كتب:هيثم نبيل لمن لم يشاهد ما حدث في مصر يوم 28 يناير تحديدا أقول له أنت لن تفهم لماذا يصر الشباب على القصاص.
لن تفهم أننا تعرضنا لكل أنواع المخاطر على مدار يوم كامل وتعرضنا لفقد
أهلنا وعائلاتنا من أجل هذا الوطن.. ولن تفهم أن هناك بالفعل شباب – من
خيرة شباب مصر – فقدوا روحهم الطاهرة من أجلي ومن أجلك ومن أجل وطن نتمنى
أن يكون أفضل من ذلك كثيرا.
لكل من يتهم ثورة مصر بأنها وراء انهيار الاقتصاد المصري والحالة
الأمنية في مصر أقول لهم بكل وضوح سبب الانهيار واضح وصريح ولا يمكن ان
نختلف عليه.
سبب انهيار مصر أيها السادة هم من حولوا مصر الى – عزبة – ينهبون فيها
أناء الليل وأطراف النهار .. وسبب انهيار مصر هو من سمح لنفسه أن يقدم مصر
على طبق من ذهب للبلطجية والحرامية واللصوص لكي يعيثوا في الأرض فسادا بحجة
أن الشعب لا يريد تواجد الشرطة ويتهجم عليها وهم أول من يعلم أن ذلك ليس
صحيحا لأن الشعب المصري ليس شعبا – مجنونا – بطبعه لكي يمشي في الشارع
يشاكل ضباط الشرطة وجنودها ولكنه مخطط حقير من جانب البعض لكي يجعل الشعب
يقول أن الشرطة يجب أن ترجع بأي ثمن .. ولهم نقول .. الشرطة سترجع وتعود
ولكن ليس بأي ثمن .. سترجع كما يجب أن تكون – في خدمة الشعب – بأدب واحترام
والتزام وإذا لم تستطيع أن تفعل ذلك .. فلتذهب الى الجحيم !!
لن تستطيع أن تفهم لماذا نصر على محاسبة – أمن الدولة – هذا الجهاز الذي
من المفترض أن يكون منوط به حماية مصر فتحول الى جهاز لحماية – نظام
الأربعين حرامي – الذين كانوا يحكمون مصر !
لن تفهم أن تجد كل يوم وكل ساعة أحد يقول لك – خلي بالك أحنا عارفين أنت
بتعمل أيه ومش حنسيبك – لمجرد أنك تقول كلمة لوجه الله والوطن .
لن تفهم .. أنه عندما يسقط قتيل أمام عيكتابة وهو يقول – هو احنا فعلا
بنحب البلد ديه قوي كده ؟!! – وتجد هناك من يقول أنه مشاغب أو عميل أو
بياكل كنتاكي ببلاش !!... وتعتقد أنك يمكن لك أن تنسى هذه اللحظة ما حييت.
أيها السادة ... نحن لا نحاول فرض أي شيء على أي شخص ولكننا ندافع عن
هذا الوطن حتى الرمق الأخير .ونسأل كل الشرفاء أن يحافظوا على هذا الوطن من
بعض الأشخاص الذين يريدون أن يدمروا هذا البلد على من فيه .
لن نتنازل .. عن حق كل شهيد مات في القاهرة.. الإسكندرية .. السويس ..
الإسماعيلية .. بورسعيد .. طنطا .. وكل محافظات مصر.. لن نتنازل عن دماء هي
أطهر بكثير من عائلة مبارك والعادلي وكل من ساهم في قتل هؤلاء الأبطال .
لن نجعل مصر تعود خطوة للوراء لأننا نراهن على مستقبل أبنائنا ولذلك
مطلوب من كل مصري أن يعمل أكثر بكثير مما كان يعمل من قبل ويجتهد في محاربة
– شياطين الإنس والجن – أكثر بكثير مما كان يفعل من قبل ... لن نجعل مصر
تعود الى الخلف ولذلك يجب أن يفهم الجميع أن هذا الوقت ليس وقت السماح
للانتهازيين أن يركبوا الموجة في اعتصامات ليست مقبولة في هذا التوقيت
تحديدا ..
ولا يمكن أن يكون وقت أن أطالب بتعيين ولدي في نفس المكان الذي أعمل فيه
وإلا ما الفرق بينك وبين – المخلوع – الذي كان يعد العدة لجعل ولده مكانه
في العمل وكأنها عزبة سيادته ... فما رفضناه من – المخلوع – لا يمكن أن
نوافق عليه لمن خلعوه !!
فالشهداء لم يسقطوا من أجل إسقاط – مبارك أو شفيق – لكنهم سقطوا لكي
تكون مصر أفضل .. وبالتالي يجب أن نجعلها أفضل في أعمالنا .. في بيوتنا ..
وفي كل مكان طاهر في مصر تدوس عليه أقدامنا .
أنه وقت أن نطلب أن تبقى مصر حرة أبية منتجة .. وهذا لن يحدث إلا من
خلال أبناء مصر .. أرجوكم لا تقتلوا هذا الوطن وضعوا مصر فوقنا جميعا الأن
لأنها تستحق .
وفي نفس الوقت لن نتنازل أيها السادة في حق الشهداء .. ويجب أن نشاهد
الحساب ونشاهد العقاب ونشاهد القصاص.. وهذه ليست انتقامية أو تشفي في أحد
فكل ما نريده أن نقتص ممن قتل شرفاء مصر.. لكي يعيش لصوصها !!