم إلى مهارة يدوية أيضاً، فالإحسان أشمل وأعم دلالة من الإتقان، ولذلك كان هو المصطلح الذي ركز عليه القرآن والسنة، وقد وردت كلمة الإحسان بمشتقاتها المختلفة مرات كثيرة في القرآن الكريم، منها ما ورد بصيغة المصدر اثنتي عشرة مرة، بينما وردت كلمة المحسنين ثلاثاً وثلاثين مرة، وبصيغ اسم الفاعل أربع مرات، واللافت للنظر أنها لم ترد بصيغة الأمر إلا مرة واحدة للجماعة: ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) [البقرة 195].

وكما ذكر الأستاذ سعيد حوى في كتابه جند الله ثقافة وأخلاقاً: إن الإحسان ذو جانبين، عمل الحسن أو الأحسن ثم الشعور أثناء العمل بأن الله يرانا أو كأننا نراه، وهذا هو تعريف الرسول صلى الله عليه وسلم للإحسان بأن ((تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك))[1]، فالإحسان مراقبة دائمة لله، وإحساس بقيمة العمل، وعلى هذا تندرج كل عبادة شرعية، أو سلوكية أو عائلية تحت مصطلح الإحسان الذي يعني انتقاء الأحسن في كل شئ فالشخصية المسلمة تتميز بالإحسان الذي يرتبط بالتقوى وعبر عنه كمرحلة سامية من مراحل الإيمان المصاحب للعمل، يقول تعالى: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات، ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين)[المائدة 93].

فإذا كان المسلم مطالباً بالعبادة، والعمل المترجم للإيمان فإنه مطالب دائماً بالإحسان في العمل والحياة، غير أن هناك تفاوتاً في مجالات الإحسان حيث ركز القرآن الكريم، في طلب الإحسان في أمور منها: الإحسان إلى الوالدين، مع دوام الإحسان في كل شئ، يقول الله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخورا) [النساء 36]، فالإحسان بنص هذه الآية انفتاح على قطاعات كثيرة في المجتمع، يطالب المسلم بالتعامل معها والتفاعل على أساس من التقوى والحرص على الجماعة حتى يكون الجهد المبذول في سبيل الإحسان إليها ذا قيمة اجتماعية يراعى فيها رضاء المولى عز وجل لقوله تعالى: (وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً)[النساء 128].

والرسول صلى الله عليه وسلم يربط بين الإتقان والإحسان فيقول: (( إن الله كتب الإحسان على كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة))[2]، فالإحسان هنا مرادف لكلمة الإتقان، وقد أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يزرع بذلك الرحمة في قبل المسلم ويكسبه عادة الإتقان في العمل حتى ولو لم يكن للعمل آثار اجتماعية كالذبح الذي ينتهي بإتمام العمل كيفما كان.

وأول عمل يتطلب الإتقان في حياة المسلم هو الصلاة حيث يطالب بها في السابعة ويضرب عليها في العاشرة، فإذا وصل مرحلة الشباب والتكليف كان متقناً للصلاة مجوداً لها محسناً أداءها، فالمسلم في الصلاة يتقن عدداً من المهارات المادية والمعنوية، فإقامة الصلاة و ما يطلب فيها من خشوع واستحضار لعظمة الخالق، وطمأنينة الجوارح، وتسوية الصفوف، ومتابعة الإمام، ثم ممارسة الصلاة خمس مرات في اليوم كل هذه من الممارسات التي تتطلب التعود على الإتقان حتى تنتقل هذه العادة من الصلاة إلى سائر أعمال المسلم اليومية دنيوية أو أخروية.

إن الإحسان دعوة إلى إيجاد الشخصية المثلى، الشخصية التي اتجهت حركة المجتمع وجهود التربية إلى إيجادها، هذه الشخصية تمثل المثالية التي تحققت في واقع المجتمع المسلم في الماضي، ويمكن أن تتحقق في واقعنا إذا توافرت الشروط الموضوعية لتحقيقها. وقد اختصر القرآن الكريم الصورة الإنسانية المثالية في آية واحدة؛ يقول تعالى: (وقولوا للناس حسنا)[البقرة83]، وللوصول إلى شخصية المسلم التي تحققت فيه معاني الإحسان نرى أن الأمر يحتاج إلى مجاهدة شديدة للنفس تتحقق فيها كثير من الصفات، منها قول الله تعالى: (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)[آل عمران 134 ]

ولأن الإحسان مجاهدة وجهاد يقول سبحانه وتعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) [العنكبوت 69] وقد وصف الله سبحانه الأنبياء جميعاً بأنهم من المحسنين الذين يستحقون حسن الجزاء عند الله لأنهم كانوا يجاهدون أنفسهم خوفاً من الله وتقوى، يقول الله تعالى: (إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم) [ الذاريات 17-19]

وإلى جانب المجاهدة هناك وسيلة أخرى لاكتساب صفة الإحسان وهي الإقبال على الله بالطاعة والعبادة والذكر، يقول الله تعالى: (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها)[الإسراء 7].

والإحسان في أمور الدنيا يشمل الحياة كلها إذ إن الحياة لاتنموا ولا تزدهر، والحضارات لا تبنى ولا تتقدم إلا بالإحسان، إحسان التخطيط وإحسان التنفيذ وإحسان التقدير((إن الله كتب الإحسان على كل شئ)) والمسلم لا يتربى على الإحسان إلاّ إذا قصد الإحسان في تفاعله مع المجتمع، ليس بقصد اللياقة الاجتماعية المظهرية؛ بل بقصد مراعاة حق الإنسان وحق الأخوة الإسلامية في إحسان التعامل على قاعدة من الأمانة والصدق والإخلاص والتقوى والمسؤولية الاجتماعية المتجذرة في وجدانه وكيانه.

الإحسان إيجابية، والمسلم مطالب بان يكون الإحسان هدفه، وغايته لأن الله يأمر بالعدل والإحسان قولاً وعملاً، يقول تعالى: ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن)[الإسراء 53]، ويقول تعالى: (ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون)[التوبة 121]، وكذلك فإن الإسلام توجه في تربيته إلى مجتمع العمل ليكون متقناً كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وجعل الإسلام العمل المعيار الأوحد لما يكسبه الإنسان في الحياة، وجعل إتقان العمل عبادة تحبب العامل إلى الله، وتحقق له سر استخلافه ووجوده، فالمجتمع العامل هو المجتمع المنتج الذي يعتمد أفراده في كسبهم على جهدهم العضلي والفكري، لذلك دعا الإسلام إلى العمل وباركه وجعل له جزاء في الآخرة مع جزاء الدنيا.

كما أن الإسلام يحرم استغلال الإنسان، وسلب جهده وطاقته ، كما أكد الإسلام على حق العامل في ملكية أجره وحمايته والوفاء له والتعجيل بإعطاء الأجير حقه قبل أن يجف عرقه، بل جعل الإسلام كل عمل يقوم به المسلم طاعة لله إذا قصد مصلحة البشر وأتقنه وأخلص فيه، وجعل العمل عبادة وقربى يعتبر من أعظم الدوافع لبذل الجهد وكثرة الإنتاج، وفي المقابل حرم الإسلام البطالة وعابها فجعل اليد العليا خيراً من اليد السفلى وحض على العمل، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه ))[3].

و المشكلة أننا نقر هذه المبادئ نظرياً ونحدث عنها كثيراً، ولكننا لا نترجمها في واقع مجتمعنا الذي يتميز بضعف الإنتاج، والتهرب من العمل، وعدم الإتقان بل يحمل قيماً فكرية نحو العمل مخالفة لمفهوم الإسلام.

مجتمعنا يحتاج إلى تغيير جذري في مفاهيم العمل وأهمية الإنتاج ويحتاج إلى تعليم مكثف لأهمية الإتقان لكل عمل يقوم به، فنحن لا نتعلم من ديننا ولا نتعلم من غيرنا، وتربيتنا الأسرية والمدرسية والحياتية لا تقوم على أهمية أن تعمل، وتكد وتجتهد وتبني في الحياة بل إن مفاهيم خاطئة لا تفرق بين التكافل كقيمة حياتية، والتواكل والتكاسل كعيوب سلوكية وحياتية، وإلى الآن لم توضع البرامج التي ستغير من أساليب العمل.

و مفاهيم الإنتاج في المستقبل والتعليم العام والجامعي في بلادنا يدلان على أننا لا نسعى لتغيير هذا المجتمع إلى الأفضل والأحسن، وسنظل عالة على غيرنا نستهلك ما يصنعون وينتجون ونمارس فضيلة المناقشة والجدال والتنظير والتجديد للشعارات والأماني وأحلام اليقظة التي أدمنها مجتمعنا.

و المجتمع المتعلم هو المجتمع الذي يبشر بالحضارة والرفاهية والنظام والتخطيط والإنتاج والازدهار، وهو المجتمع المعصوم من الفوضى والتسيب، والمبرأ من الأمية والجهل والخرافة، وكل مظاهر التخلف الحضاري والعلمي، وهو المجتمع الذي يربط الأسباب بالمسببات، والنتائج بالمقدمات، ويكتشف قوانين الله في الكون، ويحسن التعامل معها والاستفادة منها، وأول آيات الوحي كانت دعوة إلى المجتمع المتعلم المعتمد على المنهج العلمي.

والمنهج العلمي الذي أصله المسلمون وعممه علماء الحديث، وقبل ذلك وضع أساسه القرآن الكريم هذا المنهج هو الذي أوجد مجتمع العلم والحضارة وكان سر التقدم وبناء العقلية المسلمة على منهجية العلم والإيمان.

والذين يظنون أن أكثر المؤسسات الفارغة من المضامين العلمية الحقيقية يمكن أن تحدث تغييراً في المجتمع –هؤلاء واهمون- لأن هذا النوع من التغيير سيكون تغييراً شكلياً مظهرياً أجوف لا قيمة له في الحياة ولا أثر له في عملية التنمية والتقدم وسنظل نحرث في البحر ونضرب في حديد بارد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تووووتى عشرة
المراقبة العامة
المراقبة العامة
تووووتى عشرة


انثى
توووتى
عدد المساهمات : 1772
خطبة الجمعه 7aV76083
الدولة : مصر
وسام العضوة المميزة
تاريخ التسجيل : 18/12/2010
العمر : 26
وسام الحضور المتميز
الموقع : Edkou
مزاجى : خطبة الجمعه 665449037
المهنة : خطبة الجمعه Studen10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 27 مايو - 21:52

موضــــوع رائع
ألا بذكر الله تطمئن القلوب

"اللهم اغفر لنا وارحمنا اللهم كن معنا ولا تكن علينا "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://hsukrbnat.com/up/twage-imag1.gi
abdo mamdouh
مستشاراداري
مستشاراداري
abdo mamdouh


ذكر
عدد المساهمات : 2131
الدولة : مصر
وسام اوفياء المنتدى
تاريخ التسجيل : 13/03/2011
العمر : 29
الموقع : Ägypten
مزاجى : خطبة الجمعه 665449037
المهنة : خطبة الجمعه Studen10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 3 يونيو - 8:26

السحر واضراره
الخطبة الأولى



فأما بعد فاتقوا الله عباد الله وارجوا اليوم الآخر ولا يصدنكم الشيطان فينسيكم ذكر الله ..

خطبة الجمعه Start-icon يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون خطبة الجمعه End-icon [الحشر:18].

واحذروا أن تكونوا ممن قال الله فيهم : خطبة الجمعه Start-icon استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أُوْلَئكَ حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون خطبة الجمعه End-icon [المجادلة:19].

أيها المسلمون: وبقي من الحديث عن نواقض الإسلام، الحديث عن السحر، ذلكم البلاء المستشري، والحقيقة المرة .

داء من أدواء الأمم قديما، ولسوء آثاره اتهمت به الأنبياء، وهم منه براء خطبة الجمعه Start-icon كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون خطبة الجمعه End-icon [الذاريات:52].

وهو مشكلة من مشكلات الزمن حديثا، وفى عصر التقدم المادي تزداد ظاهرة السحر والشعوذة نفوذا، وتجرى طقوسه فى أكثر شعوب العالم تقدما، وربما أقيمت له الجمعيات والمعاهد، أو نظمت له المؤتمرات والندوات (1) .

وهنا لابد من وقفة تجيب على عدة أسئلة، منها :

ما معنى السحر؟ وهل له حقيقة؟ وما جزاء السحرة؟ ولماذا يروج السحر فى بلاد المسلمين؟ وما حكم الذهاب للسحرة والعرافين؟ وما عقوبة الذاهبين؟ وما هي عوامل الوقاية وطرق الخلاص من السحرة والمشعوذين؟

إخوة الإسلام: أما معنى السحر فيطلق فى لغة العرب على كل شيء خفي سببه، ولطف ودق، ولذلك قالوا " أخفى من السحر " (2) .

أما تعريفه فى الشرع فهو كما قال ابن قدامة :"عقد ورقى يتكلم به أو يكتبه أو يعمل شيئا يؤثر فى بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له.

وهو أنواع مختلفة وطرائق متباينة، ولذا قال الشنقيطي رحمه الله : "اعلم أن السحر لا يمكن حده بحد جامع مانع، لكثرة الأنواع المختلفة الداخلة تحته، ولا يتحقق قدر مشترك بينهما يكون جامعا له، مانعا لغيرها، ومن هنا اختلفت عبارات العلماء فى حده اختلافا متباينا "

ومن السحر: الصرف والعطف، والصرف هو صرف الرجل عما يهوى، كصرفه مثلا عن محبة زوجته إلى بغضها، والعطف عمل سحري كالصرف، ولكنه يعطف الرجل عما لا يهواه إلى محبته بطرق شيطانية .

والسحر محرم فى جميع شرائع الرسل عليهم السلام وهو أحد نواقض الاسلام _ كما علمت _ حتى قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب يرحمه الله: فمن فعله أو رضي به كفر، والدليل قوله تعالى خطبة الجمعه Start-iconوما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفرخطبة الجمعه End-icon .

وقد دل القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة وأقوال أهل العلم على أن للسحر حقيقة، كيف لا؟ والله يقول خطبة الجمعه Start-iconومن شر النفاثات فى العقدخطبة الجمعه End-icon.

ويقول خطبة الجمعه Start-iconواتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحرخطبة الجمعه End-icon. [البقرة:102].

ويقول عن موسى عليه السلام : خطبة الجمعه Start-iconيخيل إليه من سحرهم أنها تسعى خطبة الجمعه Mid-iconفأوجس في نفسه خيفة موسى خطبة الجمعه Mid-iconقلنا لا تخف إنك أنت الأعلى خطبة الجمعه Mid-iconوألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتىخطبة الجمعه End-icon .[طه آيه 69].

وفى الحديث المتفق على صحته : عن عائشة رضي الله عنها قالت : ((سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخيل إليه أنه يفعل الشىء، وما يفعله .. الحديث )).

قال النووي:( والصحيح أن السحر له حقيقة وبه قطع الجمهور، وعليه عامة العلماء، ويدل عليه الكتاب والسنة الصحيحة المشهورة ) .

بل قال الخطابى بعد أن أثبت حقيقة السحر، ورد على المنكرين:( فنفي السحر جهل، والرد على من نفاه لغو وفضل ) .

إخوة الايمان: أما مكمن الخطر فهو في تعليمه، والعمل به، لما في ذلك من الكفر والإشراك بالله من جانب، وإلحاق الأذى والضرر بعباد الله من جانب آخر قال الله تعالى:خطبة الجمعه Start-iconوما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله فى الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمونخطبة الجمعه End-icon [البقرة 102]

ويبين الشيخ السعدي _ يرحمه الله _ وجه إدخال السحر فى الشرك والكفر فيقول:( السحر يدخل فى الشرك من جهتين: من جهة ما فيه من استخدام الشياطين ومن التعلق بهم، وربما تقرب اليهم بما يحبون، ليقوموا بخدمته، ومطلوبه، ومن جهة ما فيه من دعوى علم الغيب، ودعوى مشاركة الله فى علمه، وسلوك الطرق المفضية إلى ذلك، من شعب الشرك والكفر).

ويقول الذهبي:( فترى خلقا كثيرا من الضلال يدخلون في السحر، ويظنون أنه حرام فقط، وما يشعرون أنه الكفر ..)

أيها المسلمون: ولهذا جاء تحذير المصطفى صلى الله عليه وسلم عن السحر أكيدا شديدا، وجاء حكم الشريعة في السحرة صارما عدلا.

يقول عليه الصلاة والسلام: (( اجتنبوا السبع الموبقات ... فعد منهن: السحر))، والموبقات هي المهلكات)) .

وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام : (( ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدق بالسحر )) .

وفي حديث ثالث يبلغ تحذير النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول : (( ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن له، أو سحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم )).

أما حكم السحرة وحدهم فيقول ابن تيمية رحمه الله :( أكثر العلماء على أن الساحر كافر يجب قتله، وقد ثبت قتل الساحر عن(عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وحفصة بنت عمر، وعبد الله بن عمر، وجندب بن عبد الله ... ) .

وعن بجالة بن عبدة أنه قال: كتب عمر بن الخطاب أن اقتلوا كل ساحر وساحرة، فقتلنا ثلاث سواحر )

وفي رواية عن أبي داود بسند صحيح عن بجالة بن عبدة قال: جاءنا كتاب عمر رضي الله عنه قبل موته بسنة : ( اقتلوا كل ساحر ... ) .

قال ابن قدامة معلقا على هذا الأثر : (وهذا اشتهر فلم ينكر، فكان إجماعا)، وإنما جاء حكم الشريعة بقتل الساحر لأنه مفسد في الأرض يفرق بين المرء وزوجه، ويؤذي المؤمنين والمؤمنات ويزرع البغضاء ويشيع الرعب، ويفسد على الأسر ودها، ويقطع على المتوادين حبهم وصفاءهم، وفي قتله قطع لفساده، وإراحة البلاد والعباد من خبثه وبلائه. والله لا يحب المفسدين .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم خطبة الجمعه Start-iconقل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون خطبة الجمعه Mid-iconمتاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكذبونخطبة الجمعه End-icon [يونس:69-70].

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه .



الخطبة الثانية



الحمد لله رب العالمين، عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إن يمسسك بضر فلا كاشف له إلا هو، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، تضرع إلى ربه حين ناله الأشرار بسوء فكشف الضر عنه وعافاه ..

اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.

أما بعد: فالسؤال المهم الذى ينبغي أن نشترك جميعا في الإجابة عليه: لماذا يروج السحر وتكثر السحرة في بلاد المسلمين ؟

وللإجابة عنه يمكن رصد عدد من الأسباب، ومنها :

1_ضعف الايمان فى نفوسنا أحيانا، إذ الإيمان دعامة كبرى، ووقاية عظمى من كل فتنة وشر ومكروه خطبة الجمعه Start-icon ومن يؤمن بالله يهد قلبه خطبة الجمعه End-icon [التغابن:11].

وفى الحديث : ((إن الإيمان ليَخلََق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم (2))) فحين يضعف الرجاء بالله، ويقل الخوف منه ويهتز جانب التوكل على الله، والرضاء لما قدر، واليقين بما قسم يتسامح بعض الناس بالذهاب للسحرة والمشعوذين فيزيدهم ذلك وهنا على وهنهم، وتستلب أموالهم وعقولهم .

2_ الجهل بأحكام الشريعة، وما جاء فيها من زواجر عن الذهاب إلى هؤلاء السحرة والعرافين، وما ورد فى ذلك من ضرر على المعتقد والدين.

وهل يذهب إليهم من عرف وقدر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (( من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة (3))) الحديث.

أما إن سألهم وصدقهم فالخطب أكبر، والخطر أعظم، فقد روى الحاكم بسند صحيح عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أتى عرفا أو كاهنا فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم (4) )) وعند البزار بسند صحيح عن ابن مسعود رضى الله عنه موقوفا قال : (( من أتى كاهنا أو ساحرا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم )).

3- سذاجة بعض المسلمين وجهلهم بحال أولئك السحرة والمشعوذين فتراهم يذهبون يستطبون عندهم، وأولئك لا يملكون من أنواع العلاج إلا ما يضر ولا ينفع، تخرصات وأوهام وفصد للعروق تسيل منه الدماء وتمتمات وطلاسهم وكتابات وربط تباع بغالي الأثمان، وهي لا تساوي فلسا عند أولي الألباب .

بل ولو ذهبت ترقب أحوال هؤلاء المشعوذين الدينية والخلقية لرأيت العجب العجاب، ولأيقنت أنهم أحوج الناس إلى العلاج والاستصلاح وإن نصبوا أنفسهم على هيئة الشيوخ وحذاق الأطباء ؟

4- طغيان الحياة المادية المعاصرة قست له القلوب وجفت ينابيع الخير في أرواح كثير من الناس ونتج عن ذلك العقد النفسية والمشكلات الوهمية وارتفاع مؤشر القلق، وزاد الطين بلة ظن أولئك المرضى أن شفاءهم يتم على أيدي السحرة والمشعوذين، فراحوا يطرقون أبوابهم ويدفعون أموالهم وينتظرون الشفاء على أيديهم، فكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار (1).

5- وباتت بعض بيوت المسلمين مرتعاً للشياطين يقل فيها ذكر الله، وقلَّ أن يقرأ فيها كتاب الله أو تردد فيها التعاويذ والأوراد الشرعية التي لا يستقر معها الشياطين، وفي مقابل ذلك تجد هذه البيوت ملأى بأنواع المنكرات المرئي منها والمسموع والصور العارية وغير العارية وألوان الكتب والمجلات السيئة، وقد لا تخلو من مأكول أو مشروب محرم، وهذه البيوت الخربة وإن كان ظاهرها العمران تصبح مأوى للشياطين وتصطاد أهلها وتصيبهم بالأدواء، فلا يجدون في ظنهم سبيلا للخلاص إلا عن طريق السحر والشعوذة والكهانة، وهكذا يسري الداء، وكلما ابتعد الناس عن الله ومنهجه عظمت حيرتهم وكثر بلاؤهم، ووجد شياطين الجن والإنس لدجلهم رواجا .

6- ضعف دور العلماء والمفكرين وأهل التربية في التحذير من السحرة وبيان الأضرار الناجمة عن الذهاب للمشعوذين والعرافين، وتلك وربي تستحق أن تعقد لها الندوات وأن تسلط عليها الأضواء في وسائل الإعلام المختلفة حتى يتم الوعي ولا يؤخذ الناس بالدجل .

7- وإذا عطل أو قلّ تنفيذ حكم الله في السحرة أو ضعف المتابعة لهم انتشروا وراج دجلهم وقد يكون من أسباب ذلك عدم الإثبات وضعف تعاون الناس فى البلاغ، إذ من الناس من يقل أو ينعدم خوفه من الله، فيسعى في الأرض مفسدا إلا أن تردعه قوة أو يخاف الحد، ومن المعلوم أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وقد جاء فى حديث يصح وقفه – دون رفعه – (( حد الساحر ضربة بالسيف (1) ))

وينبغي أن يتعاون الناس في الرفع للجهات المسئولة لمن يثبت تعاطيه السحر.

8- انتشار العمالة الوافدة بشكل عام ومن غير المسلمين بشكل أخص والحذر من السائقين والخدم. ففيهم من يتعاطى السحر أو يتعاون مع أهله.

ولهم على البيوت في ذلك أثار سيئة وينبغي التفطن لها.

ومن أعظم وسائلهم جمع الشَعر وإرساله وعقد السحر فيه، وكم هو جهد مشكور لموظف بريد أو رجل جوازات اكتشف شيئا من وسائل السحر والشعوذة، فأراح المسلمين أو غيرهم منها. وسلم الله المجتمع من أضرارها بسبب يقظته وشعوره بالواجب .

9- استمرار المرض وضيق الصدر. وقلة الصبر وضعف الاحتساب للأجر عند الله. وكل ذلك قد يدفع البعض للذهاب لهؤلاء. وإن لم يكن مقتنعا فى البداية.

وربما أقنع نفسه أو أقنعه غيره أن ذلك من فعل الأسباب.

و الإنسان لاشك مأمور بفعل الأسباب. ولكنها الأسباب المشروعة دون المحرمة.

10- والدعاية الكاذبة سبب للرواج وذهاب لهؤلاء الدجالين، فقد يكتب الله شفاء لمريض على أيدي هؤلاء لتكون له فتنة.

فيطير بالخبر و ينشر في الآفاق الدعوة للذهاب لهؤلاء ليفتن غيره كما فتن، وبعض الناس لديه القابلية للتصديق لأي خبر دون تمحيص أونظر في العواقب .

وهكذا يفتن الناس بعضهم بعضا. و يكونون أداة للدعاية الكاذبة الخاسرة من حيث يشعرون أو لا يشعرون؟

عباد الله هذه بعض الأسباب لرواج السحر و الذهاب للسحرة . وقد يكون هناك غيرها ..

ومن العدل و الإنصاف أن يقال : إنه على الرغم من انتشار السحر ووجود من يذهب إليهم . فثمة فئات من المسلمين يربؤون بأنفسهم ومن تحت أيديهم عن الذهاب لهؤلاء الدجالين من السحرة والكهنة والعرافين والمشعوذين، يحميهم الدين. ويبصرهم العقل. وملاذهم التوكل واليقين. وزادهم الصبر و احتساب الأجر من رب العالمين. و تلك شموع تضيء، وهي نماذج للعلم والعقل والدين. وجعلنا الله منهم وإخواننا المسلمين.

أيها المسلمون: ويبقى بعد ذلك حديث مهم عن عوامل الوقاية من هذا الداء وطرق الخلاص المشروعة لمن ابتلي بشيء من ذلك وأمور أخرى مهمة أرجئ الحديث عنها للخطبة القادمة بإذن الله.

اللهم إنا نسألك العفو والعافية فى ديننا ودنيانا، اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، واحفظ علينا ديننا وأمننا وإيماننا ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وسام البدرى
مستشاراداري
مستشاراداري
وسام البدرى


ذكر
خطبة الجمعه 1344244651611
عدد المساهمات : 2884
خطبة الجمعه 7aV76083
الدولة : مصر
وسام اوفياء المنتدى
تاريخ التسجيل : 05/12/2010
العمر : 29
وسام نجم المنتدى
الموقع : Asuit
مزاجى : خطبة الجمعه 224058236
المهنة : خطبة الجمعه Studen10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الثلاثاء 7 يونيو - 4:01

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo mamdouh
مستشاراداري
مستشاراداري
abdo mamdouh


ذكر
عدد المساهمات : 2131
الدولة : مصر
وسام اوفياء المنتدى
تاريخ التسجيل : 13/03/2011
العمر : 29
الموقع : Ägypten
مزاجى : خطبة الجمعه 665449037
المهنة : خطبة الجمعه Studen10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 10 يونيو - 8:56

نعمة الأمن
فضيلة الشيخ خالد الراشد
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ،

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون يا أيها الناس اتقوا ربكم الذين خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار معاشر الأحبة حاضرين ومستمعين ومشاهدين حب الأمان مطلب فطري لكل الناس وهذا الأمن والأمان من الخير الذي فطر الله الإنسان على حبه لقوله تبارك وتعالى عن الإنسان وإنه لحب الخير لشديد .

وفي ظل الأمن والأمان تحلو العبادة ويصير النوم ثباتاً والطعام هنيئاً والشراب مريئاً وهو مطلب الشعوب كافة والأمن هبة من الله لعباده ونعمة يغبط عليها كل من وهبها ولا عجب في ذلك فقد قال الله (( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف )) و قال صلى الله عليه وسلم :

(( من أصبح آمناً في سربه معافاً في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيذت له الدنيا بما فيها )) اسمع واسمعي أعيد قال صلى الله عليه وسلم (( من أصبح آمناً في سربه معافاً في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيذت له الدنيا بما فيها )) قلت اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بأسوأ ما عندنا ومن أجل استتباب الأمن في المجتمعات جاءت الشريعة الغراء بالعقوبات الصارمة والحدود القاطعة حفظاً للأمن والأمان فحفظاً للأمن والأمان غضب النبي صلى الله عليه وسلم على من شفع في حد من حدود الله وأكد على ذلك بقوله وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها وما ذلك إلا من أجل سد باب الذريعة المفضية إلى التهاون بالحدود والتعذيرات أو التقليل من شأنها ولا عجب ولا غر في ذلك فإن في قتل مجرم واحد حياة هنيئة لأمة بأكملها قال سبحانه (( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون )) وقال صلى الله عليه وسلم (( لحد يقام في الأرض أحب إليكم من أن تمطروا أربعين يوماً )) لأن في إقامة الحدود ردع لأولئك الذين في قلوبهم مرض وقديماً قيل القتل أنفى للقتل حديثي معكم هذه الليلة عن الأمن عن نعمة الأمن في الأوطان خاصة وسيتكون اللقاء من النقاط والعناصر التالية :

مقدمة عن الأمن ستشمل التعريف والفضل وأخبار وعناية الإسلام بالأمن ثم مقومات الأمن في الأوطان وسيتكون من نقاط سبع أولها تحكيم شرع الله، إصلاح العقيدة ، شكر النعم ، الاستقرار السياسي ، استقرار الاقتصاد ، جهاز الأمن القوي ، ثم التزام الإعلام بالمنهج الإسلامي ثم الختام وآخر الكلام...

إن نعمة الأمن والاستقرار لمن أعظم النعم التي يظفر بها الإنسان فيكون آمناً على دينه أولاً ثم على نفسه وعلى ماله وولده وعرضه بل وعلى كل ما يحيط به ولا يكون ذلك إلا بالإيمان والابتعاد عن العصيان لأن الأمن مشتق من الإيمان والأمانة وهما مترابطتان قال الله جل في علاه الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون والمقصود بالظلم كما بينه الله في آيات أخرى في وصية لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم وبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في مواضع عدة والأمن لغة عباد الله طمأنينة النفس وزوال الخوف وإلى هذا أشار الله بقوله في سورة التوبة:

(( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون )) قال الراغب الأصفهاني أي أبلغه المكان الذي فيه أمنه وطمأنينة نفسه وزوال خوفه والأمن اصطلاحا هو الحالة التي تتوافر حين لا يقع في البلاد إخلال بالقانون سواء كان هذا الإخلال جريمة يعاقب عليها القانون أو نشاطاً خطيراً يدعو إلى اتخاذ تدابير الوقاية والأمن لمنع مثل هذا النشاط والأمن كذلك هو السلامة والاطمئنان للنفس وانتفاء الخوف على حياة الإنسان أو على ما تقوم به حياة الإنسان من مصالح وأهداف وأسباب ووسائل مما يشمل أمن الفرد وأمن المجتمع والأمن بارك الله في الجميع هو الأساس في ازدهار الحضارة وتقدم الأمم ورقي المجتمعات وإذا ضاع الأمن اختلت الحياة وتوقف موكب التقدم وأصبح هم كل فرد هو الحفاظ على أمنه وأمن من معه دون النظر إلى أي شيء مهما كان ولقد اهتم الإسلام بالأمن



غاية الاهتمام واعتبره هدفاً لذاته فلقد دعا القرآن الكريم بشكل صريح وفي آيات كثيرة إلى المحافظة على الأمن بكافة جوانبه الأمن للدين الأمن للنفس الأمن للمال الأمن للعرض والنسل وهذه هي الضروريات الخمس التي جاء الشرع لحفظها وجاءت لحفظها جميع الشرائع والأديان تأمل في قول أبي الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام وإذا قال إبراهيم ربي اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلاً ثم اضطره إلى عذاب النار وبئس المصير ولقد استجاب الله إلى دعاء إبراهيم فانتشر الأمن والطمأنينة في البلد الحرام واستمر هذا الأمن حتى في الجاهلية لدرجة أن الرجل منهم كان يلقى قاتل أبيه في مكة في طرقات مكة فلا يتعرض له بسوء بينما فقد هذا الأمن وشاع الخوف والاضطراب خارج مكة المكرمة وغيرها من أنحاء جزيرة العرب وإلى هذا أشار الله إلى أهل مكة ممتناً عليهم بتلك النعمة (( أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم أفا بالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون )) والإسلام يعتبر الأمن من أعظم نعم الله على الإنسان لهذا اهتم بالمحافظة عليه غاية الاهتمام فنهى عن كل ما يخل بالأمن مهما كان أمرا صغيرا فقد نهى صلى الله عليه وسلم المسلم أن يروع أخاه المسلم فقال بأبي هو أمي لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً وقال لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعباً ولا جاداً ومن مظاهر اهتمام الإسلام بالأمن مراعاته لأحوال الناس في حالة فقدان الأمن أو في حالة اختلاله وخوف الإنسان والناس مما قد يحدث لهم ومن ذلك إسقاط أو تخفيف بعض التكاليف الشرعية عنه فرغم أن الصلاة هي عمود الإسلام ولا يعذر المسلم بتركها أو بتأخيرها عن وقتها من دون عذر إلا أنه عندما يختل الأمن ويشعر الإنسان بالخوف من عدو أو وحش يطارده أو حريق أو نحو ذلك فإنه تشرع له صلاة الخوف فيصلي على حسب حاله حتى أنه يجوز له الصلاة إلى غير القبلة وترك الركوع والسجود والاستعاضة عنهما بالإيماء إذا اضطر إلى ذلك وارجع إلى كتب الفقه لمزيد من الأخبار عن ذلك والإسلام في سموه وعظمته يأمر بحفظ الأمن حتى لغير المسلمين كأهل الذمة والمستأمنين ما داموا ملتزمين بالعهد مؤدين ما اشترطه الإسلام عليهم وقد بلغ ذلك مبلغاً عظيماً في الإسلام يدل على ذلك ما جاء في الخبر أن زيد بن سعنه وكان من أحبار اليهود جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطالبه بدين له لم يحل أجله ما حل أجل الدين وجاء اليهودي يطالب النبي صلى الله عليه وسلم بأداء الدين ومع ذلك تعامل مع النبي صلى الله عليه وسلم بقسوة وجلا فه فجذب النبي من ثوبه وأغلظ له في القول فنهره عمر نهر عمر اليهودي رضي الله عنه وأرضاه وهدده بالقتل ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتبسم ويقول لعمر:

أنا وهو كنا أحوج لغير هذا يا عمر كنا أحوج أن تأمرني بحسن القضاء وتأمره بحسن التقاضي مع أن الدين لم يحل أجله بعد بأبي أنت وأمي سئلت عائشة عن خلقه فقالت كان خلقه القرآن وإن شئتم فاقرؤوا قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لقد بقي من أجله ثلاث لقد بقي من أجل الدين ثلاث وأمر عمر أن يقضيه حقه ويزيده عشرين صاعاً من تمر مقابل التهديد الذي هدده فكان ذلك سبباً في إسلامه أرأيت كيف نستطيع أن نؤثر على الآخرين ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وأساس حفظ الأمن لغير المسلمين ما جاء في قوله تبارك وتعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين وفي هذه الآية الكريمة من البر بالمخالف في الدين والإحسان في الدين إليه ما لم تصل إليه القوانين في الحضارة المعاصرة التي تدعي وتتغنى بحفظ حقوق الإنسان قلت أي إنسان يعنون ويقصدون بل إن الإسلام لشدة اهتمامه بتوفير الأمن والطمأنينة للناس لا يمانع من عقد اتفاقيات أو معاهدات دولية إلى أجل مسمى حتى مع غير المسلمين طالما أن الهدف من هذه العهود والمواثيق والاتفاقيات هو إقامة الحق والعدالة ورفع الظلم عن المظلومين وحفظ حقوق الإنسان التي يدعون أنهم يحفظونها ودليل ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حضر حلف الفضول الذي تعاقدت قريش عليه في الجاهلية وأثنى عليه لأنه يهدف إلى نصرة المظلومين وردع الظلمة فقال صلى الله عليه وسلم :

لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعيت لمثله في الإسلام لأجبت لأن فيه نصرة للمظلومين وفيه ردع للظلمة والطغاة والمتكبرين ، حتى ننعم بالأمن والآمان في الأوطان لابد من مقومات وضوابط أولها تحكيم شرع الله بين الناس لأنه الضامن الوحيد للعدل والمساواة بين الناس فلا ضامن للعدل بين الناس إلا منهج لا إله إلا الله لذلك كان اتباع الأنبياء هم الضعفاء لأن منهج لا إله إلا الله يضمن لهم العدل والمساواة مع الآخرين ومن سور عدل الإسلام التي لا يمكن أن تتكرر في أي شريعة أخرى لكم هذا الخبر اختصم أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وأرضاه مع يهودي في درع له لعلي هذا الدرع فذهب إلى القاضي شريح ولما لم تكن عند علي رضي الله عنه بينه إلا شهادة ابنه الحسن ومولاه قنبر وهي شهادة لا تقبل شرعاً فقد حكم القاضي بالدرع لليهودي رغم أنه يعلم أن الدرع لعلي رضي الله عنه وأرضاه فمن مثل علي لا يكذب ولا يدعي ما ليس له به حق ورغم أن اليهود أشد الناس عداوة للمسلمين ولكن القاضي طبق مبدأ العدل في القضاء حتى مع الأعداء فذهل اليهودي من ذلك الحكم وقال بل الدرع لأمير المؤمنين فاعترف وقال بل الدرع لأمير المؤمنين وقال هذا والله هو الدين الحق وكان ذلك سبباً في إسلامه فأكرمه علي رضي الله عنه ووهبه الدرع ووهبه فرساً معها قلت هذا هو ديننا وهذه هي أخلاقنا .

من مقومات الأمن أيضاً إصلاح العقيدة بإخلاص العبادة لله تبارك وتعالى قال الله جل في علاه وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من خوفهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً لا بد من إخلاص العبودية لله ولا بد من تصحيح العقيدة حتى ننعم بالأمن والأمان والمعنى واضح ولا يحتاج إلى مزيد بيان

من مقومات الأمن أيضاً في الأوطان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا هو سبب خيرية هذه الأمة به تنتشر الفضيلة وبه تنقمع الرذيلة وهو وظيفة كل فرد في المجتمع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفة كل فرد في المجتمع وبتركه تحل العقوبات ويختل الأمن ليس المطلب أنكم صالحين لكن لابد أن نكون مصلحين دخل النبي صلى الله عليه وسلم على زينب بنت جحش رضي الله عنها وهو يقول ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث ولا خير في مجتمع لا يحارب الرذيلة ويدعو إلى الفضيلة قال صلى الله عليه وسلم :

لا تأمرن بالمعروف ولا تنهن عن المنكر أو ليوشكن الله أن يسلط عليكم عذاباً فتدعونه فلا يستجيب لكم اسمع مزيد من خطورة ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقول عائشة دخل النبي صلى الله عليه وسلم عليّ يوماً وقد حز به أمر عرفته في وجهه تقول :

دخل ولم يكلمنا ثم توضئ ثم خرج إلى منبره بين الناس تقول فالتصقت بباب البيت استمع إلى كلامه حمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إن ربكم تبارك وتعالى يأمركم أن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر وإلا وضعوا تحت إلا خطوط إن الله تبارك وتعالى يأمركم أن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر وإلا تدعوني فلا أستجيب لكم تسألوني فلا أعطيكم تستنصروني فلا أنصركم فإذا سألت الأمة ربها فلم يعطيها وإذا استنصرته فلم ينصرها وإذا دعته فلم يجبها فأي باب يطرقون إذا تركت الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كان مثل هذا الأمر الخطير.

من مقومات الأمن في الأوطان أيضا شكر النعم بالقلب والجوارح والأركان وذلك بالإقرار للمنعم وذلك بحبه والثناء عليه وذلك باستعمال تلك النعم في طاعة الله أما ترون أحبتي أن الله لا يحارب إلا بنعمه النعم لا تدوم إلا بحقها وإذ تأذن ربكم وإن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد انظر ماذا يصنع كفران النعم بالأمم والشعوب قال الله وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله يعني لم تقدر تلك النعم حق قدرها ولم تقم بشكرها وأداء الفضل الذي لله فيه عليها فحول ذلك الأمن إلى خوف وجوع وألبسهم الله لباس الجوع واللبن بما كانوا يصنعون .

من مقومات الأمن في الأوطان أيضاً الاستقرار السياسي للبلاد فهو من أهم عناصر استتباب الأمن وانظر لتعرف هذا الأمر الخطير انظر إلى تلك الدول وإلى تلك الديار التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي فتكثر فيها الانقلابات فهناك لا يأمن الناس على حياتهم ولا على أموالهم ولا على أعراضهم فكيف يهنئون بطعام وشراب في ظل فقد الأمن والأمان ولقد اهتم الإسلام بتأمين استقرار البلاد فأمر بطاعة ولاة الأمر في غير معصية لله وجعل طاعتهم متممة لطاعته وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال تعالى يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا وحذر الإسلام من الخروج على الحكام فقال صلى الله عليه وسلم من أتاكم وأمركم جميعاً على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم فاقتلوه بل وشدد في الالتزام بطاعة ولي الأمر مهما كان أصله ونسبه لحديث أبي ذر قال :

إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبداً حبشياً مجدع الأطراف لأهمية الأمر وخطورته لم يجعل الإسلام ارتكاب الحاكم لبعض المعاصي والمخالفات مبرراً للخروج عليه ما لم يصل ذلك إلى إعلان الكفر الباح الذي يكون عليه دليل قاطع من الله لحديث عبادة قال دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعنا فقال فيما أخذ علينا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله وقال إلا أن تروا عندكم من الله فيه برهان اتقوا عباد الله ولكني أوصي ولاة أمور المسلمين بتقوى الله والرفق بالرعية وأقول لهم إن الشعوب عندهم أمانة ومسؤولية والأمانة خزي وعار وندامة يوم القيامة إلا من أخذها بحقها قال أبو ذر يا رسول الله استعملني قال يا أبا ذر أنت ضعيف وهذه أمانة وهي خزي وعار وندامة يوم القيامة إلا من أخذها بحقها قال صلى الله عليه وسلم اللهم من تولى أمراً من أمور أمتي فرفق بها فرفق به ومن شق عليها فاشقق عليه فليتق الله الجميع راع ورعية .

من مقومات الأمن أيضاً الاستقرار الاقتصادي للبلاد نعم فتأمين الحياة الطيبة للجميع بتوفير حاجاتهم وسد مطالبهم يوفر الأمن للبلاد والعباد فشرع الإسلام الزكاة وحث على الصدقات وأمر بالعدل بتوزيع الأعطيات بسد حاجات الناس وتلبية رغباتهم قال الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي لعلكم تذكرون ،

ومن مقومات الأمن في الأوطان وجود جهاز أمن قوي أجل فما فائدة الأنظمة وما فائدة القوانين إن لم يوجد سلطة تنفيذية قوية تقوم بتنفيذ الأوامر وبتطبيق الأنظمة والقوانين وتحاسب من يخالفها ولا بد أن يكون هذا الجهاز الأمني قوي بكل ما تعنيه القوة قوي بأفراده قوي بسلاحه قوي بخبرته والأهم من هذا أمانة ونزاهة فلقد حث القرآن الكريم أن يكون الموظف والعامل متصفاً بالقوة قال تعالى قالت إحداهما يا أبتي استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ولا بد من توافر هذه الصفات في رجال الأمن لأنه مؤتمن على نفوس الناس وعلى أعراضهم وعلى أموالهم وحتى يكون جهاز الأمن قوياً نزيهاً لا بد له من ضوابط وأمور أولها تقوى الله تبارك وتعالى وهي جماع الخير كله ورجل الأمن التقي هو الذي يراقب الله في كل أحواله فيقوم بعمله خير قيام سمعت وسمعتي عن رويع الغنم في الصحراء يؤدي وظيفته على أتم وجه دون حسيب ورقيب من البشر إلا لأنه يستشعر أن الذي يراقبه هو الله مر ابن عمر على رويع غنم يرتاد بأغنامه أحسن المراعي وأحسن الأماكن فأراد أن يمتحنه في تلك الخلوة فقال له امتحانا:

بعنا من هذه الشياه فقال رويع الغنم إني مؤتمن ولا أستطيع أن أتصرف في أي شيء من هذا فقال له ابن عمر رضي الله عنه وأرضاه قل للراعي أكلها الذئب ابتعد عن الأغنام عادت الذئاب على يوسف كما جاء على لسان إخوة يوسف إن ذهبنا نرتع ونلعب وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب ثم شهدوا على كذبهم بقولهم ولست بمؤمن لنا ولو كان صادقين لكن عجباً للذئب يأكل يوسف ولا يقطع ثيابه قلت قال ابن عمر لرويع الغنم بعنا من هذه الشياه قال أنا مؤتمن ولا أستطيع أن أتصرف في شيء من هذا قال قل للراعي أكلها الذئب فقال رويع الغنم بكل بساطة وماذا أقول للمالك إن كنت سأقول للمالك إن كنت سأقول للسيد أكلها الذئب فماذا سأقول لله مالك الجوارح والأركان يوم القيامة اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون يوم إذ يوفهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله 00 فبكى ابن عمر وأرسل إليه من يعتقه قال كلمة اعتقتك في الدنيا أسأل الله أن تعتقك يوم هي كلمة بسيطة لكن معناها عظيم فلا بد من كل عامل ورجل الأمن خاصة أن يتصف بهذه الصفة تقوى الله تبارك وتعالى وأن يراقب الله فيما استأمنه ويقوم على حفظ الأمن والأمان ثانيها من الأمور التي لابد أن يتصف بها رجل الأمن العلم والتدريب فا بالعلم يرتقي رجل الأمن وبالتدريب يتطور مستواه ولله الحمد دولتنا وبلاد المسلمين تنفق من أجل هذا الشيء الكثير.

من مقومات الأمن في الأوطان ومن أهمها اليوم التزام الإعلام بالمنهج الإسلامي فالإعلام سلاح ذو حدين وولله كم أفسد الإعلام بسلاحه الآخر في بيوت المسلمين وأحدث فيها خللاً لا يعلمه إلا الله كم أفسدت الشاشات والقنوات التي لم تراقب الله فيما تعرضه على مسامع ومشاهد المسلمين في دراسة أجريت على خمسمائة فيلم تعرض في كثير من القنوات الفضائية تبين بارك الله فيكم أن سبعين بالمئة مما يعرض في تلك الشاشات والقنوات ودعوة إلى الجريمة وإلى الرذيلة والبعد عن العافية ،انظر إلى مدى تأثير الشاشات والقنوات على أبنائنا وبناتنا لا بد أن نستشعر الخطر طالب المرحلة الثانوية إن كان من المنتظمين هو أو هي من المنتظمين في حضورهم ومواظبتهم على الحضور دون غياب الطالب يقضي في الفصول الدراسية في سنوات الدراسة عشرة آلاف ساعة في الفصول الدراسية في المقابل هذا الطالب يمضون ويقضون أمام الشاشات على مدى هذه الفترة نفسها أكثر من خمسة عشر ألف ساعة أمام الشاشات والقنوات فقل لي بالله العظيم كيف يظهر أثر التعليم والشاشات والقنوات تبث سمومها بالليل والنهار وما خبر أكاديمي ستار عنا ببعيد فأجهزة الإعلام ومن أبرزها التلفاز والسينما والراديو والصحف والمجلات والكتب قد أصبحت من أشد الأجهزة تأثيراً على الناس بمختلف مستوياتهم فهذه الوسائل الإعلامية إما تهدم وهذا هو الغالب اليوم وإما تبني وقليل ما هم أكثر القنوات تهدم ولا تبني في بيوت المسلمين العجيب يا أخوان أن المفسدة واقعة في بيوت المسلمين من أثر الشاشات والقنوات ولا عندنا الشجاعة والقدرة أننا نغير المنكرات وولله لولا أن أطيل عليكم لأسمعتكم من مآسي المسلمين التي أحدثتها الشاشات والقنوات الشيء الكثير وحسبنا ما يقوله أئمة المساجد والخطباء تحذيراً وإنذاراً للناس من أثر تلك الشاشات والقنوات ألا فليتقي الله أصحاب القنوات وأصحاب الجرائد والمجلات فليست القضية كسب مادي بل القضية إما جنة وإما نار ومن دعا إلى حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى سيئة كان له وزرها ووزر من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة فماذا صنعت الشاشات والقنوات بأبناء المسلمين بل وحتى برجالهم نساءهم وأطفالهم ألا فليتقي الله كذلك أولئك الذين يسطرون في الجرائد والمجلات وليعلموا أن كل كلمة ستكتب عليهم قال صلى الله عليه وسلم :

إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل بها رضوانه إلى يوم يلقاه بالكلمة الواحدة ينال رضوان الله تبارك وتعالى إلى أن يلقى الله جل بعلاه وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل عليه بها من سخطه إلى يوم أن يلقاه بالكلمة يستطيع الرجل أن يرقى في الجنان وبالكلمة يهوي في الدركات والنيران نسأل الله العفو والعافية حتى يعلم كل منا مدى خطورة الكلمة قال الله (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) هذه مقومات الأمن لجميع الأوطان على قدر حرصهم يكون لهم الأمن من الله والأمان وعلى قدر تفريطهم يحل عليهم العذاب والهوان أعيد هذه المقومات عداً تحكيم شرع الله إصلاح العقيدة شكر النعم الاستقرار السياسي استقرار الاقتصاد جهاز أمن قوي ثم التزام الإعلام بكل أنواعه بالمنهج الإسلامي فليتقي الله الجميع آخر الكلام إن الذنوب والمعاصي هي أعظم سبب لزوال الأمن واختلال الأمان في الأوطان وما يحصل اليوم من فتن وبلايا وجرائم مخلة بالأمن هي بسبب كسب الأيدي وجزاء الأعمال التي تصدر من العباد قال الله ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا يا الله قال :

ليذيقهم بعض الذي عملوا فكيف لو عاملنا الله بعدله تأمل وتأملي في قوله تبارك وتعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين يا الله قال سبحانه بشيء من الخوف فكيف لو ابتلانا بالخوف كله فكيف لو ابتلانا الله بالخوف كله قال سبحانه وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا وقال سبحانه وإذا أردنا أن نهلك قرية أمر متر فيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا والله لا يحابي أحد ولا يجامل ولكنه أرحم الراحمين وهو الذي قال :

ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا أجل عباد الله إنها الذنوب والمعاصي عن عبد الله بن عمر قال أقبل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن اسمعوا بارك الله فيكم وانظروا إلى واقعنا في هذا الزمن قال بأبي هو أمي لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها تصبح جهارا على شاشاتهم وقنواتهم ووسائل إعلامهم إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها يجاهروا بها نسأل الله العفو والعافية إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقص المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم اسمع مزيد ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فأخذ بعض ما في أيديهم أليست هذه خيرات المسلمين تذهب إليهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم فليتق الله الجميع وليعلم القاصي والداني أنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة قال الله فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون بالتوبة والاستغفار تحل البركة على البلاد والعباد ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض من أجمل القصص ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم لنا حين قال :

قحطت بني إسرائيل أصابهم قحط شديد فخرج موسى عليه الصلاة والسلام بسبعين ألف من قومه فيهم الشيوخ الركع والأطفال الرضع والبهائم الرتع دعا الله وتضرع فما زادت السماء إلا تقشعاً وصفاءً ما زادت السماء إلا تقشعاً وصفاءً دعا وتضرع فما زادت السماء إلا تقشعاً وصفاءً فأوحى الله إلى موسى أن بينكم عبد يحاربني بالمعاصي منذ أربعين سنة لا أسقيكم حتى يخرج من بينكم انظر وانظري إلى شؤم المعصية بمعصية واحد نسأل الله العفو والعافية منعوا قطر السماء حتى تعلم أن الذنوب تتعدى بآثارها على الآخرين لذلك كل عاص هو سبب من أسباب ضعف هذه الأمة كل عاصي مخالف هو مفسد في الأرض على قدر إفساده فلا تصلح السموات ولا تصلح الأرض إلا بطاعة الله وفي معصية الله فساد للسموات والأرض ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس قال فدعا موسى وتضرع فلم تزد السماء إلا تقشعاً وصفاءً فأوحى الله إلى موسى إن من بينكم عبد يحاربني بالمعاصي منذ أربعين سنة لا أسقيكم حتى يخرج من بينكم فقال موسى كيف أعرفه قال يا موسى نادي وعلينا البلاغ فنادى موسى في قومه إن من بيننا عبد يعصي الله ويحارب الله بالمعاصي منذ أربعين سنة ولن نسقى ولن يسقينا الله حتى يخرج هذا العاصي من بيننا فوصل البلاغ وسمع قوم موسى ما قال لهم موسى :

هذا الذي يعصي الله عرف نفسه فكل نفس بما كسبت رهينة وكل عاص أدرى بنفسه هذا عرف نفسه تلفت يمنة ويسرى يريد أن يخرج أحد غيره ما خرج إن خرج فضيحة أمام الملأ أجمعهم فماذا صنع غطى رأسه بثوبه ودعا ربه وتضرع قال يا رب سترتني أربعين سنة فلا تفضحني اليوم بين العباد أنا أستغفرك وأتوب إليك أعلنها في لحظات توبة ورجعة وإنابة وعودة إلى الله وهذا هو المطلوب من كل واحد منا أننا نرجع إلى الله تبارك وتعالى إن لم نرجع في مثل هذه الظروف الراهنة متى نرجع ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم أما يتضرعون إن لم نرجع في مثل هذه الظروف الراهنة والأخطار تحيط ببلاد المسلمين من كل حدب وصوب فمتى نرجع فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون غطى رأسه بثوبه ناجى ربه الذي يسمع النداء قال يا ربي سترتني أربعين سنة فلا تفضحني اليوم بين العباد أنا أستغفرك وأتوب إليك والتوبة سر بين العبد وبين ربه إذا صدق صدق الله معه لذلك قال الله في سياق آياته :

الثلاثة الذين خلفوا يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين يعني اصدقوا في توبتكم مع الله توبة أكثر الناس توبة كاذبة نسأل الله العفو والعافية يدعون أنهم يتوبون لكنهم لا يقلعوا عن الذنوب والمعاصي أي توبة هذه أعلنها توبة أستغفرك ربي وأتوب إليك لا تفضحني اليوم بين العباد فما هي إلا لحظات حتى تلبدت الغيوم في السماء وأمطرت عليهم مطراً غزيراً فاضت منه الأرض وامتلأت منه الطرقات وسالت منه الأودية قال موسى متعجباً يا ربي ما خرج منا أحد ما خرج من بيننا أحد فقال الله تبارك وتعالى وحياً إلى عبده موسى به منعتكم القطر وبه سقيتكم يوم أن كان عاصياً منعتم القطرة بسببه فلما تاب وأناب سقيتكم بسببه وتنزلت عليكم بركات السماء رأيت كيف تصنع التوبة بتوبة واحد تنزلت الخيرات والبركات فكيف لو تاب الناس كلهم كيف لو رجع العباد من أولهم إلى آخرهم إلى رب الأرض والسماء قال موسى ربي فمن هو هذا العبد الذي منعتنا بسببه وسقيتنا بسببه فقال الله يا موسى سترته عاصياً فكيف أفضحه بعد أن تاب سترته عاصياً فكيف أفضحه بعد أن تاب أما يكفينا أن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين من واجب الناس أن يتوبوا ولكن ترك الذنوب أوجب والدهر في صرفه عجيب ولكن غفلة الناس عنه أعجب وكلما ترتجي قريب والموت من دون ذلك أقرب فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة لا بد أن نعلم أن مسؤولية الأمن مسؤولية الجميع ليست مسؤولية رجال الأمن فقط بل هي مسؤولية الجميع أننا نحفظ أمن وأمان هذه البلاد وبلاد المسلمين عامة .

اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا ولاة أمورنا اجعل ولايتنا في من خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وسنة نبيك يا رب العالمين اللهم اجعلهم سلماً لأوليائك حرباً على أعدائك يا حي يا قيوم اللهم قيظ لهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير إذا فعلوه وتذكرهم به إذا نسوه اللهم من أرادنا وبلادنا وبلاد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره يا رب العالمين اللهم أصلح الراعي والرعية واجمع كلمة الجميع على الحق يا رب العالمين اللهم ولي علينا خيارنا واكفنا شرارنا يا مالك الملك يا حي يا قيوم اللهم ادفع عنا الغلا والربا والزنا والفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن يا رب العالمين اللهم لا تأخذنا بالتقصير وأعفوا عنا الكثير وتقبل منا اليسير إنك يا مولانا نعم المولى ونعم النصير اللهم اجعلنا ممن إذا أنعمت عليه شكر وإذا ابتليته صبر وإذا أذنب استغفر يا رب العالمين اجمع كلمة المسلمين على الحق يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام استغفر الله العظيم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo mamdouh
مستشاراداري
مستشاراداري
abdo mamdouh


ذكر
عدد المساهمات : 2131
الدولة : مصر
وسام اوفياء المنتدى
تاريخ التسجيل : 13/03/2011
العمر : 29
الموقع : Ägypten
مزاجى : خطبة الجمعه 665449037
المهنة : خطبة الجمعه Studen10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 17 يونيو - 10:20

[justify]قوة الصلة بالله
الدكتور / علي بن عمر بادحدح[size=9]

الخطبة الأولى
أما بعد أيها الأخوة المؤمنون :
إن الله - جل وعلا - أكرمنا بالإيمان ، وأعزنا بالإسلام ، فإذا عظُم الخطب ، واشتد الكرب فلا نجاة إلا من الله - سبحانه وتعالى - :{ ولقد نادنا نوح فلنعم المجيبون } ، {ولقد مننا على موسى وهارون * ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم }.
وإذا تضاعف الضر ، وزاد السوء ، فلا كاشف له إلا الله ، { أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلاً ما تذكرون } { وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير * وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير } .. إذا توالى الهم ، وتتابع الغم ، فلا فارج له إلا الله .. { وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له وكشفنا ما به من غم وكذلك نُنجي المؤمنين } .
وإذا جاءت النقمة ، أو حلت الفتنة فلا صارف لها إلا الله .. { فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم } كلما عظمت الخطوب ، أو تزايدت الكروب ، فلا ملجأ إلا الله .. { ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين } الصلة بالله - سبحانه وتعالى - تعلقاً به ، ويقيناً بموعوده ، وأملاً في نصره ، ورضاءً بقضائه ، ومحبة في ثوابه ، وخوفاً من عقابه ، وتوكلاً على قوته .. ذلك هو المعوّل عليه في كل خطب ، وهو الموثوق به بإذن الله - عز وجل - في كل كرب .. تضرع إلى الله ، واستمساك بمنهج الله ، وطلب ومناجاة ودعاء لله .. { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون } .
وينادينا الحق - سبحانه وتعالى - { وقال ربكم ادعوني استجب لكم } .
ويخبرنا جل وعلا بتحقق المراد ، إذا تم اللجوء إليه والتضرع والتذلل بين يديه :
{ إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم ... } .
يأتي المدد من الله ، ويتنزل النصر من الله ، ويكون الثبات سكينة من الله في النفوس ، ويكون اليقين صارف للخوف والجزع .. اليقين بالله - سبحانه وتعالى - وليس شيء غير ذلك ، لا التجاء إلى أسباب الكثرة العددية ، ولا إلى وفرة القوة المادية ، ولا إلى ما يزعم من الاستعدادات العسكرية ، إنما اللجوء إلى رب البرية - سبحانه وتعالى - . كل شيء يستند فيه إلى غير الله ؛ فإنه إلى ضياع وخراب ، وكل اعتماد وتوكل على غير الله ؛ فإنه إلى هزيمة وضياع ، وإن المرء المؤمن لَيرى ويقرأ ويوقن ويعتقد ، وهو يتلو آيات القرآن ، أن ذلك حق لا مرية فيه ، ولكن أحوال الدنيا المضطربة ، وأحوال القلوب الخائفة الجزعة ، و ضلال العقول الخربة ، ربما ينال من ذاك كله ، والله - جل وعلا - قد بيّن لنا وفصّل أن كل التجاء إلى غيره ، واعتماد على سواه لا تكون نتيجته طيبة ، ولا تحمد عقباه ، فقال – سبحانه وتعالى - : { أليس الله بكافٍ عبده ويخوفونك بالذين من دونه } .

مهما اجتمعوا ، ومهما كثروا ، ومهما عظموا ، ومهما انتفخوا .. كلهم من دون الله في صيغة موجزة ، تدل على الاحتقار لهم ، وبيان ضعفهم ، وزرع اليقين بذهاب قوتهم ، وضعف ريحهم ، وانفلال شوكتهم ؛ لأن الله - سبحانه وتعالى - قدّم بذلك بقوله : { أليس الله بكافٍ عبده ويخوفونك بالذين من دونه } .. { ومن يضلل الله فما له من هاد ومن يهد ي الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام} ، { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمته هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون * قل يا قومي اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم } .

هل بعد هذا الوضوح في الآيات من وضوح في التفريق بين من يلجئوا إلى من دون الله أو يعتمدوا عليه ، أو يظن أنه به قادر على مراده ، وتحقيق ما يصبو إليه ، وبين من يلجأ إلى الله - عز وجل - ، وهو كافٍ عباده ، وهو حسبهم – سبحانه - ، وهو وكيلهم - جل وعلا - .

وهكذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - كلما مررنا بسيرته ، رأينا صدق اعتماده وتوكله على الله ، وعظيم تضرعه والتجائه إلى مولاه . أرأيته وهو قافل من الطائف بعد أن لقي ما لقي من الأذى ما الذي صنعه ؟ ما الذي أراد به تفريج همه ؟ ما الذي سعى إليه لينفس من كربه ؟ من الذي توجه إليه ليذهب حزنه ؟ أليس قد لجأ النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الله - عز وجل - وهو يناديه في تضرع خاشع : ( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلا من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي ... ) فينزاح الهم والكرب ، ويزول الحزن ، ويقوى اليقين ، ويعظم الإيمان ، وتنقشع الغمة ، وتعلو العزيمة ، ويكون المرء مع كل ضعفه المادي ، أعظم قوة من كل قوى الأرض بإذن الله - عز وجل - ، ويوم واجه النبي - صلى الله عليه وسلم - أضعاف من معه من المؤمنين في جيش قريش ،في يوم بدر توجه - عليه الصلاة والسلام - إلى الله - جل وعلا - : ( اللهم أنجز لي ما وعدتني ‏،‏اللهم آتني ما وعدتني ‏، ‏اللهم إن تهلك هذه ‏ ‏العصابة ‏من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض.. ) ‏فما زال يهتف بربه ماداً يديه ، مستقبلاً القبلة حتى سقط رداءه من منكبيه ، فأتاه ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏فأخذ رداءه ، فألقاه على منكبيه ، ثم ‏ ‏التزمه ‏ ‏من ورائه ، فقال : يا نبي الله كفاك ‏ ‏مناشدتك ‏ ‏ربك ‏‏إنه سينجز لك ما وعدك .
أليس هذا التجاء في أعظم وقت ، وفي أحرج موقف ، وعند التقاء الصفوف ، وعند مواجهة الخطوب ، وعند كثرة الأعداء ، وفي مواجهة قوى الأرض .. يستعين النبي - صلى الله عليه وسلم - برب الأرض والسماء ، أما رأيناه في الأحزاب يوم تجمع الأعداء من كل حدب وصوب .. اختلفت نواياهم ، وتنوعت مقاصدهم ، لكنهم أحاطوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبأهل الإسلام ، في مدينة المصطفى - عليه الصلاة والسلام - . وذكر أهل السير أن عدتهم كانت عشرة آلاف رجل ، وذكر بعضهم أن هذا العدد كان بعدد أهل المدينة كلها رجالاً ونساء وأطفالاً ، فأي شيء كان ؟ وأي خطب نال من يقين القلوب ، أو نال من ثبات الأقدام ، أو نال من همة وعزيمة أهل الإيمان ؟ كلا ! لقد كبّر النبي - صلى الله عليه وسلم – وبشّر ، في شدة المحنة وفي عزّ تلك المصيبة.
وماذا كانت النتيجة ؟ { فرد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خير وكفى الله المؤمنون القتال }.

ويوم توجه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر لقتال فلول اليهود المتجمعة فيها ، إنما سار باسم الله ، وإنما استعان بقوة الله ، وإنما صاح وهو مقدم عليهم ، ومقبل على ديارهم ..( الله أكبر .. الله أكبر ، خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ) .
هكذا يستصحب المؤمن قوة الله ، هكذا يكون معه دائماً صدق الالتجاء إلى الله ، هكذا يواجه كل خطب ، ينتصر بإذن الله - سبحانه وتعالى - .
في كل مواجهة الصبر زاد المؤمنين ، والنصر عقبى الصابرين ، والقادر الجبار نعم العون إن عز المعين ، كم عبرة في الأولين وعبرة في الآخرين لقيت عناد معاندين ، وغفلة من غافلين ؛ فإذا علا صوت النذير فساء صباح المنذرين .

فالتجئوا إلى الله - سبحانه وتعالى - .. علقوا به القلوب .. أخلصوا له التوجه والقصد .. فرغوا قلوبكم ونفوسكم من كل اعتماد أو توكل على غيره .. { وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون } .
لابد من أوبة صادقة ، وإنابة مخلصة ، والتجاء حقيقي حار مخلص لله - سبحانه وتعالى - ، ولنهتف ولنردد من أعماق قلوبنا : { ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير } ولنكن حقيقة على مقتضى الإيمان في الارتباط بالله ، والتخلي عن كل ما سواه { والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد } .
إنما البشرى لمن يكون راجعٌ إلى ربه ومولاه ، واثقٌ بنصره وتفريجه لهمه وكربه - بإذن الله - ، وهكذا كان رسولنا - صلى الله عليه وسلم – يعلمنا .. هكذا كان ينبهنا ، كما في الصحيحين من حديث ابن عباس ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند الكرب : ( لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ) .
وفي حديث أسماء بنت عميس عند أبي داود بسند حسن ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاطبها فقال : ألا أعلمكِ كلمات تقوليهن عند الكرب ! قالت : بلى يا رسول الله ، فقال لها : قولي الله ربي ولا أشرك به شيئا .

ومعنى هذه النصوص العظيمة ، والأقوال والأدعية المأثورة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ظاهر بيّن ؛ لأن الالتجاء إنما يكون للملتجئ الحقيقي النافع ، وهو الله - سبحانه وتعالى - ، فهو - جل وعلا - العظيم الحليم ، وهو رب العرش العظيم ، وهو رب السماوات والأرض ، هو الذي بيده كل شيء ، وهو التي تنفذ مشيئته في كل شيء ، وهو الذي تنتصر قدرته على كل شيء - سبحانه وتعالى - ، ولذلك ينبغي لنا أن نحرر هذا الأمر في واقع حياتنا ، وهو صدق التجائنا إلى ربنا ، ولا يكون ذلك كاملاً ، ولا يكون عظيماً ، ولا يكون دائماً ، إلا بصدق اليقين بالله - سبحانه وتعالى - ، والإيمان به - جل وعلا - ، والإيمان بقضائه وقدره ، ثم الرضا والتسليم لما يجري به قضاءه وقدره - جل وعلا - .
ينبغي أن نكون على يقين أن الأمر كله بيد الله ، وينبغي أن نكون على يقين أن النصر من عند الله ، وينبغي أن نعظم يقيننا بأن القوة كلها لله ، وأن العزة كلها لله .. ينبغي ألا يخالط نفوسنا شيء من ريب أو شك ، أو ضعف أو خذلان ، أو ذل لغير الله - سبحانه وتعالى - ، ولقد كان ابن عباس رديف الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المشهور العظيم ، حينما بيّن له كيف ينبغي أن تكون حياته في ظلال الإيمان ؟ وكيف ينبغي أن يواجه الخطوب مستنداً إلى اليقين بالله سبحانه وتعالى : ( يا بني إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ... تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة ) .
وكما بيّن - عليه الصلاة والسلام - في هذه الوصية العظيمة : ( واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، وأن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ) .
وكما بيّن - عليه الصلاة والسلام - في رواية أخرى لهذا الحديث : ( وأعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وما أصابك لم يكن ليخطئك ) .
من كان هذا يقينه ، فأي شيء يرهبه ؟ ومن كان هذا إيمانه ، فأي شيء يخيفه ؟ من كان هذا هو معتقده ، فأي قوة تقف في وجهه ؟ إنها قضايا أكرمنا الله - عز وجل – بها ، وآتانا إياها ، ولكننا نغفل عنها ، ولا نرجع إليها ، ولا نستوثق منها ، ولا نعيدها عظيمة كاملة كما ينبغي أن تكون في النفوس والقلوب ، ومن ثم تضطرب أحوالنا ، وتتعارض آرائنا ، وتضعف وتجبن نفوسنا ، وتتراجع وتتقهقر صفوفنا ، وقد نعطي الدنية في ديننا ، وقد يكون لنا من أحوالنا ومواقفنا ما لا يتطابق مع إيماننا ومعتقدنا ، وذلك كله من أسباب الضعف والذل والهوان
عندما لا يكون يقيننا بالله عظيماً ، ولا يكون التجاؤنا إليه صادقاً ، ومن أدرك ذلك أدرك أن من ملئ قلبه بالإيمان واليقين ، وصار دائم الالتجاء إلى الله - سبحانه وتعالى - لم يكن عنده من حاله ما يسؤه أو يضره ، أو يضعفه ، ويكون به الخذلان .

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: " من ملأ قلبه من الرضا بالقدر ، ملأ الله صدره غِنىً وأمناً وقناعة ، وفرغ قلبه لمحبته والإنابة إليه ، والتوكل عليه ، ومن فاته حظه من الرضا امتلأ قلبه بضد ذلك ، واشتغل عما فيه سعادته وفلاحه " .
ولذلك قال بعض الصالحين كلاماً نفيساً نحن في أمسّ الحاجة إليه: " ارض عن الله في جميع ما يفعله بك ؛ فإنه ما منعك إلا ليعطيك ، ولا ابتلاك إلا ليعافيك ، ولا أمرضك إلا ليشفيك ، ولا أماتك إلا ليحييك ، فإياك أن تفارق الرضا عنه فتسقط من عينه " .
إذا اشتدت البلوى تخفف بالرضا **** عن الله قد فاز الرضي المراقب
فكم من نعمة مقرونــــــة ببليــة **** على الناس تخفى والبلايا مواهب .

وكما قال القائل :
يدري القضاء وفيه الخير **** نافلة لمؤمن واثق بالله لا لاهِ
إن جاءه فرح أو نابه ترح **** في الحالتين يقول الحمد للــهِ .

ولا يكون نوع من الثبات ، ولا ظهور للشجاعة ، ولا بروز للحمية ، إلا إذا ملأ الإيمان القلب وانسكب اليقين في النفس وكان الرضا بقضاء الله وقدره والإيمان به عظيماً فإن ذلك هو أعظم قوة لا يكون معها خوف ولا يخالطها جبن بحال من الأحوال ، قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في بيان ذلك : " الذي يحسم مادة الخوف هو التسليم لله ، فمن سلّم لله واستسلم له ، وعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله له ، لم يبقى لخوف المخلوقين في قلبه موضع ؛ فإن نفسه التي يخاف عليها سلّمها إلى وليّها ومولاها ، وعلم أنه لا يصيبها إلا ما كتب لها ، وأن ما كتب لها لابد أن يصيبها ، فلا معنى للخوف من غير الله بوجه " .

وفي التسليم أيضاً لطيفة أخرى ، وهي أنه إذا سلّم لله فقد أودع نفسه عنده وأحرزها في حرزه ، وجعلها تحت كنفه لا تنالها يد عدو عاد ، ولا بغي باغٍ عاتٍ ، وكما قال الشجاع علي رضي الله عنه :
أي يومي من الموت أفر **** يوم لا يقدر أو يوم قـــــدر
يوم لا يقدر لا أرهبــــه **** ومن المقدور لا يندي الحذر .

وكما كان شيخ الإسلام ابن تيميه يقول في مواجهة ما أحاط به من الخطوب وفي موقفه إزاء ما حل به من الكروب : " ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري أينما رحلت فهي معي .. أنا حبسي خلوة ، وقتلي شهادة ، وخروجي من بلدي سياحة " .
من ملك هذا اليقين واجه الدنيا كلها غير عابئ بها بإذن الله لا يكون عنده خوف إلا من الله .
كأن الجبان يرى بأنـــه **** سيقتل قبل انقضـاء الأجـــل
وقد تورد الحادثات الجبان **** ويسلم منها الشجاع البطـــل .

ولذلك ينبغي لنا أن ننتبه إلى هذين الأمرين ، ونحرص عل هذين المعنيّين : قوة يقين بالله ورضاءً بقضائه وقدره ، وصدق التجاء إليه وتضرعٌ إليه ، نسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يفرج الكروب ، وأن ينفس الهموم وأن يزيح الغمة وأن يرفع الفتنة وأن يجعل لأهل الإيمان والإسلام مخرجاً ونصرا وأن يجعل لهم بذلك عزاً وفخراً .

الخطبة الثانية
إن ما ذكرته من صدق اليقين وإخلاص الالتجاء لله - سبحانه وتعالى - هو الذي يعين ويثبت ويقوي المؤمنين على مواجهة أعدائهم ، أمثلته ليست مقتصرة على سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ، ولا هي محصورة على الأمثلة الظاهرة المعروفة .
في مواطن نصر المؤمنين ، في حطين أو في غير حطين بل هو إلى يوم الناس هذا ، تتجدد معالمه ، وتتأكد مناهجه ، واليوم ونحن - كما يقولون - نستذكر عام الانتفاضة في أرض فلسطين المسلمة في أرض الإسراء المقدسة في ظلال المسجد الأقصى ، ألسنا نرى أن إخواننا عندما فقدوا قوة الناس وإعانة الخلق ، لم يلتجئوا إلا إلى الله - سبحانه وتعالى - ، ولم يصدقوا إلا مع خالقهم ومولاهم - جل وعلا - ، فاستطاعوا أن يثبتوا على مدى تلك الأعوام المتعاقبة ، وعلى مدى ذلك العام الذي انصرم كاملاً بكل البغي العظيم ، والظلم الفادح والإجرام الذي ليس له حد ، ولا منتهى ، أليس قد قصفت وهدمت بيوتهم ؟ أليست قد أزهقت أرواحهم وسالت دمائهم ؟ أليس قد رُوّع أمنهم وسُلب عيشهم وحرموا من كل ما ينبغي أن يكون من حقوق الإنسان التي يدعيها الناس ؟ أليس كل ذلك قد حصل لهم واستخدمت كل أنواع الأسلحة المعروفة من الدبابات والطائرات والمدافع والصواريخ ؟ أليس هذا يمكن أن نطلق عليه إرهاب ؟ أم أن هناك تعريفات أخرى ، ومصطلحات مغايرة أليس اليهود - عليهم لعائن الله - الذين كانوا يبطشون ويتجبرون ويبغون ويظلمون - ، أليسوا هم الذين داسوا القوانين الدولية والقرارات الأممية ؟ أليسوا هم الذين ناصرتهم القوى العظمى ظاهراً وباطناً في المواقف السياسية ، وبالدعم المادي ، وبالعون العسكري ؟ أليسوا هم الذين غضّ العالم عنهم طرفه ، فلا يكاد يرى ، وأصمّ أذنه فلا يكاد يسمع ، وشلّ يده فلا يكاد يستطيع أن يفعل شيئاً ، وجعل نفسه في موقف المتفرج على هذه الجرائم ، وفي كل مرة يصاب أحدٌ من اليهود ، ومن غيرهم من الكفار تقوم الدنيا - كما يقال - ولا تقعد ،
ويكثر الصخب ولكننا - بحمد الله - عز وجل - رغم كل هذا البغي والظلم والعدوان ، وتغيير الموازيين ، وانتكاس العدالة ، وجور المحاكمة ، ورغم كل تلك القوة الباطشة ، والمؤازرة الظالمة ، نرى ثباتاً عظيماً ونرى في صفوف الأعداء من اليهود هلعاً ظاهراً ، وجبناً بيّناً ، وخوفاً مريعاً ، ونرى تفككاً في الصفوف ، ونرى اختلالاً ، ونرى كيف قد غُزوا في عقر دارهم ، وكيف قد أصيبوا في مؤسساتهم العسكرية ، من أي شيء وقع ذلك ؟ وممن حلّ بهم ذلك ؟ إنه ليس من جيوش دول مجاورة ! ولا دول عظيمة ! إنه ليس من قنابل ولا من دبابات ! إنه من الشباب والأطفال والصغار الذين لا يملكون سلاحاً سوى الأحجار ، والذين لا يملكون دعماً سوى الأصفار ، والذين لا يجدون شيئاً يواجهون به أعدائهم إلا قوة الواحد القهار - سبحانه وتعالى - ، إن الذي ينظر إلى ذلك يعلم حقيقة الأوضاع الراهنة ، وحقيقة الأحداث الجارية ، وحقيقة الموازين الجارية ، وحقيقة القضية الفاجرة والكذبة التي يكذب بها على الناس في كل آن ليُرى حينئذٍ أن الأمر - كما بينته آيات القرآن - وكما ذُكر في كل ما نعرف من أحداث سيرة نبينا - صلى الله عليه وسلم - وتاريخ أهل الإيمان أنه صراع الحق والباطل صراع الإسلام وأعدائه وخصومه ، ولذلك من استمسك بإسلامه ويقينه ؛ فإنه قوي وإن لم يكن لديه سلاح - كما ترجم - ذلك إخواننا وأبنائنا وأطفالنا الذين ربما كانت مواقفهم كأنما تعرينا من كل فضيلة ، وكأنما تمسخنا في أعماق نفوسنا من كل رجولة ، لأن كثير من أبناء الأمة بشرقها وغربها ، أمة المليار أو أمة الألف مليون أو أمة العرب بمائتيها أو ثلاثمائة مليون ، كلهم لم يستطيعوا أن يصنعوا ، ولا أن يبرزوا ، ولا أن يظهروا ، ولا أن يقفوا ، ولا أن يواجهوا ، ولا أن يدحروا ، ولا أن ينتصروا كما انتصر أولئك العُزّل .
شاهد من شواهد صدق ما أخبرت به من صدق اليقين بالله - عز وجل - ، وصدق الالتجاء إلى الله .
من قال أني أعزل وبكفـه حـجر **** فليست إلى البطـــولة ينتمي
من قاوم الأسد الغضاب مسلحاً **** بيقينـه وبحقـه لــم يــــــهزمِ
ما الضعف إلا ما توهمـه الفتـى **** ضعفاً وبئس ضعف المتوهم
لا ينـعم المـحتل بين ظهوركــم **** بـالاً وكـيف يقيم إن لم ينعم
دست له الأشواك إذ يمشي وإن **** يشرب فشوبوا ماؤه بالعلقم
ودعوه إن ييقظ يعش فزعاً وإن **** يرقد بكتائب الغارات يحلم
حتى يظن النـار حشو رغــيفه **** فــإذا تنـاوله تفـجر بالفـــم
وليس هذا الإرهاب في شيء ، إنما هو الإرهاب الذي يقوم به الأعداء محتلي الأرض ، ومغتصبي الديار ، ومنتهكي الأعراض ، وسالبي الأموال ، أولئك هم الإرهابيون هم ومن يكون معهم ولذلك ينبغي أن نؤكد لأنفسنا من واقعنا المعاصر فضلاً عن تاريخنا الماضي ، فضلاً عن ما بين أيدينا من آيات القرآن والسنة أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع اليقين ، وأن القوة مع الإيمان وأن العزة مع الإسلام .




[/size][/justify]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo mamdouh
مستشاراداري
مستشاراداري
abdo mamdouh


ذكر
عدد المساهمات : 2131
الدولة : مصر
وسام اوفياء المنتدى
تاريخ التسجيل : 13/03/2011
العمر : 29
الموقع : Ägypten
مزاجى : خطبة الجمعه 665449037
المهنة : خطبة الجمعه Studen10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 24 يونيو - 11:57

بسم الله الرحمن الرحيم
إ ن الحمد لله ...نحمده و نستعينه ونستغفره ونتوب إليه .. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ... من يهدي فلا مضل له من يضلل فلا هادي له ... وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ..

~*{ يا أيها الذين آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ولا تموتن إلا وأنتم مسلمين }*~

~*{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رقيبا}*~

~*{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سديداًيُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }*~...

أما بعد :

فأن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله علية وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار معاشر الأحبة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة حياكم الله وبياكم وسدد علي طريق الحق خطاي و خطاكم أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجمعني واياكم في دار كرامتة أخواننا علي سررن متقابلين أسألة سبحانة ان يحفظني وأياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يجعلنا هداه مهتدين لا ضالين ولا مضلين عنوان هذا اللقاء المبارك بصراحة مع الشباب :::


هذا المخيم المبارك ما هو أقيم بصراحة إلا للشباب ليس المقصد سحب علي سيارة وليس المقصد مسابقة من المسابقات ، المقصد : كيف أنا وانت نسلك سبيل النجاة ، كيف نتعاون نحن وإياكم علي البر والتقوي ، كيف نتعاون نحن وإياكم علي أن ننجوا بأنفسنا وأهلينا من عذاب الله .

بصراحة مع الشباب الشباب هم بارك الله فيهم هم بناة الحضارة وعلي أكتاف الشباب يتغير الواقع وبأيدي الشباب تستعيد الأمة مكانتها وتستعيد الأمة العزة المفقودة والعزة المسلوبة لكن أي نوع من الشباب هو الذي سيغير الواقع الشباب علي صنفين الشباب اليوم علي صنفيين وتعال نتكلم بصراحة ونقول للشباب ماذا تريدون؟؟؟؟ كثير من الشباب يدعي أنة في سعادة ويدعي أنة في راحة وطمئنينة لكن في قرارة نفسة يعلم أنة ليس كذلك .
علي غير ميعاد منذ اسابيع مضت كنت في سفر إلي الرياض فصعد الطائرة وبين أنا اضع حقائبي في المكان المخصص إذا بمن يناديني من خلفي و يقول السلام عليكم يا فلان فألتفت فإذا بشاب أعرفة منذ سنوات طوال فرقت بيني وبينة أحوال الدنيا هنا وهناك في أخر عهدي بة منذ سنين مضت أنة مذبذب لا إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء سار مع اهل الأستقامة فترة ثم عاد إلي ما كان علية ، الذي اعرفة انة اصبح موظف في الخطوط الجوية وأصبح مضيفا وهذة أمنية كان يتمنها هو كنت أسئلة لماذا تريد هذة الوظيفة المتعبة ؟ قال أحب السفر هنا وهناك كل يوم في بلد ، مضت الأيام وتفرقنا انا وأياة الذي أعرفة أنة ألتحق في ذلك المجال الذي يريدة جائتني الأخبار أنة تزوج وأصبح أبا لم أرة منذ 10 سنوات إلا في الطائرة في ذلك اليوم قلت فلان قال نعم قلت أهلا وسهلا كان يرتدي ثياب الوظيفة لكنة لم يكن علي مهمة في تلك الطائرة كان يريد الذهاب إلي الرياض ثم من الرياض سيصعد علي طائرة إلي خارج البلاد في رحلة تستغرق أربع ساعات ثم يرجع إلي البلاد في نفس الليلة جالسنا أنا واياة ، قلت لة ما هي أخبارك قال أبشرك بخير وسعادة وما مر علي لحظات إلا وأنا أحسن تلو اللحظات قلت عندي خبر أنك تزوجت قال نعم تزوجت وعندي طفل صغير أسمة خالد ، قلت ماشاء الله تبارك الله الأن أصبحت رجل مسؤل أصبحت مسؤل عن أسرة كاملة فكيف هي أحوالك ؟ قال بعد أن أنجبت زوجتي هجرتني لسنة كاملة ذهبت وتركت البيت لسنة كاملة قلت لماذا ؟ قال بصراحة يا شيخ لسوء تصرفاتي لسوء تصرفاتي لقد كذبت عليك حين قلت لك أني في سعادة وأني في طمأنينة الحقيقة يا شيخ أني أعيش هموم وغموم ما يعلمها إلا الله والله يا شيخ أني في ضياع لا يعلمة إلا الله كثرة السفر وكثرة التنقلات كنت أظنها كنت أظنها ستجلب لي سعادة لكن الذي حدث انها أحدثت لي عكس ذلك أتبعت السيارة وأنجرفت مع الأشرار من بلد إلي بلد ومن مصيبة إلي مصيبة حتي تركتني زوجتي وذهبت إلي أهلها سنة كاملة ، رجعت بعد أن عاهدتها أني سأستقيم وأني سأعود إلي صراط الله المستقيم لكني ما صدقت في عهودي وما في مواثيقي يقول منذ أيام حدث حادث أثر في حياتي حدث حادث أثر لي كثيرا وغير من مجريات حياتي قلت لة ما هو ؟ قال كنت في أحد البلاد الأسيوية خرجت بعد أن وصلت الرحلة المفترض أننا سنبقي ثلاث ليالي هناك ثم نرجع مرة ثانية خرجت مع من خرج يسرح و يمرء في تلك البلاد رجعت ومعي فاجرة إلي الفندق يقول فلما تجردت من ثيابها وتجردت أنا من ثيابي إذا بنداء هذ كياني إذا بالمؤذن يرتفع من مسجد مجاور لنا ، يقول خافت هي وأنتفضت ولبثت ثيابها ودخلت إلي دورة المياة وتوضئت ثم خرجت وجلست تصلي وتبكي وجلست تصلي وتبكي وأنا لم يتحرك شيء في داخلي قلت في نفسي إلي هذة الدرجة أنا وصلت إلي الضياع ! إلي هذة الدرجة أصبح الأذان يؤذن ولا يحرك في قلبي شيء !!! إلي هذة الدرجة أرى من يتأثر ويبكي ولا يعني لي شيء!!! فرجعت ولم أصنع شيئا لكني رجعت وأنا أحمل هم وأنا أقول إلي متي و أنا أسير علي هذا الطريق إلي متي وأنا أسير علي طريق الضياع سبحان الله ، فاجرة سمعت الأذان ينادي فأنتفضت في مكانها ورفضت أن تفعل الفاحشة وتوضئت وصلت باكية في مكانها ويقول لي أنا الأن تجاوزت الثلاثين سنة ولا أدري متي سيتغير الواقع؟؟؟؟؟؟؟ قلت لة كيف أنت مع الصلاة ؟ قال أنا ما أصلي يا شيخ قال أنا ما أصلي قلت لة وكيف تحي إذن وأنت لا تصلي ولا تعرف أوامر الله ولا تأتمر بأوامر الله قال كأن الله قد ساقك إلي الليلة أنا أحتاجك يا شيخ أنا أحتاجك أريد أن أصرح لك أبوح لك بما يدور في داخلي الذي يدور في داخلة يا أحبة هو اّثر الذنوب والمعاصي اّثر البعد عن الله جل في علاه اّثر الأدبار عن صراط الله المستقيم ، كيف يتغير الواقع وهو لا يعرف أبسط أمور الدين وهي الأستقامة علي صلاتة ، قلت أنا أنزل في الرياض في مهمة وأرجع علي طائرة الحادية عشر والنصف قال هي موعد رجوع طائرتي أيضا أنا أسافر إلي بيروت ثم أرجع و أقلع علي طائرة الحادية عشر والنصف قال أرجوك أنا اريدك يا شيخ فقد مللت هذا الطريق و هذة الحياة قلت أستقم في صفوف المصلين وإلزم المسجد وأركع و أسجد لله حتي يتغير الحال فأن الله لا يغيير ما بقوم حتي هم يغييروا ما بأنفسهم أفترقنا انا وهو في صالة المطار علي أن نلتقي في الساعة الحادية عشر والنصف حتي نرجع إلي الدمام ، لظروف أنا تأخرت في المجيء إلي المطار لظروف طارئة تأخرت أنا في المجيء إلي المطار حتي كادت الرحلة تفوتني حتي قال لي الشباب في الرياض أمكث يا شيخ امكث هذة الليلة وأرجع غدا صباحا قلت لا أنا علي موعد في المطار ( مع ذلك الشاب الذي واعدتة علي أن نلتقي مهما كانت الظروف ودعني في المطار بعيين باكية ما زلت أذكر ذلك الوجة وهو يفترق ويبتعد عني وهو يقول لي أرجوك يا شيخ انا أحتاجك فما أردت أن أتخلف عن موعدة ) تخيل أنتلقت من منطقة بالرياض في الساعة الحادية عشر و الطائرة تقلع في الساعة الحادية عشر والنصف (في إتصلات الشباب التي نعرفهم رتبوا اجراءات صعودي للطائرة ) لما وصلت إلي المطار الساعة الحادية عشر و النصف وجدت أن الركاب كلهم قد ركبوا إلا صاحبي كان ينتظر عند البوابة فلما راّني بكي و أخذ يقول والله يا شيخ ما كنت لأركب الطائرة حتي تأتي أنت ثم ركبنا أنا واياة ، بين السماء و الأرض باح و اعترف ،، بين السماء و الأرض أعلنها توبة لله رب العالمين قال لي فيما قال في الحديث الذي دار بيني وبينة أبشرك يا شيخ صليت ولأول مرة أصلي منذ سنوات والله لأول مرة بين السماء والأرض أني أحس أني قريب من الله لأول مرة أحس أني لا أخاف لأول مرة احس بالراحة والطمئنينة في داخلي ،، أقول أحبتي الأنسان في ضياع حتي يتعرف علي الله جل في علاه قال سبحانه
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) من معانيها أي ما خلقتهم إلا ليتعرفوا علي وكيف يكون التعرف علي الله إلا بالركوع والسجود والخضوع لأوامرة والأنتهاء عن نواهيه أنت عبد للسيد الذي خلقك وأعطاك وأمدك بكل شيء لابد أن تحقق العبودية حتي يحقق الله لك ما وعد لابد أن تسير علي النهج الذي خلقك الله من أجلة ... ظل يبكي بين السماء والأرض ويدلي بأعترافات (تركتني زوجتي ، تركني المقربون ، تركني أناس كثيرون ) السبب الذنوب والمعاصي كنت أظن أن السفر والترحال سيجلب لي سعادة كنت أظن أن الريحة هنا وهناك ومعاشرة هؤلاء وهؤلاء ستجلب لي سعادة ،، قال والله ما أستشعرت السعادة إلا مرة واحدة منذ سنوات مضت حين إنتشلني هؤلاء الشباب الصالحون وأخذوا يغدون ويروحون بي إلي المسجد حينها عرفت أنني إنسان حينها عرفت أن لي قيمة في هذا المجتمع ،،، أجتهدت علي كثير من الشباب في تلك الفترة لكن حين سلكت تلك الوظيفة وبدأت أطير من بلد إلي بلد بدأت رحلة الضياع .

بصراحة كثير من الشباب يعيش في ضياع لا يعلم بة إلا الله هو يضحك ويتبسم لكنها ليست بأبتسامة خارجة من القلب إبتسامة وراءها ما يعبر عنها وأشياء كثيرة يخفيها الشباب خلف إبتساماتهم قل لأصحاب المعاصي قل لأصحاب الضياع ماذا صنعت المعاصي بهم وهل جلبت لهم سعادة المطلوب مني ومنك بارك الله فيك أن نسير علي طريق الأستقامة أن نعيش عبيد لله رب العالمين أسمع بصراحة إلي واقع الشباب

ألتقيت بثلاثة علي أحد الطرق الطويلة في ساعة متأخرة من الليل قلت وقد توقفت لهم أين تريدون قالوا نريد الدمام قلت أصعدوا فأنتم علي طريقي لما ركبوا وهم في مقتبل العمر لم تتجاوز أعمارهم الحادية و العشرين أو الثانية والعشرين سألتهم أين تريدون قالوا نريد المكان الفلاني قلت ماذا تريدون من هناك قالوا نبحث عن وظائف قالوا نحن من تلك البلاد الشمالية قطعوا مسافات طويلة بحثا عن وظيفة بحثا عن الجاة بحثا عن الرزق ولا عيب في هذا لا عيب أن الأنسان يسعي لرزقة لكن عيب كل العيب أن يراة الله مقصر في حقة عيب كل العيب أننا نخرج من أجل دنيانا عيب كل العيب أننا نخرج في قضاء حوائجنا ولا نخرج في طاعة الله حين ينادينا منادي الله الصلاة خير من النوم أو حي علي الصلاة أو حي علي الفلاح قلت أصدقوني ما هي شهادتكم وما هي المؤهلات التي تحملونها فما ذكروا مؤهلات تذكر منهم من يحمل الشهادة المتوسطة ومنهم من يحمل دون ذلك قلت الأمر لله من قبل ومن بعد ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل لة من بعدة وهو العزيز الحكيم لكن من كان مع الله كان الله معة وما سميت الصلاة صلاة إلا لأنها صلة بين العبد وبين ربة ولأن الله يصل بفاعلها إلي الجنة و يصل بتاركها إلي النارولأن الله يتعهد أهل الصلاوات قال الله تعالى ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ) لذلك سألتهم وقلت كيف أنتم مع الصلاة أسمع بارك الله فيك أسمع أخبار الشباب وبصراحة مع صلواتهم التي هي أساس أمور دينهم قال الذي يجلس بجانبي قال أقول لك الصراحة أم أكذب عليك يا شيخ قلت أن كذبت فأنت لا تكذب علي أنت تكذب علي نفسك أنت قال بصراحة أنا ما اصلي قلت إذن كافر قال لا قلت كيف ؟؟؟؟ العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر بين المرء وبين الكفر ترك الصلاة فهل ترضي بهذا الأثم قال لا قلت إذن إفعل بفعل المسلمين الذين من أساس أركان دينهم بعد التوحيد لله إقامة الصلاة ، أما الثاني فقال لي أنا أحسن منة يا شيخ أنا أحسن منة حالا قلت وكيف قال أنا أصلي من الجمعة إلي الجمعة قلت هذا دين جديد وهذا شرع جديد قال وماذا أفعل إذن قلت هي خمس صلوات بارك الله فيك قال الثالث أنا أحسنهم حالا يا شيخ قلت وكيف قال أنا أصلي في اليوم صلاتين أيعقل أن هذا هو حال الشباب منهم من لا يركع ولا يسجد ومنهم من لا يصلي إلا من الجمعة إلي الجمعة ومنهم من لا يعرف الله إلا في وقت الشدة ، في أوقات الأمتحانات والأختبارات يقبل الناس علي المساجد وحين ترفع وتقضي حوائجهم يدبرون عن أوامر الله أتأمن مكر الله
( أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) كم خسرنا من شاب و من فتاة لا يصلون ولا يعرفون أوامر الله كم خسرنا من صغار ومن كبار خرجوا من الحياة بلا رصيد من الحسنات غرتهم الأماني وغرهم بالله الغرور .

يقول أحد مغسلي الموتي جيء لنا بشاب في مقتبل العمر و أكثر من يموت اليوم الشباب غر الشباب وغرهم طول الأمل سمعت أن أكثر من يموت اليوم هم الشباب يقول أحد مغسلي الموتي جيء لنا بشاب في مقتبل العمر فلما بدأنا بتغسيلة و تكفينة أنقلب لونة من البياض الشديد إلي السواد الشديد خفنا من المنظر الذي رأيناه فخرجنا خائفين فوجدنا رجلا في الخارج قلنا من أنت ومن الميت قال الميت ميتنا قلت من أنت للميت قال أنا أبوة قلت ما خبر ميتكم هذا قال ميتنا هذا لم يكن من المصلين ، ميتنا هذا لم يكن من المصلين قلنا أعوذ بالله خذوا ميتكم أنتم وغسلوة وكفنوة فحكم الله في هذا هذا لا يغسل ولا يكفن ولا يدفن في مقابر المسلمين لا يدعى لة ولا يستغفر لة ولا يحمل علي الرقاب يسحب علي وجة وتحفر لة حفرة في الصحراء ثم يكب فيها علي وجة وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون أتدري كم من أمر للمحافظة علي الصلوات في كتاب الله أكثر من 90 أمر يكفينا أمر واحد حتي نعلم أن القضية قضية خطيرة وأن القضية يترتب عليها أما جنة وأما نار أول ما يسأل هنة العبد يوم القيامة سيسأل عن صلاتة حتي يستقيم حالة في دنياة وينظر الله في أمورة في أخرتة لابد أن يستقيم صفوف المصلين .

أحد الشباب يقول أنا وصاحب لي نغدوا ونروح في اوقات الصلوات والله لا نعرف المساجد ولا نعرف الأوامر نستهذىء بالمصلين ونستهذيء بأهل الأستقامة وأهل الألتزام حتي جاء يوم أفترقت أنا وأياة بعد الفجر هكذا حالونا بالليل سهر وضياع وهذا حال كثير من الشباب اليوم أفترقت أنا وصاحبي بعد صلاة الفجر ولم نصليها نمت فلما استيقظت قال لي أخي الأكبر فلان صاحبك قد مات اليوم ظننتة يمذح ظننت بأن الأمر مذح وليس بالأمر الجد فقلت أترك عنك هذا الكلام أنا و أياة أفترقنا هذا الصباح وذهب هو إلي البيت قال أقول لك بالحرف الواحد فلان قد مات فذهبت إلي بيتة أتقصي الخبر طرقت الباب فخرج إلي أبوة قلت أين فلان فقال لي والدمعة علي خدة عظم الله أجرك في فلان عظم الله أجرك في فلان قلت أين هو قال أين هو لن نصلي علية ولن ندفنة في مقابر المسلمين هذا كلام الأب لأنة كان ما يصلي كم نصحناة ونصحناك واياة ان تحافظ علي أوامر الله يقول الشاب حينها علمت أني علي خطر حينها تأكدت أني أسير علي طريق غير صحيح علمت انة لا بد أن أصحح المسار فهذا الموت يتخطف الصغار ويتخطف الكبار منهم من يأخذة في الجو ومنهم من يأخذة في الأرض ومنهم من يأخذهم علي ضفاف البحار فكيف يكون حالي إذا جائني المنادي يقول فلان بن فلان إنقضي العمر وأنتهت الحياة وأنا علي حال لا يعلمها إلا الله قال لي الأب صلي قبل أن لا يصلي عليك كما فعلنا بفلان صلي قبل ان لا يصلي عليك كما فعلنا بفلان علمت حينها اني علي خطر عظيم علمت حينها أن الله قد مد في عمري وأعطاني فرصة حتي أراجع الحسابات،،،،

تمضي السنين وتنقضي الأيام والناس تلهو و الأنام نيام والناس تسعي للحياة بغفلة لم يذكروا القراّن والأسلام
والمال أصبح جمعة كتهجدا وتمتع الشهوات صار صيام قد ذين الشيطان كل رذيلة والناس تفعل ما تشاء حرام
يا نفس يكفي فالذنوب كثيرة إن الغرور يسبب الأجرام هل تعلم اليوم المحدد وقتة الله يعلم وحدة العلام
ماذاتقول إذا حملت جنازة ودفنت بالقبر الشديد ظلام
هذا السؤال فهل علمت جوابة ماذا تقول إذا نطقت كلام
اليوم تفعل ما تشاء وتشتهي وغدا تموت وترفع الأقلام


بصراحة إن كثير من الشباب يحتاج إلي مراجعة الحسابات إذهب صلاة الفجر مع الجماعة فلا تري إلا قليل من الشباب الذين هداهم الله وأباء وأجداد يصلون والبقية الباقية تمر كان الأمر لا يعنيها ستخونهم المعاصي ستخونهم المنكرات ستخونهم المخالفات في ساعات هم في أمس الحاجة إلي العون والتثبيت من الله ولكن لا يثبت الله إلا أهل الصلوات .

يقول أحد مشايخنا الكرام مات أحد الشباب الذين نعرفهم بالصلاح نحسبهم والله حسيبهم ولا نذكي علي الله احد يقول شيخنا اعرفة تمام المعرفة من الذين يحافظون علي الصلاة وتكبيرة الأحرام في الصف الأول أعرفة حريص علي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أعرفة حريص علي فعل الخيرات حريص علي ترك الفواحش والمنكرات مات لكنة مات علي طاعة فكنت ممن غسلة وكفنة وودعة في قبرة في ذلك اليوم رأينا في جنازتة عجب رأينى في جنازتة عبرة لأولي الألباب لما بدأنا بتغسيلة وتكفينة بدأنا بمزج المسك و الكافور يقول والله الذي لا إله إلا هو فاحت رائحة المسك منة قبل أن نضع المسك علية حتي فاحت في المكان كلة قلت لصاحبي تشم قال أي والله والله ما شممت أحلي ولا أجمل من تلك الرائحة ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) قال ففاحت منة رائحة المسك والله ما شممنا أجمل من تلك الرائحة فلما كفناة وذهبنا بة إلي المقبرة كنت ممن نزل في قبرة وكان الناس علي شفير القبر يريدون إنزالة بيننا وبين إيدهم فلما أنزلوة وكنت انا وصاحبي في القبر يقول والله الذي لا إله إلا هو أنة حمل من بين أيدينا والله ما حملناة !! ووالله أنة وضع في التراب والله ما وضعناة !! والله أنة وجة إلي القبلة والله ما وجهناة !! يقول كشفت عن وجه فإذا هو يضحك وعلي وجة إبتسامة لولا أنني الذي غسلتة وكفنتة والله ما كنت أظن انة قد مات ، ولكن فضل الله يؤتية من يشاء عاش علي الطاعة ومات علي الطاعة فثبتة الله في اشد اللحظات كما خانت المعاصي اصحابها ثبتت الطاعات اهل الطاعات في أمس اللحظات ،، بصراحة ماذا يريد الشباب اليوم وما الهدف الذي يحيا من اجلة كثير من الشباب أعلم بارك الله فيك انة من أراد الوصول فعلية بالأصول ومن سار علي الدرب وصل وما ربك بظلام للعبيد الطريق واضح الطريق مستقيم لا أعوجاج فية لا يمنة ولا يسرة إنما الأعوجاج في طريق المنكرات والفواحش والمخالفات لذلك من فضل الله علينا وعلي الناس أن جعل الصراط مستقيما حتي تقوم الحجة علي الصغير وعلي الكبير وأنت كل يوم يا من تصلي تسأل الله الثبات علي هذا الصراط المستقيم لأن الأغراءات كثيرة لكن من تعرف علي الله تعرف الله علية

شاب أعرفة رويت لي أخبارة تمام المعرفة يقول اخوة منذ صغرة وهو متعلق بالمساجد أحسبة والله حسيبة شاب نشاء وترعرع في طاعة الله أحسبة والله حسيبة من السبعة الذين يظلهم الله في ظلة يوم لا ظل إلا ظلة ، كما أنا نري نماذج من الضياع ، ولله الحمد نري نماذج كثيرة للأستقامة وهؤلاء حجة علي أولائك لا يتعذر الشباب ويقول كثير منهم نحن لا نستطيع إن أستطاع فلان أنت أيضا تستطيع لكن خذ بالأسباب وخذ بسبل النجاة التي سلكها فلان حتي تنجو أنت ، يقول أخوة نشأ وترعرع في طاعة الله كبر وهو يحب المساجد ويحب أهل المساجد لما ألتحق بالوظيفة ألتحق بالسلك العسكري فكان ذلك اليوم يوم مشهود لا ينساة أبدا ويتذكر ذلك اليوم حين قوبل في مقابلة القبول ووافقوا علية موظفا في السلك العسكري جاء اليوم الذي ستسلم فية البطاقة لة فقال لة الذي ياخذ الصور أنت بلحيتك هذة إن صورتك اليوم علي هذة الصورة فأنت لا تستطيع بعدها أن تزيل هذة اللحية فهل تريد أزالتها قبل أن نأخذ لك صورة قال أسأل الله أن يأخذ عمري قبل أن أبدل سنة محمد( صلي الله علية وسلم ) ، أسأل الله ان يأخذ عمري قبل أن أبدل سنة محمد (صلى الله علية وسلم ) ، سنوات وأنا أعتني بسنة محمد(صلى الله علية وسلم ) سنوات وانا أعتني بمظهري أءتي الأن من أجل وظيفة اتخلى عن دين الله أو أتخلي عن أي شيء من دين الله خذ الصورة وكلي عزة أنني أقتدي بمحمد (صلى الله علية وسلم ) فأخذت لة الصورة في لحية تجللة وتجلل وجة ونرى فيها أثر النور نسأل الله ان يتقبلة فيمن عندة ثم بدأ يسلك طريق الأستقامة مع المستقيمين ويعمل مع العاملين ، يقول أخوة والله لا يهدأ بالليل ولا بالنهار يعمل علي إصلاح الشباب و علي إستقامة الشباب بالليل والنهار يأتية الناس في حوائجهم وهو لا يكل ولا يمل وكما قال النبي ( صلى الله علية وسلم) أنفع الناس أنفعهم للناس وسؤل عن رجل يخالط الناس ويتحمل أذاهم وعن اّخر لا يخالط الناس ولا يتحمل أذاهم فقال ( صلي الله علية وسلم) هذا أحب إلي الله وخير عند الله الذي يسعي في هداية الناس ويسعي في قداء حوائج الناس)) ،،، يقول حتي إذا بلغ سن الزواج تزوج ثم رزقة الله بصيبية وبنات وهو لا يكل ولا يمل في العمل الدعوي والعمل الخيري ثم إلتحق بأحد الهيئات الخيرية يعمل معهم في نصرة الأسلام وفي نصرة المسلمين حتي إذا بلغ متوسط العشرين أو دونها أو أكثر منها قليل قال أصابة مرض وما علم أحد بمرضة كان يتألم ألما شديدا ولم يظهر لأحد من الناس ضعفة ولا ما سببة له المرض كان يتألم ولا يصدر شكواة إلا إلي الله جل في علاة ثم بداء المرض يتفاقم علية ويزيد علية كان يخبي عن امة اّلامة حتي لا تتأذا المسكينة وتحمل هم مرضة يقول حتي بلغ المرض منة مبلغة أخذناة إلي الطبيب فقال الطبيب أنة مصاب بورم خبيث في بطنة ولا بد أن يرضخ ويجلس للعلاج بداوا علاجة بالمسكنات حتي يخففوا عنة الآم ثم تفاقم المرض وذاد وكان لا بد أن يعالجوة بالجرعات الكيماوية ، الجرعات الكيماوية هي أخرا ماذا تسبب أبسط مسبباتها أنها تسبب تساقط الشعر سبحان الله كان دائما يدعوا أن الله يثبتة علي دينة وأن يلقي الله غير مبدل ولا مغير كان يعتز بمظهرة الذي يدل علية سبحان الله يقول الطبيب الذي عالجة بدانا بأعطائة جرعات كيماوية سبحان الله أول ما يظهر علي المريض من مفاعلات عكسية من أثر هذة الجرعات أنة يبدأ يتساقط الشعر يقول و الله الذي لا إله إلا هو ما سقطت شعرة واحدة من جسمة يقول كنت اتعجب الطبيب يقول كنت اتعجب كل المرضي تحدث لهم مثل هذة الأعراض وكلهم يتساقط شعر جسدهم يقول والله كنت أتية وهو نائم في أغمائة كاملة من اّثر هذة الجرعات ومن أثر الألام التي كان يعانيها وكنت اشد لحيتة فلا تسقط منها شعرة واحدة يقول كنت أجر لحيتة علها تتأثر بالشد فأجدها والله ثابتة علي وجة ما سقطت منة شعرة واحدة إلا لأنة كان يدعوا الله أن يلقاة وهو غير مبدل ولا مغير أعتز بدينة فأعتز الله بة ثبت علي دينة فثبتة الله في اشد اللحظات مات ولكن موتة كان لة أكبر الأثر علي غيرة كثير يموت ولا يدرى عنهم كثير يموتون وتنقضي أخبارهم بعد ثلاثة أيام واّخرون يموتون ويحي بموتهم أقوام نحسبة هذا الشاب والله حسيبة حتي في ساعات مرضة حتي في ساعات مرضة كان يدعوا من حولة أما يكفي أن الله كرمة كرامة عند موتة ولقي الله وهو معتز بسنة محمد ( صلى الله علية وسلم ) التي قال لصاحب الوظيفة و الله أني لن أتخلي عن لحيتي ولا طرفة عين فثبتة الله في لحظات موتة .

بصراحة الشباب يحتاجون إلي مراجعة حساباتهم الشباب بحاجة أن يراجعوا حسابتهم و أن يستقيموا في صفوف المصلين سأسلك سؤال و أصدقني في الجواب كيف أنت مع صلاتك وأين صليت الفجر اليوم في جماعة المسلمين أم مع المتخلفين أم مع الذين أولأك الذين لم يركوا ويسجدوا لله رب العالمين كم عمرك اليوم لقد بلغت من العمر عتيا بعضنا من جاوز العشرين وبعضنا من جاوز الثلاثين وبعضنا من جاوز الأربعين فقل لي بالله العظيم لن أسئلك عن العشرين ولا عن الثلاثين ولا عن الأربعين سنة سأسلك عن أشهر مضت منذ بداية العام حتي يومنا هذا قل لي وكن صادقا كم مرة فاتتك صلاة الجماعة مرة مرتين أم ثلاث قل لي و أصدقني بالله العظيم كم مرة نادك منادي الله الصلاة خير من النوم وواقع حال الكثير يقول النوم خير من الصلاة مرة أم مرتين أم ثلاث وأنت يا من تدعي انك محافظ علي الصلوات وأنك لا تتخلف عن الجماعات أصدقني وقل لي بالله العظيم كم مرة تفوتك تكبيرة الأحرام كم مرة فاتتك علي مدى أشهر وعلي مدى أيام والله لا يستقيم حال الشباب صغارا ولا كبارا حتي يستقيموا في صفوف المصلين قرأت عبارة جميلة علقت في أماكن كثيرة هنا و هناك(إذا أردنى النصر فلنصلي الفجر ) إذا أردنا أن ننتصر علي أعدائنا فلا بد أن ننتصر علي من أولا لابد أن ننتصر علي أنفسنا أبدأ بنفسك فإنهها عن غيها فأن أنتهت أنت عظيم والله الذي لا إله إلا هو إنك لن تلقي الله بقربة أعظم من المحافظة علي الصلوات والله لن يقودك إلي الجنة إلا المحافظة علي الصلوات ولو سألت أهل النيران عن سبب سلوكهم ذلك السراط وذلك الطريق الضال ( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) فالشباب بصراحة يحتاجون إلي مراجعة حسابتهم حتي الشيب حتي الكبار يحتاجون إلي مراجعة الحسابات فأين نحن عن أولئك الذين لم تفتهم الصلوات هذا يقول أربعين سنة لم تفتني تكبيرة الأحرام و أخر يقول خمسين سنة ما فاتتني صلاة الجماعة فأين نحن من هؤلاء والله لن يتغير الحال ولم يتغير الواقع إلا إذا إنظبطنا في صفوف المصلين ولم يكن للكلام الذي سمعناة بالأمس ولا من قبلة ولا اليوم أثر حتي نبدأ نغير ما بأنفسنا و الصادق هو الذي يصدق مع نفسة الصادق هو الذي يصدق مع نفسة وما ربك بظلام للعبيد أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلني وأياكم من الذين هم علي صلاتهم دائمون وأن يجعلني وأياكم من الذين هم علي صلاتهم يحافظون وأن يجعلني وأياكم من الذين هم في صلاتهم خاشعون اللهم أجمع شملنا ووحد صفنا واصلح ولات أمورنا وأنصرنا يا قوي يا عزيز علي القوم الكافرين استغفر الله العظيم رب العرش الكريم وصلي الله علي محمد وعلي اّلة وصحبة أجمعين .

الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك علي نبينا محمد وعلي اّلة وصحبة ومن والاة أقول للصحبة دور كبير في معرفة نوعية الشباب فان الطيور علي أشكالها تقع وما ضيع كثير من الشباب إلا الشباب أنفسهم هذا يزين لهذا وهذا يزين لذلك حتي إذا وقع أحدهم في ورطة تخلي عنة أصحابة إلا أهل الصلاح ما كان لله دام وأتصل وما كان لغير الله أنقطع وأنفصل ما الدافع الذي يدفعنا للمحافظة علي الصلوات وما الذي يجعل القلوب حية حتي تستقيم علي أوامر الله فأن الحياة الحقيقية هي حياة القلب لا حياة الأجساد بالطعام و الشراب إذا حيى القلب حية الجوارح و الأركان وإذا مات القلب فالناس أموات في نظر الله ليسوا بأحياء أقول الطيور علي أشكلها تقع سأصف لك علاجا لكني أريدك أن تأخذ بالعلاج حتي يرفع الله عنك هذا التفريط و هذا الضياع كثير من الناس يظن أنة علي خير كثير من الناس يظن أنه علي خير وهذا لجهلة وقلة معرفتة بنفسة .

قال لي أحد الرؤساء الذين أعمل معهم فلان من الناس أخلاقة عالية سلوكة وتصرفاتة راقية لكنة فية عيب واحد قلت ما هو قال ما يصلي معنا في المسجد قلت و الله هذا عيب يقبح في رجولة الرجل فأن الله سمى أهل المساجد رجال أما من دونهم فتنتفي عنهم هذة الصفة عند الله جل في علاه ألتقيت فلان هذا الذي ذكرة ذلك كنا قد خرجنا من المسجد وألتقيتة قد خرج من الصالة الرياضية مجتهد علي بدنة وعلي عضلاتة هكذا حال المنافقين نسأل الله العفو و العافية ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) ألتقيتة والناس قد خرجوا من الصلاة وهو قد خرج من الصلاة الرياضية قلت فلان قال نعم قلت أريدك في أمر هام سلمت علية ثم قلت رأيسك يذكرك بالخير ويقول فلان أخلاقة عالية تصرفاتة راقية لكن فية عيب واحد قال ماهو أنظر بارك الله فيك حريص أن يزيل عيوبة أمام رئيسة وفية من العيوب أمام الله ما الله بة عليم لم يحرص يوما علي مراجعة حسابتة مع ربة قلت يقول أنك لا تصلي معهم في المسجد ولا تشهد الجماعة قال صحيح يا شيخ مقصر مقصرون قلت لا أنتبة أنتبة بارك الله فيك كلنا نقصر لكن فرق بين التقصير وبين الضياع أني تفوتني تكبيرة الأحرام مرة في اليوم أنا مقصر أني تفوتني صلاة الفجر قبل الفجر وأصليها بعد الفجر أنا مقصر أني لا أدرك أربعة قبل الظهر من حين أو فترة من الفترات أنا مقصر أني يفوتني قرأة وردي من القراّن يوما أنا مقصر لكن تفوتني صلاة الجماعة تفوتني الجمعة والجماعات؟؟؟؟؟ قلت أنت مضيع يا شيخ أنت تعيش في ضياع وأنت لا تعلم كثير علي حالة وعلي شاكلتة ويظن أنة علي خير قال الله جل في علاه ( وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ) لا يصلي ولا يحضر الجمعة والجماعات ويظن أنة علي خير أي خير هذا قلت أنتبة يا فلان أنت تعيش في ضياع التقصير كلنا نقصر ولا أحد يخلوا من التقصير لكن أنت تعيش في واد وأهل الصلاح يعيشون في واد أخر فراجع الحسبات وأستقم في صفوف المصلين لله أقوام تنصحة من مرة واحدة يراجع الحسابات ويستقيم مع المستقيمين فما جائت الصلاة التي بعدها إلا وقد رأيتة بثياب بيضاء وغطرة بيضاء وقد أستقام في صفوف المصلين من كلمة واحدة فأن الفرد الذي قية خير تكفية الأشارة .

فأقول أولا لابد أن تعرف حقيقة لا بد أن نعرفها أننا لا نملك لأنفسنا ضرا ولا نفعا وأننا لا ندري متي ننتقل من هذة الحياة إلي الحياة الأخري فالموت يأتينا بغتة فهل يرضيك يا من تفرط في الصلوات أن يأتيك الموت وأنت علي حال التفريط الجواب لا ما يرضيك إذا لابد أن تسعي إلي التغير و تسعي إلي التبديل ، سأل رجلا رجل عندة وكان مضيعا مفرطا في أوامر الله فقال يا فلان الحال التي أنت عليها ترضاها للموت قال لا قال هل نويت ان تغير هذة الحال إلي حال ترضاها للموت قال ما أشتاقت نفسي بعد قال وهل تضمن ان لا يأتيك الموت وأنت علي هذة الحال قال لا قال وهل بعد هذة الدار دار فيها معتمد قال لا قال والله ما رأيت عاقل يرضي بهذة الحال أعمل بالنصيحة بارك الله فيك أعمل بالنصيحة بارك الله فيك وأسمع الموعظة فقد قال الله عن المعرضين ( فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ ) العلاج جاهد النفس العلاج كما قال النبي ( صلى الله علية وسلم ) ألا أني نهيتكم عن زيارة القبور فزورها فأنها تذكركم بالأخرة ماغفل من غفل ولا فرط من فرط إلا لأنة تناسى الموت تناسى الموت الذي هو أقرب إلي أحدكم من شراك نعلية الموت الذي ينتظر كل واحد منا لو أيقنا بالموت ولحظاتة وساعاتة وأنة ياتينا بغتة لتغير واقع حال كثير من الناس كيف حال أولائك الذين فرطوا في ساعات أحتضارهم ينادون بأعلي الصوت رباة إرجعون يستجاب لهم لا يستجاب لهم حيل بينهم وبين ما يشتهون فأجعل لك زيارة للمقبرة من حين إلي حين تزور بها الموتي وتذكر فيها حالهم وتدعوا لك ولهم بالثبات والأستقامة سبحان الله ما يعرف قيمة النعمة إلا من فقدها زور المرضي وأنظر في أحوالهم وأنظر إلي من سلب نعمة السمع ونعمة البصر ونعمة القدم ونعمة اليدين حتي تعلم انك في خير عظيم

رجل يعمل في أحد الأسواق حملا طويل القامة مفتول العضلات يحمل من الأثقال ما لا يستطيع ان يحملة الرجل والرجلان قيل لة لماذا لا تصلي أبدا ما يستجيب قال أنا علي هواي أفعل ما أشاء ولا احد يأمرني وينهاني أغتر بقوتة أغتر بعضلاتة يذهب الناس حين الصلاة بعد إغلاق أماكنهم ومحلاتهم يذهبون إلي المسجد وهو يجلس في مكانة يأكل و يشرب سبحان الله ألا يحمد الله علي هذة النعم وهل الحمد و الشكر يكون بالكلام فقط سبحان الله يمهل ولا يهمل سار يوما بين المحلات وهو يحمل حملا ثقيلا فزلت قدمة علي قشرت موز النتيجة أصيب بشلل كامل ووضع علي الفراش لا يتحرك منة إلا رأسة يسأل ما هي الأمنية التي تتمناها الأن قال أتمني أن أصلي مع الجماعة الله أكبر ما كنت تغدوا وتروح ما كنت تذكر ويقال لك صلي مع المصلين وحافظ علي أوامر الله مع المحافظين فما أستقام وما استجاب ( فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ) أعلم بارك الله فيك أنة من لم يعتبر بلأخرين سيكون لة عبرة في يوم من الأيام فزر المقابر وزر المرضي وإذا حدثتك نفسك بالتفريط والتضيع فذكرها ان الموت قريب أسأل الله أن يحي قلبي وقلوبكم وقلوب السامعين وان يجعلنا هداة مهدين لا ضالين ولا مضلين .

أسئلة :
يسأل السائل ويقول أنة يتوب من المعصية ثم يعود إليها مرة أخري ثم يتوب ويعود فما هو الحل ؟

قال المفسرون في قولة تبارك وتعالي ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا ) أي توبة صادقة توبة لا يرجع بعدها إلي الذنب حتي يلقي الله جل في علاه لكن هل أنا معصوم أبدا يخطيء حتي الذي يتوب يقع في الخطيء مرة ثانية فكن بارك الله فيك ممن إذا أخطيء ندم وتاب لكن تتكرار الخطاء مرات ومرات دليل علي شيء واحد دليل ضعف دليل تهاون دليل عدم الصدق مع الله جل في علاه فأن الله يثبت الصاديقن عن الوقوع والأنزلاق في تلك المزالق التي ينزلق فيها كثير من الناس ، أني أخطأ هذا وارد لكني أكرر نفس الخطأ هذا دليل علي أني لم أصدق في توبتي كثير يتوب لكن التوبة ناقصة التوبة غير كاملة من أجل هذا تراة يقع في الذنب مرة ثانية وثالثة ورابعة ، التوبة حتي تقبل يجب أن تقوم علي الأركان الثلاثة وقيل ركن رابع لابد أن يندم لابد أن يعزم لبد أن يقلع عن الذنب بعضهم يقلع عن الذنب ويعزم أن لا يرجع لكنة ما يندم التوبة ناقصة لذلك تاة يعاود الذنب مرة ثانية وثالثة ثم يتوب ثم يعاود الذنب مرة ثانية وثالثة لأن شروط التوبة لم تكتمل لابد من الندم كما قال النبي ( صلى الله علية وسلم ) الندم توبة ، لابد أن يستشعر عظم الذنب والخطأ والتقصير الذي قصرة في حق الله جل في علاة ثم يعزم ويقلع عن الذنب ،،، والبعض قد يندم وقد يترك ولكنة لا يعزم علي تركة لذلك التوبة ناقصة فتراة يقع في الذنب مرة ثانية ومرة ثالثة ، لكن الذي يصدق ثق تمام الثقة أن الله يثبتة عن عدم الوقوع في الذنب ، ثم هذا الذي يخطأ مرة ومرتين وثلاث ويعاود الذنب ألا يخشي أن تأتي واحدة وتكون هي القاسمة،،، هذا الذي يخطأ مرة ومرتين وثلاث ويعاود الذنب ألا يخشي أن يكرر الذنب فتكون هي القاسمة( فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) أننا نخطأ وارد لكن أننا نعاود الخطأ مرات ومرات هذا دليل أننا نحتاج إلي مراجعة حسابتنا مع توبتنا .

أسأل الله أن يجعلني وإياكم من الصادقين في أقوالهم وفي أفعالهم .

..................................................................
............................
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفارس أشرف
vip
vip
avatar


ذكر
عدد المساهمات : 47
خطبة الجمعه 7aV76083
الدولة : مصر
تاريخ التسجيل : 05/12/2010
مزاجى : خطبة الجمعه 665449037
المهنة : خطبة الجمعه Profes10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 24 يونيو - 17:57

خطب متميزه
تسلم الأيادى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.elfarisedu.net/vb/index.php
صمت احزانى
مشرفة
مشرفة
صمت احزانى


انثى
عدد المساهمات : 466
خطبة الجمعه 7aV76083
الدولة : مصر
تاريخ التسجيل : 25/03/2011
العمر : 31
مزاجى : خطبة الجمعه 665449037
المهنة : خطبة الجمعه Collec10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 1 يوليو - 11:53

صدقوا ما عاهدوا
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ولا إله إلا الله، إله الأولين والآخرين، وقيُّوم السماوات والأراضين، ومالك يوم الدين، الذي لا فوز إلا في طاعته، ولا عِزَّ إلا في التذلل لعظمته، ولا غنى إلا في الافتقار لرحمته، لا هدى إلا في الاستهداء بنوره، لا حياة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في قُرْبِه، ولا صلاح ولا فلاح إلا في الإخلاص له وتوحيد حبه، إذا أطيع شَكَر، وإذا عُصِيَ تاب وغَفَر، وإذا دُعِي أجاب، وإذا عُمِل أثاب، لا إله إلا هو سبحانه وبحمده، لا يُحصي عدد نعمته العادُّون، ولا يؤدِّي حق شكره الحامدون، ولا يَبلُغ مدى عظمته الواصفون (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) اللهم لك الحمد مِلء السماوات والأرض؛ فكل الحمد اللهم لك، لك الشكر على نعم لا نحصيها؛ فكل الشكر لك، اللهم لك المتوبة والتذلل والخضوع فلا معبود غيرك. الحمد لله شَهِدت له بالربوبية جميع مخلوقاته، وأقرت له بالألوهية جميع مصنوعاته، "سبحانه وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه ومداد كلماته" ولا إله إلا الله وحده لا شريك له في ألوهيته كما أنه لا شريك له في ربوبيته، ولا شبيه له في ذاته ولا أفعاله ولا صفاته. سبحانه سبحت له السماوات وأملاكها، والنجوم وأفلاكها، والأرض وسكانها، والبحار وحيتانها والنجوم والجبال والشجر والدواب والأتان والرمال وكل رطب ويابس وكل حي وميت (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأرْضُ وَمَن فِيهِنَّ) أشهد ألا إله إلا الله، وحده لا شريك له، كلمة قامت بها الأرض والسماوات، وخلقت لأجلها جميع المخلوقات، وبها أرسل الله -تعالى- رسله، وأنزل كتبه، وشرع شرائعه. لأجلها نُصِبت الموازين، ووضعت الدواوين، وقام سوق الجنة والنار، وانقسم الخلائق إلى مؤمنين وكفار، وأبرار وفجَّار، عنها وعن حقوقها يكون السؤال والجواب، وعليها يقع الثواب والعقاب، عليها نصبت القِبْلة، وعليها أسِّست الملة، ولأجلها جردت سيوف الجهاد وهي حق الله على جميع العباد. إنها كلمة الإسلام، مفتاح دار السلام، لن تزول قدم عبد بين يدي الله حتى يسأل ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟ فلا إله إلا الله، شهادة حق وصدق أتولى بها الله ورسوله والذين آمنوا، وأتبرأ بها من الطواغيت والأنداد المعبودين ظلمًا وزورًا من دون الله. وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، أمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، أشرف من وطئ الحصى بنعله، أرسله الله رحمة للعالمين، وإمامًا للمتقين، وحجَّة على الخلائق أجمعين. بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح الأمَّة، وجاهد في الله حق الجهاد وقمع أهل الزيغ والفساد فتح الله به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا. صلوات الله وسلامه عليه، وعلى أهل بيته الطيبين، وأصحابه المنتخبين، وخلفائه الراشدين، وأزواجه الطاهرات؛ أمهات المؤمنين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

أحبتي في الله؛ أسعد اللحظات في حياة العبد يوم يطرق مسامعه ذكر الله، يوم يطمئن قلبه بقول الله، وقول رسول الله- صلى وسلم عليه الله- (أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) إن من نعمة الله علينا تهيئة مثل هذا المخيم لنجتمع فيه على الخير والبر والذكر والتناصح. فأسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا أن يجزيَ القائمين والمساهمين عليه وفيه أفضل ما يجزي عباده الصالحين، وأن يرزقنا شكر نعمته، وقد تأذن لمن شكر بالمزيد، وحيي الله هذه الوجوه، حيي الله وجوهًا أقبلت على الله فجعلت حياتها كلها لله، وهنيئًا لها من قلوب تَأَرِز إلى ذكر الله، فتسكن وتسعد بإذن الله. هنيئًا لأسماع امتلأت بذكر الله، فتلذذت بقول الله وقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم-. هنيئًا لأبصار تنعَّمَت بمجالسة من يذكر الله. هنيئًا لها من أقدام جعلت خطاها إلى ذكر الله. هنيئًا لكم يوم يرجى لكم أن تنصرفوا مغفورًا لكم، قد بُدِّلت سيئاتكم حسنات بإذن ربكم. هنيئًا لكم تُذكرون في ملأ خير من ملئكم، ملائكةٌ تحفُّ، ورحمة تغشى، وسكينة تتنزل، فيا حسرة وندامة وخزي من لم تنعم عينه وجوارحه بذكر الله.
لَوْ يَعلَمُ العَبدُ مَا فِي الذِّكْرِ مِنْ شَرَفٍ *** أمْضَى الحياةَ بتسبيحٍ وتَهْليلِ
لَوْ يَعْلمُ النَّاسُ مَا في الشُّكْرِ مِنْ شَرَفٍ *** لَمْ يُلْهِهِم عَنْهُ تَجْمِيعُ الدَّنانيرِ
ولم يُبالُوا بأوراقٍ ولا ذهبٍ *** ولَو تجَمَّع آلافُ القناطيرِ
فأكْثِرْ ذِكرهُ في الأرضِ دأبًا *** لتُذْكَرَ في السَّماءِ إذا ذَكَرتَ
ونادِ إذا سَجدتَ لَهُ اعْترافًا *** بما ناداهُ ذو النون بنُ متَّى
وسَلْ منْ رَبِّك التوفِيقَ فيها *** وأخلصْ في السُّؤال إذا سَألتَ
ولازم بابه قرعًا عساهُ *** سيُفتحُ بابه لك إن قَرعتَ
ونفسَك ذُمَّ لا تذمُمْ سِواها *** بعيبٍ فهْيَ أجدرُ منْ ذممْتَ
فلو بكت الدما عيناك خوفًا *** لذنبكَ لَمْ أقُلْ لَكَ قَدْ أَمِنْتَ
وَمَنْ لَكَ بالأمانِ وأنتَ عبدٌ *** أُمِرْتَ فَمَا ائْتُمِرْتَ ولا أََطَعْتَ
ثَقُلتَ منَ الذُّنوبِ ولستَ تَخْشَى *** بجهلِكَ أن تَخِفَّ إذا وُزِنْتَ
فلا تضحكْ مع السفهاءِ لهوًا *** فإنك سوفَ تَبْكِي إنْ ضَحِكْتَ
ولا تَقُلِ الصِّبَا فيه مَجَالٌ *** وفكِّر كَمْ صَبِيٍّ قَدْ دَفَنْتَ
تَفتُّ فؤادَك الأيامُ فتّا *** وتَنْحِتُ جِسمكَ السَّاعاتُ نَحْتًا
وتدعوكَ المنونُ دعاءَ صدقٍ *** ألا يا صَاحِ أنتَ أُرِيدُ أنتَ

أحبتي في الله أوصيكم جميعًا ونفسي بتقوى الله وأن نقدِّم لأنفسنا أعمالا تبيض وجوهنا يوم نلقى الله (يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ* إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا) (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا) يقول [أبو الدرداء] -رضي الله عنه وأرضاه-: ما تصدق متصدق بأفضل من موعظة يعظ الرجل بها قومًا فيقومون وقد نفعهم الله -عز وجل- بها. والكلمة الطيبة صدقة كما أخبر بذلك المصطفى -صلى الله عليه وسلم-. وللكلمة الطيبة ملامح، أرجو الله أن تتوفر في هذه الكلمة تلك الملامح؛ لتتغلغل إلى الجوانح، فتظهر على الجوارح. فالكلمة الطيبة مِعْطَاءَ جميلة رقيقة لا تؤذي المشاعر، ولا تخدش النفوس، جميلة اللفظ، جميلة المعنى، رقيقة المبنى، رقيقة المعنى، يشتاق لها السامع فيطرب ويخشى ويسعى، طيبة الثمر، نتاجها مفيد، غايتها بنَّاءة، منفعتها واضحة، أصلها ثابت مستمد من النبع الصافي؛ من كتاب الله، وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم-، وتمتد شامخة بفرعها إلى السماء؛ لأنها نقية، وصادرة بإذن الله عن صدق نية، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، يسمعها السامع فينتفع بها، وينقلها لغيره فينتفع، حتى إنه لينتفع بها اللئام من الناس، ويمتد النفع إلى ما شاء الله وصاحبها لا يعلم مداها؛ فتبقى ذخرًا له بعد الممات، ورصيدًا له في الحياة. كلمة من رضوان الله يكتب الله بها الرضوان للعبد إلى أن يلقى الله. أسأل الله أن يجعل هذه الكلمات من الباقيات الصالحات، وأن ينفعني بها ومن رام الانتفاع بها من إخواني، وأن يجعلها من الأعمال التي لا ينقطع عني نفعها بعد أن أدرج في أكفاني، وأن تجعلها للجميع ذخرًا في يوم الحسرات على ضياع الأوقات في غير الطاعات، يوم يوقف العبد بشحمه ولحمه ودمه وعصبه وشعره وأظفاره يعرض على الله لا يخفى منه خافٍ، الجسد مكشوف، والضمير مكشوف، والقلب مكشوف، والصحيفة مكشوفة، والتاريخ مكشوف (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ) أما بعد، أيها المؤمنون: إن لكل مجتمع رموزًا وقادة يمثلون قِيَمَهُ، ويوجهون الأمة، ويُقَوِّون الهِمَّة؛ ليصعدوا بالناس إلى القمة. ورموز المجتمع الإسلامي هم صحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وأفضلهم أهل السابقة؛ مَنْ محَّصتهم الفتنُ، ونقَّتهم المحن، من امتُحنوا بالنفس والنفيس فاسترخَصُوا كل شئ من أجل رفع راية التوحيد. رضي الله عنهم، ورحمهم، وأخرج من الأمة أمثالهم. إن المتملي والمتأمل لواقع أمتنا اليوم يجدها تكاد تفتقر إلى القدوات، وينقصها المثال؛ ولذلك فتحت باب الاستيراد القدوات من خارج الحدود، فتنَكرتْ لتاريخِها، وتَعَاظَمَ سُخْفُهَا وجهلها بسلفها وقدواتها، وتناقص عنصر الخير فيها بمرور الأيام، وخفتت قوةُ الضوء فيها؛ لأنها ابتعدت عن مصدر الضوء، وعن مركز الإشعاع فيها.
إذا تمَثلَ ماضِينا لحَاضِرنا *** تكادُ أكبادُنا بالغَيْظِ تنفَطِرُ
ولذا كان لابد للأمة أن ترجع لتاريخها، لا للتسلية، ولا لقتل الفراغ، ولا لاجترار الماضي ولا للافتخار بالآباء فحسب، بل لنتعظ ونعتبر ونتشبه، ونعرف ذلك الجدول الفياض الذي نَهَل منه أسلافنا؛ لنعُبَّ منه كما عبُّوا، لنعلم ماذا فعلوا، لنقتدي بهم فيما فعلوا، لنعلم كيف وصلوا لنصل كما وصلوا. ما أحوجنا إلى أن نترسَّم خطاهم، ونتلمَّس العزَّة في طريقهم، ونسير على هداهم. (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) غابت شخوصهم، فلنسمع ولنعي أخبارهم؛ فلعل ذاك يقوم مقام رؤيتهم على حد قول القائل:
فاتَنِي أَنْ أَرَى الديارَ بطَرْفي *** فَلَعَلِّي أَعِي الدِّيَارَ بسَمْعِي

لهذا كله كانت هذه الكلمات التي عنونتها بهذا العنوان: صدقوا ما عاهدوا؛ لتحكي لكم حياة جيل لا كالأجيال، وأبطال لا كالأبطال، ورجال لا كالرجال.
رجال جاءتهم دعوة الحق فما ترددوا، وما كَبَوا، وما تلكئوا، وآمنوا بها وصدقتها قلوبهم، واستيقنتها أنفسهم، فما كان قولهم يوم أن دُعوا إلى الله ورسوله إلا أن قالوا: سمعنا وأطعنا، قالوا: آمنا (ربنا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا) وضعوا أيديهم في يدي رسول الله –صلى الله عليه وسلم- هان عليهم بعد ذلك أبناءهم ونفوسهم وأموالهم وعشيرتهم؛ إذ علموا أن طريق الجنة صعب، محفوف بالمكاره، لكن آخره السعادة الدائمة فسلكوه، وعلموا أن طريق النار سهل محفوف بالشهوات لكن آخره الشقاوة الدائمة فاجتنبوه. رجال وأي رجال (رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ) في السِّلم هداة مصلحون، عالمون عاملون، وفي الحرب مؤمنون محتسبون، مجاهدون ثابتون، عبَّاد ليل، وأُسْدِ نهار، حملوا السلاح في الميدان، وعلقوا القلوب وملئوها بالقرآن، قاوموا الشهوات، وقاوموا أهل العداوات، سيَّان الشيوخ منهم والشباب والشابات
القارئونَ كِتَابَ اللهِ فِي رَهِبٍ *** والواردونَ حِيَاضَ المَوْتِ فِي رَغبٍ
منحوا الحياة جمالا، ومعنى، ومغزى في جميل مبنى
كيفَ الحياةُ إذا خلَتْ *** منهم ظواهر أو بطاح
أين الأعزةُ والأَسِنَّةُ *** عند ذلكَ والسَّماحُ
وقفة أقفها معكم إزاء هذه الصفوة المختارة ممن صدقوا ما عاهدوا، ما هي إلا قطوف من أشجار، وقطرات من بحار، ورحلة في أكثر من أربعة عشر قرنًا في بساتين الصادقين اليانعة للوقوف على ثمار مجتناه، وزهور منتقاه، وإني لأستغفر الله، ثم أستغفر الله، ثم أستغفر الله من وصف حال أولئك مع ضعف الاتصاف مني بصفاتهم، بل والله ما شممنا رائحتهم، ولكنها محبة القوم تحملنا على التعرف على منزلتهم، وقراءة سيرهم، وإن لم نلحق فعسى همَّة منا أن تنهض إلى التشبث بسابق القوم ولو من بعيد (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الألْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُّفْتَرَى) (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) "اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا" صدقوا ما عاهدوا من خلال تربية المصطفى -صلى الله عليه وسلم- صار كل صحابي أمَّة وحده، فما من صحابي إلا وله سمة معينة، وموقف خاص، منهم من أشار واقترح، ومنهم من أوضح وشرح، ومنهم من أضاف واستدرج، وكل ذلك فيما يخدم الدعوة إلى الله -جل وعلا-؛ فـ[سلمان] يستفيد من خلفيَّته الحضارية الفارسية المادية ليخدم هذا الدين؛ فيقترح يوم تحزَّّب الأحزاب على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حفر الخندق، وأَنْعِمْ به من اقتراح. و[الخباب] يقترح الوقوف في غزوة بدر على الماء، فيشرب المسلمون ويحرم المشركون، ويوم يُعاد [أبو جندل] وهو يستنجد بالمسلمين ويقول: يا معشر المسلمين؛ أتردوني إلى أهل الشرك فيفتنوني عن ديني، ورسول الله –صلى الله عليه وسلم- يسليه ويعزيه ويقول: اصبر واحتسب؛ فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا، وإذا بعمر –وما عمر!عجزت نساء الأرض أن ينجبن مثلك يا عمر- ينفعل مع الموقف، ويمشي بجنب [أبي جندل]، ويقرب سيفه من أبي جندل؛ طمعًا في أن يستله ليقتل أباه دون مؤاخذة على بنود صلح الحديبية، لكن أبا جندل لم يفعل. فأعيدوا وانظر إلى الصديق، وما الصديق! يوم يتولى الخلافة فترتد بعض قبائل العرب بموت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حتى ما أصبحت تقام الجمعة إلا في بعض الأمصار؛ <كمكة> <والمدينة>، فيقوم لله قومة صادق مخلص؛ ليؤدب المرتدين، وينفذ جيش أسامة، وفي أقل من سنتين إذا بجيوشه ترابط على أبواب أعظم إمبراطوريتين في ذلك الوقت؛ ألا وهي فارس والروم، شعاره ما شعاره؟! ولو خالفتني يميني لجاهدتها بشمالي. شعاره شعار رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم يقول: "لأقاتلنكم حتى تنفرد سالفتي". [وأبو بصير]، ما أبو بصير؟! يخطط لحرب عصابات بعيدة عن نقد بنود صلح الحديبية، إذ جاء مسلمًا فارًّا بدينه من قريش بعد صلح الحديبية، وبعد توقيع المعاهدة إلى <المدينة>، فأرسلت قريش في طلبه رجلين، فسلمه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وفاءً بالعهد إليهم، وفي الطريق تمكَّن أبو بصير بشجاعته وحكمته وذكائه من قتل أحد الرجلين، ويفر الثاني، ويرجع هو إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- ويقول: قد والله أوفى الله ذمتك يا رسول الله، فلقد رددتني إليهم، ثم نجاني الله منهم، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم- كما في [البخاري]: "ويل أمِّه؛ مسعِّر حرب لو كان معه أحد، مسعِّر حرب لو كان معه رجال" فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده عليهم، فخرج حتى أتى سيف البحر، واستقر به المقام هناك، وفهم المستضعفون من عبارة الرسول –صلى الله عليه وسلم- وكانوا أذكياء فهموا أن أبا بصير في حاجة إلى الرجال، فأخذوا يفرون من <مكة> إلى أبي بصير، وكان على رأسهم أبو جندل، جاء الفرج والمخرج كما أخبر بذلك النبي –صلى الله عليه وسلم-. اجتمع منهم عصابة يتعرضون لقوافل قريش، فيقتلون حراسها، ويأخذون أموالها، وتضطر عندها قريش مرغمة ذليلة راكعة أن ترسل إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- تناشده الله والرحم أن يرسل إلى أبي بصير ومن معه؛ فمن أتاه فهو آمن. تنازلت عن هذا الشرط تحت ضغط العصابة المؤمنة كأبي بصير وأبي جندل، فأرسل النبي –صلى الله عليه وسلم- إليهم وأبو بصير في مرض الموت، فمات وكتاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بين يديه، وقدم أصحابه على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- آمنين سالمين غانمين قد جعلوا من أنفسهم أنموذجا يُقتدى به في الثبات، والإخلاص، والعزيمة، والجهاد، وتمريغ أنوف المشركين، والذكاء، وبذل الجهد في نصرة هذا الدين، حتى قرروا مبدأ من المبادئ؛ ألا وهو قد يسع الفرد مالا يسع الجماعة. كل ذلك في حكمة، وأي حكمة إذ كان ذلك بإشارة من النبي –صلى الله عليه وسلم-، وتشجيع من النبي –صلى الله عليه وسلم- يوم وصف أبو بصير بأنه مسعِّر حرب لو كان معه رجال، ثم إن أبو بصير خارج عن السلطة، ولو في ظاهر الحال، فلا مؤاخذة على بنود المعاهدة، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا. وهذا [خالد بن الوليد] يستلم الراية يوم مؤتة يوم سقط القوَّاد الثلاثة بلا تأمير فرضي الله عن الجميع، وفي <القادسية> تنفر خيل المسلمين من الفِيَلة، فيعمد صحابي ليضع فيلا من طين، ويؤنس ويؤلف فرسه به حتى يألفه، فلما أصبح لم ينفر فرسه من الفيلة، فحمل على الفيل الذي كان يقدم الفيلة فقيل له: إنه قاتلك، قال: لا ضير أن أقتل ويفتح الله للمسلمين. ما كانوا يعيشون لأنفسهم، لكن يعيشون لدينهم، يعيشون لعقيدتهم. وهذا [عبد الرحمن بن عوف] يصفق بالأسواق حتى لا يكون عالة على غيره.
مَضَوْا في الدُّنَا شرقًا فأسلمَ فُرسُها *** وصَاروا بِها غَربًا فسلَمَ رُومُها
[زيد] يجمع القرآن، [وابن عمر] يدوِّن الحديث، [وابن عباس] يخرج إلى الأسواق ليسلم على الناس، ويذكرهم برب الناس. ويتحاور ويتناقش [سلمان] [وأبو الدرداء] حول قيام الليل، وحقوق العيال. تسابق إلى الخيرات، عزيمة في الأداء، إيجابية في العمل دون النظر لما يقوله الآخرون، أو حب لشهرة يراها المسلمون. علموا أن الإيجابية إعزارا إلى الله من التقصير، فأدوا واجبهم قدر الإمكان، ولم ينتظروا النتائج، على مبدأ:
بِذرُ الحبِّ لا قَطْفُ الجَنَى *** واللهُ للساعين خيرُ مُعينِ
علموا أن التكليف فردي، وكل سيحاسب يوم القيامة فردًا (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) (كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ) (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ) فكان كل فرد منهم أمة يوم تربوا على منهج المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فصدقوا ما عاهدوا، صدقوا ما عاهدوا. وكيف لا يصدقون وقد عاصروا نزول الوحيين، وتلقوا التربية من القدوة المطلقة -صلوات الله وسلامه عليه، ورضي الله عنهم أجمعين- يوم بعثه الله <بمكة> فأخرج العباد من الظلمات إلى النور بإذن ربه، يوم أخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. رأوه وهو يقف على <الصفا> وحيدًا فريدًا قد اجتمعوا حوله وهو يقول: إني لكم نذير بين يدي عذاب شديد، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، فأعرضوا وأصروا واستكبروا استكبارًا، وقال عمه: تبًّا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فتبت يداه، ثم تبت يداه، لم يتراجع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ولم ييأس، وما كان له ذلك؛ لأنه يعلم أنه على الحق، ويستمر عشر سنين يتبع الناس في منازلهم، في <عكاظ> <ومَجَنَّه> في المواسم، يقول: من يؤويني، من ينصرني حتى أبلَّغ رسالة ربي وله الجنة، فلا يؤويه ولا ينصره أحد، حتى أن الرجل ليخرج من <اليمن> أو من مضر فيأتيه قومه فيحذرونه غلام قريش لا يفتنهم. حرب إعلامية ضخمة في الصد عن سبيل الله تمارس ضد الدعوة إلى الله في كل زمان ومكان.
والسرُّ باقٍ والزمانُ مجددُ *** والسيفُ ما فَقَدَ المُضِاءَ وما نَبَا
كيف لا يصدقون وقد عاصروا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما معه إلا نفر قليل؛ خمسة أعبد وامرأتان فلم يهن ولم يضعف ولم يستكن وما كان له ذلك صلوات الله وسلامه عليه بل جاهد وجالد حتى كثر أصحابه وأوذي كما أوذوا في سبيل الله فما ضعفوا وما وهنوا وما استكانوا بل صابروا وهاجروا فرارًا بدينهم هجرتين إلى <الحبشة> ثم إلى <المدينة> رضوان الله عليهم أجمعين عاصروا وعايشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا له الأعوان والأنصار آووه وصدقوه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه عاصروا محنة الهجرة بقسوتها وشدتها عليهم كيف وهم يرونهم يفقدون أوطانهم وأهاليهم مراضع الطفولة وحياتهم كلها ويرون فوق ذلك قائدهم ورسولهم –صلى الله عليه وسلم- يقف أمامهم يخاطب <مكة> بالحزورة قائلا:" والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إليّ، ولولا أني أُخْرِجت ما خرجت" دموعه تهطل على لحيته –صلى الله عليه وسلم- فيا لها من قلوب احترقت وهي ترى نبيها على ذلك الحال! ويا لها من قلوب غلبت مصلحة العقيدة ومتطلبات الدعوة على هوى النفس وشهواتها! فما النتيجة؟ أمضى الله لها هجرتها، ولم يردها على أعقابها. كيف لا يصدقون وقد عاصروا وعايشوا وشاركوا في الصراع بين الحق والباطل، فكانوا ضمن ثلاثمائة وبضع عشر رجلا في بدر يقولون: ربنا الله، يقابلون ألفًا يكفرون بالله قد خرجوا بطرًا ورئاء الناس، فنصر الله القلة على الكثرة، فيعلو الحق، ويسكنُ الباطل كما قضى الله.
ما كبروا الله حتَّى كلُّ ناحيةٍ *** ردَّت ورجَّعَ في تكبيرها النغمُ
تجاوبتْ بالصدى الأرجاءُ صائحةً *** فالريح تصرخ والقيعانُ والأكمُ
كيف لا يصدقون وقد عايشوا تجمع الأحزاب من قريظة وقريش، وخذلان أهل النفاق، وتسللهم من الصف مدعين أن بيوتهم عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارًا، جاءوا من فوقهم ومن أسفل منهم، وبلغت القلوب الحناجر وظنوا بالله الظنون، ونصر الله جنده بعد ذلك بجندي من جنوده؛ ألا وهو الريح (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ) كيف لا يصدقون وقد عاصروا صلح الحديبية وقد بلغوا ألفًا وأربع مائة وأكثر من ذلك فكتب الله لهم الرضوان في بيعة الرضوان كما سطر ذلك القرآن (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) كيف لا يصدقون وقد كانوا جند رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وهم من ضمن عشرة آلاف؛ منهم من أخرج من دياره بغير حق إلا أن قال: ربيَ الله، وإذ بنصر الله يتنزل، فإذا هم عائدون إلى <مكة> التي أخرجوه منها فاتحين، قائدهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- خشع شاكرًا لأنعم الله، يقرأ سورة الفتح وهو على راحلته، يطوف بالكعبة، ويستلم الركن بمحجنه كراهة أن يزاحم الطائفين، ثم يحطم الأصنام ويطهر البيت الحرام، ويجئ الحق، ويزهق الباطل، والباطل زهوق كما قضى الله وقدر الله. وإذ بالذين أخرجوه نكست رؤوسهم، خاضعين، أذلة، راكعين، وهو يقول لهم: ما تظنون أني فاعل بكم، فقاموا يتملقونه وقد كانوا يؤذونه، يقولون: أخ كريم وابن أخ كريم، فكان كريمًا، والكرم من طبعه وخلقه -صلى الله عليه وسلم- قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
يا ربِّ صلِّ على المختارِ ما ضحكَتْ *** زواهرُ الرَّوضِ للأنداء والدِيَم
كيف لا يصدقون وهم ضمن ثلاثين ألفًا يقودهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى <تبوك> ليؤدب الروم في شمال الجزيرة العربية، وكان له ذلك. كيف لا يصدقون وهم يرون من كانوا ثلاثة أصبحوا مائة ألف، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك الموضع الذي أهين فيه على الصفا، يكبر ويقول: "خذوا عني مناسككم" في حجة الوداع، فيكبر وراءه مائة ألف قد شخصت الأبصار إليه؛ لتعرف نسكها منه –صلى الله عليه وسلم- عندها يعلم الجميع في ذلك الوقت وفي هذا الوقت أن العاقبة للمتقين. فليصدق الذين عاهدوا، فالعِبْرَة ليست بكثرة عدد، فمن ثلاثة إلى خمسة، إلى ثلاثمائة، إلى ألف وأربعمائة، إلى عشرة آلاف، إلى ثلاثين ألف، إلى مائة ألف. ما قاتل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عدوًا بعدد، وإنما قاتلهم بما هو أقل من عددهم، لكنها حكمة الله الربانية التي جعلت نقباء الفضل في الناس هم الأقل، كما جعلت الصقر بين الطير هم الأقل (كَم من فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) صدقوا ما عاهدوا صدقوا الله في تلقيهم للقرآن فتلألأت كلمات القرآن على شفاههم كما تتلألأ الكواكب في صفحات السماء ملئوا الجوانح بكلام الله فظهر أثر ذلك على الجوارح، رتَّلوا القرآن ترتيلا ينمُّ عن التأثر بما يتلون، وعلى وعي وحسن فَهْمٍ لما يقرؤون، تلذذوا بقراءة القرآن، تعلموه وعلموه، وجعلوه خلقهم، فما من آية تنزل إلا ويرون أنهم المعنيون بها دون غيرهم، ما سمعوا يا أيها الذين آمنوا إلا صاخوا بآذانهم يتلقون ما يؤمرون به؛ ليعملوا به، وما ينهون عنه لينتهوا عنه، فشرح الله صدورهم للإيمان بالقرآن، وأعلى قدرهم، ورفع ذكرهم ودرجتهم. يأتي أحدهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ذات يوم هلعًا، فزعًا، جزعًا، ترتعد فرائسه، فيقال: ما بك؟ قال: أخشى أن أكون هلكت يا رسول الله، قال- صلى الله عليه وسلم- ولِمَ ؟ قال: لقد نهانا الله أن نحب أن نحمد بما لم نفعل، وأجدني أحب الحمد، ونهانا عن الخيلاء، وأراني أحب الزهو. فمازال –صلى الله عليه وسلم- يهدئ من روعه حتى قال: " [يا ثابت بن قيس]؛ ألا ترضى أن تعيش حميدًا، وتقتل شهيدًا، وتدخل الجنة، فتبرق أسارير وجهه ويقول: بلى، بلى يا رسول الله، فيقول –صلى الله عليه وسلم-: إن لك ذلك فلا تسل عن حالك". ثم تتنزل آية الحجرات (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ) وكان رجلا جهير الصوت، يلازم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لا يفارقه، عندها يلزم بيته ولا يكاد يخرج إلا لأداء المكتوبة، فافتقده النبي –صلى الله عليه وسلم- فقال: من يأتيني بخبر [ثابت]، فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، فانطلق هذا الأنصاري فجاء إليه فإذا هو في بيته منكَّس الرأس، فقال: ما بك يا أبا محمد، قال: شر والله، قال: ما ذاك؟ قال: تعلم أني رجل جهير الصوت، وكثيرًا ما يعلو صوتي صوت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وقد علمت ما نزل في كتاب الله، والله ما أحسبني إلا حبط عملي، وأني من أهل النار، يرجع الرجل إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- ويقول: يا رسول الله، كان من أمره كذا وكذا، ويقول: كذا وكذا، قال: ارجع إليه فقل له: لست من أهل النار، أنت من أهل الجنة يا ثابت. فيأتي إليه ليخبره، فلا تسل عن المبشِّر، ولا تسل عن المبشَّر، ولا تسل عن الحال، حال وأي حال! وإذا به ينتظر تلك البشارة طوال حياته، يجاهد لله، ويجالد لله، وينطلق من معركة إلى معركة، إلى أن يصاب بموت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فيصاب كما أصيب المسلمون. ويرتد العرب فيكون في جند من يردون المرتدين إلى الواحد القهار، يوم جاء في المعركة، ورأى انخذال المسلمين، ورأى جرأة العدو، تحنط وتكفَّن ووقف على رؤوس المسلمين يقول: يا معشر المسلمين، والله ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بئس ما عوَّدتم عدوكم من الجرأة عليكم، وبئس ما عودتم أنفسكم من الانخذال لعدوكم. اللهم إني أبرأ إليك مما صنع هؤلاء، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء، ثم هبَّ هبَّة الأسد الضاري، فانطلق معه [البراء] [وزيد] [وسالم] فنشروا الرعب في قلوب المشركين، وسارت الحمية في قلوب المسلمين، فنصر الله المسلمين، وإذا به يخر صريعًا على تلك الأرض، ينتظر بشارة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. رضي الله عنه وأرضاه، وجعل أعلى علِّيين مثواه. قف أخرى معي وتأمل: يوم عاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من غزوة <ذات الرقاع> ونزل المسلمون شعبًا من الشعاب ليقضوا ليلتهم، فلما أناخوا رواحلهم، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من يحرسنا الليلة؟ فقام [عباد بن بشر]، [وعمار بن ياسر]، وقد آخى بينهما رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقالا: نحن يا رسول الله، خرجا إلى فم الشعب، فقال عبادُ لعمار: أتنام أول الليل أم آخره؟ فقال عمار: بل أنام أوله، اضطجع عمار غير بعيد، وبقي عباد يحرس جند رسول الله، أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، هدأت العيون، وسكنت الجفون، ولم يبقَ إلا الحي القيوم، عندها تاقت نفس عباد للعبادة، واشتاق قلبه للقرآن، فقام يصلي؛ ليجمع متعة الصلاة إلى متعة التلاوة، وطفق يقرأ سورة الكهف، يسبح مع آيات الله البينات، ويراه رجل من المشركين يصلي على فم الشعب، فعرف أنه حارس جيش رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: لئن ظفرت به لأظفرن بجيش رسول الله –صلى الله عليه وسلم على نبينا محمد- فوتر قوسه وتناول سهمًا من كنانته ورماه به فوضعه فيه، فانتزعه عباد من جسده ورمى به، ومضى يتدفق في تلاوته، ورماه بالآخر فانتزعه ومضى يتدفق في تلاوته، ورماه بالثالث فانتزعه، وإذا الدماء تنزف منه، فزحف إلى عمار وأيقظه قائلا: لقد أثخنتني الجراح، عليك بثغر رسول الله –صلى الله عليه وسلم-. ولَّى المشرك هاربًا، وأمَّا عمار فنظر –ويا للهول- أثخنته الجراح، فقال: رحمك الله هلا أيقظتني من عند أول سهم رماك به، فقال عباد واسمعوا إلى ما يقول: كنت في سورة أقرأها، فلم أحب أن أقطعها حتى أفرغ منها، وأيم الله؛ لولا خوفي أن أضيع ثغرًا أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظه لكان قطع نفسي أحب إلي من قطعها. لا نامت أعين الجبناء، لا نامت أعين التنابلة والكسسسسسسسالى والبطالين.
يا ابنَ الهُدَى *** يا فَتَى القرآنِ
دعكَ مِنَ الأوْهَامِ *** جلجَلَ أمرُ الله أنْ أَفِقِ
تلذذوا بمناجاة الله في الخلوات، فما عدلوا بذلك شيئًا. عبر أحدهم عن تلك اللذة يوم قال: والله لولا قيام الليل بكلام الله ما أحببت البقاء في هذه الدنيا. ووالله إن أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم، وإنه لتمر بالقلب ساعات يرقص القلب فيها طربًا بذكر الله، حتى أقول إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه إنهم لفي نعيم عظيم وعبر الآخر عن لذته بمناجاة الله بقوله: والله لو علم الملوك، وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف، فقال قائل: وما الذي أنتم فيه تتلذذون، وبه تتلذذون؟ قال: لذة مناجاة الله في الخلوات. هذه حالهم يا متأمل، هذه حالهم يا متبصر، فما حالنا؟
كُثُرٌ لكنْ عديدٌ لا اعتدادَ بِهِ *** جمعٌ لكنْ بديدٌ غيرُ متَّسِقِ
شككتْ نفسي مهانتكم *** أنكمُ يا قومِ منْ مُضَرٍ
خَبِّرُونِي أين حِسِّكُمُ *** لأزْيَدِ الوَخْزِ بالإبرِ
نطقنا بالعربية والقرآن فما نكاد نلحن، ولحنا بالعمل فما نكاد نعرب، قنعنا بفصاحة اللسان مع عُجْمة الجنان
وكانَ البرُّ فعلا دونَ قولٍ *** فصارَ البرُّ نُطقًا بالكلامِ
إنهم لم يتلذذوا بالقرآن فحسب، بل عملوا بمقتضاه، وطبقوه واقعًا عمليًا لا نظير له في تاريخ الأمة، فإذا بك ترى [أبا طلحة] الأنصاري وهو يسمع قول الله: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) فيبادر فيجعل أفضل بساتينه في سبيل الله صدقة؛ يرجو برها وزخرها عند الله، ليس هذا فحسب، بل يفتح كتاب الله فيقرأ قول الله: (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً) فيقول لأبنائه: جهزوني جهزوني. يا لله شيخ كبير لاف على الثمانين لم يعذر نفسه، فيقول أبناؤه: رحمك الله، جاهدت مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ومع أبي بكر وعمر –رضي الله عنهما- وصرت شيخًا كبيرًا، فدعنا نغزوا عنك، قال: والله ما أرى هذه الآية إلا استنفرت الشيوخ الشبان، ثم أبى إلا الخروج لمواصلة الجهاد في سبيل الله، والضرب في فجاج الأرض؛ إعلاء لكلمة الله، وإعزازًا لدين الله، فيشاء الله يوم علم صدق نيته أن يكون في الغزو في البحر لا في البر ليكون له الأجر مضاعفًا، وعلى ظهر السفينة في وسط أمواج البحار المتلاطمة يمرض مرضًا شديدًا يفارق على إثره الحياة، فأين يدفن وهو في وسط البحر؟ ذهبوا ليبحثوا له عن جزيرة ليدفنوه فيها فلم يعثروا على جزيرة إلا بعد سبعة أيام من موته وهو مسجى بينهم لم يتغير فيه شئ كالنائم تمامًا، وفي وسط البحر بعيدًا عن الأهل والوطن نائيًا عن العشيرة والسكن دفن [أبو طلحة]، وما يضره أن يدفن بعيدًا عن الناس ما دام قريبًا من الله -عز وجل-، ماذا يضره أن يدفن في وسط جزيرة لا أعلمها ولا تعلمها، يوم يجبر الله -بإذن الله- له كل مصاب بالجنة. لا نامت أعين الجبناء
ويلٌ لكم هل سِوَى الأكفانِ حُجَّتُكُم *** وهلْ يكونُ سوى الأكفانِ حَظَّكُمُ
هيَّا اسلبُوها من الأجْداثِ باليةً *** ثم البسوها وقُولُوا الإرثُ إرثُكُمُ
صدقوا ما عاهدوا فكان القرآن فيصلا في المواقف التي يحار فيها أولو الألباب، ما كانوا يرجعون إلا إلى كتاب الله؛ ففي يوم موت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أصيب المسلمون وفجعوا، وفقد بعض الصحابة الصواب، حتى قال: والله ما مات، فإذا بأبي بكر تربية القرآن، إذا به يتلو ويقول: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ) فعلموا بذلك أنه مات، حتى أن بعضهم سقط ما كادت تحمله رجلاه، وحق له ذلك، ويختلف المسلمون بعد ذلك فيمن يخلف رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فقال المهاجرون: نحن أولى بخلافة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وقال بعض الأنصار: نحن أولى بها، وقال بعضهم: بل تكون فينا وفيكم؛ منَّا أمير ومنكم أمير، وكادت تحدث الفتنة ونبي الله لا زال بين ظهرانيهم ولم يدفن بعد، وإذا بأهل القرآن بكلماتهم الناصعة التي تئد الفتنة في مهدها ينطقون، إذا [بزيد بن ثابت] –رضي الله عنه- تربية القرآن يقول: يا معشر الأنصار: إن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان من المهاجرين، فخليفته مهاجر مثله، وكنا أنصارًا لرسول الله –صلى الله عليه وسلم- فنكون أنصارًا لخليفته، ثم بسط يده إلى أبي بكر –رضي الله عنه- وقال: هذا خليفتكم فبايعوه، فبايعوه فبايعوه ووئدت الفتنة في مهدها. هذا صدقهم مع كتاب الله، أصلحوا سرائرهم ففاح عبير فضلهم، وعبقت القلوب بنشر طيبهم. فالله الله في كتاب الله قراءة وتدبرًا وعملا؛ لأننا جعلناه –ومع الأسف- للمآتم صوتًا ومحدثًا، قبلناه وأكثرنا تقبيله، وما قبلناه ولم يلامس شغاف قلوبنا، ادَّعينا حب من أُنزل عليه القرآن، ثم أحدثنا ما أحدثنا، وكل محدث ضلال، ومن عمل عملا ليس عليه أمر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أو أحدث في أمر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ما ليس منه فهو رَدٌّ. فالله الله في القرآن، والله الله في السرائر والأعمال وفق شرع الرحمن وعلى طريقة خير الأنام؛ فإنه لا ينفع مع فساد السرائر وتنكُّب الأتباع صلاح ظاهر (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) صدقوا ما عاهدوا، صدقوا في فقههم لدينهم، وفي طلبهم العلم ليعملوا به "ومن يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين" "وخيركم من تعلم القرآن وعلَّمه" فإذا براعي الغنم في باديته رأس ماله في الحياة غنيماته يتركها يوم سمع بوصول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، يتركها وهي أعز وأنفس ما لديه في تلك الفترة؛ لينطلق إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- فيشهد شهادة الحق، ويبايع المصطفى –صلى الله عليه وسلم- ثم يعود إلى غنيماته، ويسلم معه اثنا عشر راعيا. اجتمعوا يومًا من الأيام وقالوا: لا خير فينا إن لم نقدم على رسول الله –صلى الله عليه وسلم ليفقهنا في ديننا، ويسمعنا ما ينزل عليه من وحي السماء، ثم اتفقوا على أن يمضي كل يوم منهم واحد إلى المدينة، فيتفقه في الدين، ويسمع ما نزل من القرآن، وما نزل من الأحكام، فيرجع فينقله إليهم. يقول [عقبة] وهو أولهم: كنت أقول: اذهبوا واحدًا تلو الآخر وأنا أحفظ لمن ذهب غنمه؛ لشدة إشفاقه على غنمه أن يتركها لأحد من الناس. طفقوا واحدًا بعد الآخر يذهبون ويرجعون فيأخذ عقبة منهم ما سمعوا، ويتلقى عنهم ما فقهوا. يقول عقبة: ثم ما لبثت بعد ذلك أن رجعت لنفسي، وقلت: ويحك يا نفس، من أجل غنيمات لا تسمن ولا تغني من جوع تفوت على نفسك صحبة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والأخذ عنه مشافهة بلا واسطة، والله لا يكون ذلك، ثم يتنحى عن أنفس ما لديه؛ عن غنمه، لكن إلى الغنيمة فيلزم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يمضي معه أينما سار، يأخذ بزمام بغلته، يمضي بين يديه أنَّى اتجه، وكثيرًا ما أردفه –صلى الله عليه وسلم- على دابته، وربما نزل –صلى الله عليه وسلم- عن بغلته ليركب عقبة. جعل يَعُبُّ من مناهل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- العذبة حتى غدا مقرئا محدِّثًا فقيها فَرَضِيًا أديبًا فصيحًا شاعرًا، بل كان من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، وكان إذا هدأ الليل، وسكن الكون، انصرف إلى كتاب الله –عز وجل- ليقرأ، فتصغي أفئدة الصحابة لترتيله، وتخشع قلوبهم، وتفيض بالدمع أعينهم من خشية الله –جل وعلا- حتى كان يدعوه عمر –رضي الله عنه- ويقول: اعرض عليَّ شيئًا من كتاب الله، فيجعل يقرأ من آيات الله ما يتيسر وعمر يبكي حتى تبلل الدموع لحيته. قاد الجيوش فكان قدوة قائدة، وولي ولاية فعدل، ورمى وتعلم الرمي، وجاهد وجالد حتى لقي الله مخلِّفًا تَرِكَة المجاهدين الصادقين، ما تركته؟ إنها بضع وسبعون قوسًا، أوصى أن تكون في سبيل الله. فرضي الله عنه وأرضاه، وعن جميع أهل القرآن. صدقوا حتى قيل لأحدهم وقد استغرق طلب العلم وكتابته وتبليغه وقته، قيل له: إلى متى تكتب العلم؟ إلى متى وأنت تكتب في تلك العلوم؟ فقال: لعل الكلمة التي فيها نجاتي لم تكتب بعد. ما يدري المرء متى يقول الكلمة فيهدي الله بها خلقًا كثيرًا، ما يدري المرء متى يقول الكلمة أو يكتب الكلمة الصادقة فتنجيه بين يدي الله. صدقوا حتى إن أحدهم لتعاتبه زوجته على كثرة شراء الكتب فيقول هو رادًّا عليها:
وقائلةٌ أنفقتَ في الكتبِ *** ما حَوَتْ يمينُك من مالِ
فقلتُ دعيني لعلِّي أَرَى فيه *** كتابًا يَدُلني لأخذِ كتابِي آمنًا بيميني
صدقوا حتى قيل لأحدهم: بم كنت عالمًا من بين أقرانك وأترابك؟ قال: لأني أنفقت في زيت المصباح لأدرس العلم في الكتب مثلما أنفقوا في شرب الخمور، وفرق بين رهط بالعلم قد زكاها، وأُخَرُ بالمعازف ورنات الكؤوس والغفلة قد دساها و(قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) صدقوا ما عاهدوا، صدقوا فضَحُّوا بالنَّفس والنفيس في سبيل الله. صدقوا فتحمَّلوا الجوع والعطش والبرد والأذى؛ لخدمة هذا الدين. صبروا على الامتحان وآثروا العقيدة على نعيم الدنيا، فتركوا أموالهم وعشيرتهم وأوطانهم وهاجروا فارين بدينهم، فرضي الله عنهم وأرضاهم. استحقوا أن يخلِّد الله ذكرهم في كتابه بما وصفهم به من عاطر الثناء، وحفظ لهم قدرهم في الأمة على مدى الزمان، فإذا بأحدهم؛ وهو [عبادة]- رضي الله عنه- يقول للمقوقس: وما منا رجل إلا ويدعو ربه صباحا ومساء أن يرزقه الشهادة، وألا يرَّده إلى بلده، ولا إلى أرضه، ولا إلى أهله وولده وماله، وليس لأحد منا هَمٌّ فيما خلَّفه، وقد استودع كل واحد منا ربه أهله وولده وماله، وإنما همُّنا ما أمامنا. بذلوا أرواحهم في سبيل الله حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله، فنحن كذلك؟ اللهم اجعلنا جميعًا كذلك، آمين يا رب العالمين. أحبتي في الله؛ لم يكن طريق الصحابة ومن تبعهم بإحسان معبَّدًا، مفروشًا بالزهور والورود، بل كان محفوفًا بالأخطار، وكان الدخووول فيها امتحانًا شاقًّا لا يجتازه إلا الهمم الشامخة، والرؤوس العالية التي حازت الإيمان والإخلاص والمجاهدة والجهاد.
سَلُوا بلالا وعمارًا ووالدَه *** عنِ السلاسلِ والرَّمْضاءِ والأَلَمِ
مر رجل [بالمقداد بن الأسود] -رضي الله عنه- فقال له: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والله لوددنا أن رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شهدت، فقال المقداد: ما يحمل أحدكم على أن يتمنى محضرًا غيبه الله عنه لا يدري لو شهده كيف يكون فيه، والله لقد حضر رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أقوامٌ كبَّهم الله على مناخرهم في جهنم؛ إذ لم يجيبوه، ولم يصدقوه، أو لا تحمدون الله إذ أخرجكم لا تعرفون إلا ربكم، مصدقين بما جاء به نبيكم وقد كفيتم البلاء بغيركم. والله لقد بعث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على أشد حال بعث عليه نبي من الأنبياء في فترة وجاهلية ما يرون دينًا أفضل من عبادة الأوثان، فجاء بفرقان فرَّق به بين الحق والباطل، وفرق به بين الوالد وولده، حتى إن الرجل ليرى والده أو ولده أو خاله كافرًا وقد فتح الله قفل قلبه للإيمان ليعلم أنه قد هلك من دخل النار فلا تقر عينه وهو يعلم أن حميمه وقريبه في النار، وإنها للتي قال الله: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) لقد كان معظم الصحابة فقراء ومن لم يكن فقيرًا فقد ترك ماله يشري نفسه ابتغاء مرضات الله، وكانت الدولة الناشئة في المدينة لا تملك الأموال، فلا مطمع لمن يدخل في دين الله، في نيل المال أو الجاه أو أي عرض من أعراض الدنيا. ومن طريف الروايات التي تصور فقرهم وحالهم ما أخرج [البخاري] في صحيحه عن [سهل بن سعد] –رضي الله عنه- قال: كانت منَّا امرأة تجعل لها في مزرعة لها سلقًا –نوع من الخضار- فكان إذا جاء يوم الجمعة تنزع أصول السلقة، وتجعله في قدر، ثم تجعل معه قبضة من شعير تطحنه، قال سهل: فكنا ننصرف إليها من صلاة الجمعة فنسلِّم عليها، فتقرب لنا ذلك الطعام، والله إنا كنا لنتمنى يوم الجمعة من أجل ذلك الطعام، ونفرح بيوم الجمعة لأجله مع أنه طعام لا شحم فيه ولا وَدَك، وما عند الله خير وأبقى. ثم تجيل نظرك فإذا أنت [بصهيب] قد أزمع الهجرة للحاق برسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يسعه أن يبق بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجهز له كفار قريش فرقة مراقبة تتابعه؛ لئلا يذهب بماله، وفي ذات ليلة أكثر من خروجه للخلاء للتعمية والتغطية عليهم، فما يلبث أن يعود من الخلاء حتى يخرج مرة أخرى، وهم يراقبونه حتى قال قائلهم: لقد شغلته اللات والعزى ببطنه، فقروا عينًا الليلة، أسلموا أعينهم للكَرَى مطمئنين، فتسلل صهيب من بينهم، ولم يمضِ إلا قليل حتى فطن له أولئك، فهبوا مذعورين قلقين فزعين خائفين، وامتطوا الخيل، وأطلقوا أعنتها خلفه حتى أدركوه، ولما أحس بهم –رضي الله عنه وأرضاه- وقف على مكان عال وأخرج سهامه من كنانته –وهم يعرفون صهيب جيدًا- وبرى قوسه، وقال: يا معشر قريش، تعلمون أني من أرمى الناس، والله لا تصلون إليَّ حتى أقتل بكل سهم منكم رجلا، ثم أضربكم بسيفي ما بقي منه بيدي شئ، فقال قائلهم: والله لا ندعك تفوز بنفسك ومالك؛ لقد أتيتنا صعلوكًا فقيرًا فاغتنيت وبلغت ما بلغت ،ثم تذهب به كلا واللات، قال: أرأيتم إن تركت لكم مالي أتخلون سبيلي، قالوا: نعم، فدلَّهم على موضع ماله، وأطلقوا سراحه، فانطلق فارًا بدينه غير آسف على مالٍ أنفق زهرة العمر في تحصيله. يستفزُّه ويحدوه الشوق إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فلما بلغ قباء رآه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فهشَّ له وبشَّ وقال: " ربح البيع أبا يحيى، ربح البيع أبا يحيى، ربح البيع أبا يحيى". الله، لا الدنيا وشهواتها وزخارفها ولذائذها ومتعها لا تساوي ربح البيع أبا يحيى، علت الفرحة وجه صهيب، وحقًا والله ربح البيع (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابتغاء مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) ثم انظر أخرى فإذا أنت بآخر، إنه [حكيم]، يسلم إسلامًا يملك عليه لبَّه، ويؤمن إيمانًا يخالط دمه، ويمازج قلبه، وهو يقطع على نفسه عهدًا أن يكفر عن كل موقف وقفه في الجاهلية، أو نفقة أنفقها في عداوة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بأضعاف أضعافها، وقد بَرَّ في قَسَمِه، وصدق فيما عاهد، فإذا بك تتخيل وتنظر فإذا حكيم قد آلت إليه دار الندوة التي كانت تعقد قريش مؤتمراتها فيها في الجاهلية، ويجتمع ساداتها وكبراؤها فيها ليأتمروا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- تخيله وهو يتخلص من تلك الدار مسدلا الستار على ماض بغيض أليم، ويبيعها بمائة ألف درهم، فيقول فتى من قريش: بعت مكرمة قريش يا حكيم، فقال: يا بني؛ ذهبت المكارم كلها، ولم يبقَ إلا التقوى، أو ما يسرك يا بني أن أشتري بها دارًا في الجنة؟ إني أشهدكم أني جعلت ثمنها في سبيل الله؛ أرجو ذخرها وبرها عند الله، وربح البيع، ثم أنظر إليه أخرى يوم يحج بعد ذلك، فيسوق أمامه مائة ناقة مجللة بالأثواب الزاهية، ثم ينحرها جميعها؛ تقربًا إلى الله تعالى، ولا تعجب يوم يحج ثانية فيقف في عرفات ومعه مائة من عبيده قد جعل في عنق كل واحد منهم طوقًا من فضة، نقش عليه عتقاء لله -عز وجل- ثم يعتقهم جميعًا على عرفات، ويسأل الله -عز وجل- أن يعتق رقبته من النار، ثم يحج ثالثة فيسوق أمامه ألف شاة، ثم يريق دماءها كلها في منى، ويطعم بلحومها فقراء المسلمين؛ تقرُّبًا لله -عز وجل- فلا تنساه البطون الجائعة، ولا الأكباد الظامئة ما دام على الأرض بطن جائع أو كبد ظمأى.
يا ناعمَ العَيشِ والأموالُ بائدةٌ *** أين التبرعُ لا ضَاقتْ بكَ النِّعَمُ
كان المال في أيديهم لا يدور عليه الحول حتى ينفقه في سبيل الله
لا يألفُ الدرهمُ المضروبُ سُرَّتهم *** لكِنْ يمرُّ عليها وهو يستبقُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo mamdouh
مستشاراداري
مستشاراداري
abdo mamdouh


ذكر
عدد المساهمات : 2131
الدولة : مصر
وسام اوفياء المنتدى
تاريخ التسجيل : 13/03/2011
العمر : 29
الموقع : Ägypten
مزاجى : خطبة الجمعه 665449037
المهنة : خطبة الجمعه Studen10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 1 يوليو - 12:17

اولا
تسلمى صمت لسدك مكان غيابى
ثانيا
اذا كان التميز فهو حضرتك مستر اشرف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايمى2011
المشرفة العامة
المشرفة العامة
ايمى2011


انثى
عدد المساهمات : 1273
خطبة الجمعه 7aV76083
الدولة : مصر
وسام المشرفة المميزة
تاريخ التسجيل : 06/02/2011
العمر : 28
الموقع : مصر
مزاجى : خطبة الجمعه 665449037
المهنة : خطبة الجمعه Studen10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 1 يوليو - 13:05

بارك الله فيكما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo mamdouh
مستشاراداري
مستشاراداري
abdo mamdouh


ذكر
عدد المساهمات : 2131
الدولة : مصر
وسام اوفياء المنتدى
تاريخ التسجيل : 13/03/2011
العمر : 29
الموقع : Ägypten
مزاجى : خطبة الجمعه 665449037
المهنة : خطبة الجمعه Studen10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 1 يوليو - 13:32

وفيكى ايمى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ليس زمنى
 
 
ليس زمنى


انثى
عدد المساهمات : 1386
خطبة الجمعه 7aV76083
الدولة : مصر
تاريخ التسجيل : 18/04/2011
مزاجى : خطبة الجمعه 665449037

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 1 يوليو - 19:33

جعله الله فى ميزان حسناتك
وجزاك الله الفردوس الاعلى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo mamdouh
مستشاراداري
مستشاراداري
abdo mamdouh


ذكر
عدد المساهمات : 2131
الدولة : مصر
وسام اوفياء المنتدى
تاريخ التسجيل : 13/03/2011
العمر : 29
الموقع : Ägypten
مزاجى : خطبة الجمعه 665449037
المهنة : خطبة الجمعه Studen10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 1 يوليو - 22:20

اسعدنى مورك

ليس زمنى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
adhammorad
كبار الشخصيات
كبار الشخصيات
adhammorad


ذكر
عدد المساهمات : 3110
خطبة الجمعه 7aV76083
الدولة : مصر
النواية الحسنه
تاريخ التسجيل : 27/06/2011
الوسام الذهبى
مزاجى : خطبة الجمعه 665449037
المهنة : خطبة الجمعه Unknow10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 1 يوليو - 22:28

جزاكى الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo mamdouh
مستشاراداري
مستشاراداري
abdo mamdouh


ذكر
عدد المساهمات : 2131
الدولة : مصر
وسام اوفياء المنتدى
تاريخ التسجيل : 13/03/2011
العمر : 29
الموقع : Ägypten
مزاجى : خطبة الجمعه 665449037
المهنة : خطبة الجمعه Studen10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 8 يوليو - 12:22

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين … أما بعد / فإن قلوبَنا أمانة يجب أن نقوم بحقّها ، وكثيراً ما يشتكي المسلم قسوة من قلبه ويقول : أريد أن أُعالج هذا القلب المريض ، فكيف أُليِّنُهُ ؟ وكيف أُرقِّقُهُ ؟ وكيف أجعله عامراً بذكر الله ؟ هذه القلوب يا عباد الله لابد لها من تعاهد ومراعاة ، وإعمار ومداواة ، هذه القلوب التي إذا صدئت بكرِّ الذنوب وتواليها عليها صار صاحبُها بعيداً عن الله عاملاً بالمعاصي ، فإذا قُبض على هذه الحال كانت المصيبة العظيمة ، كيف نعالج قلوبَنا ؟ كيف نداوي هذه القلوب ونُرققها ؟ إن العلاجات الإسلامية وهذه الأمور الشرعية التي جاءت في هذا الباب مُتعدّدة ، وهناك علاجٌ مهم جداً للقلوب نريد أن نلقي عليه المزيد من الاهتمام ، ونُحيطه بكثير من الرعاية ، ألا وهو: المساجد ، ماهي العلاقة بين القلب وبين المسجد ؟ وكيف يكون المسجد طريقاً لإصلاح القلب ؟ أيها المسلمون : إن نبيّنا صلى الله عليه وسلم قد ذكر في السبعة الذين يُظلُّهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (( ورجل قلبه معلق بالمساجد )) فهناك علاقة إسلامية قوية بين القلب والمسجد ، (( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال ، رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار )) هذه البقاع الأرضية التي تُنظِّرها الأنوار السماوية ، وترفُّ عليها الملائكة بأجنحتها ، هذه أفضل البقاع عند الله ، أماكن المنافسة في الخيرات ، أماكن اجتماع المؤمنين ، وأداء العبادات ، ونزول الملائكة والرحمات ، هذه الأماكن التي تُغسل فيها القلوب ، وينجلي صدؤُها ، هذه الأماكن التي يجتمع المؤمنون فيها معاً ، طاعة لله عز وجل ، والرؤوس تتساوى مع الأجساد القائمة لله تعالى ركوعاً وسجوداً وقياماً وخضوعاً ، عباد الله : إن هذه الدعوة الكريمة التي تنطلق من هذه البيوت تكبيراً لله عز وجل ، إنها كفيلة فعلاً بأن تُوقظ القلوب النائمة ، وأن تُعيد القلوب الغافلة إلى رُشدها ، عندما يكون قلب المؤمن سراجاً في المسجد وقنديلاً فيه معلّق ، عندما يكون معلقاً في هذا المكان يحصل له من الطُمأنينة والسكينة ما الله به عليم ، قلبه معلق في المسجد ... شبه القلب بالقنديل والقنديل ملازم للمسجد ، فهذا رجل كثير الملازمة للمسجد لايخرج منه حتى يعود إليه ، أو التعليق بشدة الحُب ، فهذا قلب معلّق بالمسجد ، إنه يُحبه حباً جماً ، معلق بالمساجد من حبِّها أو من طول ملازمتها معنيان جليلان ، ذكرهما العلماء في هذه المسألة ، هنا السماوات تبدو قُرب طالبها … هنا الرحاب فضاء حين يُلتمس … هنا الطهارة تحيا في أماكنها … لا الطِّيب يبلى ولا الأصداء تندرسُ ،، فإذاً ملازمة المساجد وكثرة الذهاب إليها وإعمارها بطاعة الله عز وجل علاجٌ عظيم لنا في قلوبنا ، إنه فعلاً دواءٌ لمن يبحث عن الدواء ويشتكي من الداء ، وقلوبنا فيها أدواء وشهوات وشبهات ، إن نبينا صلى الله عليه وسلم من حُبه للمسجد لما مرِض مرَض الموت أمر أن يُخرج به يُهادى بين رجلين من أهله ، تقول عائشة : كأني أنظر رجليه تخُطان من الوجع ، تخُطان لأنه لم يكن يقدر على رفعهما من الأرض ، يا عبدالله : إذا خرجت إلى المسجد فأنت في ضمان الله عز وجل ، أنت في حفظه وأنت في رعايته ، إنك إذا خرجت إلى المسجد متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجرُك كأجر الحاج المُحرم كما جاء عند أبي داود في الحديث الحسن . أيها المسلمون : قيام نصف ليلة ليس شيئاً سهلاً لكنه يُدرك بصلاة العشاء جماعة في المسجد ، وإحياء الليل كلِّه في الصلاة هو أمر صعب وشاق لكنه يُدرك بصلاة الفجر جماعة في المسجد ، إن أربعين يوماً بمائتي صلاة تُدرك فيها تكبيرة الإحرام تحصل لك بها شهادتان عظيمتان ، ليس من أرقى الجامعات ، وإنما من رب الأرض والسماوات شهادة فيها براءة من النار ، وشهادة فيها براءة من النفاق ، إذا أدركت التكبيرة الأولى في صلاة الجماعة في المسجد ، فكيف تكون مُدركاً لها ؟ أولاً : أن تكون قائماً في الصف حين يُكبِّر الإمام تكبيرة الإحرام ، وثانياً: أن تُكبِّر معه مباشرة ، وعند ذاك تُدرك تكبيرة الإحرام ، بمائتي صلاة في أربعين يوماً تحصل لك هاتان البراءتان العظيمتان ، وقد جرّب بعض الناس ذاك فوجد فيه من النعيم العظيم والسكينة والهداية شيئاً كبيراً ، إذاً كان تطبيق هذا الحديث عند البعض سبباً في استقامتهم وتحويل المسار في حياتهم ، أيها الإخوة : لما قال بعض السلف : إننا في نعيم لو يعلم عنه الملوك لجالدونا عليه بالسيوف ، إنهم كانوا يقصدون تلك الطمأنينة والسكينة والراحة النفسية التي كانوا يجدونها في مثل بيوت الله عز وجل ، في مثل هذه الشعيرة العظيمة وهي إتيان بيوت الله تعالى ، ولذلك لم يكونوا مستعدين للتنازل عنها إطلاقاً ، التنازل عن النعيم والسرور والانشراح الذي وجدوه في المساجد ، ولذلك قيل لسعيد بن المسيِّب رحمه الله وقد اشتكى عينه مرةً : لو خرجت إلى العقيق ــ مكان خارج المدينة ــ فنظرت إلى الخضرة لعل النظر إلى الخضرة يعالج عينك ، فقال : فكيف أصنع بشهود العتمة والصبح ، كيف أصنع بفوات صلاة العشاء والفجر مع الجماعة ، ولذلك ما نُودي للصلاة أربعين سنة إلا وسعيد بن المسيِّب في المسجد ، ولما تزوج الحارث بن حسان رحمه الله امرأة في ليلة من الليالي فحضر صلاة الفجر مع الجماعة ، قيل له : أتخرج وإنما بنيت في أهلك الليلة ؟ فقال : والله إن امرأة تمنعني من صلاة الفجر في جمعٍ لامرأة سوء ، لا يمكن أن أقبل بها ، فهو إذاً يُدرك صلاة الفجر حتى في صبيحة عُرسه في جماعة ، والله لقد رأيتُنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ، ولقد كان يؤتى بالرجل يُهادى بين رجلين حتى يُقام في الصف ، وقد نُقل عن عدد من السلف أنهم كانوا يُؤتى بهم إلى المساجد محمولين ، هذا التعليق للقلب بالمساجد والحرص على ذلك يؤدي إلى أن يلقى الإنسانُ ربّه وهو عنه راضٍ ، وقد حضرت المنيّة جماعة من السلف وهم في المساجد ، لكثرة تعلُّقهم بها عباد الله : إن الملَك يغدو برايته مع أول من يغدو إلى المسجد ، فلا يزال بها معه حتى يرجع فيدخلَ بها منزلَه ، هذا حديث صحيح موقوف جاء عن أحد الصحابة ، وهذا يدل على شرف أول من يذهب إلى المسجد ، وهذا تكريم من الله تعالى للعُبّاد ، وهناك تشريف من الله تعالى للذين يأتون إلى بيته ، ليس للذين يأتون إلى المسجد فقط بل حتى العودة منه ، وتقعد الملائكة على أبواب المساجد في يوم الجمعة تكتب أسماء الناس ، الأول والثاني والثالث وهكذا حتى إذا خرج الإمام رُفعت الصحف ، هذا التكريم من الله تعالى لهؤلاء المرتادين دليل على شرفهم عنده ، وليُبشر هؤلاء المشّائين في الظُلَم في العشاء والفجر إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ، وانتظار صلاة بعد صلاة في المسجد كتابٌ في عليين ، (( وما أدراك ما عليون ، كتاب مرقوم ، يشهده المقربون )) ، وقدوم إلى الصف الأول وتنافسٌ عليه ، ولو يعلمون ما فيه من الأجر لاقترعوا قرعة أيهم يفوز بمكان في الصف الأول ، إن هذا الخروج طهارةً قلبية وبدنية وإخلاصاً لله إلى المساجد له آثار كبيرة ، هذه المساجد بيوت المتقين ، هذه المساجد التي كان الصالحون يؤدبون أولادهم في حضورها ، كان صالح بن كيسان رحمه الله يؤدب ولد أمير المؤمنين ويتعاهده في صلاة الجماعة ، فأبطأ الولد يوماً عن الصلاة ، فقال له : ما حبسك ؟ هذه المحاسبة وليس الإهمال والتفريط ، وليس الذين يضيعون محاسبة الأولاد حتى عن الوقت كله وليس فقط عن صلاة الجماعة في المسجد ، قال : ما حبسك ؟ قال : كانت مُرجِّلتي تُسكّن شعري ، قال : بلغ من تسكين شعرك أن تُؤثره على الصلاة ! فأخبر أباه ولم يزل يُكلِّمه حتى حلق شعره ، تأديباً له على تفويته لصلاة الجماعة من أجل تأجيل شعره ، فكيف بمن يرى أبناءه يتخلفون عن صلاة الجماعة أو لا يحضرونها وهم منشغلون بمتابعة القنوات الفضائية أو مشتغلون بملهيات أخرى ثم لا يكلمهم أو يؤدبهم ؟ إنه بحق قد ضيع الأمانة ، ولقد كان بعض السلف يسجد سجدة بعد المغرب في صلاة نافلة فلا يرفع منها إلا عند أذان العشاء ، كما حصل ذلك لسفيان الثوري رحمه الله ، وانظر لحماد بن سلمة فقد مات وهو في صلاة في المسجد ، وهكذا أبو عبدالرحمن السلمي رحمه الله ، وهكذا كان عُباد السلف يصبرون على العبادة ، بأتون إلى المسجد في كل وقت وحين ولا يمكن أن يُضحُّوا بخمس وعشرين درجة ، وإذا كان اشتياق الإنسان إلى المسجد عظيماً دلّ ذلك على شدة الإيمان في القلب ، ينبغي علينا عباد الله أن نكون دائماً في هذا العلاج ، وأهل التربية يتحدثون باستمرار عن أسباب جلاء القلب وأنواع التربية الإيمانية فلنعلم أن في هذا المسجد معدن عظيم فليُقم الإنسان عليه سيجد بلا شك ارتفاع الإيمان وزيادته وصلاح القلب وانشراحه ، فهلُمّ إلى هذه العبادة المباركة ، إتيان المساجد لأجل إصلاح القلوب ورِفعة الدرجات ، والقرب من الله سبحانه وتعالى ، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل بيوته ، ومن عمَّرها بالطاعات ، وممن أتوها إخلاصاً له سبحانه وتعالى ، أقول قولي هذا ، وأستغفر الله العظيم من كل ذنب ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم … الخطبة الثانية الحمد لله رب الأولين والآخرين ، الحي الذي لا يموت والإنس والجن يموتون ، أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، وأشهد أن محمداً رسول الله ، الرحمة المهداة ، المصطفى من خلق الله ، والأمين على وحي الله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً . عباد الله : إن الإنسان إذا قدم بيت الله لا يعدم خيراً ، من فريضة يؤديها ، أو نافلة كتحية المسجد يركعها ، أو انتظار صلاة يكون في أجر الصلاة ، أو ذكر ودعاء مُجاب بين الأذان و الإقامة ، أو ملائكة تُصلي عليه في مجلسه وتدعوا له ، ودعاء الملَك المطهر من الذنوب ليس كدعاء المذنبين ، وأخ صالح يلقاه ، فلو أردت الصالحين أين تجدهم ؟ المكان الأول لوجود الصالحين والأخيار هي المساجد ، المساجد هي المجتمع للمؤمنين ، المساجد هي المحضن للتربية الإيمانية التي تصقل القلوب . أيها الإخوة : كانت مساجد المسلمين في القديم عامرة بذكر الله وحلق العلم ، كانت المساجد مجالات عظيمة للخير ، إن الإتيان إليها والله يزيد الإنسان أجراً وشرفاً ، فينبغي أن نحرص عليه ، وأن نواظب على هذا الإتيان ، وأن نفكر دائماً في الأجر المترتب على الإتيان ، كل خطوة ترفع درجة وتمحو سيئة وتزيدك حسنة والحسنات تُضاعف عند الله ، كان السلف يستحبُّون مقاربة الخطى في المشي إلى المساجد لزيادة الحسنات ، وبسكينة ووقار ، لا يُشبكنّ بين أصابعه وهو ذاهب إلى المسجد ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا ، وهو يُنافي الخشوع ، ومن جاء إلى المسجد فهو في صلاة ، فينبغي أن يكون في تؤدة وسكينة . أيها المسلمون : إن بيوت الله تعالى كانت عُرضة للهدم من أعداء الله ، لأنهم عرفوا قيمتها ربما أكثر من بعض المسلمين ، فوجهوا إليها أنواع التدمير ، ولذلك فإن الزيادة في حضورها وإنعاش دورها ، مطلبٌ عظيم لكل معظّم للدِّين والتوحيد ومُريدٍ لنصرة الإسلام ، لأن في قلوب أعدائنا غلاً وحقداً عظيماً على هذه المباني التي تُبنى لذكر الله وكم قاموا بهدم المساجد في كثير من بلاد المسلمين ، وفي إحدى الدول كان الأعداء يجعلون إمام المسجد جاسوساً لهم يُسجل أسماء الحاضرين في صلاة الفجر لتنالهم العقوبة ، إلى هذه الدرجة من الحقد والكراهية ، إذاً نحن نحمد الله تعالى على نعمة إتياننا إلى بيوته في أمان ، وهذه النعمة تتطلب المزيد من الشكر وهو المزيد من الإتيان والتبكير إلى بيوت الرحمن ، وكذلك المكث فيها وتلاوة القرآن الكريم ، وحضور المحاضرات والدروس وحلق تعليم القرآن التي تقام في المساجد ، وإن مما يؤسف له أن نرى عزوفاً كثيراً من بعض المسلمين عن الإتيان إلى المساجد ، والبعض الآخر إذا دخل المسجد كأنه دخل إلى السجن ويريد أن يخرج منه بأسرع وقت ، والبعض الآخر يستنكر على من يُطيل الجلوس في المسجد ، وكأن المسجد ليس محلاً للعبادة ، ولكن تقرُّ العين عندما نرى أولئك الرجال الذين لا يفارقون المساجد ، فهم من صلاة إلى ذكر لله إلى تلاوة للقرآن إلى جلوس فيه للعبادة ، نسأل الله تعالى أن يرد المسلمين إلى دينهم رداً جميلاً ، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، وأكرمنا ولا تُهنا ، وانصرنا ولا تنصر علينا ، اللهم انصر إخواننا المسلمين في أرجاء الأرض يارب العالمين ، اللهم انصرهم في أرض فلسطين ، وكشمير ، والشيشان وأفغانستان يارب العالمين ، اللهم أغثهم بغوث من عندك ، وأتهم بفرج من عندك ، اللهم أنت ناصر المستضعفين فانصرهم على من ظلمهم ، واخذل عدوهم ، اللهم إنا نسألك أن تقيم فيهم الدِّين والتوحيد ، اللهم اجعلنا وإياهم على هدى وصراط مستقيم ، اللهم آمنا في الأوطان والدور ، وأصلح الأئمة وولاة الأمور ، واغفر لنا ياعزيز ياغفور ، اللهم من أرادنا وأراد ديننا وبلادنا بسوء اللهم اجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه يارب العالمين . سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايمى2011
المشرفة العامة
المشرفة العامة
ايمى2011


انثى
عدد المساهمات : 1273
خطبة الجمعه 7aV76083
الدولة : مصر
وسام المشرفة المميزة
تاريخ التسجيل : 06/02/2011
العمر : 28
الموقع : مصر
مزاجى : خطبة الجمعه 665449037
المهنة : خطبة الجمعه Studen10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 8 يوليو - 13:27

جزاك الله خير الجزاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وسام البدرى
مستشاراداري
مستشاراداري
وسام البدرى


ذكر
خطبة الجمعه 1344244651611
عدد المساهمات : 2884
خطبة الجمعه 7aV76083
الدولة : مصر
وسام اوفياء المنتدى
تاريخ التسجيل : 05/12/2010
العمر : 29
وسام نجم المنتدى
الموقع : Asuit
مزاجى : خطبة الجمعه 224058236
المهنة : خطبة الجمعه Studen10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 8 يوليو - 14:10

بارك الله فيك عبد الرحمن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo mamdouh
مستشاراداري
مستشاراداري
abdo mamdouh


ذكر
عدد المساهمات : 2131
الدولة : مصر
وسام اوفياء المنتدى
تاريخ التسجيل : 13/03/2011
العمر : 29
الموقع : Ägypten
مزاجى : خطبة الجمعه 665449037
المهنة : خطبة الجمعه Studen10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 15 يوليو - 12:53


ما من أمة بادت .. وأخرى قامت، إلا ولها شعار ترفعه، ووسام تفتخر به، به ترتقي وتزدهي، وبه تجالد أعداءها وخصومها، كان وما زال محط أنظار الدول والممالك، ومصدر قوتها وعزتها، هم شريحة من أي مجتمع عماده، وسلاحه، بدونهم لا تقوم لأمة قائمة، وبفقدانهم حسًا أو معنىً تبقى الأمة حبيسة التخلف والضعف، قابعة في مؤخرة الركب، لابسة أثواب الذل والصغار ..

إنهم .. الشباب .. عماد الأمم، وسلاح الشعوب، يؤثرون في الأمة سلبًا أو إيجابًا، يدفعون عجلة التأريخ نحو أمل مشرق، ومستقبل مضيء، أو يديرونها إلى الوراء جهلاً وحمقًا .

والتاريخ يشهد على هذه الحقيقة، وأيام الزمن صور وعبر ..

إبراهيم عليه السلام .. واجه قومه وأنكر عليهم عبادة الأوثان بل وكسرها وهو شاب يافع خطبة الجمعه Start-iconقَالُواْ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرٰهِيمُخطبة الجمعه End-icon [الأنبياء:60].

ومؤمن آل فرعون يصدح بالحق وينادي خطبة الجمعه Start-iconوَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مّنْ ءالِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَـٰنَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبّىَ ٱللَّهُ وَقَدْ جَاءكُمْ بِٱلْبَيّنَـٰتِ مِن رَّبّكُمْخطبة الجمعه End-icon [غافر:28]. يقولها في وجه فرعون كبير المتغطرسين المتجبرين ..

والفتى الداعية غلام الأخدود يسعى للموت، ويطلب القتل، ترخص عليه روحه إذا كان في إزهاقها إيمان أمة، وصلاح شعب خطبة الجمعه Start-iconوَٱلسَّمَاء ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ خطبة الجمعه Mid-icon وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ خطبة الجمعه Mid-icon وَشَـٰهِدٍ وَمَشْهُودٍ خطبة الجمعه Mid-icon قُتِلَ أَصْحَـٰبُ ٱلاْخْدُودِ خطبة الجمعه Mid-icon ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلْوَقُودِ خطبة الجمعه Mid-icon إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌخطبة الجمعه End-icon [البروج:1-6].

وفي خبر أصحاب القرية يرسل الله إليهم ثلاثة من الأنبياء فكذبوهم وقتلوهم، فأضحى من آمن من قومهم يخفي إيمانه خوفًا على نفسه وأهله، واحتوى الرعب نفوس البشر، وتمكن الذعر من القلوب، واكتسى الأفق ثوب الصمت والوجوم، إذا بصوت حافي يقطع ذلك الصمت الرهيب، ويشق سماء الركود والهدوء، ليقشع غيوم الكفر والفسوق خطبة الجمعه Start-iconوَجَاء مِنْ أَقْصَى ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلْمُرْسَلِينَ خطبة الجمعه Mid-icon ٱتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْـئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُّهْتَدُونَ خطبة الجمعه Mid-icon وَمَا لِىَ لاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِى فَطَرَنِى وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَخطبة الجمعه End-icon [يس:20-22].

وهكذا يكون الشباب قوة الأمم، وفخارها وذخرها وسندها، ولذا كان لا بد من حديث خاص نخاطب فيه الشباب، شعاره الصدق والمحبة، وعنوانه الصراحة والتجرد ..

فإليك أيها المبارك .. إليك يا أمل الأمة .. إليك يا سليل المجد .. يا حفيد العز ..

كلمات ملؤها الصدق والوفاء، دفعني لها حبك وحب الخير لك، وجعلني أتطفل وأكسر تلكم الحواجز الوهمية، كرمك الفطري، وعقلك الثاقب ..

فأملي أن تعيرني منك مسمع، ليكون الحديث حديث القلب إلى القلب، ونداء الروح للأرواح، يسري في الأعماق بين الجوانح، فتعال معي إلى هناك .... هناك بعيدًا عن الأصدقاء بعيدًا عن التعلق برواسب الدنيا وملذاتها، دعنا نتحدث بكل وضوح وصراحة وموضوعية ..

الرسالة الأولى:

لماذا خلقت؟ ما الغاية من وجودك؟ .. اعلم أن الإجابة واضحة بدهية، خلقنا لعبادة الله.. ولكن السؤال الأهم، هل حياتنا، أفعالنا، أقوالنا، أخلاقنا، مشاعرنا، أفراحنا، وأحزاننا، آلامنا، وآمالنا .. هل هي لله، وفي مرضاة الله؟..

هل مسألة العبودية حكرًا على المساجد والطاعات فحسب أم أن القضية لها أبعاد أخرى وآفاق أرحب؟..

اسمع إلى الحكم الفصل في ذلك خطبة الجمعه Start-iconقُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ خطبة الجمعه Mid-icon لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَخطبة الجمعه End-icon [الأنعام:162-163].

انظر في نفسك .. ماذا يملئ قلبك؟ ماذا تحب؟ ومن تحب؟ ولماذا تحب؟ متى تفرح وتسر؟.. ولماذا ولمن؟ ..

أين تحب الجلوس؟ مع من؟ ماذا تسمع؟ بماذا تتحدث؟ أقوالك أفعالك.. لمن تصرفها؟ وما الذي يحركها؟ ...

أسئلة كثيرة تحتاج منك أيها المبارك وقفة جادة للمحاسبة والاسترجاع.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: خطبة الجمعه Start-iconأَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يبَنِى ءادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَـٰنَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ خطبة الجمعه Mid-icon وَأَنِ ٱعْبُدُونِى هَـٰذَا صِرٰطٌ مُّسْتَقِيمٌخطبة الجمعه End-icon [يس:60-61].

كن مع الله يكن الله معك .. أحبب لله يحبك الله .. اعبده، اذكره، اشكره، ناده وقل: ((اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)).

قل وردد: ((اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي في يدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتبك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء همي وغمي)).

الرسالة الثانية:

قل لي من تصاحب؟ أقول لك من أنت؟ ..

إنها قاعدة عظيمة تقرها فطرة الإنسان وطبيعته، فالنفس تؤثر وتتأثر سلبًا أو إيجابًا، وكلما كثرت الخلطة وطالت .. كثر ذلك التأثر وزاد ..

والناس على اختلاف، فمن مقل ومكثر، أوما سمعت إلى قول نبيك صلى الله عليه وسلم: ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل))..

ومن ينكر هذه الخصلة في بني البشر أو يشككها فيها .. فهو مكابر، إنما يخالف عقله وفكره..

وإذا كان لا بد من دليل، فانظر إلى نفسك، نفسك أنت، كم من الخصال والطباع التي لم تكن عليها من قبل ..

ها أنت ذا تمارسها شيئًا فشيئًا حتى غدت عادة لك ..

فالمدخنون .. مثلاً .. كان أول عود أحرقوه تقليدًا ومحاكاة، إن لم يكن أُحرق لهم من جليس أو صاحب، والآن أضحت عادة وطبعًا ..

وإن السؤال الذي يتحرج من طرحه كثير من الشباب على نفسه، ولا يرغبون سماعه، ويتهربون منه حتى في صراعهم مع أنفسهم، هل أصدقاؤك أحبابك، خلانك ؟ أصدقاء سوء أم صلاح..؟

روى البخاري ومسلم عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما مثل الجليس الصالح، والجليس السوء كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك، إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة)).

ماذا يقولون؟ ماذا يفعلون؟ آراؤهم .. طباعهم .. هل توافق الشرع؟ هل ترضي الله؟ هل جلوسك معهم يقربك من ربك مولاك؟ أم على العكس من ذلك؟ .. إضاعة للصلاة .. رقص وغناء .. تسكع في الشوارع .. إيذاء لخلق الله .. شتم ولعن ..

نعم .. أيها الحبيب .. قد تعلو مجالسكم الضحكات والنكات، ولكنك توافقني أن بعدها من الهموم والحسرات، والغموم والآهات ما لا يعلمه إلا رب الأرض والسموات.

وأخيرًا .. أقول لك وأجبني بكل تجرد ووضوح، من تحب؟ من تجالس؟ من تصاحب؟ أولئك الذي تعلق قلبك بهم .. هل ترضى أن تحشر معهم يوم القيامة؟ .. أن تكون في منزلتهم وحزبهم ...؟؟

أترك الجواب لك .. ولكني أذكرك خطبة الجمعه Start-iconوَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّـٰلِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِى ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً خطبة الجمعه Mid-icon يٰوَيْلَتَا لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً خطبة الجمعه Mid-icon لَّقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ ٱلذّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِى وَكَانَ ٱلشَّيْطَـٰنُ لِلإِنْسَـٰنِ خَذُولاًخطبة الجمعه End-icon [الفرقان:27-29].

أبو طالب حُرم الإيمان وجنة الرحمن بسبب رفقة السوء والفسوق .. فتصور حال النبي صلى الله عليه وسلم وهو فوق رأسه يقول: ((يا عم، قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله))، والشياطين يرددون: أترغب عن ملة عبد المطلب ..

فتمثل نفسك وقد تحشرجت روحك وأنت عند رفقائك .. هل سيذكرونك الشهادة أم ستبقى تصارع خروج الروح دون مذكر أو معين؟.

الرسالة الثالثة:

أي الاعتزاز بدينك وشخصيتك ..

لم نزل نراك في موقف تلو موقف يفت الفؤاد فتًّا وأنت تتنازل عن دينك ومبادئك وما عليه أهلك وقومك.

ها نحن نراه يخرج في كل أسبوع أو أقل .. إلى ذلك الحلاّق السمج، ليصفصف شعيراته بطريقة مزرية، يلبس البنطال الضيق، والقميص الناعم، يمشي بتكسر وتميع .. لماذا كل هذا...؟

ماذا جرى ... ؟ أسفي أن تكون الإجابة .. لأن مغنيًا قص تلكم القصة، أو راقصًا لم يستبن إلى الآن .. هل هو ذكر أم أنثى؟ لبس قميصًا، وشدّ عصابة على رأسه ... أسفي .. أن تكون الإجابة: أمشي كما يمشي ذلك اللاعب، وأتكلم كما يتحدث الممثل .. أين شخصيتك؟ أو مروءتك ؟..

أنت الذي لا ترضى أن يمس كيانك، أو تؤذى مشاعرك، أنت صاحب الشخصية القوية، والعزم الأكيد، الذي إذا قررت شيئًا فعلته، تحركك كلمات مغني، وتقودك تصرفات راقص، وتأسرك طباع لاعب أو ممثل ....

أنت سفلي الاهتمام .. ضعيف الإرادة، لا هدف لديك، حقير الشخصية، تُقاد ولا تقود .. أترضى هذا؟ أترضى أن توصف به؟ .. أنا والله لا أرضاه لك !، ولكن كيف وقد حكى الواقع آلامًا، وروى أحزانًا ..

روى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لتتبعنَّ سننَ من كان قبلكم شبرًا شبرًا، وذراعًا ذراعًا، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم))، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟، قال: ((فمن!)) ..

أيها الشاب المسلم:

أنت والله العزيز وهم الأذلون .. أنت الشريف وهم الوضعاء خطبة الجمعه Start-iconوَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الاْعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَخطبة الجمعه End-icon [آل عمران:139]. فأنت على مر العصور قائدٌ لا مقود، رأسٌ لا ذنب.

الرسالة الرابعة:

عشيقتــــك؟!

في ليلة هادئة تسير في سيارتك إذا بهم من كل صوب، تجمعوا، تسارعوا، تراقصوا، صفقوا، يرفعون أعلامهم، ينشدون أحلامهم، تعالى صياحهم، ترامى صراخهم، توقفوا، ترجلوا، أغلقوا الطرقات، تعالت هتافات، وتوالت رقصات ... ماذا يجري؟! ..

أعاد القدس .. كـــلا .. أنُصر الإسلام ..؟ كــلا .. أهُزم الأعداء ..؟ كــلا .. تلي القرآن ..؟ عاد الناس ..؟ عمرت المساجد ..؟ كــلا ... كــلا ... كــلا !!

ولكن هزمنا المنافس وحزنا الكأس الغالية!..

يا شباب الأمة .. يا أيها العاقل، رفقًا بنفسك، شيئًا من التعقل .. هل يصح هذا؟ وهل الرياضة بهذه المنزلة .. حتى نصرف كل هذا؟ هل انتهت الهموم والغموم؟ وهل تقضت الآمال والأفراح، حتى تعلق بفوز فريق أو خسارته؟ إذا كان لذلك النادي الحب، وللاعبيه التعلق، إذا ربح، دامت الأفراح وزالت الأتراح، وبُلغ المنى، وراج السعد في الربوع، وإذا خسر سكبت العبرات، ونزلت الهموم، وأحاطت الغموم ...

ناهيك عن معاني الحب تصرف لمن أحب فريقي، وشباك العداء تنصب لمن عشق المنافس..

أيها الناس: لست مبالغًا إنه واقع مرير نعيشه ..

فإن لم تصدق فسلهم عن الحب والبغض والتفكير والنقاش .. عن ماذا؟ وفي ماذا؟ ..

فعند جهينة الخبر الأكيد .

ثم تذكر أيها الأخ الحبيب .. يا صاحب الفطرة النقية، والقلب الرقيق، هل ترضى أن تأتي يوم القيامة بصحيفة أعمال، صرف فيها الحب والبغض والولاء والبراء .. صرف فيها الجهود والطاقات والمشاعر والعلاقات .. لأجل كرة وفريق ..

أترك الجواب لك .. يا من تريد النجاة وترجو الفوز والفــلاح.




الرسالة الخامسة:

هل أنت رجل بحــق؟

عذرًا أيها الحبيب .. فقد يكون السؤال ثقيلاً نوعًا ما، ولكن هذه هي الحقيقة ..

ما هو معيار الرجولة عندك، وكيف تقيسها من وجه نظرك ..؟

ما هي الرجولة في قاموس فهمك ..؟

هل الرجولة في الاهتمام بالملبس والمظهر، والوقوف أمام المرأة لتصفيف شعرك ..؟

هل هي في ملاحقة الطاهرات العفيفات، ورمي الأرقام، والأحاديث الوردية في آخر الليل..؟

هل الرجولة في سماع الأغاني ورفع صوت جهاز التسجيل والتراقص بالسيارة ..؟

هل الرجولة في التفحيط والتهور ..؟

هل هي في تقليب القنوات والنظر إلى ما حرم الله ..؟

هل هي في السفر إلى بلاد العهر والضلال والتبجح بالحديث عن المغامرات والموبقات..؟

اسمع أين هي الرجولة ؟ في ماذا تكون؟

لا أحكم بها أنا ولا أنت .. بل هي حكم أحكم الحاكمين سبحانه خطبة الجمعه Start-iconفِى بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوّ وَٱلاْصَالِ خطبة الجمعه Mid-icon رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَـٰرَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَاء ٱلزَّكَـوٰةِ يَخَـٰفُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلاْبْصَـٰرُخطبة الجمعه End-icon [النور:36-37].

يا حبيبــي .. أيسرك أن تقبض روحك وأنت تقلب قنوات الفضاء ..؟!

أترضى أن يفجأك ملك الموت وأنت ممسك بسماعة هاتفك تخاطبها وتغرر بها ..؟!

ماذا لو أتاك الموت وأنت تسمع الغناء .. وأنت ترقص .. وأنت ترى فلمًا أو تنظر في مجلة..؟!

ماذا لو نزل بساحتك ويراعك تسطر رسالة الحب والغرام إلى عشيقة أو عشيق ..؟

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: خطبة الجمعه Start-iconوَنَادَىٰ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ أَصْحَـٰبَ ٱلْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالُواْ إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ x ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا فَٱلْيَوْمَ نَنسَـٰهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـٰذَا وَمَا كَانُواْ بِـئَايَـٰتِنَا يَجْحَدُونَخطبة الجمعه End-icon [الأعراف:50-51].

الرسالة الأخيرة:

أيها الأخ المبارك .. يا أمل الأمة ويا كنزها الغالي:

هل أنت راضٍ عن نفسك، عن واقعك، عن علاقتك بربك، عن أصدقائك، عن تعاملك، هل تجد طعم الراحة والسعادة ..

أخبرنا .. هل وجدتها في الملهيات، في السهر والمعاكسات في الضحك والسمر في الذهاب والسفر ...؟

دُلّنَا بصرنــا .. هل وجدت الطمأنينة والأنس في السيارات، في المال، في الغناء، في رفقاء السوء ..؟

ماذا عن نومك، يقظتك .. ليلك .. نهارك؟.

هل تشعر بالراحة والسرور، هل تشعر بانشراح الصدر وأمن النفس ...؟

لو قلت فصدقت .. لقلت: لا، خطبة الجمعه Start-iconوَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيـٰمَةِ أَعْمَىٰخطبة الجمعه End-icon [طه:124]. خطبة الجمعه Start-iconفَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلَـٰمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى ٱلسَّمَاءخطبة الجمعه End-icon [الأنعام:125].

إني أُراك جربت كل شيء .. كل شيء تبحث عن السعادة والراحة ..

اسمعها .. إن السعادة والفرح في سجدة لله تبكي بها على ذنوبك وتندب تقصيرك ..

إن السعادة الحقة في التوبة النصوح ..

إنها هناك .. في المسجد حيث الهدى والنور، في الصلاة، في الدعاء والخضوع، في رفقة الصلاح، فلا هموم إلا هم الإسلام، لا تسمع إلا حقًا، ولا تمشي إلا إلى خير، تجد الضحك ممزوجًا بالحب الصادق، والأنس متعلقًا بالنصح والإنابة ..

فمتى .. متى تكون أكثر جرأة في اتخاذ القرار، أعظم قرار في حياتك؟ متى ستطلّق حياة اللهو والعبث بلا رجعة لتجرب حياة الإيمان والسعادة ..؟.

ماذا تنتظر؟ .. قلها واسمعها الدنا .. أنا مؤمن، لله حياتي، كلماتي، حركاتي، سكناتي، خفقان قلبي، وجريان الدم في عروقي.

عد إلى الله .. وتب إليه، مهما كانت ذنوبك، أو عظمت عيوبك ...

روى مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها)).

وعند ابن ماجه بإسناد جيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء، ثم تبتم لتاب عليكم)).

وفي الخبر الذي رواه البخاري ومسلم عن الرجل الذي قتل مائة نفس فولّى إلى قرية ليعبد الله مع أهلها حتى إذا بلغ نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبًا مقبلاً بقلبه إلى الله، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرًا قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم، فقال: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة.

فاقبل وأمل وتب فالله يفرح بتوبتـك.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
braaa ahmed
المشرفة العامة
المشرفة العامة
braaa ahmed


انثى
عدد المساهمات : 1324
خطبة الجمعه 7aV76083
الدولة : السعودية
وسام الأدارى المميز
تاريخ التسجيل : 27/06/2011
العمر : 24
وسام نجم المنتدى
الموقع : أحب البلاد إلى الله
مزاجى : خطبة الجمعه 823931448
المهنة : خطبة الجمعه Studen10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الجمعة 15 يوليو - 13:51

جزاك الله كل خير اخى الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سنا مصر
صاحبة المنتدى
صاحبة المنتدى
avatar


انثى
عدد المساهمات : 9271
خطبة الجمعه 7aV76083
الدولة : مصر
وسام الأدارى المميز
تاريخ التسجيل : 18/11/2010
الوسام الذهبى
الموقع : سنا مصر
مزاجى : خطبة الجمعه 823931448
المهنة : خطبة الجمعه Profes10

خطبة الجمعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعه   خطبة الجمعه I_icon10الخميس 21 يوليو - 8:24

بودى وصمت
لكما منى تقدير
على متابعتكم المستمرة لهذا الموضوع
جزاكما الله كل خير عنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://snamasr.ahlamontada.com/
 
خطبة الجمعه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» نعمة الأمن خطبة صوتيَّة للأستاذ مجدي مختار
» التعاون في الإسلام خطبة صوتيَّة للأستاذ مجدي مختار
» وصايا رسولنا الكريم فى خطبة الوداع وايامه الاخيرة
» بمناسبة عيد الأم خطبة صوتيَّة للأستاذ مجدي مختار إبراهيم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سنا مصر :: ๑۩۞۩๑๏الأقـــســـام الأســلامــيـــه๏๑۩۞‏۩๑ :: ❤▒█░قسم المنتدى الأسلامى❤▒█-
انتقل الى:  
الساعة الأن بتوقيت (مصر)
جميع الحقوق محفوظة لـسنا مصر
 Powered by ®https://snamasr.ahlamontada.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010