شهدت أحداث يوم الجمعة في مدينة حلب تحولا نوعيا في جمعة أطلق عليها المعارضون اسم "حرب التحرير الشعبية".
فبعد مضي أكثر من عام اقتصر خلاله الحراك في مدينة حلب أيام الجمعة على
الخروج في مظاهرات مناهضة للنظام، تشهد المدينة اليوم تحولا نوعيا من الصعب
التكهن بمدى قابليته للاستمرار.
ففي حي صلاح الدين الذي دأب على احتضان أكبر المظاهرات في كل جمعة، اندلعت
بعد صلاة الجمعة اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين قوات الأمن ومسلحين
يُعتقد أنهم من "الجيش الحر".
وأفادت مصادر ميدانية أن أكثر من 15 مسلحا أطلقوا النار على سيارات أمنية،
ودارت بعد ذلك اشتباكات بين الطرفين بالتزامن مع سماع أصوات انفجارات
عنيفة في المنطقة، أدت حسب المصدر إلى إصابة سائق تكسي تواجد في المنطقة،
وتواردت أنباء غير مؤكدة عن إحراق ثلاث سيارات "بيك آب" أمنية بالإضافة
إلى سقوط عدد من عناصر الأمن في الاشتباك حسبما ذكرت المصادر.
[justify]
وفي مناطق أخرى من حي صلاح الدين خرجت عدة مظاهرات التقت في واحدة كانت
الأكبر في المدينة اليوم، وردد المشاركون هتافات مناهضة للنظام، وسُمع
إطلاق نار بالتزامن مع خروج المظاهرة في نفس المنطقة، وأدى إلى استشهاد محمد سفريني أمام جامع التقوى.
[/justify]
كما خرجت في الحمدانية والأعظمية المتاخمين لحي صلاح الدين، مظاهرة في كل
منهما، وسمعت في المنطقتين أصوات إطلاق نار، فيما لم ترد أنباء حول وقوع
إصابات.
وفي مظاهرة تقدمها عدد من المشايخ، احتشد أبناء بستان القصر وجابوا
بمظاهرتهم شوارع الحي ورددوا هتافات مناهضة للنظام وتضامنوا مع المدن
المنكوبة، وسمعت في المنطقة بالقرب من جامع "حذيفة بن اليمان" أصوات إطلاق
نار، فيما لم يتم التأكد من وقوع إصابات.
ومن جامع نور الشهداء، كانت انطلاقة المتظاهرين في حي الشعار، الذين
كعادتهم احتشدوا وتوجهوا نحو حي طريق الباب، إلا أن انفجارا وقع في الحي
وأدى إلى استشهاد المدعو "محمد بكري جحجح" وإصابة آخرين بإطلاق نار، أوقفا
المتظاهرين عن التقدم، بالإضافة إلى الحواجز الأمنية المنتشرة في طريقهم.
وبالانتقال إلى الحي الذي كان متظاهرو الشعار ينوون التوجه إليه "طريق
الباب" والذي عمد المعارضون إلى تسميته بحي "الربيع العربي"، تواردت أنباء
عن استشهاد طفل وإصابة رجل بعد أن دهسهما باص نقل داخلي في المنطقة
بالتزامن مع خروج مظاهرة في الحي دون وقوع إصابات جراء إطلاق النار الذي
سمع في المنطقة.
أما حي الميسر، فقد أغلقت الحواجز الأمنية بعض الطرقات بداخله، بعد ورود أنباء حول وجود عبوة ناسفة في إحدى حاويات القمامة في الحي.
وبالتزامن مع خروج المظاهرات في أحياء متفرقة من المدينة، تستكمل الحملة
العسكرية على بعض مناطق الريف الحلبي، بينما يستمر بعضها الآخر بالخروج في
مظاهرات يعلن فيها تضامنه مع المناطق الأخرى.
وفي سياق الحملة العسكرية في بعض مناطق الريف الحلبي، سمعت صباح اليوم في
مدينة حلب ومحيطها أصوات قذائف مدفعية يعتقد أنها تطلق من بعض القطعات
العسكرية نحو مناطق في الريف التي تشهد اشتباكات بين قوات الجيش السوري،
ومسلحي "الجيش الحر".
ففي منطقة عندان التي تشهد معارك عنيفة بين قوات الجيش السوري ومسلحي
"الجيش الحر"، قالت صفحات معارضة على مواقع التواصل الاجتماعي إن "الجيش
الحر" تمكن من تدمير عدة اليات عسكرية والاستيلاء على عدد آخر، بالتزامن
مع وصول تعزيزات عسكرية إلى المنطقة.
وشوهدت صباح اليوم أرتال عسكرية تشتمل على دبابات وسيارات "بيك آب" تسير
على طريق "غازي عنتاب" متوجهة إلى مناطق الريف الحلبي، مع تغطية من
الحوامات العسكرية.
أما في مناطف "الباب،جرابلس، تل رفعت، دارة عزة،السفيرة" خرجت مظاهرات
أعلن فيها المتظاهرون تضامنهم مع مناطق الريف الحلبي التي تنفذ فيها
لحملات عسكرية.
وفي كفر حمرة، تحول موكب تشييع شهيد قضى في وقت سابق، إلى مظاهرة جابت شوارع المنطقة، ورددت هتاقات مناهضة للنظام.
هذا وحتى عصر اليوم الجمعة، لم ترد أرقام دقيقة حول أعداد الشهداء الذين
قضوا اليوم الجمعة في مظاهرات المدينة والريف أو جراء الاشتباكات التي جرت
في حلب وتجري في ريفها.