أكد حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى المصرى، أن الحادث المرير الذى عاشته
مصر بعد فقدان فلذة أكبادها فى حادث أليم تم غيلة وغدراً، يطرح على الساحة
الآن استراتيجية تنمية سيناء وفرض سيطرة الدولة عليها، مشدداً على أن مصر
لا يمكن أن تكون تحت ضغط من أى قوى إرهابية فى الداخل أو عدوانية من
الخارج، مضيفاً أنه علينا اليوم أن نلتف ونتكاتف مع الرئيس وقواتنا المسلحة
ضد أى عدوان على أرضنا أو حدودنا.
وأشار صباحى خلال كلمته التى ألقاها فى لقائه بمدينة نصر مساء أمس
الثلاثاء، بشباب التيار الشعبى المصرى وحزب الكرامة، إلى أن المعارضة ليست
ضد سياسة الرئيس فى كل شىء، لأن هناك مواقف وطنية بالأساس لا يمكن
المعارضة فيها، وهى دم المصريين والدم المصرى حرام عندما يراق بتهديد من
الخارج أو الداخل.
وأضاف صباحى أن الهدف من تأسيس التيار الشعبى، هو تنظيم قطب يحقق إتزاناً
فى الحياة السياسية، وينافس فى الانتخابات المقبلة، ويستكمل الثورة، قائلاً
لشباب التيار، "سنبنى معا ومع شركائنا فى الحركة الوطنية قطباً كبيراً
يواجه العسكر والإخوان".
وشدد صباحى، خلال لقائه الذى جاء ضمن سلسلة لقاءاته الشعبية للدعوة للتيار
الشعبى المصرى، على أننا فى أمس الحاجة اليوم لأن نلتف حول التيار الشعبى
حتى نتمكن من تنظيم أنفسنا لخوض انتخابات المحليات ومجلس الشعب، ولنتمكن من
تحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، التى طالب المصريون بها فى
ثورة 25 يناير.
واستنكر صباحى الحادث المأساوى الذى راح ضحيته 16 جنديا وضابطا مصريا برفح
بشمال سيناء، مؤكداً على أن الشعب بكل طوائفه مع القوات المسلحة والرئيس ضد
الإرهاب والعدوان الخارجى، قائلاً: "أعارض مرسى والإخوان والمجلس العسكرى،
لكن الآن لحظة توحد وطنى لاسترجاع حقوق شهدائنا على الحدود".
وفى سياق آخر أكد صباحى على أنه ضد الدعوة لمظاهرات يوم 24 أغسطس، وضد أى دعوات للعنف أو حرق مقرات الإخوان المسلمين.
وقال صباحى إن المصرى أعز وأكرم عند الله، مشدداً على أننا لن نذل ولن نحنى
هاماتنا أمام عدو، وأن حق الذين استشهدوا غيلة سيعود وسنقتص لهم قصاصاً
نفخر به، مؤكداً على أننا لن نتنازل عن دمائهم مهما كان من ارتكب هذا
العدوان لأنه مس كل فرد منا، لافتاً إلى أنه عندما تبنى فى برنامجه
الانتخابى مراجعة اتفاقية "كامب ديفيد"، لم يكن يدعو إلى حرب مع إسرائيل،
ولكن كانت دعوة لتتمكن مصر من بسط سيطرتها على حدودها، مشيراً إلى أن هذا
الحادث طرح مدى احتياجنا لفرض الأمن والتنمية لسيناء، وأن الاثنين
متلازمان، بالإضافة إلى ضرورة فرض الأمن من خلال دخووول الجيش المصرى بكل
عتاده وتسليحه الثقيل، قائلاً: "الآن جاءت فرصتنا لبسط كل سيادتنا على
أرضنا، وأن نطالب بتعديل الترتيبات الأمنية الخاصة بـ"كامب ديفيد"، فلا
بديل أولاً عن تنمية سيناء بأهلها، وثانياً بتعميرها حتى تستطيع حماية
نفسها، وتعطى كل مواطن حقه فى بيته وأرضه، لأن تعمير سيناء هو الحماية
الاستراتيجية الأكيدة لها".
وطالب صباحى تعديل كافة النصوص المتمثقفة بالاتفاقيات الأمنية التابعة لـ
"كامب ديفيد"، حتى يستطيع الجيش المصرى أن يدخل سيناء بكل قواته وعتاده
بدون أى شرط، أو حد أقصى فى العدد أو العتاد، لحماية أرضنا وأرواحنا،
معتبراً هذا مطلبا عاجلا.
وأكد صباحى أنه لم ولن يقبل أى منصب فى مؤسسة الرئاسة، لأنه فضل اختيار
التواجد مع الناس بالشارع، وأن يكون فرداً من جنود مصر بالمعارضة.
فى السياق ذاته طالب صباحى الحضور بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح الشهداء
الأبرار فى مصر، والذين دفعوا أرواحهم الغالية فداءً لهذا الوطن لحماية
أراضيه.