كتب : جمال الزهيرىالعديد من الافكار المتزاحمة تدفقت أمامي وانا اكتب هذا المقال وبدأت
الرياضة تطل برأسها وسط هذه الافكار بعد ان ظل رأسي حبيسا داخل اسوار
الافكار الثورية .. اقصد النابعة من التأثير البالغ الذى احدثته ثورة 25
يناير في كل انسان يعيش على ارض مصر.. وبدا ظهور هذه الافكار بعد ان بدأت
الثورة تتلمس طريقها الى ارض الواقع ومع توالى سقوط الكبار الذين سيطروا
سيطرة مطلقة طوال العهد البائد.
اول الافكار التي انطلقت ذلك الانزعاج الشديد الذى قابل به البعض
الانباء التي ترددت عن وجود نية فى هذه الهيئة الرياضية او تلك لتخفيض
الرواتب الضخمة التي كان المدربون واللاعبون يحصلون عليها قبل ثورة 25
يناير .. هذا الانزعاج مبرر بالطبع ويؤكد بجلاء ووضوح شديدين انها - اى
الرياضة - كانت مجرد "سبوبة" لاكل العيش الفينو والانتقال لعيشة هنية لم
تكن متوفرة للكثيرين ولامجال للحديث عن الهواية وحب النادي والوطن وان كل
ذلك كان مجرد شعارات يرفعها الاغلبية على طريقة الشيء لزوم الشيء والمهم
في الآخر "هاقبض كام"!
والحق انه كان هناك وضوح شديد في موقف جماهير الأهلي التي رفعت تلك اللافتات
واقصد بذلك لافتتين كتب على الاولى ( فين ما رحتوا كنا معاكم & ووقت الثوره مش لاقيناكم )،
اما اللافتة الثانية فانتقدت فيها الجماهير حصول اللاعبين على ملايين
الجنيهات في ظل فقر يعيش فيه عدد كبير من المصريين.. حيث كتبت "تطالبون
بالملايين ولا تشعروا بفقر المصريين".
وهذا الوضوح كشف عن ان شبابنا لم يكن ساذجا وهو يشجع فرقه الكروية ومنها
بالطبع الأهلي وانه كان يفهم ويعي جيدا ان لاعبي الكرة يحصلون على الزبد
بفضل حب الشباب لهم ولناديهم المفضل وانهم كانوا "مفوتين" الموضوع بمزاجهم
وليس عن جهل بحقيقة الامور ولكن عندما لاحظ شباب الثورة وهم يمثلون كل فئات
المجتمع ان نجومهم الذين تعلقوا بهم يراهنون على الحصان النهاربان وانهم بلا
قضية حقيقية ولا يشعرون بنبض اقرانهم من شباب مصر لم يترددوا في اعلان
رفضهم لهم.
ثالثا ارى ان استئناف الدوري في الوقت الحالي قد يبدو غير منطقي وغير
منتظر حدوثه للعديد من الاسباب .. لان هناك اولويات كثيرة اصبحت موجودة على
قائمة المسئولين والمواطنين وفى مقدمتها عودة الامن للشارع المصري في ظل
احجام رجال الشرطة لفترة طويلة عن القيام بأدوارهم.
اما آخر الافكار واخطرها فقد كانت تلك الفكرة النابعة من ان كثيرين ظلوا
لفترة طويلة غير مصدقين للتطورات الجذرية التي شهدتها مصر في الايام
القليلة الماضية وبخاصة رحيل الرئيس السابق حسنى مبارك عن سدة الحكم كما
يقولون في نشرات الاخبار لأنه من طول فترة حكمه اصبح كالماء والهواء! ولكن
الفكرة "الخزعبلية" التي كثيرا ما تقفز الى ذهني تقول: وماذا لو عاد حسنى
مبارك للحكم مرة اخرى .. وماذا سيفعل "المتلونون" الذين انتقدوا الرئيس
السابق بنفس القوة التى امتدحوه بها .. انهم رجال لكل العصور والازمان؟!