صفوت الشريف واسمه الحركى موافى هو قاتل سعاد حسنى .. افتحوا ملفها من فضلكم واقرأوا المهزلة كاملة هنا
ربما تكون سعاد حسنى الحالة الوحيدة المعلومة لدينا لساقطة من الوسط
الفني التي دفعت الثمن عمرها والثمن الذي دفعته كان مقابل الموافقة على
التعامل مع (بعبع) الفنانين في ذلك الوقت (موافي) وموافي الذي نتحدث عنه هو
أحد ضباط الجيش الذي التحق بالمخابرات وأصبح أحد المسئولين عن قطاع من
قطاعات المخابرات يدعي (المندوبات) والمندوبات هو تسمية مهذبة للقطاع
المسئول عن تجنيد نساء وفتيات ليل وفنانات لتقديمهن مقابل معلومة تحتاجها
أجهزة المخابرات أو للتجسس
على أحد أو لتجنيد أحد ما.
اتصل حسن عليش في نوفمبر من عام 1963 وكان يقوم بإدارة هذا الفرع
الغامض من المخابرات بأخلص وأمهر عملائه (موافي) طالبا منه تجهيز عملية
(كنترول) على الممثلة الشابة سعاد حسنى وعملية الكنترول هذه تتلخص في
إقناعها أو فرض الأمر عليها سواء عبر تهديدها بفضيحة أو بأي شكل آخر يضمن
وضعها تحت السيطرة.
موافي الذي ترأس عملية تجنيد سعاد حسنى استعان بضابط آخر يدعي محمود
كامل شوقي واتفقا على يصلا إلى من تستطيع أن تأتى بسعاد حسنى إلى المكان
المعد لإدارة عملية (الكنترول) وفي النهاية توصلوا إلى أن الممثلة ليلي
حمدي هي التي تستطيع تدبير موعد مع سعاد حسنى لليلة غرام مدفوعة الأجر وأن
الأجر المطلوب الذي تتقاضاه سعاد حسنى هو 300 جنيه وأنها لا تتعامل مع
مصريين...فقط عرب أو أجانب.
استعان موافي بأحد ضباط المخابرات ويدعي ممدوح كامل لسببين، أولهما
أنه يجيد الفرنسية والثاني أنه يشبه إلى حد كبير الفرنسيين وتم الاتفاق على
أن يكون ممدوح كامل هو العشيق مدفوع الأجر الذي يقدم لسعاد حسنى.
بدأت الخطوات النهائية للعملية في إحدى شقق مصر الجديدة فذهبت سعاد
حسنى التي تقاضت 300 جنيه مقابل ليلة واحدة وبدأت تفاصيل ليلة حمراء بين
سعاد حسنى وممدوح كامل تتلاحق بينما كاميرات جهاز المخابرات تسجل الأمر
دقيقة بدقيقة تحت إشراف موافي الذي كان يستاء كثيرا كلما وضع ممدوح كامل
الملاءة على جسده وجسد سعاد حسنى العارية تماما لأنه كان يريد تسجيل أكبر
قدر من التفاصيل مستعينا بكاميرا 35 مم تساندها كاميرا أخري 8 مم للتصوير
من زاويتين، وحين وجد موافي أن الجلسة على وشك الانتهاء أعطي أوامره إلى
أعوانه يسري الجزار ومحمود كامل شوقي باقتحام الشقة وغرفة النوم كما لو
كانوا من شرطة الآداب وأصروا على نزول سعاد حسنى من المبنى عارية إلا من
ملاءة بيضاء حيث تم اصطحابها إلى مبنى الاستجواب بإدارة المخابرات وتم عرض
الأمر عليها باعتبار أنها كانت تمارس الجنس مع جاسوس فرنسي مطلوب القبض
عليه وتحت الضغط والخوف والشعور بالبرد الذي سري في جسدها بعد أن قضت
الكثير من الوقت عارية قبلت أن توقع على نموذج مطبوع بالتعاون مع جهاز
المخابرات مقابل ستر الفضيحة التي علمت أنها ستظل مسجلة لحين الحاجة إليها،
وبعد ذلك طلب موافي إلى معاونيه توصيل سعاد حسنى إلى منزلها واستعادة
ال300 جنيه منها أعطي منها 100 جنيه لحسن عليش واحتفظ ب200 جنيه لنفسه.
المثير في الأمر أن سعاد حسنى بعد الحادثة بدأت تحد من خروجها كثيرا
وتحاول أن تقلص من نطاق معارفها وأصدقائها إلى أن طلبها موافي ثانية في صيف
1964 بينما كانت موجودة في الإسكندرية طالبا منها (تغطية مؤتمر القمة
العربي) ولك أن تتخيل ما كان مقصودا من كلمة (تغطية)!
ومن الواضح أن استخدام موافي لسعاد حسنى امتد لوقت طويل إلى أن نسيها
تماما بعد تفجر فضيحة جهاز المخابرات وافترقت الطرق بالاثنين إلى أن ظهر
موافي ثانية في عهد حسنى مبارك كرجل النظام القوي بينما كانت سعاد حسنى
تودع آخر ما بقى لها من رحيق وأنوثة وهي الأشياء الوحيدة التي يحتاجها
موافي ليقدمها باستمرار كثمن مدفوع للخدمة أو للمعلومات وبالتالي لم تعد
سعاد حسنى تساوي بالنسبة له سوى ما يساويه ملف قديم تم إهماله.
بدأت سعاد حسنى تصاب بأمراض كثيرة وأصبحت حادة المزاج إضافة لدعالمها
في نوبات اكتئاب حادة دفعتها في النهاية إلى السفر للندن طلبا للعلاج وهناك
بدأت أموالها في النفاذ وأصبح عليها أن تجد مصدر رزق فقررت أن تخاطب
الجهاز الذي امتصها تماما لكن يبدو أن الخيوط كانت قد تقطعت ولا أحد يعلم
بملف سعاد حسنى سوى موافي.
أخذت سعاد تمارس أي شيء للحصول على أموال إلى أن وصل الأمر بها إلى أن
قررت بيع آخر ما لديها (المعلومات) التي لديها في لحظة يأس للجرائد
العربية أو الأجنبية وبدأت في إجراء اتصالات بهذا الخصوص وهو ما يمثل خرقا
واضحا لسياج الأمن الذي فرضه موافي حول نفسه أو هكذا يظن ولم يعدم موافي
حيلة لوقف عزمها فأوفد إليها زميلتها الفنانة نبيلة عبيد إلى لندن محاولة
إثناءها عن فكرة كتابة أو بيع المذكرات وأن تستعيض عن ذلك بتسجيل القرآن
بصوتها مؤكدة لها أن ذلك سيعود عليها بأرباح وفيرة وبالفعل حاولت سعاد حسنى
لكن أحدا لم يلتفت لشرائط القرآن المسجلة بصوت سعاد حسنى وهنا مرة أخرى
بدأت سعاد حسنى في الإعداد لبيع مذكراتها أو معلوماتها لا فارق، وفي هذه
المرة لم يكن لدي موافي شك أن العميل خرج عن السيطرة وفي هذه الحالة وفقا
لما هو معمول به في هذا العالم الخفي يصبح على العميل أن يختفي بأي صورة
يجد ضابط الحالة أنها مناسبة، وفي صباح يوم ضبابي في لندن وجد المارة جثة
سعاد حسنى ملقاة على أرض الشارع الذي تسكن إحدى بناياته فيما يشبه الانتحار
وبينما تحدث التليفزيون المصري الرسمي عن انتحار سعاد حسنى نتيجة لحالة من
حالات الاكتئاب الحاد الذي تمر به شككت بعض المصادر في فكرة الانتحار
مستندة إلى أن سعاد حسنى كانت تعد العدة للعودة إلى مصر خلال أيام قليلة
بعد أن تنتهي من تسجيل مذكراتها، وأصر التليفزيون المصري على أن موت سعاد
حسنى هو حادثة انتحار واستند في ذلك إلى مقالة نشرتها مجلة روز اليوسف قبل
الحادث بأسبوع لكاتبة مازالت موجودة من أيام الستينات باسم مديحة تكتب مقال
خفيف تحت عنوان (مع تحياتي لزوجك العزيز) تتحدث عن أن كثير من العائدين من
لندن يتأذون من سعاد حسنى التي أصبحت تشرب الشوربة من السلطانية وأهملت
نظافتها الشخصية وتقوم بأفعال لا أخلاقية وأن مرد ذلك هو حالة اكتئاب شديد
تمر بها.
التليفزيون المصري كما هو معروف فاقدٌ للمصداقية الإعلامية فيما يخص
المعلومة ونفس الشيء ينسحب على مجلة مثل روز اليوسف خاصة أن الاثنان في ذلك
الوقت كانا ومازالا تحت سيطرة موافي الذي كان يشغل منصب وزير الإعلام في
هذا الوقت ولكن الناس كانت تعرفه باسمه الحقيق وليس الاسم الحركي الذي
عرفته به سعاد حسنى (موافي) وكان الجميع يسبح بحمده فهو وزير الإعلام (صفوت
الشريف ورئيس مجلس السورى والامين العام للهلس الوطنى)